عقيدة الإسماعيلية في صلاة الجمعة :
خالفت الإسماعيلية كعادتها المسلمين في صلاة الجمعة من حيث الوجوب والكيفية ، فهم لا يقيمون الجمعة كبقية المسلمين ، بحجة أنها لا تصح إلا خلف إمام عادل . ولذلك يصلونها ظهراً أربع ركعات وبدون خطبة .
ولا شك ان ذلك تعطيل لهذه الفريضة العظيمة ، فزعمهم بأن الجمعة لا تصلى إلا خلف إمام عادل شرط باطل ، لم يشترطه الله عز وجل ولا رسوله عليه الصلاة السلام ، وإنما جاء به أئمة هذا المعتقد ودعاتهم لتعطيل الشريعة وصد الناس عن اتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
أخي الكريم : لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان يقيمون صلاة الجمعة ، وكان عليه الصلاة والسلام يحذر الناس من تركها والتهاون بها ، كما في قوله (( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين )) .
فإذا كان هذا حال من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات ، فما هو حال من تركها بالكلية ؟ بل كيف يدعي مسلم أنه متبع للنبي عليه الصلاة والسلام ، وهو تارك لهذه الفريضة ؟
أخي الكريم : وإن المسلم ليتسأل ما هو حال أتباع هذا المعتقد وعذرهم أمام الله ، والأكثر منهم يمضي عليه يوم الجمعة فلا يكون له مزية عنده على غيره من الأيام ولا يصلي الجمعة كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن البعض منهم وللأسف مات ولم يصليها مع المسلمين قط بسبب التبعية العمياء والعصبية المقيته التي ليست على هدى ، نسأل الله العافية .
إن الخير كل الخير في التمسك بكتاب الله واتباع ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، وترك الابتداع في دين الله ، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ))