عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-10, 11:03 AM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الخامس: أن الصحابة رضي الله عنهم

لابد أن يكونوا قائلين بالحق في هذا الباب،


لأن ضد ذلك إما السكوت وإما القول بالباطل،

وكلاهما ممتنع عليهم.


أما امتناع السكوت،

فوجهه أن السكوت إما أن يكون عن جهل منهم

بما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات

وما يجوز عليه منها وما يمتنع،

وإما أن يكون عن علم منهم بذلك ولكن كتموه،

وكل منهما ممتنع.


أما امتناع الجهل،

فلأنه لا يمكن لأي قلب فيه حياةٌ ووعيٌ

وطلبٌ للعلم ونهمةٌ في العبادة

إلا أن يكون أكبرَ همه هو البحث في الإيمان بالله تعالى

ومعرفتِه بأسمائه وصفاته وتحقيقُ ذلك علماً واعتقاداً.

ولا ريبَ أن القرون المفضلةَ - وأفضلُهم الصحابة -

هم أبلغ الناس في حياة القلوب ومحبة الخير

وتحقيق العلوم النافعة،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ).

وهذه الخيريةُ تعم فضلهم في كل ما يقرب إلى الله

من قول وعمل واعتقاد.


ثم لو فرضنا أنهم كانوا جاهلين بالحق في هذا الباب،

لكان جهلُ مَن بعدَهم من باب أولى.

لأن معرفة ما يُثْبَت لله تعالى من الأسماء والصفات

أو يُنفى عنه إنما تُتَلقى من طريق الرسالة،

وهم الواسطة بين الرسول

صلى الله عليه وسلم وبين الأمة.

وعلى هذا الفرض يلزم

أن لا يكون عند أحد علمٌ في هذا الباب،

وهذا ظاهر الامتناع.


وأما امتناع كتمان الحق،

فلأن كلَّ عاقل منصفٍ عرف حال الصحابة

رضي الله عنهم وحِرْصَهم على نشر العلم النافع

وتبليغِه الأمةَ،

فإنه لن يمكنه أن ينسب إليهم كتمان الحق،

ولا سيّما في أوجب الأمور

وهو معرفة الله وأسمائه وصفاته.

ثم إنه قد جاء عنهم من قول الحق في هذا الباب

شيء كثير يعرفه من طلبه وتتبعه.


وأما امتناع القول بالباطل عليهم فمن وجهين:


أحدهما:

أن الباطلَ لا يمكن أن يقوم عليه دليل صحيح.

ومن المعلوم أن الصحابةَ رضي الله عنهم

أبعدُ الناس عن القول فيما لم يقم عليه دليل صحيح،

خصوصاً في أمر الإيمان بالله تعالى وأمور الغيب،

فهم أولى الناس بامتثال قوله تعالى:

( ولا تقف ما ليس لك به علم )

وقولِه:

( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن

والإثـمَ والبغيَ بغير الحق

وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً

وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).


ثانيهما:

أن القول الباطل إما أن يكون مصدره الجهل بالحق،

وإما أن يكون مصدره إرادة ضلال الخلق.

وكلاهما ممتنع في حق الصحابة رضي الله عنهم.

أما امتناع الجهل فقد تقدم بيانه.


وأما امتناع إرادة ضلال الخلق،

فلأن إرادة ضلال الخلق قصد سيئ

لا يمكن أن يصدر من الصحابة

الذين عُرفوا بتمام النصح للأمة ومحبةِ الخير لها.

ثم لو جاز عليهم سوء القصد فيما قالوه في هذا الباب،

لجاز عليهم سوءُ القصد فيما يقولون

في سائر أبواب العلم والدين،

فتُعدَم الثقةُ بأقوالهم وأخبارهم في هذا الباب وغيره،

وهذا من أبطل الأقوال،

لأنه يستلزم القدحَ في الشريعة كلِّها.


وإذا تبين أن الصحابة رضي الله عنهم

لا بدَّ أن يكونوا قائلين بالحق في هذا الباب،


فإننا نقول:

إما أن يكونوا قائلين ذلك بعقولهم، أو عن طريق الوحي.

والأول ممتنع،

لأن العقل لا يدرك تفاصيل

ما يجب لله تعالى من صفات الكمال،

فتعين الثاني

وهو أن يكونوا تلقَّوا هذه العلومَ عن طريق رسالة النبي

صلى الله عليه وسلم.


فيلزم على هذا

أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم

قد بين الحق في أسماء الله وصفاته،

وهذا هو المطلوب.







من مواضيعي في المنتدى
»» هل في كتب الصوفية بالسعودية سحر وشعوذة ؟..( وثائق وصور)
»» صور إسلامية نافعة
»» الصدمة والرعب في حذاء منتظر
»» آل البيت عليهم السلام وحقوقهم الشرعية
»» أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق