المطلب الثاني:
البراهين الساطعات في إثبات التوحيد:
البراهين الساطعات، والبينات الواضحات
في كتاب الله عز وجل،
وفي سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم
على إثبات التوحيد كثيرة لا تحصر،
ولكن منها على سبيل المثال ما يأتي:
1 ـ قال الله عز وجل:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ،
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ،
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}([1])
والمعنى: ما خلقت الجن والإنس إلا ليوحدون([2]).
2 ـ وقال سبحانه وتعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً
أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ
وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ}([3])
يخبر الله عزَّ وجلَّ
أن حجته قامت على جميع الأمم،
وأنه ما من أمة متقدمة، أو متأخرة
إلا وبعث الله فيها رسولاً،
وكلهم متفقون على دعوة واحدة، ودين واحد،
وهو: عبادة الله وحده لا شريك له،
فانقسمت الأمم
بحسب استجابتها لدعوة الرسل قسمين
{فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ} فاتبعوا المرسلين،
{وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} فاتبع سبيل الغي([4]).
3 ـ وقال عزَّ وجلَّ:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ
إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}([5])
فكل الرسل عليهم الصلاة والسلام
قبل النبي صلّى الله عليه وسلّم:
زبدة رسالتهم وأصلها،
الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له،
وبيان أنه الإله الحق المعبود،
وأن عبادة ما سواه باطلة([6])؛
ولهذا قال الله عز وجل:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ
إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}([7]).
************************
([1]) سورة الذاريات، الآيات: 56 – 58.
([2]) الجامع لأحكام القرآن الكريم، للقرطبي، 17/57.
([3]) سورة النحل، الآية: 36.
([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص393.
([5]) سورة الأنبياء، الآية: 25.
([6]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 18/427،
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص470.
([7]) سورة الزخرف، الآية: 45.