ولكي نفهم حقيقة دعوة الشيخ ومنطلقاتها وأهدافها،
من المهم الإشارة إلى أمرين رئيسين:
الأول:
معرفة السياق الديني والاجتماعي الذي نشأت فيه الدعوة:
لقد كانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت
(عام 1115هـ ـ 1206هـ)،
تعيش حالة مفرطة من الضلالة والانحراف،
لما انتشر فيها بين الناس من الجهل،
ولما ران على قلوبهم من ظلمات الانحراف،
بعد أن هجروا معالم الشريعة وقوضوا بنيان المحجة؛
فتعلقوا بالقبور والأضرحة،
وعظموا المشاهد والقباب،
واستسلموا للجن والشياطين،
وانتشر السحرة والكهنة والعرافون،
بل تعلق الناس حتى بالأشجار والأحجار،
فالمرأة إذا تأخرت عن الزواج
لجأت إلى شجرة معروفة في نجد وقالت:
(يا فحل الفحول أريد زوجاً قبل الحول !).
فجاءت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
تجديداً لما اندرس من رسوم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم،
وإحياء لأنوار الشريعة المطهرة،
ودعوة إلى التوحيد الخالص،
وتجريداً للعبودية لله ـ عز وجل ـ
وحده لا شريك له،
ونبذاً لتلك المظاهر الشركية التي تُغيب العقل،
وتسقط الإنسان في مستنقع الخرافة ومهاوي الشعوذة.