الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من الفرق ليس خلافا في التقسيم سلمك الله.
ولكن الخلاف في مسائل اعتقادية.
فالمسلم إن كان من أهل السنة مثلا يسمع ويسلم لقول الله "الرحمن على العرش استوى" فيؤمن بأن الله تعالى استوى على عرشه، وينفي عن الله مشابهة المخلوقين ولا يعطل الصفة ولا يغير معناها.
بينما الأشعري إن جاءته الآية "الرحمن على العرش استوى" قال أن معناها إنما هو "الرحمن على العرش استولى" فيصرفها عن معناها العربي الفصيح الذي يفهمه العرب الذين نزل القرآن بلسانهم.
فهذا فارق في المضمون وليس في التقسيم كما ترى.
والمسلم السني إذا سألته عن فرعون سيقول لك أنه كفر بالله العظيم ولم يؤمن.
بينما الجهمي سيقول لك بل فرعون مؤمن لأنه عرف أن الله حق ولكنه كفر بلسانه وعمله، والإيمان عند الجهمي تصديق القلب فقط.
وهذا خلاف في المضمون وليس في مجرد المسميات كما ترى.
أما لو وجدت مثلا الحافظ الحكمي في منظومته يقسم التوحيد لتوحيد ألوهية وربوبية فقط، وغيره يقسمه لتوحيد ألوهية وربوبية وأسماء وصفات، فهذا خلاف في التقسيم لا يضر، لأنه في المضمون كلاهما يؤمن بالصفات بغير تعطيل أو تأويل أو تكييف أو تشبيه ويؤمن بوحدانية الله خالقا ولا يصرف العبادة لغير الله.