عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-13, 07:55 AM   رقم المشاركة : 6
الكاروني
عضو







الكاروني غير متصل

الكاروني is on a distinguished road



23-باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العتره والامه
1 - حدثنا على بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن أبيه عن الريان بن الصلت قال:

حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعه من علماء أهل العراق وخراسان‎
‎‏ فقال المأمون: اخبروني عن معنى هذه الايه:‏‎‏ )ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا( ‏‎‎‏ فقالت العلماء: اراد الله عز وجل بذلك الامه كلها

فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ ‏‎

فقال الرضا عليه السلام: لا اقول كما قالوا ولكني اقول: اراد الله عز وجل بذلك العتره الطاهره ‏‎


فقال المأمون: وكيف عنى العتره من دون الامه؟ ‏‎


فقال له الرضا عليه السلام‎ ‎‏: انه لو اراد الامه لكانت اجمعها في الجنة لقول الله عز وجل:‏‎
‎‏ )فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير(‏‎ ‎‏ ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال عز وجل:‏‎ ‎‏ )جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب(‏‎ ‎‏ الاية ‏‎‎‏ فصارت الوراثة للعتره الطاهره لا لغيرهم‎‎‏

فقال المأمون: من العتره الطاهره؟ ‏‎


فقال الرضا عليه السلام: الذين وصفهم الله في كتابه فقال عز وجل:‏‎
‎‏ )إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( ‏‎‎‏ وهم الذين قال رسول الله )ص(‏‎ ‎‏ ‏‎‎‏:
انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتى إلا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفون فيهما ايها الناس لا تعلموهم فانهم اعلم منكم ‏‎
قالت العلماء‎ ‎‏: اخبرنا يا أبا الحسن عن العتره اهم الال ام غير الال؟

فقال الرضا عليه السلام: هم الال ‏‎

فقالت العلماء: فهذا رسول الله )ص( يؤثر عنه انه قال: ‏ امتى آلى‎‎‏ وهؤلاء اصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد امته

فقال أبو الحسن عليه السلام: اخبروني فهل تحرم الصدقة على الال‎

‏ فقالوا: نعم

قال: فتحرم على الامه ‏‎

قالوا: لا

قال: هذا فرق بين الال والامه ويحكم اين يذهب بكم اضربتم عن الذكر صفحا ام انتم قوم مسرفون اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟ ‏‎

قالوا: ومن اين يا أبا الحسن؟

فقال من قول الله عز وجل:‏‎
‎‏ )ولقد ارسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوه والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون( ‏‎‎‏ ‏‎‎فصارت وراثه النبوه والكتاب للمهتدين دون الفاسقين اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عز وجل:‏‎ ‏ )فقال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين( ‏‎‎‏ وذلك ان الله عز وجل وعده ان ينجيه واهله فقال ربه عز وجل:‏‎‏ )يا نوح انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم انى اعظك ان تكون الجاهلين( ‏‎‎‏ ‏

فقال المأمون: هل فضل الله العتره على سائر الناس؟ ‏‎


فقال أبو الحسن: ان الله عز وجل ابان فضل العتره على سائر الناس في محكم كتابه ‏‎


فقال له المأمون: واين ذلك من كتاب الله؟ ‏‎


فقال له الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل:‏‎
‎‏ )ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم( ‏‎
‏ وقال عز وجل في موضع آخر:‏‎
‎‏ )ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما(‏‎ ‎‏ ثم رد المخاطبة في اثر هذه الى سائر المؤمنين فقال:‏‎ ‎‏ )يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم( ‏‎‎‏ يعنى الذي قرنهم بالكتاب والحكمه وحسدوا عليهما فقوله عز وجل:‏‎ ‏ )ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما( ‏‎‎يعنى الطاعه للمصطفين الطاهرين فالملك هيهنا هو الطاعه لهم ‏‎
فقالت العلماء: فاخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب؟ ‏‎
فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا وموضعا. ‏‎


فاول ذلك قوله عز وجل:‏‎
‎‏ وانذر عشيرتك الاقربين ‏‎‎‏ ‏‎‎ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابته في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزله رفيعه وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الال فذكره لرسول الله )ص( فهذه واحده. ‏‎

والايه الثانيه - في الاصطفاء قوله عز وجل:‏‎
‎‏ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ‏‎‎‏ ‏‎‎وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لانه فضل بعد طهاره تنتظر فهذه الثانيه.‏

يتبع باذن الله