عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-11, 08:28 PM   رقم المشاركة : 1
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


Smile حديث (( عرض السنة على القرآن )) دراسةً وتوضيحاً .. !!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد / فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلال وكل ضلالة في النار , أما وقد دأب المنكرين للسنة والليبرالين للطعن في حجية السنة النبوية , سواءٌ أكان ذلك بالإعتماد على " الأخبار الضعيفة " أو " العقل والفلسفة " في فهم النصوص والأمثلة على ذلك كثيرة حتى بلغت ما بلغت من الضعف العلمي فضلاً عن الضعف الحواري فيها , إلا أن السنة بلغةُ الحجة قوية بإذنه جل في علاه , وليت شعري كيف ياتي من يقول عن نفسهِ أنه " مسلم " ويأتي ليشكك بالسنة الكريمة , والتي عرفَ المسلم أن القرآن كلام الله عز وجل " من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم " وإن المنكرين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم إستدلوا ببعض الأحاديث لأنكار حجيتها منها ..

* الحديث (( موضع الشبهة )) .
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فأنا قلته ، وما خالفه فلم أقله » .

قلتُ : أخرجهُ البيهقي في السنن ومعرفة الآثار (1/8) : " قال الشافعي فقلت له : ما روى هذا أحد يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير ، فيقال لنا : قد ثبتم حديث من روى هذا في شيء ، قال : وهذه أيضا رواية منقطعة عن رجل مجهول ، ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية في شيء وكأنه أراد " وإبن بطة في الإبانة الكبرى (1/109) : " قال ابن الساجي : قال أبي رحمه الله : هذا حديث موضوع عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : وبلغني عن علي بن المديني ، أنه قال : ليس لهذا الحديث أصل ، والزنادقة وضعت هذا الحديث قال الشيخ : « وصدق ابن الساجي ، وابن المديني رحمهما الله ، لأن هذا الحديث كتاب الله يخالفه ، ويكذب قائله وواضعه ، والحديث الصحيح ، والسنة الماضية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترده قال الله عز وجل : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (3) ) » والذي أمرنا الله عز وجل أن نسمع ونطيع ، ولا نضرب لمقالته عليه السلام المقاييس ، ولا نلتمس لها المخارج ، ولا نعارضها بالكتاب ، ولا بغيره ، ولكن نتلقاها بالإيمان والتصديق والتسليم إذا صحت بذلك الرواية . وأما السنة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم التي تخالف هذا الحديث الموضوع التي نقلها أهل العدالة والأمانة " أما الحديث الذي يثبت أن السنة حجة وماضية إلي هذا الوقت بحمد الله تعالى ما أخرجهُ أبو داود (4605) والترمذي (2663) وابن ماجة (13) عن أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ : لَا نَدْرِي ، مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ ، وإلا فَلاَ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره , وروى الترمذي (2664) وابن ماجة (12) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ . أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) , فلا نعرفُ كيف لجاهلٍ أن يتكلم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مستدلاً على إنكارها بالمنطق والعقل فالنقلُ يقدمُ دوماً .. وقد روي هذا الحديث بلفظ آخر موافق للفظ المذكور أعلاه فلا يصحُ الإعتمادُ عليه لأنهُ أصلاً لا يصح .

وقال إبن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (4/17) : " وهذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم فقالوا : نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء ونعتمد على ذلك ، قالوا : فلما عرضناه على كتاب الله عز وجل وجدناه مخالفا لكتاب الله ؛ لأنا لم نجد في كتاب الله ألا نقبل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله ، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسي به والأمر بطاعته ويحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال « أخبرنا محمد بن خليفة ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن سهل الأشناني ، ثنا الحسين بن علي بن الأسود ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن عمران بن حصين ، « أنه قال لرجل : إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله الظهر أربعا ، لا تجهر فيها بالقراءة ، ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسرا ، إن كتاب الله أبهم هذا وإن السنة تفسر ذلك » " وقد أورد إبن عبد البر من الأحاديث التي تثبت حجية السنة فضلاً عن ضعف الحديث المذكور الكثير وسنذكرها إن شاء الله .

محبة الرسول بين المحبة والإبتداع (1/161) : " إذ ظهرت في الأمة طوائف تنكر السنة كلها أو بعضها بدعوى الاستغناء عنها بالقرآن وكان من أوائلهم الخوارج والروافض والمعتزلة حيث أثر عن هذه الطوائف إنكار لبعض الأحكام التي وردت في السنة , وقد وجدت منهم عناصر في زمن الإمام الشافعي وناظر بعضهم (2) وتوالى ظهور من يدعو إلى مثل هذه الأفكار على مر التاريخ حتى عصرنا الحاضر ، إذ وجدت فرقة تسمت باسم (القرآنيين) ، قد ظهرت في الهند والباكتسان ، وسرت عدواها إلى مصر وغيرها من البلاد العربية , وتذهب هذه الفرقة إلى إنكار السنة وحجيتها بدعوى الاكتفاء بالقرآن ، واخترعوا دينا جديدا لا مرجع فيه إلى السنة . وإنما اعتمدوا على القرآن بزعمهم ، مدعين أن القرآن وحده كاف لإقامة الحياة الإسلامية وليست هناك حاجة إلى السنة , وبناء عل ذلك تأولوا- بأهوائهم- آيات القرآن بما يجعله شاملا للأحكام بتفاصيلها ، وراحوا يلتمسون من الشبهات ما يقوي بنيانهم ، ولو أننا استغنينا عن السنة لانهدم الدين من أساسه ولانفتح باب الزندقة على مصراعيه . وليس المقام هنا مقام الرد على هؤلاء الزنادقة ودحض شبهاتهم فقد اكتفيت فيه برد غيري " .

كما أن متن الحديث منكرٌ جداً قال السيوطي رحمه الله في مفتاح الجنان ( قال البيهقي باب بيان بطلان ما يحتج به بعض من رد الأخبار من الأخبار التي رواها بعض الضعفاء في عرض السنة على القرآن قال الشافعي احتج على بعض من رد الأخبار بما روى أن النبي عليه الصلاة و السلام قال ما جاءكم عني فأعرضوه على كتاب الله فما وافقه فأنا قلته وما خالفه فلم أقله فقلت له ما روى هذا أحد يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية في شيء , قال البيهقي أشار الإمام الشافعي إلى ما رواه خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى عليه السلام فصعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر فخطب الناس فقال إن الحديث , سيفشو عني فما أتاكم يوافق القرآن فهو عني وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني قال البيهقي خالد مجهول وأبو جعفر ليس بصحابي فالحديث منقطع وقال الشافعي وليس يخالف الحديث القرآن ولكن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين معنى ما أراد خاصا وعاما وناسخا ومنسوخا ثم يلزم الناس ما سن بفرض الله فمن قبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعن الله قبل , قال البيهقي وقد روى الحديث من أوجه أخر كلها ضعيفة ثم أخرج من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن الأصبع بن محمد بن أبي منصور أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحديث على ثلاث فأيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب الله فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني لا تجدون في القرآن موضعه ولا تعرفون موضعه فلا تقبلوه وأيما حديث بلغكم عني تقشعر منه جلودكم وتشمئز منه قلوبكم وتجدون في القرآن خلافه فردوه قال البيهقي وهذه رواية منقطعة عن رجل مجهول .

ثم أخرج بسنده من طريق عاصم بن أبي النجود عن زربن حبيش عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث فاعرضوا حديثهم على القرآن فما وافق القرآن فحدثوا به , وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به قال البيهقي قال الدارقطني هذا وهم والصواب عن عاصم عن زيد بن علي منقطعا قال بسنده من طريق بشر بن نمير عن حسين ابن عبد الله عن ابيه عن جده عن علي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنه سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم حديثا لا يضارع القرآن فلم أقله قال البيهقي هذا إسناد ضعيف لا يحتج بمثله حسين بن عبد الله بن ضميرة قال فيه ابن معين ليس بشيء وبشر بن نمير ليس بثقة ثم أخرج بسنده من طريق صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه سيأتيكم مني أحاديث مختلفة فما أتاكم موافقا لكتاب الله وسنتي فهو مني وما أتاكم مخالفا لكتاب الله وسنتي فليس مني قال البيهقي تفرد به صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف لا يحتج بحديثه قلت ومع ذلك فالحديث لنا لا علينا ألا ترى إلى قوله موافقا لكتاب الله وسنتي ) وبالجملة فإن هذه الأحاديث لا ترتقي لدرجة الحسن فضلاً عن ذكرها , فكانت أوهنُ حجج المتكلمين بحجية السنة هذه الأخبار الضعيفة الهالكة ..!!

قال الخطابي: وضعته الزنادقة ويدفعه قوله صلى الله عليه وسلم: (إني قد أوتيت الكتاب وما يعدله) ويروى: (أوتيت الكتاب ومثله معه).
وقد صنف ابن الجوزي في الموضوعات مجلدات، قال ابن الصلاح: أودع فيها كثيرا من الأحاديث الضعيفة مما لا دليل على وضعه وحقها أن تذكر في الأحاديث الضعيفة.
وللشيخ الحسن بن محمد الصغاني (الدر الملتقط في تبين الغلط).
وبرواية الدوري عن ابن معين سمعت يحيى يقول كان يحيى بن آدم يحدث بحديث بن أبي ذئب عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله وغير يحيى بن آدم يرسله . وبالتالي فإن الحديث لا يصحُ ليحتج بهِ على عرض السنة النبوية الكريمة على القرآن الكريم , لأن الثابت أن السنة هي وحيٌ إلهي من عند الله .. وهو مختلف على يحيى بن آدم في إسناده ومتنه اختلافا كثيرا يوجب الاضطراب، منهم من يذكر أبا هريرة، ومنهم من لا يذكره ويرسل الحديث، ومنهم من يقول في متنه: " إذا رويتم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله " وقال البخاري في " تاريخه ": ذكر أبي هريرة فيه وهم , كما وأن القرآن الكريم يثبتُ وضع هذا الحديث عند عرضهِ عليه كما سيتبين إن شاء الله تعالى .

كذا قال الصغاني . قلت : وقد سبقهما إلى نسبة وضعه إلى الزنادقة : يحيى بن معين ، كما حكاه عنه الذهبي ، على أن في هذا الحديث الموضوع نفسه ما يدل على رده ؛ لأنا إذا عرضناه على كتاب الله عز وجل خالفه ، ففي كتاب الله عز وجل ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ونحو هذا من الآيات .

كما وأن العجلوني تكلم في كشف الخفاء عن طرق هذا الحديث فقال : " لم يثبت فيه شئ ، وهذا الحديث من أوضع الموضوعات ، بل صح خلافه : ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه . وجاء في حديث آخر صحيح : لا ألفين أحدكم متكئا على متكأ يصل إليه عني حديث فيقول لا نجد هذا الحكم في القرآن ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه " أهـ .

كما وأن ذكر ابن حزم أسانيداً لهذا الحديث ، ولقد تتبع رحمه الله في كتابه ( الاحكام في اصول الأحكام ) جميع طرق الحديث وضعفها واحدة تلو الأخرى ، ومن المعروف أن ابن حزم لا يصحح الحديث بمجموع الطرق ، فهل تعدد الطرق التي ذكرها تصلح لأن يُنهض بها لتصحيح الحديث , فلا يصلحُ هذا الحديث عند الإحتجاج بهِ عند أهل الحديث لوهن هذا الحديث , وإن القرآن الكريم كما تقدم يسقط هذا الحديث , وقول العلماء بانهم عرضوا هذا الحديث على القرآن الكريم فوجدوا أنهُ موضوع , فكيف يستقيم الإحتجاج بهذا الحديث لأنكار السنة .

وهذا كلام إبن حزم رحمه الله تعالى في الحديث :
قال علي : وقد ذكر قوم لا يتقون الله عز وجل أحاديث في بعضها إبطال شرائع الإسلام وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإباحة الكذب عليه وهو ما حدثنا المهلب بن أبي صفرة حدثنا ابن مناس ثنا محمد بن مسرور القيرواني ثنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب أخبرني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم بحديث لا يضارع القرآن فلم أقله فإنما هو حسوة من النار .

قال أبو محمد الحسين بن عبد الله ساقط منهم بالزندقة وبه إلى ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن الأصبغ بن محمد أبي منصور أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحديث عني على ثلاث فأيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب الله تعالى فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني لا تجدون في القرآن ما تنكرونه به ولا تعرفون موضعه فيه فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني تقشعر منه جلودكم وتشمئز منه قلوبكم وتجدون في القرآن خلافه فردوه . قال أبو محمد هذا حديث مرسل والأصبغ مجهول .

حدثنا أحمد بن عمر ثنا ابن يعقوب ثنا ابن محلون ثنا المغامي ثنا عبد الملك بن حبيب عن مطرف بن عبد الله عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه لا يمسك الناس علي شيئا لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه ، وهذا مرسل إلا أن معناه صحيح لأنه عليه السلام إنما أخبر في هذا الخبر بأنه لم يقل شيئا من عند نفسه بغير وحي من الله تعالى به إليه وأحال بذلك على قول الله تعالى في كتابه { وما ينطق عن لهوى * إن هو إلا وحي يوحى } فنص كتاب الله تعالى يقضي بأن كل ما قاله عليه السلام فهو عن الله تعالى .

وأخبرني المهلب بالسند الأول إلى ابن وهب حدثني سليمان بن بلال عن عمرو ابن أبي عمرو عمن لا يتهم عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وإني لا أدري لعلكم أن تقولوا عني بعدي ما لم أقل ما حدثتم عني مما يوافق القرآن فصدقوا به وما حدثتم عني مما لا يوافق القرآن فلا تصدقوا به وما لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول ما لا يوافق القرآن وبالقرآن هداه الله .قال أبو محمد وهذا مرسل وفيه عمرو بن أبي عمرو وهو ضعيف وفيه أيضا مجهول .

حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا أحمد بن خالد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا عبد الوهاب هو الثقفي سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة أن ابن عمير حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس في مرضه الذي مات فيه إلى جنب الحجر فحذر الفتن وقال إني والله لا يمسك الناس علي بشيء إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه .

قال علي وهذا مرسل لا يصح وفيما أخذناه عن بعض أصحابنا عن القاضي عبد الله بن محمد بن يوسف عن ابن الدخيل عن محمد بن عمرو العقيلي حدثنا محمد بن أيوب ثنا أبو عون محمد بن عون الزيادي ثنا أشعث بن بزار عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أو لم أحدث .قال علي وأشعث بن بزار كذاب ساقط لا يؤخذ حديثه .

وحدثنا المهلب بن أبي صفرة ثنا ابن مناس ثنا محمد بن مسرور ثنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب أخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبد الله العرزمي عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بلغكم عني من قول حسن لم أقله فأنا قلته .

قال علي الحارث ضعيف والعرزمي ضعيف وعبد الله بن سعيد كذاب مشهور وهذا هو نسبة الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه حكي عنه أنه قال لم أقله فأنا قلته فكيف يقول ما لم يقله هل يستجيز هذا إلا كذاب زنديق كافر أحمق إنا لله وإنا إليه راجعون على عظم المصيبة بشدة مطالبة الكفار لهذه الملة الزهراء وعلى ضعف بصائر كثير من أهل الفضل يجوز عليهم مثل هذه البلايا لشدة غفلتهم وحسن ظنهم لمن أظهر لهم الخير .... إنتهى , وقد أخرج الطبراني هذا الحديث في المعجم الكبير , فقال الهيثمي في مجمع الزوائد (رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو حاضر عبد الملك بن عبد ربه وهو منكر الحديث) وبالجملة إن هذا الحديث من الأحاديث الواهية التي لا يمكنُ الإستدلال بها من قبل المنكرين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الوارد عند أهل الحديث ضعف هذا الخبر من كل طرقهِ , والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب .

وكتبه /
تقي الدين السني







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» سلسلة التعريف بالطرق الصوفية وفرقها
»» حديث الثقلين لا يثبت ما يدعيه الرافضة
»» في دين الرافضة : ضل عليه السلام بأن خالف كتاب الله
»» نظرات في حديث صلاة أبي بكر بالناس رداً على الميلاني ومن ضعف الحديث
»» رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر أية التطهير على باب علي وفاطمة من طرقهم