الحمد لله رب العالمين
إن عقيدة " خلود مرتكب الكبيرة في النار " من العقائد التي ينافح عنها الإباضية منافحة غريبةً جداً , ولكن كثيراً ما نطلب من الإباضية الدليل " القطعي " على أن مرتكب الكبيرة يخلد في النار كما طلب المقبالي في مناظرته مع الشيخ حسام , إلا أن الإباضية لم تأتِ بشيءٍ يمكن الإعتماد عليه , بل إنهم لم يردوا على الموضوع أصلاً , وسبحان الله كم كان الامرُ عليهم صعباً حمداً لله والذي يمكنُ الكلام فيه هنا أيضاً ان الإباضية تثبت أن مرتكب الكبيرة والمعاصي لا يخلد في النار , وسبب نزول الآية وقوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " فإن هذه الآية قرينة قوية على أن مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار , فضلاً عن مرتكب المعصية بالإجمال , وبالتالي يمكننا القول " سلاماً لعقيدةِ فارغة " , فتفاسير الإباضية عليهم لا لهم والله الموفق .
تيسير التفسير أطفيش ( إباضية ) (2/172) .
روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن أعرابيَّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنى شيخ لم أشرك بالله تعالى شيئاً ، مذ أسلمت ، منهمك فى الذنوب للهوى لا جرأة على الله وما توهمت أنى أعجز الله تعالى ، فما حالى؟ فنزلت الآية ، وجعلت هنا . يستنتج من هذا الأمر أن شيخ لم يشرك بالله شيئاً مذ ان أسلم , ولكنه كان يفعل المعاصي وكان منهمكاً في الذنوب , فنزلت هذه الآية تقول " أن الله لا يغفر أن يشرك به " ولكن الله جل في علاه " يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " إذاً المعصية لا تخلد صاحبها في النار , ولذلك إن عقيدة الإباضية بنيت على الأهواء , فهل هذا يستقيم , فأطفيش أثبت أن مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار , بالرواية التي نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم ..!
* ويؤيد الرواية السابقة ما أورده الهواري .
تفسير الهواري إباضي (1/237) .
ذكر عن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين فقال : « من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ومن مات وهو مشرك بالله دخل النار » . قلتُ : إذاً مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار أيها الإباضية والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .
كتبه /
تقي الدين السني