عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-17, 10:02 PM   رقم المشاركة : 1
Muhamad Sulaiman
عضو فضي








Muhamad Sulaiman غير متصل

Muhamad Sulaiman is on a distinguished road


Post حديث: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ»، مداراة وليس تقية ولا مداهنة يا من أعمى الله بصائرهم



قال الله عز وجل:

۩ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) ۩ سورة النمل.



أخرج الشيخان/ البخاري ومسلم، في صحيحيهما، من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها وأرضاها
أنها قالت:
أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:
«بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ»
(أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كِتَابُ الأَدَبِ، وبوب له:
بَابُ «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا»، ج8 ص13 ح رقم: (6032)
بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اغْتِيَابِ أَهْلِ الفَسَادِ وَالرِّيَبِ، ج8 ص17 ح رقم: (6054)،
وفي بَابُ المُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ، ج8 ص31 ح رقم: (6131).
وأخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه، 45 - كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، 22 - بَابُ مُدَارَاةِ مَنْ يُتَّقَى فُحْشُهُ، ج4 ص2002 ح رقم: 73-(2591)،
واللفظ للإمام/ البخاري.




وأما قول النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، عن الرجل:

«بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ» الحديث



فهذا مداراة وليس بتقيةً ولا مداهنة؛ كما يصورها من طمس الله على بصيرتهم وأعمى بصائرهم.


وإنما يصورها هؤلاء الزنادقة عبدة الأوثان والجيفة والقبر، على أنها تقية لأن التقية في دين الإمامية
هي:
(حسب عقائد دين الرافضة) أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن تديّنا، فينسبون الكذب والخداع لدين الله ظلما وعدوا





وهذه العقيدة الفاسدة ليست من عقائد المسلمين ألبته، فالكذب عند المسلمين من صفات المنافقين،

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته:
«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»
متفق عليه:
(أخرجه الإمام/ مسلم في صحيحه، 45 - كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، 29 - بَابُ قُبْحِ الْكَذِبِ وَحُسْنِ الصِّدْقِ وَفَضْلِهِ، ج4 ص2013 ح رقم: 105-(2607) واللفظ له
وأخرجه الإمام/ البخاري في صحيحه، كِتَابُ الأَدَبِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ۩ سورة التوبة، وَمَا يُنْهَى عَنِ الكَذِبِ، ج8 ص25 ح رقم: (6094).




خلاف الرافضة الزنادقة الذين يكذبون ويتحرون الكذب في كل شيء، ثم يجعلون من ذلك اعتقاداً وديناً


ومنهج المسلمين قائم على الصدق والعدل، وليس الكذب من ديننا ولله الحمد والمنة.



والتقية في اصطلاح المسلمين أعلى الله مقامهم،

هي:
رخصة اضطرارية خلاف الأصل (الأصل فيها الحظر)، ألجأت إليها الضرورة والحاجة الشديدة ولا تحل إلا مع خوف القتل أو الإيذاء العظيم لغلبة العدو وتمكنه، فيتكلم المسلم بخلاف ما يعتقد ولكن قلبه مطمئن بالإيمان.




وأما المداهنة فهي:

بذل الدين من أجل الدنيا، وقد تدخل في قسم موالاة الكافرين المحرمة.
أي:
إعطاء بالدين ومصانعة بالكذب، والتزيين للقبيح، وتصويب الباطل للوصول إلى أسباب الدنيا وصلاحها.



وأما المداراة فهي:

بذل الدنيا من أجل الدين، بالملاينة والملاطفة وخفض الجناح واللين في الكلام، وهي مندوب إليها في الشرع الحنيف وليست بداخلة في أبواب موالاة الكافرين المحرمة.




والتقية في دين الرافضة تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له

وهي في دين الإسلام، رخصة عند الضرورة وهي كأكل لحم الخنزير بل أشد.

ومن قارن هذه بتلك
كمن قال:
◄أكل لحم الخنزير تسعة أعشار الدين ◄ولا دين لمن لم يأكل لحم الخنزير




وأصل مشروعية التقية ورد في محكم التنزيل في سياق النهي عن موالاة الكافرين اللهم إلا في حال الإكراه وعدم الأمن على النفس من الهلاك.

قال تعالى:
۩ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) ۩ سورة آل عمران.


فوردت الرخصة بالتقية بالآية الكريمة في سياق النهي عن موالاة الكافرين والوعيد الإلهي الشديد لمن والاهم وذلك قوله جل شأنه:
۩ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ۩

ومتى ورد اللفظ نكرة في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام دلت على العموم والإطلاق في جميع الأحوال لرفع احتمال التأويل بأنها في أغلب الأحوال لا عمومها وإطلاقها.

والمعنى:
أن فاعل ذلك، أي:
موالاة الكافرين مقطوع عن الانتماء إلى الله وبريء الله منه لردته عن الدين، دلالة على أن هذا الفعل ضرب من ضروب الكفر.
فقلب المؤمن لا تجتمع فيه ولاية الله وولاية أعدائه - إلا أن تخشوا على أنفسكم من الكافرين هلاكا، فتقولون لهم بألسنتكم ما ينجيكم منهم - دون إلحاق أذى بمؤمن - وقلوبكم مطمئنة بالإيمان.



ثم رخص الله عز وجل وجعل الاستثناء في الحالة التي يغلب فيها العدو ولا يأمن فيها المسلم على دينه ونفسه فيخاف منه بحيث يتقيه المؤمنون بأمور مادية ظاهرة لا بأمور باطنة،

وذلك قوله جل شأنه:
۩ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۩

ولذا:
صح في تعريف التقية عن سيدنا الإمام/ عبد الله بن العباس – رضي الله عنهما وأرضاهما
قوله:
«هُوَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ»
وهذه من أحوال المدافعة للعدو،



وجاء التحذير الإلهي من مخادعة الله بموالاة الكافرين من غير إكراه وخشية الهلاك والتعذيب في قوله جل شأنه:
۩ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ۩




قال الإمام/ الطبري – رحمه الله:

۩ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۩

إِلَّا أَنْ تَكُونُوا فِي سُلْطَانِهِمْ، فَتَخَافُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَتُظْهِرُوا لَهُمُ الْوَلَايَةَ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَتُضْمِرُوا لَهُمُ الْعَدَاوَةَ، وَلَا تُشَايِعُوهُمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ، وَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى مُسْلِمٍ بِفِعْلٍ.


كَمَا: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَوْلُهُ:
۩ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ... (28) ۩ سورة آل عمران.

قَالَ:
«نَهَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلَاطِفُوا الْكُفَّارَ، أَوْ يَتَّخِذُوهُمْ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْكُفَّارُ عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ، فَيُظْهِرُونَ لَهُمُ اللُّطْفَ وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّينِ» وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ۩ ... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۩ سورة آل عمران.
المصدر:
(جامع البيان في تأويل القرآن، ج5 ص316).




وقال الإمام/ ابن القيم – رحمه الله:
فَإِنَّ التَّقِيَّةَ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ خِلَافَ مَا يَعْتَقِدُهُ لِاتِّقَاءِ مَكْرُوهٍ يَقَعُ بِهِ لَوْ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِالتَّقِيَّةِ.
(أحكام أهل الذمة، ج2 ص1038).



فهي في دين المسلمين أعلى الله مقامهم لا تعدو كونها رخصة اضطرارية خلاف الأصل (وهو الحظرألجأت إليها الضرورة والحاجة الشديدة.

والتقية في دين المسلمين أعلى الله مقامهم مقيدة بقيود وضوابط وشروط:

منها:

· أن يكون الخوف من المكروه أمرا محققا لا مظنونا.

· أن يغلب على ظنه أنه متى استعمل التقية نجا.

· ألا يكون للمكلف مخلص من ذلك المكروه إلا بالتقية.

· أن يكون الأذى المخوف مما لا يطاق احتماله.

طالع هنا:
شروط جواز التقية في دين المسلمين.
الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت، ط1، 1408هـ، ج13، ص185: 200.
الرابط:
http://waqfeya.com/book.php?bid=878




وطالع هنا:
الفروق بين التقية الشرعية في دين المسلمين، وتقية النفاق والكذب بدين شيعــ إبليس ـة.


• الفرق الأول: التقية الشرعية من فروع الدِّين، لا من الأصول.

• الفرق الثانِي: التقية الشرعية إنما تستخدم مع الكفَّار لا مع المؤمنين.

• الفرق الثالث: التقية الشرعية رخصة وليست عزيمة.

• الفرق الرابع: التقية الشرعيَّة تُستخدم في حالة الضَّعف لا القوَّة.

• الفرق الخامس: التقية الشرعية تكون باللسان لا بالأفعال.

• الفرق السادس: التقية الشرعية لا يجوز أن تكون سجيَّة للمسلم في جميع أحواله.

• الفرق السابع: التقية الشرعية ليست هي الوسيلة لإعزاز الدين.

الفرق بين التقية الشرعية والتقية الشيعية
الرابط:
http://www.saaid.net/bahoth/152.htm



ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



وأما تعريف المداهنة:

لغة:
يقول الإمام/ ابن منظور رحمه الله:
والمُداهَنة والإِدْهانُ:
المُصانَعة واللِّين، وَقِيلَ: المُداهَنة إِظهارُ خِلَافِ مَا يُضمِر. والإِدْهانُ: الغِش. ودَهَن الرجلُ إِذا نَافَقَ.
(لسان العرب، ج13 ص162).



واصطلاحاً:

قال القاضي/ عياض – رحمه الله:
والمداهنة:
إنما هي إعطاء بالدين ومصانعة بالكذب، والتزيين للقبيح، وتصويب الباطل للوصول إلى أسباب الدنيا وصلاحها.
(إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج8 ص538).



وقال الإمام/ المناوي – رحمه الله:
المداهنة: أن ترى منكرا تقدر على دفعه فلم تدفعه حفظا لجانب مرتكبه أو لقلة مبالاة بالدين
(التوقيف على مهمات التعاريف، ص301).



وقال الإمام/ الغزالي – رحمه الله:
لا يَجُوزُ الثَّنَاءُ وَلَا التَّصْدِيقُ وَلَا تَحْرِيكُ الرَّأْسِ فِي مَعْرِضِ التَّقْرِيرِ عَلَى كُلِّ كَلَامٍ بَاطِلٍ فإن فعل ذلك فَهُوَ مُنَافِقٌ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُنْكِرَ فَإِنْ لم يقدر فيسكت بلسانه وينكر بقلبه.
(إحياء علوم الدين، ج3 ص159).



وجاء في الموسوعة الفقهية:
ب - الْمُدَاهَنَةُ:
3 - قَال ابْنُ حِبَّانَ: مَتَى مَا تَخَلَّقَ الْمَرْءُ بِخُلُقٍ يَشُوبُهُ بَعْضُ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ فَتِلْكَ هِيَ الْمُدَاهَنَةُ.
وقَوْله تَعَالَى:
۩ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) ۩ سورة القلم.
فَسَّرَهُ الْفَرَّاءُ، كَمَا فِي اللِّسَانِ بِقَوْلِهِ: وَدُّوا لَوْ تَلِينَ فِي دِينِكَ فَيَلِينُونَ.
وَقَال أَبُو الْهَيْثَمِ: أَيْ: وَدُّوا لَوْ تُصَانِعُهُمْ فِي الدِّينِ فَيُصَانِعُوكَ. وَهَذَا لَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِمَا تَقَدَّمَ عَنِ ابْنِ حِبَّانَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مَأْمُورًا بِالصَّدْعِ بِالدَّعْوَةِ وَعَدَمِ الْمُصَانَعَةِ فِي إِظْهَارِ الْحَقِّ وَعَيْبِ الأْصْنَامِ وَالآْلِهَةِ الَّتِي اتَّخَذُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، فَكَانَ تَلْيِينُ الْقَوْل فِي هَذَا الْمَيْدَانِ مُدَاهَنَةً لاَ يَرْضَاهَا اللَّهُ تَعَالَى لأِنَّ فِيهَا تَرْكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْجَهْرِ بِالدَّعْوَةِ.
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمُدَاهَنَةِ وَالتَّقِيَّةِ
:
أَنَّ التَّقِيَّةَ لاَ تَحِل إِلاَّ لِدَفْعِ الضَّرَرِ، أَمَّا الْمُدَاهَنَةُ فَلاَ تَحِل أَصْلاً، لأِنَّهَا اللِّينُ فِي الدِّينِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ شَرْعًا.
المصدر:
(الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت، ط1، 1408هـ، ج13، ص186).




وقد تكون المداهنة في أمر مُحرم، بل قد يكون في الكفر – والعياذ بالله.


قال الله عز وجل:
۩ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) ۩ سورة القلم.


قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطِيَّةُ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُ فَيَتَمَادَوْنَ عَلَى كُفْرِهِمْ.
(الجامع لأحكام القرآن للإمام/ القرطبي، ج18 ص230).



وقال الإمام/ ابن العربي – رحمه الله:

الْآيَةُ الثَّانِيَةُ: ۩ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) ۩ سورة القلم

فِيهَا مَسْأَلَتَانِ:

الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ فِيهَا نَحْوَ عَشْرَةِ أَقْوَالٍ، كُلُّهَا دَعَاوَى عَلَى اللُّغَةِ وَالْمَعْنَى، أَمْثَلُهَا قَوْلُهُمْ:
وَدُّوا لَوْ تَكْذِبُ فَيَكْذِبُونَ، وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُ فَيَكْفُرُونَ.

وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْإِدْهَانُ هُوَ التَّلْبِيسُ، مَعْنَاهُ: وَدُّوا لَوْ تَلْبِسُ إلَيْهِمْ فِي عَمَلِهِمْ وَعَقْدِهِمْ فَيَمِيلُونَ إلَيْك.
وَحَقِيقَةُ الْإِدْهَانِ:
إظْهَارُ الْمُقَارَبَةِ مَعَ الِاعْتِقَادِ لِلْعَدَاوَةِ، فَإِنْ كَانَتْ الْمُقَارَبَةُ بِاللِّينِ فَهِيَ مُدَاهَنَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ سَلَامَةِ الدِّينِ فَهِيَ مُدَارَاةٌ أَيْ مُدَافَعَةٌ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ
«اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ هُوَ، أَوْ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ، فَقُلْت لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْت مَا قُلْت، ثُمَّ أَلَنْت لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَقَالَ لِي: يَا عَائِشَةُ، إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ».

وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:
«مَثَلُ الْمُدَاهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْقَائِمِ عَلَيْهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا فِي سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَأَرَادَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا أَنْ يَسْتَقُوا الْمَاءَ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلَاهَا فَمَنَعُوهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَقُوا الْمَاءَ فِي أَسْفَلِ السَّفِينَةِ، فَإِنْ مَنَعُوهُمْ نَجَوْا، وَإِنْ تَرَكُوهُمْ هَلَكُوا جَمِيعًا».
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ۩ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) ۩ سورة الواقعة.

قَالَ الْمُفَسِّرُونَ:
يَعْنِي مُكَذِّبُونَ، وَحَقِيقَتُهُ مَا قَدَّمْنَاهُ أَيْ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُقَارِبُونَ فِي الظَّاهِرِ مَعَ إضْمَارِ الْخِلَافِ فِي الْبَاطِنِ، يَقُولُونَ: اللَّهُ، اللَّهُ. ثُمَّ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا، وَنَوْءِ كَذَا، وَلَا يُنَزِّلُ الْمَطَرَ إلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ غَيْرَ مُرْتَبِطٍ بِنَجْمٍ وَلَا مُقْتَرِنٍ بِنَوْءٍ.
المصدر:
(أحكام القرآن لابن العربي، ج4 ص305).



وحكم المداهنة
هو:
التحريم، لأنها من اللين في الدين وهو ممنوع شرعاً
وكذا:
قد تدخل في باب الموالاة للكفار.

فالمداهن بالإضافة إلى تركه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكتسب إثماً جديداً، وهو إشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمع، لأن الطغاة والفجرة إذا آمنوا من مغبة الإنكار عليهم ازدادوا في فجورهم وطغيانهم.
فلا يجوز ترك إنكار المنكر ممن يراه، فالذي يسكت عن إنكار المنكر خوفا أو هيبة من أحد من الناس يكون مداهناً في دين الله
والله عز وجل حرم المداهنة بقوله تعالى:
۩ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) ۩ سورة القلم.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



وأما تعريف المداراة:

لغةً:
المداراة مصدر دارى، يقال: داريته مداراة: لاطفته ولاينته،

قال الإمام/ ابن منظور – رحمه الله:
أَي مُلايَنَتُهُم وحُسنُ صُحْبَتِهِم واحْتِمالُهُم لئَلَّا يَنْفِروا عَنْكَ. ودَارَيت الرجلَ: لايَنْته ورَفَقْت بِهِ،
(لسان العرب، ج14 ص254).



واصطلاحاً:

قال الإمام/ ابن بطال – رحمه الله:
خفض الجناح للناس، ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم فى القول وذلك من اقوى أسباب الألفة وسل السخيمة
(شرح صحيح البخاري، 79 - باب: المدارة مع الناس - ج9 ص305).



وقال الإمام/ ابن حجر – رحمه الله:
(قَوْلُهُ بَابُ الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ)
هُوَ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَأَصْلُهُ الْهَمْزُ لِأَنَّهُ مِنَ الْمُدَافَعَةِ وَالْمُرَادُ بِهِ الدَّفْعُ بِرِفْقٍ.
(فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج10 ص528).



وقال الإمام/ ابن مفلح – رحمه الله:

وَقِيلَ لِابْنِ عَقِيلٍ فِي فُنُونِهِ: أَسْمَعُ وَصِيَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ۩ ...ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) ۩ سورة فصلت.
وَأَسْمَعُ النَّاسَ يَعُدُّونَ مَنْ يُظْهِرُ خِلَافَ مَا يُبْطِنُ مُنَافِقًا، فَكَيْفَ لِي بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّخَلُّصِ مِنْ النِّفَاقِ؟

فَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ:
النِّفَاقُ هُوَ: إظْهَارُ الْجَمِيلِ، وَإِبْطَالُ الْقَبِيحِ، وَإِضْمَارُ الشَّرِّ مَعَ إظْهَارِ الْخَيْرِ لِإِيقَاعِ الشَّرِّ، وَاَلَّذِي تَضَمَّنَتْهُ الْآيَةُ إظْهَارُ الْحَسَنِ فِي مُقَابَلَةِ الْقَبِيحِ لِاسْتِدْعَاءِ الْحَسَنِ.

فَخَرَجَ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّ النِّفَاقَ إبْطَالُ الشَّرِّ وَإِظْهَارُ الْخَيْرِ لِإِيقَاعِ الشَّرِّ الْمُضْمَرِ، وَمَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَالْحَسَنَ فِي مُقَابَلَةِ الْقَبِيحِ لِيَزُولَ الشَّرُّ فَلَيْسَ بِمُنَافِقٍ لَكِنَّهُ يَسْتَصْلِحُ

أَلَا تَسْمَعُ إلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ۩ ...فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) ۩ سورة فصلت.

فَهَذَا اكْتِسَابُ اسْتِمَالَةٍ، وَدَفْعُ عَدَاوَةٍ، وَإِطْفَاءٌ لِنِيرَانِ الْحَقَائِدِ، وَاسْتِنْمَاءُ الْوُدِّ وَإِصْلَاحُ الْعَقَائِدِ، فَهَذَا طِبُّ الْمَوَدَّاتِ وَاكْتِسَابُ الرِّجَالِ.
المصدر:
(الأداب الشرعية والمنح المرعية، ج1 ص51).




وجاء تعريفها في الموسوعة الفقهية:

أ - الْمُدَارَاةُ:
2 - الْمُدَارَاةُ مُلاَيَنَةُ النَّاسِ وَمُعَاشَرَتُهُمْ بِالْحُسْنَى مِنْ غَيْرِ ثَلَمٍ فِي الدِّينِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ (4) وَالإِْغْضَاءُ عَنْ مُخَالَفَتِهِمْ فِي بَعْضِ الأْحْيَانِ.

وَأَصْلُهَا: "الْمُدَارَأَةُ" بِالْهَمْزِ، مِنَ الدَّرْءِ

وَهُوَ الدَّفْعُ، وَالْمُدَارَاةُ مَشْرُوعَةٌ، وَذَلِكَ لأِنَّ وِدَادَ النَّاسِ لاَ يُسْتَجْلَبُ إِلاَّ بِمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ.

وَالْبَشَرُ قَدْ رُكِّبَ فِيهِمْ أَهْوَاءٌ مُتَبَايِنَةٌ، وَطِبَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَيَشُقُّ عَلَى النُّفُوسِ تَرْكُ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، فَلَيْسَ إِلَى صَفْوِ وِدَادِهِمْ سَبِيلٌ إِلاَّ بِمُعَاشَرَتِهِمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْمُخَالَفَةِ لِرَأْيِكَ وَهَوَاكَ.

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمُدَارَاةِ وَالتَّقِيَّةِ:
أَنَّ التَّقِيَّةَ غَالِبًا لِدَفْعِ الضَّرَرِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَأَمَّا الْمُدَارَاةُ فَهِيَ لِدَفْعِ الضَّرَرِ وَجَلْبِ النَّفْعِ.
المصدر:
(الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الكويت، ط1، 1408هـ، ج13، ص185).




ومن القرآن الكريم، مدح الله عز وجل للمؤمنين من أهل الكتاب،

قال جل شأنه:

۩ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) ۩

۩ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) ۩

۩ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) ۩ سورة القصص.


وهي من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله الحسنى في الآخرة

قال تعالى:
۩ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) ۩ سورة الرعد.



ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



ولبيان الفرق بين المداراة المحمودة، وبين المداهنة المذمومة


الفرق الأساس بينهما: أن المداهنة تكون على حساب الدين، والمداراة تكون على أمر دنيوي، فالمداهنة مرادفة للنفاق من هذا الوجه.



قال الإمام/ ابن حجر – رحمه الله:

وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُدَارَاةَ هِيَ الْمُدَاهَنَةُ فَغَلَطَ لِأَن المداراة مَنْدُوبٌ إِلَيْهَا وَالْمُدَاهَنَةُ مُحَرَّمَةٌ وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمُدَاهَنَةَ مِنَ الدِّهَانِ وَهُوَ الَّذِي يَظْهَرُ عَلَى الشَّيْءِ وَيسْتر بَاطِنه

وفسرها الْعلمَاء بِأَنَّهَا مُعَاشَرَةُ الْفَاسِقِ وَإِظْهَارُ الرِّضَا بِمَا هُوَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ إِنْكَارٍ عَلَيْهِ وَالْمُدَارَاةُ هِيَ الرِّفْقُ بِالْجَاهِلِ فِي التَّعْلِيمِ وَبِالْفَاسِقِ فِي النَّهْيِ عَنْ فِعْلِهِ وَتَرْكُ الْإِغْلَاظِ عَلَيْهِ حَيْثُ لَا يَظْهَرُ مَا هُوَ فِيهِ وَالْإِنْكَارُ عَلَيْهِ بِلُطْفِ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا احْتِيجَ إِلَى تألفه وَنَحْو ذَلِك.
المثدر:
(فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج10 ص528).


وقال أيضاً رحمه الله:

وَضَابِطُ الْمُدَارَاةِ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا قَدْحٌ فِي الدِّينِ وَالْمُدَاهَنَةُ الْمَذْمُومَةُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا تَزْيِينُ الْقَبِيحِ وَتَصْوِيبُ الْبَاطِلِ وَنَحْوُ ذَلِكَ.
المصدر:
(فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13 ص53).



وقال الإمام/ الغزالي – رحمه الله:
الفرق بين المداراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء
فإن أغضيت لسلامة دينك ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء فأنت مدار
وإن أغضيت لحظ نفسك واجتلاب شهواتك وسلامة جاهك فأنت مداهن
(إحياء علوم الدين، ج2 ص182).



وقال الإمام/ ابن القيم – رحمه الله:
وَكَذَلِكَ المداراة صفة مدح والمداهنة صفة ذمّ وَالْفرق بَينهمَا:
أَن المدارى يتلطف بِصَاحِبِهِ حَتَّى يسْتَخْرج مِنْهُ الْحق أَو يردهُ عَن الْبَاطِل والمداهن يتلطف بِهِ ليقره على باطله ويتركه على هَوَاهُ فالمداراة لأهل الْإِيمَان والمداهنة لأهل النِّفَاق
(الروح، ج1 ص231).



وقال الإمام/ المباركفوري – رحمه الله:

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمُدَاهَنَةِ الْمَنْهِيَّةِ وَالْمُدَارَاةِ الْمَأْمُورَةِ:
أَنَّ الْمُدَاهَنَةَ فِي الشَّرِيعَةِ أَنْ يَرَى مُنْكَرًا وَيَقْدِرَ عَلَى دَفْعِهِ وَلَمْ يَدْفَعْهُ حِفْظًا لِجَانِبِ مُرْتَكِبِهِ أَوْ جَانِبِ غَيْرِهِ لِخَوْفٍ أَوْ طَمَعٍ أَوْ لِاسْتِحْيَاءٍ مِنْهُ أَوْ قِلَّةِ مُبَالَاةٍ فِي الدِّينِ
وَالْمُدَارَاةُ مُوَافَقَتُهُ بِتَرْكِ حَظِّ نَفْسِهِ وَحَقٍّ يَتَعَلَّقُ بِمَالِهِ وَعِرْضِهِ فَيَسْكُتُ عَنْهُ دَفْعًا لِلشَّرِّ وَوُقُوعِ الضَّرَرِ
المصدر:
(تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج6 ص329).



وقال الإمام/ العظيم آبادي – رحمه الله:

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْحَدِيثِ جَوَازُ غَيْبَةِ الْمُعْلِنِ بِالْفِسْقِ أَوِ الْفُحْشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْجَوْرِ فِي الْحُكْمِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الْبِدْعَةِ مَعَ جَوَازِ مُدَارَاتِهِمُ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ مَا لَمْ يُؤَدِّ ذَلِكَ إِلَى الْمُدَاهَنَةِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى

ثُمَّ قَالَ:
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمُدَارَاةِ وَالْمُدَاهَنَةِ
أَنَّ الْمُدَارَاةَ بَذْلُ الدُّنْيَا لِصَلَاحِ الدُّنْيَا أَوِ الدِّينِ أَوْ هُمَا مَعًا وَهِيَ مُبَاحَةٌ وَرُبَّمَا اسْتُحِبَّتْ
وَالْمُدَاهَنَةُ تَرْكُ الدِّينِ لِصَلَاحِ الدُّنْيَا

وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَذَلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْنَ عِشْرَتِهِ وَالرِّفْقَ فِي مكاملته وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَمْدَحْهُ بِقَوْلٍ فَلَمْ يُنَاقِضْ قَوْلُهُ فِيهِ فِعْلَهُ فَإِنَّ قَوْلَهُ فِيهِ حَقٌّ وَفِعْلَهُ مَعَهُ حُسْنُ عِشْرَةٍ فَيَزُولُ مَعَ هَذَا التَّقْرِيرِ الْإِشْكَالُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي
المصدر:
(عون المعبود شرح سنن أبي داود، ج13 ص103)



إذاً المداراة بذل الدنيا من أجل الدين، بينما المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا، وفرق كبير بينهما.


وبون شاسع بين التقية والمداراة يا من أعمى الله بصائرهم، يا رافضة الدين والحق والنقل والعقل.











التوقيع :



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ انْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ


موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات



الشيخ/ الجمال:
القرآن الكريم يقر بإمامة المهاجرين والأنصار ويهمل إمامة أئمة الرافضة

نظرات في آية تطهير نساء النبي

القول الفصل في آية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ"

نموذج لتهافت علماء الرافضة وكذبهم لتجنب شهادة القرآن بكفرهم

د/ أمير عبد الله
حِوار بين د.أمير و مؤمِن مسيحي " مُصحف ابن مسعود وقرآنية المعوذتين"


من مواضيعي في المنتدى
»» الفارِق بين المُصحف والقرآن الكريم
»» الاتصال الصاعقة : مكتب السيستاني بلبنان يقول لانعرف نسب السيستاني
»» إثبات حجية واستقلالية السنة النبوية بالتشريع،- حوار مع الزميل/ باحث بدون تعصب
»» إمام الرافضة يقول: وعصيتك بفرجي - هل يقصد الزنا أم عمل قوم لوط
»» الرد على إنكار النصارى والملاحدة، نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته