عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-11, 12:41 AM   رقم المشاركة : 7
الشامخ بالسنة
عضو ماسي







الشامخ بالسنة غير متصل

الشامخ بالسنة is on a distinguished road


سمعت محمد حبش في احد برامجه الإذاعية يجيب سائلا عن صحة حديث :

((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية))

فقال له _الدكتور_ : هذا الحديث أخرجه النسائي و قال الألباني "حسن"

ثم توسع قليلا في تخريجه (من الحاسب فيما اظن)

ثم قال الحديث ليس في البخاري و مسلم و هو حديث شاذ لمخالفته صريح القرآن :

((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون))


قلت _أبو جعفر الشامي_ : ليت شعري كيف فهم الدكتور شذوذ الحديث عندما عرضه على الآية السابقة

حسبنا الله و نعم و الوكيل

أولا التخريج :

الحديث أخرجه أحمد (4|418) (4|400) (4|413) والنسائي_و اللفظ له_ (8|153) وأبو داود (4|79) والترمذي (5|106)، وصححه ابن خزيمة (3|91) و كذا ابن حبان (10|270) و كذا الحاكم (2|430)

و الحديث جيد الاسناد لا علة فيه.

ثانيا فقه الحديث :

قال إمام الأئمة ابن خزيمة في ترجمة هذا الحديث:

((باب التغليظ في تعطر المرأة عند الخروج ليوجد ريحها و تسمية فاعلها زانية و الدليل على أن اسم الزاني قد يقع من يفعل فعلا لا يوجد ذلك الفعل جلدا و لا رجما مع الدليل على أن التشبيه الذي يوجب ذلك الفعل إنما يكون إذا اشتبهت العلتان لا لاجتماع الاسم إذ المتعطرة التي تخرج ليوجد ريحها قد سماها النبي صلى الله عليه و سلم زانية و هذا الفعل لا يوجب جلدا و لا رجما و لو كان التشبيه بكون الاسم على الاسم لكانت الزانية بالتعطر يجب عليها ما يجب على الزانية بالفرج و لكن لما كانت العلة الموجبة للحد في الزنا الوطء بالفرج لم يجز أن يحكم لمن يقع عليه اسم زان و زانية بغير جماع بالفرج في الفرج بجلد و لا رجم ))

قلت_أبو جعفر_: فالمقصود أن زنا العينين النظر وزنا اليد اللمس و كذلك خروج المرأة متعطرة من بيتها _أو في حضرة اجانب_. وليس التعطر زنا بالمعنى الذي يوجب الرجم أو الجلد بلا ريب.

قال المناوي في فيض القدير (5|27): «والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه. ويحصل لها إثمٌ لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه. فإذن هي سببُ زناه بالعين. فهي أيضاً زانية».

ومقصود ابن خزيمة والمناوي هو ما دل عليه الحديث الذي أخرجه البخاري (5889) ومسلم (2657) عن ابن عباس قال: ما رأيتُ شيئاً أشبه بِاللَّمَمِ (أي صغائر الذنوب) مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب على بن آدم حظّه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النظر. وزنى اللسان النطق. والنفس تَمنّى وتَشتهي. والفَرج يُصدِّق ذلك أو يكذبه». قال الخطابي: «المراد بِاللَّمَمِ، ما ذكره الله في قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللَّمَمَ} وهو المعفوُّ عنه. وقال في الآية الأخرى: {إن تجتنبوا كبائر ما تُنهَونَ عنه نُكفّر عنكم سيئاتكم}. فيؤخذ من الآيتين أن اللمَم من الصغائر وأنه يُكَفّر باجتناب الكبائر».

و ينظر أيضا مشكل الآثار للطحاوي.


هذا و الله اعلم

وصلى الله على معلم الناس الخير سيدنا محمد النبي الامي و على آله وصحبه أجمعين.




الرد منقول من الاستاذ ابو جعفر الشامي / ملتقى أهل الحديث