عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-08, 05:59 AM   رقم المشاركة : 7
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


قال الكاتب : كيف نتعامل مع هذا الحدث :


لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري)

وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع .

وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم.

وقال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة).

وقال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم.

وقال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.

والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.

إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.

فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.

ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).


الجــــواب ..


واما النياحة فيظهر لنا ان الكاتب يجهل بما في كتب أهل السنة او انه يعلم ويسكت عن ذلك لأجل التشنيع على الشيعة لأن ابن قدامة الحنبلي - بعد ان نقل اقوالا في حرمة النياحة - قال :" وقال بعض أصحابنا هو مكروه ، ونقل حرب عن أحمد كلاما يحتمل إباحة النوح والندب ، واختاره الخلال وصاحبه لان واثلة بن الاسقع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ويبكيان ،

وقال احمد : إذا ذكرت المرأة مثل ما حكي عن فاطمة في مثل الدعاء لا يكون مثل النوح ، يعني لا بأس به ،

وروي عن فاطمة انها قالت : يا أبتاه ، من ربه ما ادناه ، إلى جبريل انعاه ، يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ،

وروي عن علي عن فاطمة رضي الله عنهما انها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها على عينها ثم قالت

ماذا على مشتم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو انها * صبت على الايام عدن لياليا "
.. الشرح الكبير ( 2 / 430 ) ..


فان كانت " النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها " كما قال الكاتب فهل كان الصحابي واثلة بن الأسقع من أهل الجاهلية و يصر على مخالفة النبي ( ص ) بعدم اجتنابه النوح و كذلك ابو بكر الخلال والإمام أحمد ؟.


واذا كانت النياحة كما قال الكاتب من امور الجاهلية المنهية عنها شرعا فهل كانت أم المؤمنين عائشة مخالفة لأمر النبي ( ص ) لثبوت اقامتها النياحة على ابيها !.


فقد قال البخاري في كتاب الخصومات .. باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ( ناحت ) !


قال ابن حجر في فتح الباري : ‏‏قوله : باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : أي بأحوالهم , أو بعد معرفتهم بالحكم ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم .

قوله : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت . ‏وصله ابن سعد في (الطبقات) بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح , فبلغ عمر فنهاهن فأبين فقال لهشام بن الوليد : أخرج إلى بيت أبي قحافة - يعني أم فروة - فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن بذلك . ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر عن الزهري وفيه : فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة .. فتح الباري - كتاب الخصومات - باب 5 ، 6 - ح 2420 ..


فلماذا يكذب الكاتب ويقول :" ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الا ان يخرج ام المؤمنين عائشة و الصحابي واثلة بن الأسقع و أبا وائل من أهل السنة و يبقى هو و إمامه ابن تيمية من اهلها ؟!.


واما قول الكاتب : فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية " ..

فنحيله الى قول السيد الخوئي قدس الله سره :" وفي مرسلة الصدوق قال : من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله الموجزة التي لم يسبق إليها : " النياحة من عمل الجاهلية " . وهي مضافا إلى ضعف سندها قابلة الحمل على ارادة النياحة الباطلة المرسومة عند العرب بمناسبة قوله " من عمل الجاهلية " أي بحسب مناسبة الحكم والموضوع إلى غير ذلك من الاخبار الضعاف فراجع . فتحصل أن النياحة الصحيحة امر جائز ولم تثبت كراهتها فضلا عن حرمتها ما لم يشتمل على الكذب ونحوه فما عنون بن الباب في الوسائل من كراهة النياحة ليس صحيحا فان الكراهة كالحرمة حكم شرعي يحتاج إلى دليل ولا دليل عليها ..كتاب الطهارة ( 9 / 228 )


وقال المحقق الحلي في المعتبر ( 1 / 344 ) :
ويجوز النياحة على الميت بتعداد فضائله من غير تخط إلى كذب ، ولا تظلم ولا تسخط . وذهب كثير من أصحاب الحديث من الجمهور إلى تحريمه ، واحتجوا بما روت أم عطية قالت أخذ علينا النبي صلى الله عليه وآله عند البيعة ألا ننوح ولانه يشبه التظلم والاستعابة والتسخط بقضاء الله . لنا ما روي أن فاطمة عليها السلام كانت تنوح على النبي صلى الله عليه وآله .

روي انها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وآله فوضعتها على عينيها وقالت :"

ماذا على المشتم تربة أحمد * ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الايام صرن لياليا ( 1 )


ورووا أن وائلة بن الاسفع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ، ويبكيان ولم ينقل انكار أحد من الصحابة عليهم .

ومن طريق الاصحاب ما روى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال مات ابن المغير فسألت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها فندبت ابن عمها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وقالت :

أنعى الوليد بن الوليد أخا الوليد * فتى العشيرة حامي الحقيقة ماجدا
يسموا إلى طلب الوتيرة قد كان * غيثا للسنين وجعفرا غدقا وميرة

فما عاب النبي صلى الله عليه وآله ذلك ولا قال لها شيئا ،

وقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب " لا تدعين بذل ولا نكل ولا حرب وما قلت فيه فقد صدقت " ( 2 ) وأمر النبي صلى الله عليه وآله بالندب على حمزة ( 3 ) .

وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : " اوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبني عشر سنين بمنى أيام منى " ( 4 ) .


والجواب : عما ذكروه من الحديث انه يمكن أن يكون اشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعا وسخطا ، أو قولا باطلا وأما قولهم يشبه التسخط والاستعابة فنحن نحرم ذلك ، لكن ليس كل النوح كذلك وانما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده ، وهذا لا يتضمن ما ذكروه وقد روينا عن الصادق عليه السلام انه قال : " لا بأس بأجر النائحة إذا قالت صدقا " ( 5 ) . ذكره ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه .



* هامش *
(1) بحار الانوار ج 79 ص 106 .
(2) الوسائل ج 2 ابواب الدفن باب 83 ح 4 .
(3) بحار الانوار ج 79 ص كتاب الطهارة ح 26 ( الا ان فيه : أمر النبي بالنوح على حمزة ) .
(4) الوسائل ج 12 ابواب ما يكتسب به باب 17 ح 1 .
(5) الوسائل ج 2 أبواب الدفن باب 71 ح 2 ( مع اختلاف يسير ) .




وقال العلامة الحلي في منتهى المطلب ج 1 ص 466 :
النياحة بالباطل محرمة إجماعا أما بالحق فجائز إجماعا روى الجمهور عن فاطمة عليها السلام قالت يا أبتاه من ربي ما أدنى يا أبتاه إلى جبرئيل ( أنعاه ) يا أبتاه اجاب ربا دعاء وعن علي عليه السلام أن فاطمة عليها السلام أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وآله فوضعتها على عينيها ثم قالت ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مد الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها صبت على الايام ( صرن لياليا )


ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام أن سئل عن أجر النائح فقال : لا بأس به قد ينح رسول الله صلى الله عليه وآله وروي أنه قال لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقا وفي خبر آخر قال يستحل بضرب إحدى يديها على الاخرى وذلك يستلزم المطلوب .


[ الثالث ] يحرم ضرب ( الخدود ) ونتف الشعور وشق الثوب إلا في موت الاب والاخ وقد سوغ فيها شق الثوب للرجل روى وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور .

واما قول الكاتب :" ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ). "

فنقول ..
واما الرواية ففي سندها مسعدة بن صدقة و هو عامي المذهب و هناك روايات تعارضها وهي على أصولنا واصول اهل السنة في علم الحديث لا تقبل .. فاهل السنة ياخذون برواية المخالف ان كان ثقة ما لم تكن تدعوا الى مذهبه وكذلك نحن ..

وهذه الرواية معارضة بصحيحة زرارة والتي رواها الشيخ الصدوق "( انه سأل محمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين أبا جعفر الباقر عليه السلام " عن صوم يوم عاشورا ، فقال : كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك " .. من لا يحضره الفقيه ( 2 / 85 ).. فالرواية صحيحة لقول السيد الخوئي في معجمه :" نعم ان طريق الصدوق اليه صحيح " ..

فلماذا ينقل الكاتب الروايات التي يريد ان يوهم بها العوام من اهل السنة و لا ينقل المعارضة لها و الأصح منها ؟!
ولماذا هذا التدليس ؟!.

وأما قول الكاتب :" لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! الى آخر تخرصاته فماهي الا اكاذيب بناها على روايات لا تصح عند الشيعة وهو يعلم ذلك بدليل اطلاعه على روايات تنهي عن صوم العاشر عند الشيخ الطوسي في الإستبصار الذي نقل منه ومنها "( لا تصم يوم العاشر )" ..


فكيف يكذب عليهم ويقول بانهم اتفقوا مع السنة على فضل صيام عاشوراء الا ان كان لا يرى حرمة الكذب ؟!.
ثم كيف يدعي الكاتب ان الشيعة اتفقوا مع السنة على فضل صوم العاشر وهو يرى تلك الروايات الناهية عن صوم العاشر ؟


اللهم الا الكذب والإفتراء على الشيعة و علماؤهم .. لا غير ..!!