عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-10, 02:13 PM   رقم المشاركة : 1
المهندس احمد السامرائي
عضو ماسي







المهندس احمد السامرائي غير متصل

المهندس احمد السامرائي is on a distinguished road


من لها يا اهل السنة فالشيعة الفئة الناجية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله وصحبه اجمعين
اما بعد
فقد وقع بيدي بحث لاحد شيوخ الشيعة الامامية يصرح به ان الشيعة الامامية هي الفرقة الناجية
اليكم اخواني هذا البحث.
وسوف اقدم لكم لاحقا تفنيدا لهذا البحث
ولكن قبل ذلك اطلب من اخواني اهل السنة ان يفندوا هذا البحث بادلة من الكتاب والسنة المطهرة
فمن لها يا اهل السنة.


الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية :

إن كل عالم منصف يرى أن الأدلة القطعية تأخذ بالأعناق إلى اتّباع مذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام ، دون غيره من المذاهب ، والأحاديث الصحيحة دلَّت بأجلى بيان على ما عليه الشيعة الإمامية.

ولنا أن نستدل على حقِّيَّة مذهب الشيعة الإمامية بعدة أدلة
:

الدليل الأول :

أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر الأمّة بأن النجاة منحصرة في التمسّك بالكتاب وأهل البيت عليهم السلام بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إني تارك فيك ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يرِدا عليَّ الحوض
.

ولا ريب في أن أهل السنة والمعتزلة والخوارج وغيرهم من الطوائف لم يتمسَّكوا بأهل البيت عليهم السلام ، فوجب بمقتضى الحديث وقوعهم في الضلال ، وأما الشيعة الإمامية فاتَّبعوهم واتّخذوهم أئمة ، فكانوا بذلك هم الناجين دون غيرهم. وقد أشبعنا الكلام في حديث الثقلين وطرقه وبيان صحة سنده في الفصل الثالث ، فراجعه
.
( 244 )

الدليل الثاني :

أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر في أحاديث صحيحة مرَّ بيانها في الفصل الأول من هذا الكتاب أن الخلفاء الذين يكون الدين بهم قائماَ وعزيزاً ومنيعاً وأمر الناس بهم صالحاً هم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش
.

وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين أن الواجب على الأمّة هو اتباع أهل البيت عليهم السلام والتمسّك بهم لئلا تقع في الضلال ، فبضم هذه الأحاديث إلى تلك يُعلم أن الخلفاء الاثني عشر لا بد أن يكونوا من أهل البيت عليهم السلام
.

ونحن نظرنا في المذاهب فلم نجد طائفة تعتقد باثني عشر إماماً فقط ، سواء كانوا من أهل البيت أم من غيرهم ، إلا الشيعة الإمامية. فبهذا يكونون هم الناجين دون غيرهم.

الدليل الثالث :

أنا قد بيَّنَّا في الفصل السادس أن أهل السنة في هذا العصر وما قبله وغيرهم لم يبايعوا إماماً واحداً لهم ، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نَصَّ على أن مَن مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية ، فتكون كل الطوائف مشمولة بهذا الحديث ، فلا يمكن أن يكونوا ناجين وهم موصوفون بهذه الصفة
.

وأما الشيعة الإمامية فلهم إمام واحد معصوم منصوص عليه كما مرَّ في الفصل السادس مفصَّلاً ، فبذلك يكونون هم الناجين دون غيرهم.

الدليل الرابع:

أن أحكام الشريعة عند أهل السنة اعتراها التغيير والتبديل ، فلم يبق منها شيء كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد مرَّ تفصيل ذلك في الفصل الخامس ، فحينئذ لا يمكن أن يكونوا هم الناجين وشرائع دينهم محرَّفة ، فيكون الناجون هم الشيعة الإمامية ، لاتفاق السنة والشيعة على أن غير هاتين الطائفتين ليس بناج ، فإذا انتفت نجاة إحداهما ثبتت نجاة الأخرى.
( 245 )

الدليل الخامس :

أن خلافة أبي بكر وعمر التي ارتكز عليها مذهب أهل السنة لم نعثر على دليل واحد يصحِّحها كما أوضحناه في الفصل الثاني ، وحيث أن أساس الخلاف بين مذهب الشيعة وأهل السنة هو مسألة الخلافة ، وأن كلاً من المذهبين قائم على ما أسَّسه في مسألة الإمامة ، فإذا ثبت بطلان خلافة أبي بكر وعمر ، فلا مناص حينئذ من ثبوت بطلان مذهب أهل السنة المبتني عليهما ، فيثبت صحة مذهب الإمامية لعين ما قلناه في الدليل الرابع
.

الدليل السادس :

أن الأحاديث التي رواها أهل السنة صرَّحت بنجاة الشيعة ، بينما لم يرووا في كتبهم أحاديث تدل على نجاتهم هم
.

ومن تلك الأحاديث ما رووه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : عليٌّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

وأخرج السيوطي في الدر المنثور والشوكاني في فتح القدير عن ابن عساكر ، قال
: عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لَهُم الفائزون يوم القيامة. ونزلت ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البَرِيَّة ) ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البَرِيَّة (1).

وعن ابن عباس قال : لما نزلت
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البَرِيَّة ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين (2).

وعن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تسمع قول الله

____________
(1) الدر المنثور 8|589. فتح القدير 5|477 في تفسير الآية 7من سورة البينة.
(2)
المصدران السابقان ، عن ابن عدي.
( 246 )

(
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البَرِيَّة ) أنت وشيعتك. وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جاءت الأمم للحساب تُدعَون غُرَّاً محجَّلين (1).

وأخرج الطبري في تفسير الآية المذكورة عن محمد بن علي
: ( أولئك هم خير البرية ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنت يا علي وشيعتك (2).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : يا علي ، إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوّك غضاب مُقمَّحين
(3).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : أنت وشيعتك ترِدُون عليَّ الحوض
(4).

وقال : أنت وشيعتك في الجنة
(5).

قال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : إن أول أربعة يدخلون الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا ، وشيعتنا خلف أيماننا وشمائلنا (6).

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تؤدّي هذا المعنى
.

الدليل السابع :

أن الشيعة اتّبعوا أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وهم مضافاً إلى دلالة
____________
(1) المصدر السابق ، عن ابن مردويه.
(2)
تفسير الطبري 30|171.
(3)
مجمع الزوائد 9|131. المعجم الكبير للطبراني 1|319 ح948. الصواعق المحرقة 2|449.
(4)
مجمع الزوائد 9|131. المعجم الكبير للطبراني 1|319 ح950.
(5)
تاريخ بغداد 12|289 ، 358. حلية الأولياء 4|329. فضائل الصحابة 2|655 ح1115.
(6)
مجمع الزوائد 9|131. فضائل الصحابة 2|624 ح1068.
( 247 )

الأحاديث الصحيحة على لزوم اتّباعهم ، فقد وقع الاتفاق على صلاحهم ونجاتهم ، وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، وأما أهل السنّة فاتَّبعوا أئمتهم الذين لم يرِد في جواز اتّباعهم نصّ ، ولم يُتَّفَق على نجاتهم وصلاحهم ، بل إنهم رووا الأحاديث الصريحة في الطعن فيهم (1).

ولا ريب في أن الواجب هو اتّباع المتَّفَق على صلاحه ، دون المختَلَف فيه الذي قَدَح فيه أولياؤه وأعداؤه
.

فحينئذ يكون الشيعة الإمامية هم الناجين دون غيرهم ، لأنهم اتَّبعوا مَن يجب اتّباعه دون أهل السنّة وغيرهم.

الدليل الثامن :

أن أئمة أهل السنّة غير مستيقنين بإيمانهم وبنجاتهم ، وأما أئمة أهل البيت عليهم السلام فهم جازمون بذلك غير شاكين فيه. ولا شك في أن اتّباع الجازم بذلك هو المتعيِّن ، دون اتّباع غيره
.

وبذلك يكون الشيعة الإمامية هم الناجين دون غيرهم ، لاتّباعهم من يتعيَّن اتّباعه.

أما أن أئمة أهل السنة غير جازمين بنجاتهم فيدل عليه كثير من الآثار المروية عنهم في ذلك :

ومن ذلك ما رووه في احتضار أبي بكر أنه قال : وددتُ أني خضرة
____________
(1) لا يسعنا أن نذكر الطعون والمثالب التي ذكرها القوم في أئمتهم ، وهي كثيرة ومبثوثة في مطاوي الكتب ، ومن أراد الاطلاع على شي منها فليراجع كتاب ( منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ) للعلامة الحلي ، وكتاب ( الغدير ) للأميني ج6 ، وكتاب ( الاستغاثة ) لعلي بن أحمد الكوفي ، وكتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، وكتاب ( الشافي في الإمامة ) 4|57 ـ 293 : لسيد المرتضى ، وكتاب ( النص والاجتهاد ) للسيد شرف الدين ، وكتاب ما روته العامة من مناقب أهل البيت عليهم السلام ، ص307 ـ 474.
( 248 )

تأكلني الدواب (1).

وقال عمر في احتضاره : لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديتُ بها من النار وإن لم أرَها
(2).

وقال أيضاً حينئذ : لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر
(3). وفي بعضها : لافتديت به من هول المطَّلع (4).

وقال وقد أخذ تِبْنة من الأرض : ليتني كنت هذه التِّبْنة ، ليتني لم أُخلَق، ليت أمّي لم تلدني ، ليتني لم أكُ شيئاً ، ليتني كنت نسياً منسياً (5).

وما قاله عمر وقت احتضاره غير هذا كثير ، فراجعه في مظانّه (6).

بينما رووا أن علياً عليه السلام لما ضربه ابن ملجم قال : فزتُ وربّ الكعبة (7).

ثم إن عمر كان يسأل حذيفة بن اليمان هل ذُكر في المنافقين أم لا
(8).

قال الغزالي بعد أن ساق جملة من الأخبار الواردة في النفاق : فهذه
____________
(1) الطبقات الكبرى 3|198.
(2)
كتاب المحتضرين ، ص56.
(3)
الطبقات الكبرى 3|353. كتاب المحتضرين ، ص56.
(4)
المستدرك 3|92. تاريخ الإسلام : عهد الخلفاء الراشدين ، ص278. مجمع الزوائد 9|75 ، وقال : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 9|77 وقال : رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. تاريخ الخلفاء ، ص106.
(5)
الطبقات الكبرى 3|360 ، 361.
(6)
راجع الطبقات الكبرى 3|351 ـ 361 ، تاريخ الاسلام : عهد الخلفاء الراشدين ، ص278 ـ 282. كتاب المحتضرين ، ص55 ـ 56.
(7)
كتاب المحتضرين ، ص60 ـ 61. إحياء علوم الدين 4|479.
(8)
سير أعلام النبلاء 2|364. تاريخ الإسلام : عهد الخلفاء الراشدين ، ص494. جامع البيان ( تفسير الطبري ) 11|9. البداية والنهاية 5|18 ، كنز العمال 13|344.
( 249 )

الأخبار والآثار تُعرِّفك خطر الأمر بسبب دقائق النفاق والشرك الخفي ، وأنه لا يؤمَن منه ، حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل حذيفة عن نفسه وأنه هل ذُكِر في المنافقين (1).

وأخرج أحمد في المسند ، والهيثمي في مجمع الزوائد عن أم سلمة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم : مِن أصحابي مَن لا أراه ولا يراني بعد أن أموت أبداً. قال : فبلغ ذلك عمر فأتاها يشتد أو يسرع ، فقال : أنشدك الله ، أنا منهم؟ قالت : لا، ولا أبرّئ بعدك أحداً أبداً (2).

ثم إن أئمتهم اتفقوا على أن الرجل إذا سُئل : « هل أنت مؤمن؟ » فلا يجوز له أن يقول : « نعم » ، بل يقول : « أنا مؤمن إن شاء الله ». أو يقول : « ما أدري أنا عند الله عز وجل شقي أم سعيد ، أمقبول العمل أم لا ». أو يقول : « أرجو إن شاء الله » (3).

وعن قتادة أن عمر بن الخطاب قال : مَن زعم أنه مؤمن فهو كافر ، ومن زعم أنه في الجنة فهو في النار (4).

قال ابن بطة الحنبلي : فمن صفة أهل العقل والعلم أن يقول الرجل : أنا مؤمن إن شاء الله (5).
____________
(1) إحياء علوم الدين 1|124.
(2)
مسند أحمد بن حنبل 6|290 ، 298 ، 307 ، 312 ، 317. مجمع الزوائد 1|112. 9|72 قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات. المعجم الكبير للطبراني 23|317 ـ 318 ح719 ـ 721.
(3)
راجع كتاب الشريعة للآجري ، ص148 باب فيمن كره من العلماء لمن سأل غيره فيقول له : أنت مؤمن ؟ هذا عندهم مبتدع رجل سوء. وكتاب الإبانة عن شريعة الفرق الناجية 2|862 ـ 883.
(4)
الإبانة عن شريعة الفرق الناجية 2|869 ح1180.
(5)
المصدر السابق 2|864.
( 250 )

وأخرج ابن بطة عن أحمد بن حنبل قال : حدّثني علي بن بحر ، قال: سمعت جرير بن عبد الحميد يقول : كان الأعمش ومنصور ومغيرة وليث وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وعمارة بن القعقاع ، والعلاء بن المسيب ، وابن شبرمة ، وسفيان الثوري ، وأبو يحيى صاحب الحسن وحمزة الزيات ، يقولون : « نحن مؤمنون إن شاء الله » ، ويعيبون مَن لا يستثني (1).

وهذا كله ناشئ من شكّهم في أنهم مؤمنون كما لا يخفى ، مع أن الإيمان لا بد أن يكون عن جزم ويقين ، ولا يكون بالشك والظن والتخمين.

وقال ابن بطة : ولكن الاستثناء يصح من وجهين : أحدهما : نفي التزكية، لئلا يشهد الإنسان على نفسه بحقائق الإيمان وكوامله... ويصح الاستثناء من وجه آخر يقع على مستقبل الأعمال ومستأنف الأفعال ، وعلى الخاتمة ، وبقية الأعمال ، ويريد أني مؤمن إن ختم الله لي بأعمال المؤمنين ، وإن كنت عند الله مثبتاً في ديوان أهل الإيمان ، وإن كان ما أنا عليه من أفعال المؤمنين أمراً يدوم لي ويبقى عليَّ حتى ألقى الله ، و لا أدري هل أصبح وأمسي على الإيمان أم لا... فأنت لا يجوز لك إن كنت ممن يؤمن بالله وتعلم أن قلبك بيده ، يصرفه كيف شاء ، أن تقول قولاً جزماً حتماً : إني أصبح غداً كافراً ولا منافقاً. إلا أن تصل كلامك بالاستثناء ، فتقول : إن شاء الله. فهكذا أوصاف العقلاء من المؤمنين
(2).

أقول : هذا عين الشك في الإيمان ، لأن مورد النزاع هو هل أنا الآن متَّصف بالإيمان أم لا ، وهذا أمر وجداني يشعر به كل مؤمن ، ويدرك في نفسه أنه معتقد بالحق جازم به، وأما ما يكون في مستقبل الأيام فلا علم لنا به ، فلا ينبغي لمؤمن أن يقول : « أنا سأبقى مؤمناً إلى ما بعد سنة » ، لأن هذا أمر غيبي لا نجزم به ، ولا طريق لنا إلى معرفته ، فلا يصح هذا القول من هذه الجهة
____________
(1) المصدر السابق 2|871.
(2)
المصدر السابق 2|865 ـ 866.
( 251 )


إلا بالاستثناء ، وليس هذا موضع نزاعنا.

وقولي : « إني مؤمن » لا تزكية فيه للنفس ، بل هو إخبار عن واقع صحيح باعتقادي ، وإنما يكون تزكية إذا ادّعيت أني كامل الإيمان وفي أعلى مراتبه ، لأن الإيمان مراتب ودرجات. ولِمَ لا يكون قولي ذلك من باب التحدّث بنعمة الله تعالى إذ أنعم علينا بنعمة الإيمان ، وربما يكون عدم جزمي بذلك نوعاً من الجحود
.

ثم إن الله تعالى حكى عن موسى عليه السلام ذلك ، فقال عز من قائل
( وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قال سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِليكَ وَأَنَا أَوَّلُ المؤمنين ) (1).

وحكاه عن السَّحَرة الذين آمنوا بموسى فقال جل شأنه
( قال آمنتم له قبل أن آذَن لكم إنه لكبيركم الذي علَّمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعَنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم أجمعين * قالوا لا ضير إنَّا إلى ربِّنا منقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربُّنا خطايانا أَنْ كنَّا أول المؤمنين ) (2).

الدليل التاسع :

أن مذهب الشيعة الإمامية هو المذهب الخالص عن الأباطيل في الفروع والأصول ، وقد مرَّت بك نماذج كثيرة من أقوال أصحاب المذاهب وفتاواهم ، وهي قليل من كثير عثرنا عليه ، وما لم نعثر عليه أكثر ، بسبب قلة المصادر لدينا، وكثرة كتب أهل السنة وتفرّقها في البلدان ، وكثرة المشاغل ، وضيق الأوقات ، وخشية ملالة القرَّاء ، وغير ذلك.

وأما عقائد الإمامية فهي خالية عن كل ذلك
.
____________
(1) سورة الأعراف ، الآية 143.
(2)
سورة الشعراء ، الآيات 49 ـ 51.
( 252 )


ولا بأس أن نذكرها مجملة ، فنقول في بيانها على نحو الإجمال
:

إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الله سبحانه هو المخصوص بالأزلية والقِدَم ، وكل ما سواه مخلوق مُحدَث ، وأنه واحد وليس بمركَّب ، لأنه لو كان مركباً لاحتاج إلى أجزائه ، ولكان مسبوقاً بها ، فيكون حينئذ مُحدَثاً ، كما أنه تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عَرض ولا يحويه مكان ولا في جهة ، وإلا لكان مُحدَثاً مخلوقاً ، وليس له شبيه ولا نظير ولا نِد ولا مثيل.

ويعتقدون أنه تعالى قادر على جميع المقدورات ، وأنه لا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير ، وأنه عَدْل حكيم لا يظلم أحداً ، ولا يقع منه القبيح، ولا يفعل إلا لحكمة وغرض ، ولولا ذلك لكان جاهلاً أو محتاجاً أو عاجزاً أو عابِثاً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

ويعتقدون أيضاً أنه تعالى لا يُرى ولا يُدرَك بالحواس ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لقوله تعالى ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) (1).

ويعتقدون أنه تعالى لا يعذِّب الأنبياء على طاعتهم ، ولا يثيب إبليس على معصيته ، ولا يكلِّف الناس بما لا يطيقون ، ولا يؤاخذهم بما لا يعلمون
.

وأما الأشاعرة والحنابلة فاعتقدوا أن لله يدين ورجلين يضعهما في النار فتقول : ( قَط قَط ) ، ويكون في صورة خاصة ، يراه الناس يوم القيامة ، فلا يعرفونه إلا بكشف ساقه وسجود الأنبياء له. وأنه تعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى سماء الدنيا ، فينادي : هل من تائب فأتوب عليه ، وهل من مستغفر فأغفرُ له.

وأن له أن يعذِّب الأنبياء والمؤمنين ويدخلهم النار ، ويثيب العصاة والمنافقين وإبليس ويدخلهم الجنة ، لأنه لا يُسأل عما يفعل وهم يُسأَلون
.

ثم إن الشيعة الإمامية يعتقدون أن أنبياء الله عامة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة معصومون عن الخطأ والسهو والمعصية : صغيرها وكبيرها ، من أول

____________
(1) سورة الأنعام ، الآية 103.
( 253 )

العمر إلى آخره ، قبل بعثتهم وبعدها ، فيما يبلِّغونه وما لا يبلِّغونه ، ولولا ذلك لما حصل الوثوق بهم وبكلامهم ، فتنتفي الفائدة من بعثتهم ، وأنهم منزَّهون من كل ما يُنفِّر عنهم من الصفات الذميمة والطباع السيئة والأفعال القبيحة وعن دناءة الآباء وعهر الأمهات.

وأما أهل السنة فجوَّزوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسهو في صلاته حتى صلى الظهر ركعتين ، وأن يغفل عنها حتى نام عن صلاة الفجر ، وأن يشك في نبوَّته في بداية بعثته حتى سأل عنها غيره ، وأن يظن أن النبوة انتقلت إلى غيره كلما تأخر عنه الوحي ، وأن يضرب مَن لا يستحق ، ويسب ويلعن بغير حق ، وأن يسمع المعازف مع أهله ، ويسابق زوجه فيسبقها مرة ، وتسبقه مرة أخرى ، ويخرج إلى المسجد للصلاة وعلى ثيابه أثر المني ، وغير ذلك مما لا يليق بمقامه صلى الله عليه وآله وسلم
.

ثم إن الإمامية قالوا بعصمة الأئمة ، وبلزوم النصّ عليهم ، وبأنهم أفضل أهل زمانهم ، لقبح تقديم المفضول على الفاضل ، واشترطوا طهارة مولده ، ونزاهته عن كل ما ينفِّر منه كما تقدم في النبي. وأن يكون أعلم الناس لا يحتاج أن يسأل غيره فيما ينتابه من الحوادث ، وأن يكون طاهر المولد ، ولا يكون ابن زنا أو مختلط النسب ، أو مَن يُعيَّر بأمّه أو بأبيه ، أو معتوهاً ، أو متكالباً على الدنيا ، أو مأبوناً أو ملعوناً
.

وأما أهل السنة فصحَّحوا خلافة كل مَن بايعه الناس وإن كان فاسقاً أو منافقاً ، وصحَّحوا خلافة كل مَن تولَّى أمور المسلمين بالقهر والقوة وإن كان من الطلقاء وأبناء الطلقاء وأبناء الزنا. وجوَّزوا خلافة مَن عبد الأصنام في سالف عمره ، وشرب الخمر ، ووأد البنات ، وفعل أفعال الجاهلية.

وبالإجمال : كل مَن كان منصفاً ، واطّلع على المذاهب بتأمّل وإنصاف يجد أن مذهب الشيعة الإمامية هو المذهب الواجب الإتباع ، لموافقته للأدلة الصحيحة ، وبعده عن الأباطيل والبدع ، وقد تقدمَّت نماذج كثيرة من بِدَع






التوقيع :
يا الله عليك بالفرس الصفوين فانهم قتلوا اهلي في العراق
ربي لاتدع على الارض منهم ديارا
من مواضيعي في المنتدى
»» يا ابا بكر اعني--هل انا بدعائي هذا خرجت من التوحيد الى الشرك
»» امام لايرحم الحيوانات العطشى فكيف يرحم البشر
»» اختنا تلاقينا تريدين الحقيقة تعالي هنا
»» كل ما يتعلق بالصحابة
»» يا مسلمين كم نبي لنا نحن المسلمين امة محمد