عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-13, 04:50 PM   رقم المشاركة : 6
حـوريه البدر
مشرف سابق







حـوريه البدر غير متصل

حـوريه البدر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درة الايمان مشاهدة المشاركة
  
من علامات سقوط المخادعين
عند المحن والابتلاءات

لا يتأتى إيمان المرء إلا بأن يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره ، وذلك بأن تعلم بأنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وقد جعل الله لكل شيء علامة ، وعلامة المخادع والمنافق أن يسقط عند المحن ، فيفضحه الله ويجلِّي حقيقته للناس بعد أن قد اغتر به وبأقواله كثير من الناس ، فيشاء الله أن يجعل لكل شيء نهاية
وشاء الله تعالى أن تكون نهاية كل منافق أو كل متستر بالإيمان أن ينكشف عند حلول المحن واشتداد الأزمات وتتابع الابتلاءات .
ومَثَلُ هؤلاء كمثل من قال الله فيهم ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )). أي : ومنهم من يعبده تعالى على طرف من الدين ، لا في وسطه وقلبه . وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم ، لا على سكون وطمأنينة . كالذي ينحرف إلى طرف الجيش . فإن أحسّ بظفر وغنيمة قرّ وإِلّا فَرَّ . (قاله القاسمي / محاسن التأويل )
وهذا حال كثير من منافقي هذا الزمان إذ أنهم إذا أنعم الله عليهم بالمال والخير الوفير شكر في الإسلام وأشاد به، وإن أصابته فاقة في المال والولد تهجم على الدين وأهله، ولجأ إلي معصية الله ورسوله ،فحاله حال من قال الله تعالي فيهم: (فَأَمَّا الإنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ))، وكذا حالهم حال من قال الله فيه ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ )) أي : جعل ما يصيبه في الصرف عن الإيمان من ضروب الإيذاء ، بسببه ، مثل عذاب الله في الشدة والهول ، فيرتد عن الدين . مع أن مقتضى إيمانه أن يصبر ويتشجع ويتلقى ما يناله في الله بالرضا ، يرى العذاب فيه عذوبة والمحنة منحة . فإن العاقبة للتقوى وسعادة الدارين لأهلها .( قاله القاسمي / محاسن التأويل )
ففي هذه الابتلاءات والشدائد والمحن تتكشف الحقائق وتتجلى النوايا ، فيظهر الذين يثبتون من الذين ينزلقون ويسقطون ، وهذا أحد فوائد الابتلاءات والمحن التمييز بين الصادق والكاذب وبين الذين يناصرون الدعوة حقيقة وبين الذين يتخلون عنها في وقت الشدة؛ فإن هناك أناساً يقولون: نحن مع الدعوة و جند من جنودها، وربما قالوا للدعاة: نحن معكم، فإذا جاء الجِدُّ فضحت سريرتهم، وبانوا على حالهم ورحم الله القائل: جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي
كما أن من فوائد المحن والابتلاءات إظهار حقائق الناس ومعادنهم، فإن الناس أصناف عدة فيهم القوي، وفيهم الضعيف، وفيهم شخصيات عزيزة وفيهم شخصيات ذليلة سيئة، فالابتلاء يظهر الحقائق، والمعادن فإن هناك أناس لا يعرف فضلهم إلا في المحنة، وآخرين لا يعرف سوؤهم ودناءتهم إلا في المحنة.
فهاهو أبو بكر الصديق رضي الله استحق لقب الصديق ، وزادت منزلته وظهر شرفه في قصة حادثة الإسراء والمعراج وذلك حين جاءت قريش إليه يقولون له: انظر ماذا يقول صاحبك، أتصدقه بأنه أتى الشام في ليلة واحدة ثم رجع إلى مكة. فقال: نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء .
ومن فوائد المحن أيضا أنها تظهر الصديق من العدو وتُعَرِّف الإنسان محبيه من مبغضيه فيظهرون وقت الشدة، أما المحب فيقف بجانبك منصفاً، وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً، والشماتة ليست من خلق المسلم وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة، والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل.

كتبه أبو هاني / نصرالدين بلقاسم (الجزائري)
/منتديات تبسة الاسلامية/

نعـــم هو كـــــــذلك جزى الله الناقل والكاتبـــــــــ...






التوقيع :
اللهـــم أعــــز الإسلام والمسلميـــن
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
من مواضيعي في المنتدى
»» فِرق إنشادية للفتيات وتوسع في النشيد وتحايل على المجتمع .؟!
»» لعــن أعداء آل البيت أكثر ثـــواب من الصلاة على محمد وآل محمد
»» مصر لـــن تُحكم إلا بشرع الله سواءً بحـــازم أو بدونــه..
»» الشيخ الحواشي يكبر عبر مكبرات الجامع فيردد الناس في السوق خلفه
»» رسالــه إلى دُعاتنـــا وطلبــة العلم الشرعي عبــر الفضائيات ...!