حين يقول مثلا ابن تيمية رحمه الله أن التوحيد ينقسم إلى ألوهية وربوبية وأسماء وصفات، فهو إنما يحاول التسهيل، لأنه عالم إحاطته بالنصوص رواية ودراية أكثر من غيره لا سيما من طلبة العلم والعوام.
ولكن تقسيمه هذا ليس نصا لكي يلتزم به أحدا.
لنأخذ مثلا قضية التوحيد هذه كمثال.
لا يستطيع أحد أن يلزم المسلم بمعرفة تقسيم التوحيد إلى أقسام.
ولكن كل مسلم ملتزم بعبادة الله وحده لا شريك له، لا يصرف العبادة لغيره، وهذا توحيد الألوهية.
وكل مسلم ملتزم بالإيمان بالله تعالى مدبرا وخالقا ورازقا، واحدا لا شريك له في خلق الخلق ورزقهم وتدبيرهم، وهذا توحيد الربوبية.
وكل مسلم ملتزم بالإيمان بأسماء الله وصفاته كما تأتيه في الوحي، فحين يقرأ قوله تعالى "وهو السميع البصير" يؤمن ويسلم ويعرف أن صفاته صفات كمال تليق به، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات.
لا يلزم أحد معرفة هذه التقسيمات، ولكن يلزم كل أحد أن يعرف مقتضاها لأن مقتضاها هو التوحيد الواجب على كل أحد.