عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-11, 09:24 PM   رقم المشاركة : 8
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


الحلقةالثالثة:
الاعتداءات على المخيمات
التي سبقت
مجازر أمل



بدأ نشاط منظمة فتح الفدائي في مطلع عام 1965م
وقد بعثت عملياتهم الأمل في نفوس المسلمين،
واستبشروا خيراً من أول بيان صدر،
وقد استهله قادة فتح بقولهم:
(اتكالاً على الله، وإيماناً منا بواجب الجهاد المقدس).





وبعد الهزيمة النكراء في الخامس من حزيران سنة 1967م
اضطرت دول المواجهة إلى تشجيع العمل الفدائي
لأنه الورقة الوحيدة التي يستطيعون
استخدامها والمتاجرة بها أمام شعوبهم.




ومن أجل أن لا يتجاوز العمل الفدائي الهدف
المطلوب سارعوا إلى تأسيس ودعم منظمات
مشبوهة ومن ذلك:

جبهة التحرير العربية
التي أسسها حزب البعث العراقي في أول نيسان 1969م،

ومنظمة الصاعقة
التي أسسها حزب البعث النصيري السوري
بعد حرب الخامس من حزيران 1967م،

والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
التي أسسها جورج حبش في تشرين الثاني 1967م،


ومنظمة قوات الأنصار
التي أسسها الشيوعيون،


ومنظمة فلسطين العربية
التي أسسها الناصريون.



ومعظم هذه المنظمات وجدت لخدمة أنظمة
عربية معينة وجهات أجنبية مشبوهة،

وكانت أنشطتها في العواصم العربية وليس
داخل الأراضي المحتلة،

وسوف نستعرض فيما يلي أهم الاعتداءات
على المخيمات الفلسطينية
ودور هذه المنظمات المأجورة في هذه المؤامرة.





أولاً: معارك أيلول سنة 1970م :

توترت العلاقات الأردنية الفلسطينية بسبب
حوادث الشعب الفلسطيني التي كانت تدبرها الجبهة الشعبية
جورج حبش – وما انشق عنها من جبهات.




لقد رفعت هذه المنظمات الشعار المشهور:
إن تحرير فلسطين يبدأ من عمان وبقية العواصم الرجعية،
وراحت تتحرش بالنظام الأردني،
وتحولت إلى عصابات قطاع طرق،
فكانت تفرض الأتاوات وتعتقل الأبرياء،
وتوجت تصرفاتها الاستفزازية
سلسلة عمليات خطف الطائرات
بين 6-9 أيلول 1970م،
وبالمظاهرات التي اجتاحت شوارع عمان
تنادي بسقوط عبد الناصر الذي وافق على مشروع
روجرز للسلام في آب 1970م
ولأنه قبل قرار الأمم المتحدة رقم 242
الصادر في 22 نوفمبر 1967م
وعندما وقعت الواقعة بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير،
هرب جيش ومن على شاكلته وتركوا
الشعب الفلسطيني المسلم يواجه الموت والدمار.





وفي معارك أيلولظهرت بطولات الجيش
الأردني
فارتكب أبشع المجازر في مخيمات عمان
وجرش وفي أربد
، وقد اضطر بعض الفلسطينيين
إلى الفرار من الأردن إلى الضفة الغربية
هرباً من بطش الجيش الأردني.




وأسفرت هذه المعارك عن قتل أعداء كبيرة من الجانبين،
تجاوزت عدد الذين قتلوا في حرب
1967م،
وامتلأت سجون الأردن بالشباب والأحرار
أما حبش فقال كلمته المشهورة:
(لقد حاربت النظام الأردني العميل بمنظمة فتح).




ومما لا شك فيه أن الجهات الاستعمارية
التي حركت حبش وحواتمة وأحمد جبريل هي
نفسها التي حركت العملاء داخل النظام
الأردني وبخاصة جهاز المخابرات.





وتبيين فيما بعد أن عبد الناصر هو الذي
أعطى الملك حسين الضوء الأخضر بعد
أن توترت علاقاته مع المنظمة وبعد مظاهرات عمان
التي نظمتها المنظمات اليسارية،


وقد اعترف كبار قادة فتح بهذه الحقيقة فيما نشر من مذكرات(1)،
ومقابلات صحفية، وبعد خروج المنظمة من الأردن
أعلن الملك حسين عن مشروع المملكة العربية المتحدة.








ثانياً:
معارك 1976م
وتل الزعتر:


قام أتباع جورج وحواتمة بالدور نفسه
الذي كانوا يقومون به في الأردن
وكانت منظمة فتح تضطر أخيراً إلى
تأييد اليساريين من الفلسطينيين واللبنانيين
وأصبح كمال جنبلاط زعيماً لهذا الاتجاه الجديد في لبنان،
ولهذا فقد كثرت الاحتكاكات بين السلطة اللبنانية
من جهة ومنظمة التحرير من
جهة أخرى
منذ عام 1970م وحتى
عام 1975م، وبعد اختطاف أربعة من الجنود اللبنانيين
أمر سليمان فرنجية رئيس الجمهورية اللبنانية جيشه
[وقوامه 15 ألف جندي] بضرب الفلسطينيين.




وقام دبلوماسي أمريكي يصف تلك الحوادث:
(كانت تلك المرة الأولى التي رأيت فيها الجيش
اللبناني فعالاً. فقد جرى قتال عنيف حيث
أمطرت طائرات الهوكر هنتر مخيم برج
البراجنة بوابل من النيران)(2).




وبدأت الحرب الأهلية في لبنان بحادث
[الأتوبيس في عين الرمانة]
في 13 أبريل 1975م،
ووجد الفلسطينيون أنفسهم طرفاً في الحرب،
بل وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وفتح
بالذات تتحمل العبء الأكبر في هذه الحرب.




واستطاعت القوات الفلسطينية بالتعاون
مع القوات الوطنية اللبنانية دحر الكتائبيين
وحلفائهم من الموارنة وألحقوا بهم شر هزيمة
،
وأطبقت القوات الفلسطينية
وجيش لبنان العربي على معظم لبنان.


وهنا جاء التدخل السوري بعد أن أدت
منظمة الصاعقة والمخابرات السورية،
ومنظمة حزب البعث السوري،
ومنظمة أمل دورها المطلوب في توتر الأجواء
والتمهيد للدور السوري
،



قال زهير محسن
رئيس منظمة الصاعقة:
(إننا نفضل حدوث تدخل سوري واسع النطاق
لفرض الاستقرار
في لبنان، وسوريا
هي وحدها التي تستطيع إنقاذ لبنان)(3).


دخلت القوات السورية وقوامها 30 ألف جندي لبنان
في 5 يونيو 1976م،
وخاضت معارك طاحنة مع القوات المشتركة،
وقد تخلى كمال جنبلاط عن الفلسطينيين
في أوقات المحنة ووقف مع دروزه على الحياد،
أما الشيعة فقد وقف معظمهم إلى جانب القوات النصيرية الغازية.




وانتصر الجيش النصيري، وانتزع
من القوات المشتركة:
البقاع، وعكار، والجبل، وصيدا،
ومنع المؤن والأسلحة من
الوصول إلى المقاومة الفلسطينية
.


وكان هناك تعاون وتنسيق بين قوات الكتائب
وحلفائها وبين الجيش النصيري والقوات الإسرائيلية
خلال حصار تل الزعتر،



ومما يجدر ذكره أن حصار تل الزعتر تم
سقوط مخيم جسر الباشا،
ومخيم عين الحلوة،
ومخيم برج حمود
ومن المعروف أن بيار الجميل طلب في جلسة
مجلس النواب اللبناني في 22 مايو 1975م
نقل مخيم تل الزعتر من بيروت الشرقية.



وبدأ حصار القوات المارونية لتل الزعتر
في أواخر حزيران، وسقط المخيم في 14 أغسطس
1976م بعد حصار دام أكثر من شهر ونصف
وبعد منع الماء والغذاء ورجال
منظمة الصليب الأحمر من دخول المخيم.




أجرت صحيفة الوطن الكويتية استطلاعاً عن
لبنان في عدده الصادر في 11 أغسطس 1976م،
ونقلت عن الملازم أول أبي عبد الله من القوات الليبية –
في قوات الأمن العربية – قوله:
(إن القص الذي شهده في المناطق الوطنية
وفي صيدا بالذات يدين السوريين ويؤكد
تورطهم العسكري لصالح الانعزاليين
).


ويضيف الملازم أول
حسن من القوات الليبية:
(لقد قصفوا المطار أربع مرات، سورية تشجعهم ليكتمل
الحصار الذي فرضته على المناطق الوطنية
بعد أن أغلقت موانئ صيدا وصور وطرابلس،

كنت في المطار وشاهدت جريمة قصفه
البشعة وضحاياه كانوا مواطنين أبرياء مدنيين وبينهم أطفال
).


وقال الملازم أول طه حسين من القوات
السودانية: (نحن سعداء إذ نشعر
بمثل هذه الألفة بيننا وبين الجماهير.
السوريون متورطون في المؤامرة
وكل صاحب ضمير يعترف بهذا
).





وقال الملازم أول فتحي حسن:
(حصار التجويع ومنع رغيف الخبز ومنع
الأدوية جرائم بشعة ترتكب بحق
الشعبين اللبناني والفلسطيني
).





وقال الملازم محمد خليل من القوات الليبية
المرابطة في مشارف الهلالية
:
(إنها مؤامرة تستهدف المقاومة الفلسطينية
والحركة الوطنية في لبنان،
وكما نرى
بأعيننا تفاصيل المعركة سياسياً وعسكرياً نقول:
إن الذين ينفذونها كثيرون وإن النظام السوري متورط فيها).




لقد انطلق الصليبيون الموازنة
داخل المخيم كالوحوش الكاسرة،
وراحوا يذبحون الأطفال والشيوخ،
ويبقرون بطون الحوامل، ويهتكون
أعراض الحرائر، وظهرت صورهم

[على شاشة التلفاز في معظم بلدان العالم]
وهم يشربون كؤوس الخمر احتفالاً بالنصر
على الفلسطينيين المسلمين،
وكانوا يعلقون صلبانهم في أعناقهم.




أما تورط إسرائيل في مذبحة
تل الزعتر فأماط اللثام عنها شركاء بيجن في
الحكم في جلسة من جلسات الكنيست الإسرائيلي
نشرت وقائعها الصحف ووكالات الأنباء العالمية،
وتبال الحزبان الاتهامات
فشمعون بيريز يتهم بيجن وشركائه بمذبحة صبرا وشاتيلا
والآخرون يتهمون بيريز بمذبحة تل
الزعتر
عندما كان وزيراً للدفاع.




تعليق:
أتدرون ماذا فعلت الأنظمة
العربية بعد هذه المذبحة الرهيبة ؟؟



عقدت مؤتمر قمة عربية، وتم الاتفاق على إيجاد
ما يسمى بالردع العربي في لبنان،
وكان في حقيقتها غطاء للوجود النصيري،
فالقوات السورية الكبيرة استمرت في احتلال
وقهر اهل السنة في لبنان،

وأضاف العرب إليها بضع مئات غير السوريين،
وقد تم انسحابهم من لبنان بعد وقت قصير.



ثمة شيء أكثر غرابة من ذلك،
لقد تعهدت الأنظمة العربية بمساعدات
ضخمة تقدمها لسوريا النصيرية،
كما تعهدت الأنظمة العربية
بتغطية نفقات القوات السورية
العاملة في لبنان.

أليست هذه مكافأة لنظام
الأسد
على جرائمه التي ارتكبها ضد المسلمين ؟!





أما عرفات وصحبه من قادة فتح فخصتهم هذه
الأنظمة بشيء من المساعدات

وأطفال تل الزعتر ليسوا أطفاله،
وهو لا يخجل من هتك الأعراض،
ولو كان من الذين يخجلون ما قبل أن تنقل الصحف
ووكالات الأنباء صورته وهو يقبل امرأة في مناسبة
من المناسبات الفلسطينية الكثيرة.



والمهم أن مخيم تل الزعتر تم تدميره،
وتم القضاء على معظم سكانه،
وقليل منهم تمكن من النجاة.





ماذا فعل الجيش النصيري في لبنان ؟

نشرت وكالة رويتر للأنباء في 23 يوليو 1976م
التقرير الآتي:
(عندما انسحب حوالي 4000 جندي سوري
من تلال الهلالية التي تشرف على مدينة صيدا
في الأسبوع الماضي تركوا في نفوس السكان
المحليين شعوراً بالمرارة والانقباض
).




وكانت الدبابات السورية قد دخلت صيدا في 7
حزيران بعد أن ظلت هذه المدينة بعيدة
عن الصراع بسبب سيطرة اليسار عليها،
وقال المدافعون عن صيدا:
(إنهم دمروا عدة دبابات سورية أو استولوا
عليها وأوقعوا إصابات بين السوريين
).



وتشهد المباني التي قصت وواجهات
المتاجر التي اسودت بفعل النار وبرج دبابة سورية
رفع على شرفة الطبقة الخامسة من أحد المباني
على ضراوة القتال الذي دار في هذا الميناء.



وعندما انسحب السوريون إلى التلال المطلة
على هذا السهل الساحلي، يبدو كما يقول السكان
المحليون أنه كان مزيجاً من القصف العشوائي
والضرب الصاروخي المحكم.



ففي مصفاة الزهراني على بعد تسعة كيلو مترات
إلى الجنوب من هنا أطلق السوريون وبإحكام كبير
96 صاروخاً تسبب في دمار بالغ واحترقت
النار في بعض صهاريجها منذ حوالي أسبوع.




وكان مسئول سوري قد قال في لندن
أخيراً: (
إن المصفاة دمرت في قتال نشب
بين فئات فلسطينية وإن الزعم بأن السوريين
دمروها يشكل جزءًا من حملة معادية للسوريين
).




ولكن بعض عمال المصفاة ويبلغ عددهم 220 عاملاً
قالوا:
إنهم مقتنعون بأن السوريين تعمدوا
مهاجمة المصفاة التي كانت تكرر تقريباً
جميع الوقود المستهلك في المنطقة التي يسيطر
عليها التحالف الفلسطيني اللبناني
.




وكانت الحكومة اللبنانية تزود السوريين بالوقود
من هذه المصفاة خلال حرب سنة 1973م
مع إسرائيل بعد أن قصف السلاح الجوي الإسرائيلي مصفاة حمص.




وفي إحدى ضواحي صيدا الجنوبية يشاهد مستشفى
أصيب بثلاث قذائف
وقال العاملون
في المستشفى أن القذيفة الأولى جاءت من
مدفع سوري حين كان السوريون يزحفون على صيدا
.




وحطمت آخر عملية قصف جزءًا من جدار
خلفي للمبنى ودمرت جناحين التجأ المرضى
فيهما والموظفون إلى الطبقة الأرضية.




وقال طبيب وجد أن من الصعب عليه أن يصدق السوريين
هم الذين قصفوا المستشفى إنهم ربما كانوا
يحاولون ضرب محطة لتوزيع الوقود غير الشارع.


وسئل عن رأيه في الوجود السوري فقال:
(إني لست طبيباً(4) ولكنه أضاف يقول:
لم تحدث أية مشكلة هنا إلى أن جاء السوريون.




قتلوا الأطفال:
ويعتبر خيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين
خارج صيدا أكبر مخيم في لبنان
إذ يقطنه حوالي 45.000 شخص
نصفهم من اللبنانيين الفقراء.





ويضم المخيم ملاجئ كثيرة تحت الأرض
كان السكان يستخدمونها في السنوات الماضية
اتقاء للغارات الجوية الإسرائيلية التي دمرت
400 منزل. وبدت بعض الأضرار الناجمة عن القذائف.




وقال مواطن فلسطيني:
إن المخيم ضرب بالقذائف هنا وهناك
وقد قتل صبيّان كانا يلعبان في الشارع هنا.


وقتل ثلاثة أشخاص عندما ضرب صاروخ ذلك
البيت، وقتل حوالي 20 من سكان المخيم
أو جرحوا نتيجة للقصف
.






المقابر تتحكم:
وفي المدينة ذاتها ضرب القذائف
الأسواق وبعض الأماكن السكنية كما تحطم
جزءًا من سور مقبرتها. وكان كثير من الأضرار
في مناطق لم تتأثر بقال السابع من يونيو.


ونفى السكان المحليون أن تكون هذه
المناطق قد ضربت خلال قتال بين الفدائيين
أنفسهم
وقالوا لقد وقع اشتباك ثانوي فقط
بين فدائيين يناصرون سوريا وآخرون يعارضونها في شهر آيار.



واتهمت سوريا كذلك بضرب مرفأ صيدا مما
أثار الفزع في نفوس ربابنة البواخر التي
كانت تصل محملة بالأغذية والمؤن الأخرى

لتوزع في المناطق التي يسيطر عليها اليساريون.


وقال السكان المحليون أنه
ما أن انسحب السوريون حتى أصلح
المرفأ وبدأت المؤن تتدفق عليه من جديد.


وقال قائد عسكري فلسطيني محلي:
(إن معنويات الجنود السوريين في الهلالية متدهورة).



وكثيرًا ما يطلق رجال المدفعية السورية قنابلهم
إلى البحر لتفادي إصابة المدنيين.
وقد استبدل ضباط وجنود جدد ببعض ضباط وجنود القوة الأصلية.



وقال القائد الفلسطيني:
(إن كثيراً من المعلومات التي تصل إليه عن
خطط القوة السورية وتحركاتها إنما ينقلها
إليه قرويون يطلعهم على هذه الخطط
والتحركات ضباط سوريون.


وقد انسحب جزء من هذه القوة الآن إلى
البقاع بينما انسحب الجزء الآخر إلى بلدة جزين
الواقعة على بعد 30 كيلو متراً إلى الشرق من صيدا.



ومن جهة أخرى أقامت القوات السورية
المسلحة الموجودة في جنوب لبنان وبالتعاون
مع قادة طلائع الجيش العراقي اللبناني مكاتب
خاصة للعلاقات العامة في معظم المدن والقرى
اللبنانية التي تشرف عليها هذه القوات لتأمين
الخدمات العامة وحل مشاكل المواطنين بما فيها
القضاء والزواج والطلاق نظراً إلى غياب
المؤسسات اللبنانية الرسمية. وتضم هذه المكاتب
ضباط من سوريا ومن طلائع جيش لبنان العربي.




وأصدرت الإدارة السياسية التابعة للقوات السورية
المسلحة صحيفة يومية أسمتها (الموقف)
وصدر في العدد الأول منها ليوزع في أنحاء لبنان
ويتضمن آخر المعلومات عن الموقف في الساحة
اللبنانية ووجهة نظر سوريا في النزاع القائم في لبنان.





ثالثاً : عملية الليطاني :

هاجمت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان في 15 مارس
1978م، وتم ضرب مواقع الفلسطينيين
جنوب نهر الليطاني،
وأنشأت جيش سعد حداد
على الشريط الحدود
بتاريخ 28 مارس 1978م.




ونجحت إسرائيل في تجميع الفلسطينيين شمال
النهر ليكونوا هدفاً لضربة أخرى ومن الجدير بالذكر
أن القوات السورية التي كانت تشرق
وتغرب في لبنان لم تحرك ساكناً،
ولم تطلق
رصاصة واحدة ضد القوات الإسرائيلية.




ومن جهة أخرى فإن عملية الليطاني تمت
بين زيارة السادات للقدس، وبين توقع معاهدة
[كامب ديفيد] للسلام في أيلول 1978م.







رابعاً:
الاجتياح الإسرائيلي للبنان
عام 1982م :


كان العدوان الإسرائيلي على لبنان متوقعاً،
وكان عرفات يصرح بذلك قبل أشهر من
وقوع العدوان، ويزعم أنه أعد لكل شيء عدته،
وأنه سيلقن إسرائيل درساً لن تنساه
.




وفي يوم 4 يونيو 1982م بدأت الحرب بغارات جوية
على لبنان كله، وتبعها بعد يومين الاجتياح البري
بقوة قدرت بحوالي 20 ألف جندي،
واكتسحت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان بسرعة خاطفة،
ثم واصلت سيرها نحو بيروت العاصمة،
وهناك استقبلتها القوات المارونية بحفاوة بالغة،
وأمدتها بالعون والنصيحة.



وقصفت القوات الغازية بيروت الغربية – بيروت السنة
براً وبحراً وجواً، ومنع الماء والغذاء
والدواء والمحروقات والكهرباء عن
المسلمين السنة
في بيروت العربية،
ومن الأمثلة على القصف الشديد الذي تعرضت
له بيروت الغربية ما حدث في يوم الأحد 1 أغسطس 1982م
حيث استمر القصف الإسرائيلي براً وبحراً وجواً
مدة أربع عشرة ساعة متواصلة سقطت خلالها 180 ألف قذيفة
أي بمعدل يزيد على 214 قذيفة في الدقيقة الواحدة،

وتكرر مثل هذا القصف يومي الثالث والرابع ثم
العاشر والثاني عشر من الشهر نفسه.




لقد هدمت المنازل، ورُوع الأطفال،
وعاش سكان بيروت المنكوبة أياماً عصيبة،
وامتزجت دماء المسلمين اللبنانيين والمسلمين
الفلسطينيين، وكانت الخسائر فادحة جداً.



وأخذ رفاق عرفات من الدروز والرافضة والعلمانيين
يطالبون بخروج منظمة التحرير من بيروت بل من لبنان كلها،
وأدى المبعوث الأمريكي بخروج منظمة
التحرير من بيروت بل من لبنان كلها،
وأدى المبعوث الأمريكي دوره المطلوب
بعد جولات من المحادثات أجراها فيليب
حنا في تل أبيب وبيروت ودمشق وعواصم
عربية أخرى انتهت بخروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان.







الموقف العربي:

تم عقد مؤتمر طارئ لوزرا الخارجية العرب
بعد 23 يوماً من الاجيتاح الإسرائيلي،
واختلف أعضاء المؤتمر وتفرقوا دون
أن يتخذوا قراراً حاسماً، وما كنا ننتظر
منهم غير هذا الموقف المؤسف.




أما النظام النصيري فكان دوره دور المتفرج ..
وقصفت إسرائيل الصواريخ السورية في
البقاع في 9 يونيو 1982م،
ودارت معركة جوية هزيلة انتهت بسقوط عدد
من الطائرات السورية
، وصدر عن القيادة المركزية
للجهة الوطنية التقدمية في دمشق بياناً في
19 يونيو 1982م جاء فيه:
(إن ما جرى في لبنان ليس نهاية معاركنا
وسنناضل لطرد الغزاة ..
وجاء في البيان أيضاً:
لا يعقل أن نترك الجولان ونعلن الحرب على إسرائيل من لبنان).





وعقد عبد الحليم خدام مؤتمراً صحفياً في 25 يونيو
1982م قال فيه:
(إن سوريا حاولت تجنب الحرب نظراً لحدوث
اختلال التوازن العسكري في المنطقة نتيجة
خروج مصر على الصف العربي بعد التزامها باتفاقية كامب ديفيد
).






وفي 20 يوليو 1982م قال حافظ الأسد في
كلمة له من دمشق: (إن القوات السورية دخلت
إلى لبنان لأداء مهمة محددة هي إنهاء
الحرب الأهلية التي فرقته خلال عام 1975م و
1976م ولم تذهب لتحارب إسرائيل من هناك).




هذا ما قاله أسد عبر أجهزة الإعلام،
أما ما قاله صراحة لمبعوث عرفات:
(أريد أن تهلكوا جميعاً لأنكم أوباش).




وعندئذ أدركت قيادة المنظمة تآمر
الأسد عليهم وأنه ينسق أموره ضدهم
مع الكتائب وإسرائيل والولايات المتحدة
.




أما ليبيا فقد زعمت أن أسباباً جغرافية حالت دون
القيام بعمل عسكري ليبي مباشرة على الجبهة
الشمالية في لبنان.
عن الوكالات 15 يونيو 1982م




أما وليد جنبلاط ودروزه فيكفينا ما قاله عنهم
الرجل الثاني في منظمة التحرير صلاح خلف:
(إن عدم وجود عمق لساحة القتال في الجنوب
شكل عائقاً لنا، فقد كان المدى الأرضي أحياناً
لا يزيد في الجنوب عن أربعين متراً ونحن محاطون
بالعدو من البر والجو والبحر وبعد صيدا مباشرة
حرمنا من أن نضع مدفعاً واحداً من قبل الدروز
ورئيس الحركة الوطنية بالذات
أي وليد جنبلاط -،
أما القوات السورية في الجنوب فحسب
ادعاء السوريين ليست للقتال
).




وقال أيضاً:
(أنا لا أستحي أبداً من الحقيقة ..
الأخ وليد جنبلاط رئيس الحركة الوطنية
ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
رفض أن تتواجد
أو تنقل أسلحة إلى منطقة نفوذه في الشوف ..


قال لنا:
إن عنده أسلحة كافية وسيقاوم في الشوف
ونحن نعلم أنه كان فعلاً سلاح جيد، لكن
الذي حدث أن الأخ وليد وإخواننا الدروز
لم يقاتلوا خلال الغزو الأخير،
ورأينا مجيد أرسلان وفيصل أرسلان
وجماعتهم بعد أن وعدوا المسلمين بالقتال معهم
ضد بشير الجمل والكتائب، تخاذلوا أمام الأموال

بينما انحشرنا نحن في شريط ساحلي ضيق من صور
لصيدا لبيروت والمعركة الوحيدة التي دارت على مدى
خمسة أيام في الشريط الساحلي كانت معركة [خلده]
البطولية التي استشهد فيها خيرة
رجالنا والتي كنا فيها وحدنا
).





أما الموارنة فبعض قواتهم شاركت في الحرب
إلى جانب اليهود،
وبعضهم تعاونوا مع
اليهود في إحكام الحصار على بيروت،

والجيدون فيهم وقفوا على الحياد.




كذلك كان موقف الشيعة فقد عادوا
الى قراهم وحققوا حلمهم في طرد الفلسطينيين
من جنوب لبنان،
وكانت إذاعة العدو الصهيوني
تنقل تصريحات أعيانهم في تأييد إسرائيل.




وجملة القول:
فإن إسرائيل خاضت حرباً
ضروساً مع
المسلمين السُّنَّة وحدهم،
وإذا كان بعض الناس سيفسر كلامي هذا تفسيراً
طائفياً رغم ما فيه من حقائق لأنني أكتب ما
أعتقده وأومن به بصراحة ووضوح.





إذا كان الأمر كذلك عند هؤلاء الناس فنحيلهم
على مصادر كثيرة ليست إسلامية، وليس
من اهتمامات الانتصار للسُّنة أو الشيعة
،
ومن هذه المصادر تنقل فقرات من دراسة قدمتها
صحيفة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 30
أبريل 1985م تحت عنوان:

(الإسرائيليون جردوا المنظمات السُّنية من السلاح وحدها).



(لقد حصر الإسرائيليون عملية التجريد من
الأسلحة
بالفلسطينيين أولاً ثم بالسُّنيين
من اللبنانيين دون سواهم
).




لقد أصر شارون على دخول بيروت الغربية لتجريد
[المرابطون] بوصفهم فريقاً لبنانياً محسوباً
على المنظمات الفلسطينية.



لماذا أسلحة السُّنة وحدها – وهي أسلحة غير
منضبطة في إطار سياسي
قال: - تشكل خطراً على الإسرائيليين؟!.




وهل [المرابطون] الخارجون على قاعدة الالتزام الإسلامي السُّني،
بالامتناع عن خوض الحرب، من خنادق الطائفية
يستحقون مثل هذا المستوى من الاهتمام الإسرائيلي،
وهم الذين عدوا بعد الاجتياح مجرد علم ومحطة إذاعة؟!




بعض الناس صفق للمقاومين المغامرين
– أي قليلات وجماعاته -،

ومعظم القيادات السياسية المحافظة،
رأت في الإصرار على مواجهة الدخول الإسرائيلي
ضرراً إضافياً يقع على أرواح الناس وممتلكاتها،
في وقت رحلت فيه المقاومة الفلسطينية عن بيروت،
وتجنب الاشتراكيون أي الدروزمواجهة الإسرائيليين في الجبل،
وتوقف حركة أملأي الشيعة عند مفترق تحييد الضاحية الجنوبية،
وتحول الكتائبيون إلى شرطي مرور للقوات الغازية،
وإلى برج مراقبة وحارس حاجز ورأس حربة أحياناً.




... وأدركت القيادات الإسلامية السُّنية،
أنها في مواجهة استراتيجية،
أوسع مما يرى بالعين المجردة،
استراتيجية ترتكز على النظرية الإسرائيلية
المساوية بين السُّني اللبناني والفلسطيني
المقيم في لبنان
، من حيث إلغاء الدور،
وتحطيم الفعالية، فالمناطق السُّنية كانت وستبقى،
الأرض الخصبة لنمو المقاومة الفلسطينية.




(إن مدرسة الزعامات السياسية، خرجت أشخاصاً،
ولم تخرج مؤسسات سياسية، مجموعة
أسماء تتناوب على رئاسة الحكومة، بتنافس سطحي،
لا يتعدى حدود الذات، وإن ابتعد، فإلى حدود المحلة أو المدينة). ا.هـ



إن صحيفة الأنباء الكويتية ليست إسلامية،
وما كانت فيما كتبته تدافع عن أهل السُّنة،
وعلى العكس فهي صحيفة قومية علمانية ..
ولكن الحقائق أنطقت القائمين عليها كما أنطقت
وكالات الأنباء المحلية والعالمية
التي غالباً ما تتجاهل القضايا الإسلامية.


يتبع....







من مواضيعي في المنتدى
»» أسماء مؤلفين وأسماء كتب يزعم الرافضة أنها لأهل السنة
»» جرائم وانتهاكات نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري الشقيق : هنا
»» أسرار تهريب قيادات جيش المهدي من سجن البصرة الى ايران، والادعاء بأن الهاربين من القاع
»» خطبة الشيخ محمد العريفي " أحداث سورية " 3 - 6 - 1432 هـ
»» عملية الاستيطان الفارسي المحتل في جنوب الأحواز العربية