عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-16, 12:54 PM   رقم المشاركة : 3
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road



ثانياً: شهادة الواقع صحة حديث "رأس المائة"؛ إذ كل من كان حيا وقت مقولة النبي - صلى الله عليه وسلم- هذه قد مات قبل انقضاء مائة سنة:

لقد ظن هؤلاء الطاعنون أن هذا الحديث يخالف الواقع حين فهموا أن قوله - صلى الله عليه وسلم:
«فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ» يعني: أن الساعة تقوم بعد مائة سنة، فقالوا: إن ذلك لم يحدث، وإنما ظلت الحياة مستمرة، وكثر الناس عن ذي قبل. لكن هذا فهم خاطئ للحديث لم يقل به إلا أمثال هؤلاء المغرضين الذين يريدون تشكيك المسلمين في دينهم، وصحة حديث نبيهم.


لكن المعنى الصحيح للحديث:
والذي قصده النبي - صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه الصحابة وشراح الأحاديث غير ذلك- هو أن بعد مائة سنة من هذا اليوم لا يبقى على ظهر الأرض أحد ممن هو حي اليوم؛ فقد قال ابن عمر بعد روايته هذا الحديث: «فوهل *(1) الناس من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن» *(2)
*(1)- وهل: غلط أو توهم.
*(2)- صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: السمر في الفقه والخير بعد العشاء، (2/ 88)، رقم (601).


يقول الإمام/ ابن حجر:
وَقَدْ بَيَّنَ بن عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ عِنْدَ انْقِضَاءِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ مَقَالَتِهِ تِلْكَ يَنْخَرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنُ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا حَالَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (2/ 89).


ويقول الإمام/ النووي:
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ قَدْ فَسَّرَ بَعْضُهَا بَعْضًا وَفِيهَا عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ
وَالْمُرَادُ أَنَّ كل نفس منفوسة كانت تلك اللَّيْلَةَ عَلَى الْأَرْضِ لَا تَعِيشُ بَعْدَهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ سَوَاءٌ قَلَّ أَمْرُهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَمْ لَا وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ عَيْشِ أَحَدٍ يُوجَدُ بَعْدَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَوْقَ مِائَةِ سَنَةٍ وَمَعْنَى نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ أَيْ مَوْلُودَة...
قَوْلُهُ (يَنْخَرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنُ) أَيْ: يَنْقَطِعُ وَيَنْقَضِي
(شرح النووي على صحيح مسلم - 32 - كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم: 48 - باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ج16 ص76).



فعندما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم،- هذا الحديث لم يفطن بعض الصحابة إلى تقييد الرسول بمن هو على ظهرها اليوم، فظنوه على إطلاقه وأن الدنيا تنتهي بعد مائة سنة، فنبههم ابن عمر - رضي الله عنه- إلى القيد في لفظ الرسول - صلى الله عليه وسلم- وبين لهم المراد منه،
والقيد هو:
لا يبقى ممن هو "اليوم" على ظهر الأرض، يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن.




قال الإمام/ ابن بطال:
إِنَّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هَذِهِ الْمُدَّةَ تَخْتَرِمُ الْجِيلَ الَّذِي هُمْ فِيهِ فَوَعَظَهُمْ بِقِصَرِ أَعْمَارِهِمْ وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ أَعْمَارَهُمْ لَيْسَتْ كَأَعْمَارِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْأُمَمِ لِيَجْتَهِدُوا فِي الْعِبَادَة
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (1/ 256).


وقد أشار إلى ذلك الإمام/ ابن حجر في "فتح الباري" بقوله:
إن قوله - صلى الله عليه وسلم- «أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها الآن أحد»، الْمُرَادَ:
انْقِرَاضُ ذَلِكَ الْقَرْنِ وَأَنَّ مَنْ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَضَتْ مِائَةُ سَنَةٍ مِنْ وَقْتِ تِلْكَ الْمَقَالَةِ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ وَوَقَعَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (11/ 371).

فتبين من ذلك:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بأن كل من هو حي الآن على وجه الأرض لا يعيش أكثر من مائة عام، ولم يقل بأن الساعة سـوف تقـوم بعـد مائة عام.
فهل تحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل شهد التاريخ بصدق أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟!

نعم،
لقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم- بالفعل؛ فقد أجمع أهل الحديث والعلم بالرجال على أن آخر من مات ممن كان موجودا حينئذ هو: أبو الطفيل عامر بن واثلة، وقد توفي عند رأس مائة سنة من مقالة النبي صلى الله عليه وسلم.




يقول الإمام/ ابن حجر في بيان صحة وقوع الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
وَوَقَعَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَإِنَّ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ كَمَا جَزَمَ بِهِ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَذَلِكَ عِنْدَ رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ وَقْتِ تِلْكَ الْمَقَالَةِ وَقِيلَ كَانَتْ وَفَاتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تَأَخَّرَ بَعْدَهُ بَعْضُ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (11/ 371).


وقال عنه الإمام/ الذهبي في السير:
أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ الكِنَانِيُّ ** (ع)
خَاتَمُ مَنْ رَأَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدُّنْيَا، وَاسْتمَرَّ الحَالُ عَلَى ذَلِكَ فِي عَصْرِ التَّابِعِيْنَ وَتَابِعِيْهِم وَهَلُمَّ جَرَّا، لاَ يَقُوْلُ آدَمِيٌّ: إِنَّنِي رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ....
وَقَالَ البُخَارِيُّ (2) : حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنْ كَثِيْرِ بنِ أَعْيَنَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ وَهْبُ بنُ جَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
كُنْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ، فَرَأَيْتُ جِنَازَةً، فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو الطُّفَيْلِ.

ثم يعلق الذهبي قائلا:
هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ وَفَاتِهِ لِثُبُوتِهِ، وَيَعْضُدُهُ مَا قَبْلَهُ.

(سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هــ، 1990م، (3/ 470) بتصرف).



ومن ذلك فإن هذا الحديث يعد معجزة من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم- وعلامة من علامات النبوة تبين أن ما قاله وحي من عند الله تعالى. وقد وافق قوله الواقع، وشهد التاريخ بصدق ما قاله، فأين التعارض المزعوم بعد هذا كله؟!








التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» شبهة رفع المصاحف وقضية التحكيم بين علي ومعاوية رضى الله عنهما
»» يقول الله عز وجل أمراً رسوله ۩...وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ۩
»» بيان الإسلام: الرد على دعوى تعارض القرآن مع السنة - وطء المرأة في دبرها
»» الرجم والضرب في ذنب واحد وتناقض من تزعم الرافضة إمامته
»» بيان الإسلام الرد على : دعوى أَخْذ الإسلام شرائعهَ من الديانات السابقة ومن الجاهلية