عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-09, 02:41 PM   رقم المشاركة : 3
أبو فهد السني
عضو ذهبي







أبو فهد السني غير متصل

أبو فهد السني is on a distinguished road


النقطة الاولى :


هل حديث ( قاتل عمار وسالبه في النار ) حديث صحيح بالاتفاق؟
-

النقطة الثانية :


هل ثبت بالدليل الصحيح ان ابا الغادية ممن بايع بيعة الرضوان ؟
-

النقطة الثالثة :


هل ثبت بالدليل الصحيح ان ابا الغادية هو قاتل عمار؟
-



نقطة مهمة جدا


ان اقوال العلماء رحهمهم الله ان وافقت الحق اخذنا بها..وان اجتهدوا واخطؤوا وهم غير معصومين اصلا لم ناخذ بها
وليس هذا طعنا فيهم بل هذا اصلا تطبيقا لكلامهم انفسهم
ومن المفيد جدا ان نضع بين يدي القارئ هذه المقدمة المهمة
وكي نختصر ولا نطيل عليكم

نذكر ماذكره الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في كتابه صفة الصلاة رقم الصفحة : 45

أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها

ومن المفيد أن نسوق هنا ما وقفنا عليه منها أو بعضها لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء والله عز وجل يقول :
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون

أبو حنيفة رحمه الله

فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :


( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) .

( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )

-
( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) .

( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6 / 293 )

-
وفي رواية :

( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )

زاد في رواية :

( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا )

وفي أخرى :

( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد )

-

( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) .

( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )

-

مالك بن أنس رحمه الله

وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :

( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه )

( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )

-

2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) .

( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )

-

قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع .

( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )

-

الشافعي رحمه الله

وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب

وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :

( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) .

( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3 )

-

( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) .

( الفلاني ص 68 )

-

( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) .

وفي رواية

( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) .

( النووي في المجموع 1 / 63 )

-

( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) .

( النووي 1 / 63 )

-

( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) .

( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8 / 1 )

-

( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) .

( أبو نعيم في الحلية 9 / 107 )

-

( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) .

( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 10 / 1 )

-

( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني )

( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 9 / 2 )

( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) .

( ابن أبي حاتم 93 - 94 )

-

أحمد بن حنبل رحمه الله

وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :

( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) .

( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302 )

-

وفي رواية :

( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير )

وقال مرة :

( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) .

( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )

-

( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) .

( ابن عبد البر في الجامع 2 / 149 )

-

( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) .

( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )

تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدم

المتحصل

ان العلماء المتقدمين والمتاخرين يشملهم الكلام السابق فمثلا
اذا وجدنا الالباني حسن حديث او صححه وضعفه غيره من المحققين وكان الحق مع من ضعفه فناخذ به وليس هذا طعنا في الالباني رحمه الله..وكذلك الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله قد يخالف الالباني في حديث صحة وضعفا..وترجيح احد الرايين لايعني الطعن في احدهما..وعلى هذا فقس!!



***


القنطة الاولى

هل ثبت حديث [ قاتل عمار وسالبه في النار] بالاتفاق ؟ وماهو الراجح صحته ام ضعفه ؟



راي الشيخ الالباني رحمه الله تعالى :


---------------------------------------------------------------------

2008 - " قاتل عمار و سالبه في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 18 :
رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 75 / 1 - 2 ) عن ليث عن
مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط . لكن لم ينفرد
به ، فقال عبد الرحمن بن المبارك : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد
به . أخرجه الحاكم ( 3 / 387 ) و قال : " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو
ثقة مأمون ، فإذا كان محفوظا ، فإنه صحيح على شرط الشيخين " .
قلت : له طريق أخرى ، فقال الإمام أحمد ( 4 / 198 ) و ابن سعد في " الطبقات " (
3 / 260 - 261 ) و السياق له : أخبرنا عثمان بن مسلم قال : أخبرنا حماد بن سلمة
قال : أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال : " سمعت عمار بن ياسر
يقع في عثمان يشتمه بالمدينة ، قال : فتوعدته بالقتل ، قلت : لئن أمكنني الله
منك لأفعلن ، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس ، فقيل : هذا عمار ،
فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين ، قال : فحملت عليه فطعنته في ركبته ،
قال ، فوقع فقتلته ، فقيل : قتلت عمار بن ياسر ؟ ! و أخبر عمرو بن العاص ، فقال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ، فقيل لعمرو بن العاص :
هو ذا أنت تقاتله ؟ فقال : إنما قال : قاتله و سالبه " .
قلت : و هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم ، و أبو الغادية هو الجهني و هو
صحابي كما أثبت ذلك جمع ، و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن
ساق الحديث ، و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار : " و الظن بالصحابة في تلك الحروب
أنه كانوا فيها متأولين ، و للمجتهد المخطىء أجر ، و إذا ثبت هذا في حق آحاد
الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " .
و أقول : هذا حق ، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض
القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة ، إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل
لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قاتل
عمار في النار " ! فالصواب أن يقال : إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع
على خلافها ، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث
الصحيح بها . و الله أعلم . و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن
أحمد في " زوائد المسند " ( 4 / 76 ) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال : " كنا
بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، قال : فإذا عنده رجل يقال له
: أبو الغادية ، استسقى ماء ، فأتي بإناء مفضض ، فأبى أن يشرب ، و ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم ، فذكر هذا الحديث : لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك
ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض <1> . فإذا رجلا يسب فلانا ، فقلت : والله
لئن أمكنني الله منك في كتيبة ، فلما كان يوم صفين ، إذا أنا به و عليه درع ،
قال : ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع ، فطعنته ، فقتلته ، فإذا هو عمار بن
ياسر ! قال : قلت : و أي يد كفتاه ، يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار
ابن ياسر ؟ ! " .
قلت : و إسناده صحيح أيضا . و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر
المرادي عن أبي الغادية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. أخرجه ابن عدي ( 85 / 1 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 421 ) .
قلت : و هذا من تخاليط الحسن بن دينار ، فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية
السابقة .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و كذلك هو في نقل " المجمع " ( 7 / 244 ) عنه ، و الكلام غير
متصل . اهـ .

-----------------------------------------------------------------------


*****


راي الشيخ السعد حفظه الله تعالى


---------------------------------------------------------

مقدمة الشيخ عبدالله السعد على كتاب الإبانة في الدفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم

وأما أبو الغادية الجهني فثبت أنه قتل عمار بن ياسر ، فقد أخرج عبد الله بن أحمد (4/76) من طريق ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية فذكر قصة قتله لعمار.

وأخرجه البخاري في الأوسط (1/189) من طريق ابن عون به ، وأخرج ابن سعد في الطبقات (3/260) قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية بالقصة ، وأخرج الطبراني في الكبير (22/363) ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قال ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم ثنا أبي قال كنت بواسط فذكر قصة قتله لعمار(15).

وأخرجه أيضاً (22/364) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال سمعت أبي فذكر القصة بنحو ما تقدم.

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1120) ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا مزيد(16) بن عامر الهنائي ثنا كلثوم بن جبر قال كنت بواسط فذكر ما تقدم.

وأخرجه البخاري في الأوسط (1/188) ثنا حرمي بن حفص ثنا مرثد بن عامر به و(1/271) ثنا قتيبة ثنا مرثد به.

قلت: هذه القصة تدور على كلثوم بن جبر وقد وثقه الجمهور وقال النسائي عنه: ليس بالقوي والإسناد إلى كلثوم صحيح ، وقد جاء من طرق عنه كما تقدم وتابعه عند ابن سعد أبو حفص ولا أدري من هو.
وهناك جمع ممن يكنّى بهذه الكنية ولكن لم أقف على أحد منهم وذُكر أنه يروي عن أبي الغادية وعنه حماد بن سلمة(17).

وأما الشهادة له بالنار فقد أخرج أحمد (4/198) ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية قال: قتل عمار فأُخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن قاتله وسالبه في النار" فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله ، قال: إنما قال: قاتله وسالبه.

أخرج هذا ابن سعد في الطبقات بنفس الإسناد كما تقدم ، وهذا صحيح إلى أبي الغادية كما تقدم ، لكن قوله: فأخبر عمرو بن العاص … هل يرويه أبو الغادية عن عمرو أو هو من رواية كلثوم بن جبر عن عمرو بن العاص ؟ فإن كان الأول فهو صحيح كما تقدم وإن كان الثاني وهو الأقرب لأن فيه: فأُخبر عمرو ، وفيه أيضاً قيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله. كأن هذا يفيد أن أبا الغادية لا يرويه عن عمرو ولذلك قال الذهبي في السير (2/544): إسناده فيه انقطاع.

ولعله يقصد بالانقطاع هو ما تقدم لأن كلثوم بن جبر لا يعرف له سماع من عمرو وإنما يروي عن صغار الصحابة ومن تأخرت وفاته منهم ، بل يروي عن التابعين ، وأبو الغادية يظهر أنه ممن تأخرت وفاته لأن البخاري في تاريخه ذكر أبا الغادية فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين ، وذكره أيضاً فيمن مات ما بين التسعين إلى المائة ولذلك قال أبو الفضل بن حجر في تعجيل المنفعة 2/520: وعُمِّر عمراً طويلاً . اهـ. وكلثوم صرح بسماعه من أبي الغادية كما تقدم.

طريق آخر:

قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (803): ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا معتمر بن سليمان سمعت ليثاً يحدث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أتى عمرو بن العاص رجلان يختصمان في أمر عمار وسلبه فقال: خلياه واتركاه فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم أولعت قريش بعمار ، قاتل عمار وسالبه في النار".

وأخرجه الطبراني في الكبير من طريق ليث كما في مجمع الزوائد (9/297) فقد قال الهيثمي: وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف وقد اختلط وضعفه أكثر أهل العلم ولكن يكتب حديثه.


أما من جهة المتن فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.

وقد أخرج هذا الحديث الحاكم (3/387) في المستدرك عن محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد به.

قال الحاكم: تفرد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون عن معتمر عن أبيه ، فإن كان محفوظاً فإنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وإنما رواه الناس عن معتمر عن ليث عن مجاهد. اهـ.

قلت: الصواب هو أنه من رواية ليث عن مجاهد ، وأما رواية عبد الرحمن بن المبارك فهي خطأ من جهتين:

1- أن الأكثر رووه عن معتمر عن ليث كما قال الحاكم(1).

2- أن عبد الرحمن سلك الجادة في حديث معتمر فرواه عن أبيه لأن كثيراً ما يروي معتمر عن أبيه ، ومن المعلوم عند الحفاظ أن من خالف الجادة يقدم على من سلكها لأن هذا يدل على حفظه.


وأما من حيث المتن فقد جاءت هذه القصة من طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو من روايته هو ومن رواية أبيه وليس فيها: قاتل عمار وسالبه في النار.


فقد أخرج أحمد (2/164 ، 206) ثنا يزيد أنا العوام ثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري(2) قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل منهما أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تقتله الفئة الباغية .." وأخرجه ابن سعد (3/253) والبخاري في التاريخ (3/39) والنسائي في الخصائص (164) كلهم من طريق يزيد به ، وقال الذهبي في المعجم المختص بالمحدثين من شيوخه بعد أن رواه ص 96: إسناده جيد فإن الأسود هذا وثقه ابن معين. اهـ.

رواه البخاري في التاريخ (3/39) والنسائي في الخصائص (165) وأبو نعيم في الحلية (7/198) كلهم من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن العوام عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد به.

قلت: الإسناد الأول أقرب لأمرين:

1- شعبة قد يخطئ في الأسماء كما هو معروف.

2- أن يزيد بن هارون معه في هذا الخبر زيادة علم لأنه سمّى شيخ العوام بخلاف شعبة مع أن هذا الاختلاف ليس بالكبير ، والرجل الذي من شيبان هو العنزي السابق ، وشيبان وعنزة يلتقيان في أسد بن ربيعة بن نزار ، شيبان داخله في عنزة الآن - فيما أعلم - لأن أكثر ربيعة داخله الآن تحت عنزة ولعل هذا من قديم جداً كما قد يدل عليه قول شعبة: رجل من بني شيبان(1) وجاء منسوباً إلى عنزة في رواية يزيد بن هارون مع أن هذا المكان ليس موضع الكلام على هذا الإسناد وتحقيقه وإنما المقصود بيان مخالفة الروايات لرواية ليث بن أبي سليم.

وأخرج ابن سعد 3/253 في الطبقات أنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث قال: إنني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص فقال عبد الله بن عمرو: يا أبت ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار: "ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية " فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟.

وأخرجه أحمد 2/206 من طريق الأعمش به ، والنسائي في الخصائص 166-168 وذكر الاختلاف في هذا الحديث وجاء نحو هذه القصة من طرق أخرى. ينظر الطبقات 3/253 والحاكم 3/386،387 ومجمع الزوائد 9/297 وغيرها.

والشاهد مما تقدم أن هذه الطرق ليس فيها ما جاء في رواية ليث إلا ما جاء في رواية أخرجها الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن عمرو وفيها مسلم الملائي وهو ضعيف قاله الهيثمي في المجمع 9/297.
حديث آخر: قال ابن سعد في الطبقات 3/251: أخبرنا إسحاق بن الأزرق أخبرنا عوف بن الأعرابي عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول: " تقتل عمارأ الفئة الباغية " قال عوف: ولا أحسبه إلا قال: وقاتله في النار. اهـ.

قلت: هذه الزيادة لا تصح بل هي منكرة لأمرين:

1- أن هذا الحديث جاء من طرق كثيرة من غير طريق عوف الأعرابي من حديث الحسن عن أمه عن أم سلمة عند مسلم وأحمد والطيالسي وابن سعد والبيهقي في السنن والدلائل والنسائي في الكبرى والطبرني في الكبير وأبو يعلى وابن حبان والبغوي في مسند علي بن الجعد والبغوي صاحب شرح السنة وليس فيها هذه الزيادة. بل أخرج الطبراني (23/363) في الكبير من حديث عثمان بن الهيثم وهوذة بن خليفة كلاهما عن عوف به وليس فيه هذه الزيادة.

والحديث أيضاً جاء عن صحابة آخرين ولا أعلم أنه جاء فيه هذه الزيادة.


2- أن عوفاً شك في هذه الزيادة كما تقدم فكل هذا مما يبين نكارة هذه الزيادة وعدم صحتها.
طريق آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/259 والحاكم في المستدرك 3/385،386 من طريق محمد بن عمر وهو الواقدي ثني عبد الله(1) بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمرو بن العاص أنه قال لمن اختصم في قتل عمار: والله إن يختصمان إلا في النار. اهـ.

وهذا موقوف ومحمد بن عمر كما تقدم هو الواقدي.

والخلاصة أن الحديث المرفوع وهو " قاتل عمار في النار " في ثبوته نظر. والله أعلم.

وأما قصة قتل عمار من قبل أبي الغادية فهذا ثابت ولا شك أن هذا ذنب كبير ولكن لم يقل أحد إن الصحابة لا يذنبون ولا يقعون في الكبائر بل قال تعالى عن آدم عليه السلام: { وعصى آدم ربه فغوى } [طه: 121] ، وقال تعالى عن الأبوين { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [الأعراف: 23] إلى غير ذلك.

•وبهذا يجاب عن كركرة الذي كان على ثُقل النبي- صلى الله عليه وسلم - فمات فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " هو في النار ". فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلّها. أخرجه البخاري في صحيحه 2074.


----------------------------------------------------------



اقول والمتحصل من هذا ان الحديث لايثبت وكلام الشيخ الالباني رحمه الله اجتهاد منه خالفه فيه غيره من العلماء والصواب مع من خالفه

ومن ظن ان عدم الاخذ بقول الالباني واخذ قول غيره ان وافق الصواب والحق يعد طعنا فيه فقد اخطا واضحك الناس عليه...الستم ترون ان البهبهودي يضعف احاديث صححها المجلسي في مراة العقول ...وارجع الى ماقررنا ه في اول البحث من الاخذ باقوال العلماء واخذ الصواب ورد ماخالف



***




النقطة الثانية :


هل ثبت بالدليل الصحيح ان ابا الغادية من اهل بيعة الرضوان ؟


قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في

منهاج السنة النبوية ج6/ص205

هؤلاء المشهود لهم بالجنة والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وقد((( قيل ))) إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم

فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة وأما عثمان وعلي وطلحة والزبير فهم أجل قدرا من غيرهم ولو كان منهم ما كان فنحن لا نشهد أن الواحد من هؤلاء لا يذنب بل الذي نشهد به أن الواحد من هؤلاء إذا أذنب فإن الله لا يعذبه في الآخرة ولا يدخله النار بل يدخله الجنة بلا ريب وعقوبة الآخر تزول عنه إما بتوبة منه وأما بحسناته الكثيرة وإما بمصائبه المكفرة وأما بغير ذلك كما قد بسطناه في موضعه

فإن الذنوب مطلقا من جميع المؤمنين هي سبب العذاب لكن العقوبة بها في الآخرة في جهنم تندفع بنحو عشرة أسباب


***

وكذلك :

منهاج السنة النبوية ج6/ص333

وأما معاوية فلم يقاتل معه من السابقين الأولين المشهورين أحد بل كان مع علي بعض السابقين ولم يكن مع معاوية أحد وأكثرهم اعتزلوا الفتنة

و(((( قيل )))) كان مع معاوية بعض السابقين الأولين وإن قاتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وكان ممن بايع تحت الشجرة وهم السابقون الأولون ذكر ذلك ابن حزم وغيره
**

منهاج السنة النبوية ج7/ص55-56

و قد (((( قيل ))))) أن بعض السابقين الألين قاتلوه و ذكر ابن حزم أن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية و أن أبا الغادية هذا من السابقين ممن بايع تحت الشجرة

***

الخلاصة


نلاحظ فيما سبق ان ابن حزم رحمه الله تعالى هو الذي قال انه ممن بايع تحت الشجرة

فاين الدليل الصحيح الذي استند عليه ابن حزم؟

وراجعوا ماقررناه في بداية البحث من الكلام حول اقوال الرجال

فكون ابن حزم عالم لايعني اننا لانطالبه بالدليل واننا نسلم له بكل ماقال فهو ليس بمعصوم


هذا اولا


وثانيا :

شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر ذلك على صيغة تمريض

لاحظوا كلمة ( قــــيـــــل ) هذه صيغة تمريض...فلم يجزم شيخ الاسلام بما قاله ابن حزم بل نقله بهذه الصيغة

وكذلك جاء في كلامه رحمه الله تعالى ( ان كان ) وهذه مثل قوله تعالى ( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين ) فهل معناه ان للرحمن ولد ؟...الجواب لا



وعلى هذا فاين الدليل الصحيح انه ممن بايع بيعة الرضوان ...؟

***




النقطة الثالثة :

هل ثبت بالدليل الصحيح ان ابا الغادية هو قاتل عمار؟

قال الشيخ سعود اليامي حفظه الله تعالى :

« أبو الغادية هو يسار بن سبع. قال ابن معين: أبو الغادية الجهني قاتل عمار له صحبة، وقال البخاري - أي أبو الغادية الجهني له صحبة وزاد: سمع من النبي وتبعه أبو حاتم .
قال الذهبي « من وجوه العرب وفرسان أهل الشام يقال شهد الحديبية وله أحاديث مسندة» (سير أعلام النبلاء2/544).

أخرج الحاكم في المستدرك4/198 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار بن ياسر وسلبه. فقال عمرو: خليا عنه، فإني سمعت رسول الله ( يقول : اللهم أولعت قريش بعمار، إن قاتل عمار وسالبه، في النار».

قال الحاكم « وتفرد به عبد الرحمن بن المبارك، وهو ثقة مأمون، عن معتمر، عن أبيه فإن كان محفوظا، فإنه صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وإنما رواه الناس، عن معتمر، عن ليث، عن مجاهد».
قلت : إسناده صحيح .

ورواه ابن أبي حاتم في العلل ( 2/421) وابن عدي في )الكامل(2/714 قال أنا القاسم بن الليث الرسعني وعبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى حدثنا الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله ( يقول: قاتل عمار في النار وهو الذي قتل عمار. قال ابن عدي « وهذا الحديث لا يعرف إلا بالحسن بن دينار من هذا الطريق أبو الغادية اسمه يسار بن سبع».

قلت: الحسن بن دينار. قال ابن حبان « تركه وكيع وابن المبارك، فأما أحمد ويحيى فكانا يكذبانه» (لسان الميزان (2/256) وقال الفلاس « أجمع أهل العلم بالحديث أنه لا يروى عن الحسن بن دينار» (لسان الميزان2/256) وقال أبو حاتم « متروك الحديث كذاب» وقال ابن عدي « وقد أجمع من تكلم في الرجال على تضعيفه» وقال أبو خيثمة « كذاب» وقال أبو داود « ليس بشيء» وقال النسائي « ليس بثقة ولا يكتب حديثه» (لسان الميزان 2/257)).

ورواه أحمد في (المسند4/198) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال:
« قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله إنما قاتل قاتله وسالبه».

قلت: إسناده صحيح، وتابع ابن سعد الإمام أحمد متابعة تامة في إسناده ولكنه خالفه مخالفة منكرة في المتن. فقد رواه ابن سعد في الطبقات4/198 قال « حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال« سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن.. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس فقيل هذا عمار فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال فحملتُ عليه فطعنته في ركبته قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو بن العاص هو ذا أنت تقاتله فقال: إنما قال قاتله وسالبه».

قلت: وهذه الزيادة - وهي قتل أبي الغادية لعمار- منكرة ولا تصح، وخالف فيها ابن سعد الإمام أحمد، فقد أعرض الإمام أحمد عن هذه الزيادة المنكرة، والإمام أحمد قال عنه الحافظ في التقريب « أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجة» وابن سعد قال عنه الحافظ في التقريب « صدوق فاضل».

وقد ضعفها الإمام الذهبي في السير (2/544) وقال: « إسناده فيه انقطاع».

كما أن متنه لا يخلو من نكارة فعمار بن ياسر رضي الله عنه يشتم عثمان رضي الله عنه وفي المدينة، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: « ما خُير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما») رواه الترمذي3799) وابن ماجة (146) وأحمد ( 6/113) وهو صحيح.

وروى عبد الله في ( زوائد المسند4/76 قال حدثني أبو موسى العنزي محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال « كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية استسقى ماء فأتى بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم..». فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا شك ابن أبي عدي يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل سب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال قلت وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر»؟

وفي التاريخ الأوسط للبخاري (1/380) حدثنا عبد الله حدثنا محمد حدثنا قتيبة ثنا مرثد بن عامر العنائي حدثني كلثوم بن جبر قال « كنت بواسط القصب في منزل عنبسة بن سعد القرشي وفينا عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي فدخل أبو غادية قاتل عمار بصفين».

وأخرج الطبراني في الكبير 22/363 ( 912) حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم ثنا أبي قال كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فقال: « الآذان هذا أبو غادية الجهني فقال عبد الأعلى أدخلوه فدخل وعليه مقطعات له رجل طول ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة فلما أن قعد قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يمينك قال نعم خطبنا يوم العقبة فقال « يأيها الناس ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟ قالوا نعم قال: اللهم اشهد. قال « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض قال: وكنا نعد عمار بن ياسر من خيارنا قال فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان من الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فعثر فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا هو رأس عمار قال يقول مولى لنا أي كفتاه قال فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عماراً».

وأخرجه الطبراني 22/364 ( 913) قال ثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال سمعت أبي قال كنا عند عنبسة بن سعيد فركبت يوما إلى الحجاج فأتاه رجل يقال له أبو غادية الجهني يقول وشهدت خطبته يوم العقبة « إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض حتى إذا كان يوم أحيط بعثمان سمعت رجلا وهو يقول « ألا لا تقتل هذا فنظرت إليه فإذا هو عمار فلولا من كان من خلفه من أصحابه لوطنت بطنه فقلت: اللهم إن تشاء أن يلقينيه فلما كان يوم صفين إذا أنا برجل شر يقود كتيبة راجلا فنظرت إلى الدرع فانكسف عن ركبته فأطعنه فإذا هو عمار».

قلت: لا تصح في سندها عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر مجهول فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل6/276. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأورده البخاري في (التاريخ الكبير6/71 ترجمة1742) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال عنه ابن حجر في (التقريب)« مقبول».

لا شك أن سكوت البخاري وابن أبي حاتم عنه وإتيان هذا الراوي بحديث فيه نكارة لا يقبل لأنه يعارض تعديل الله لأصحاب النبي. وتعديل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز دفع هذه النقول المتواترة في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقل وأثر فيه نكارة و راويه مجهول الحال لا نعلم عدالته.

- ... فنحن عندنا اليقين وهو عدالة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقدح بهذا الأصل أثر مشكوك في صحته بل فكيف إذا كان هذا الأثر ضعيفا منكرا!.

- ... ثم كيف يروي هذا الصحابي حديث « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» ثم هو يقتل عمارا؟
لذلك قال عبد الأعلى رواي الحديث بعد أن ساق الرواية « فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عماراً.

يجب التثبت والتحقق فيما نقل عن الصحابة وهم سادة المؤمنين قال تعالى ( يها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين(.

فلا يجوز أن نتأول ونبحث عن المخارج لهذا الخبر المنكر بل نقول أثبت العرش ثم انقش.

- ... ثم إن من عقيدتنا إذا دعت الضرورة إلى ذكر معايب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلا بد أن يقترن بذلك منزلة الصحابي من توبته أو جهاده وسابقته، فمن الظلم أن نذكر زلة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه دون ذكر توبته التي لو تابها صاحب مكس لقبلها.

ملاحظة :

- ... لا يلتفت إلى ما قاله ابن حجر في ترجمة أبي الغادية في « الإصابة » وجزم ابن معين بأنه قاتل عمار.

- ... لم نجد رواية ثابتة جاءت من طريق صحيح لإثبات قتل أبي الغادية لعمار


وهو ما أكده شيخ الإسلام ابن تيمية: «لا بد من ذكر الإسناد أولاً فلو أراد إنسان أن يحتج بنقل لا يعرف إسناده في جزرة بقل لم يقبل منه، فكيف يحتج به في مسائل الأصول» (منهاج السنة النبوية8/110).

والإسناد من الدين كما قال عبد الله بن المبارك «الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء» (مقدمة صحيح مسلم). وقال سفيان الثوري «الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل» (مقدمة المجروحين1/27). وهناك أحاديث في (الإصابة7/259-260) مهمة جدا في هذا الشأن.


-----------------



اشكال وجواب




الاشكال الاول

لعل قائل يقول : كيف تضعفون حديثا صححه الالباني او حسنه ؟؟ هل انتم اعلم منه هل هو يكذب على الناس هل وهل وهل..الخ!!؟؟


والجواب :

الوجه الاول

ان يقال :سبق بيان اقوال العلماء رحمهم الله في رد كلامهم ان خالف السنة او كان مرتكزا على حديث لا يثبت وبذلك فان رد كلامه هو من طاعته لانه امرنا بذلك

الوجه الثاني :

ان كان تضعيف حديث صححه عالم طعنا ولمزا فيه لزمكم الطعن في علمائكم ايها الاثني عشرية

فان قال قائل : وكيف؟

قلنا : لقد الف العالم الشيعي الاثني عشري المجلسي كتابا سماه ( مرآة العقول ) وحكم فيه على روايات كتاب لم يؤلف للامامية مثله من عظمه

فكان يعلق على الرواية بالصحة مثلا

بينما نجد العالم الشيعي الاثني عشري الآخر وهو البهبهودي يضعف حديثا صححه المجلسي او حسنه!!!!!

فهل تضعيف البهبهودي لرواية صححها المجلسي يعد لمزا وطعنا فيه او اتهاما للمجلسي بالكذب على الناس !!؟؟

اذا لاحجة لكم في ماقلتموه بل هو حجة لنا عليكم



***




الاشكال الثاني

كيف تنكرون هذه الحادثة والامر مشهور كنار على علم !!!

والجواب عن هذا :

الوجه الاول :

ماذا يقصد صاحب هذا الاشكال بقوله ( مشهور ) فلابد من التفصيل منه

الوجه الثاني :

هل كل ( مشهور) = ( صحيح)..؟

الجواب : لا

فهناك احاديث مشهورة ومع هذا ضعيفة

مثال ذلك اثر ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمال ..) الاثر بمعناه موجود في كتاب صحيح السيرة للشيخ الالباني رحمه الله

ومع ذلك يقول : ضعيف على شهرته

الوجه الثالث :

كم من رواية في الكافي للكليني يعلق عليها المجلسي

بقوله : ضعيف على المشهور معتبر عندي

فانظروا كيف خالف المشهور واعتبر هذه الرواية !!

ولسنا هنا لكي نقول ان فعله صحيح ام لا..بل لنبين للمعترض ان ماينكره علينا قد دونه كبار علمائه


***



الاشكال الثالث

كيف تستنكرون الاخذ باقوال الرجال وانتم تستدلون بها؟

والجواب :

اننا لم ننكر ان يستدل احد باقوال الرجال اذا وافقت الدليل الصحيح فالاشكال ساقط راسا على عقب
انما ننكر التعصب الممقوت دون دليل او دليل ضعيف

وراجع كتاب ( رفع الملام عن ائمة الاعلام )



****

واخيرا

لو سلمنا جدلا لمخالفينا بصحة كل ماقالوه

فهو يندرج تحت هذا الموضوع


http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=11958











التوقيع :
دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فإذا هو بِرَجُلٍ قد قضى صلاته وهو يتشهد ، وهو يقول : اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم . فقال : " قد غُفِرَ له. قد غُفِر له " ثلاثا .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وصححه الألباني والأرنؤوط

من مواضيعي في المنتدى
»» شيعي 111 / تعال نتناقش حول تأسيس الاصول في دينكم
»» حوار من الرافضه في قضية فدك
»» تقي الدين السني .. حارق دم الروافض .. ادخل وشوف
»» وا صويلحاه مرشد الثورة شاذ
»» تم طردي من منتدى رافضة الحسين بدون سبب