عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-12, 03:24 PM   رقم المشاركة : 2
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


جائتنا الأخبار , أن الرافضة أتت بالخبر من طرق أخرى قلنا لفظ " يضربهن بالسوط " هذا اللفظ منكر لا يصح , بل لا يثبت حتى , وكلام الشيخ أحمد شاكر في تصحيح الخبر فيهِ نظر لأن الشيخ " متساهل " وخصوصاً أن تحقيقهُ لمسند الإمام أحمد بن حنبل ليس مقارنةً بتحقيق الشيخ شعيب الأرنوؤط , ثم زعم القوم أن الفاروق رضي الله تعالى عنهُ عندما " ضرب بالدرة " إنما كان على النساء وهذا القولُ فاسد لا يصح , بل إن النظر إلي القرآئن وأقوال أهل العلم يعلم القارئ أن الإستدلال بهذا للطعن في الفاروق رضي الله عنهُ من الضعف بمكان فلا حجة لأهل البدع بهذا الخبر في الطعن فيهِ رضي الله عنهُ .

أما خبر " السوط " فهو ضعيف ولا خلاف والآن إحتج الرافضة بخبر " الدرة " وفيهِ نظر وإن جاء من طريق يونس عن الزهري وهو أثبت الناس في الزهري فالعلة في " مرسل " سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهم إمام تابعي ثقة ألا أنهُ لم يشهد الحادثة التي رواها رحمه الله تعالى فالبتالي الخبر منفطع , وقد حرفوا الفهم تحريفاً مخزياً نسأل الله العافية فضربُ السياط لا تصح وأما حديث الدرة وهي شبهة قد عفى عليها الزمن , وقد أثار الرافضة مسألة قولي وهو من الزيادة في مسند الإمام أحمد , وهل في كلامي إشارة إلي إختلاف القول قلتُ هو من " الزيادة " ولم أشر إلي سبب الزيادة , والله المستعان فقد تكبد الرافضة عناء الطعن , والكلام بلا نفع ولا شيءٌ يذكر , وعلى ذلك تبين لنا أن الشبهات إنما هي نقل بلا فهم .

فلا أرى خلاف في هذا اللفظ , وإن كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهٌ شديداً فهذا لا ينافي عدالتهُ فالنبي صلى الله عليه وسلم , " أرسل رحمة للعباد " ولكن الصحابة وقد تمسكوا بالدين تمسكاً عظيماً لا يرضون أن يقع الخطأ وكانوا يأمرون بالمعروف وينتهون عن المنكر , فهذا الفاروق ولا أرى إلا في الدر الخير وكم نحنُ بحاجةٍ إليها لضرب رؤوس أناسٍ أمثالكم فقد عاثوا في الأرض فساداً , وخراباً .

1- في ذلك تأويل وهو أن الفاروق كانت شدتهُ في الحق رضي الله عنهُ كانت تنالُ أهل بيتهِ , قبل أن تنال غيرهم , بل كانت تنال الرجال والنساء وما هذا إلا من غيرة الفاروق رضي الله عنهُ على الحق والدين .

2- وفي رواية أخرى : " أنه رضي الله عنه قد تقدم أولاً بنهيهن عن البكاء والنياحة وهو منكر ولم ينتهين " فهذا يعني أن الفاروق رضي الله عنهن نهى النساء عن البكاء وهن لم ينتبهن , فكان النهيُ عن المنكر ما فعلهُ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهُ , ولكن فهمُ النصوص بهذه الطريقة العوجاء يوقعُ الناس في فتنة والله المستعان .

3- أنه رضي الله عنه قد بين شفقته على من يزعمن النوح عليه حين قال كما في طبقات ابن سعد 3/208 وغيره: تردن أن يعذب أبو بكر ببكائكن ، وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " ولهذا الخبر طرق أخرى تبين أن المراد ليس " عدم رحمتهِ " رضي لله عنهُ بل شدتهُ على الحق وأمرهُ بالمعروف ونهيه عن المنكر رضي الله عنهُ ولا أرى في هذا منكر كما زعم الرافضة أخزاهم الله .

وأما سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى , كان في ذلك الوقت " صغيراً " ولا يعلمُ عن من أخذ هذا الخبر " مجهول " والحديث ليس لهُ أثر في الصحيحن وفي الخبر إنقطاع وأما من حيث مرسلات سعيد بن المسيب من حيث القوة والإحتجاج فهذه مقارنة بين المرسلات وأنهُ ما كان يرسل إلا الصحيح , والأصل في المرسل الضعف إلا ما سُبر من أهل العلم , وهذا الخبر لم يشهدهُ سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى , فكان من باب الاولى النظر في صحة الخبر وهذا من حيث الإسناد . والله تعالى أعلم بالصواب .

ثم لا يخفى على طالب العلم الباحث أن الفاروق عمر رضي الله عنهُ عندما توفي أبي بكر الصديق كان الخليفة رضي الله عنهما , وكان الآمر والناهي بين المسلمين لأنهُ الخليفة , وليس في اللفظ إشكال عند أهل العلم ولا في السنن ولا في الشروح بل هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يختلف أحدٌ في هذا , وإلا إن قلت أن هناك إشكال فكان حقاً علينا أن نكبر على رأسك ثلاثاً , ولهذا إن الخبر من حيث المتن فيه إنقطاع وإن صحح وجاء من طريق " يونس عن الزهري " وهو أثبت الناس فيه إلأ ان في روايتهُ عنهُ نظر , تبقى العلة في المرسلة , والعلة هي سببٌ خفي يقدح في صحة الحديث مع أن ظاهرهُ الصحة , وأئمة العلل كثروا , وكلٌ منهم يرى علة في الحديث وهذا الحديث فيه علة وهي الإرسال , كذلك المتن من حيث التشنيع على الفاروق لا يصلح .

ويعضدُ قولنا ما نقلهُ أحد الإخوة .

1 . " أربع في أمتي من أمر الجاهلية ، لا يتركونهن : الفخر في الاحساب ، والطعن في الانساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة . وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موتها ، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب " . رواه مسلم ( 3 / 45 ) والبيهقي ( 4/63 ) من حديث أبي مالك الاشعري .

2 . " اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت " . رواه مسلم ( 1/58 ) والبيهقي ( 4 / 63 ) وغيرهما من حديث هريرة .

3 . " لما مات ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة بن زيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا مني ، وليس بصائح حق ، القلب يحزن ، والعين تدمع ، ولا يغضب الرب " رواه ابن حبان ( 743 ) والحاكم ( 1/ 382 ) عن أبي هريرة بسند حسن .

4 . عن أم عطية قالت : " أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع البيعة ألا ننوح ، فما وفت منا امرأة ( تعني من المبايعات ) إلا خمس ، أم سليم ، أم العلاء ، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ ، أو ابنة أبي سبرة ، وامرأة معاذ " . رواه البخاري ( 3/ 137 ) ومسلم ( 3/ 46 ) واللفظ له ، والبيهقي ( 4/ 62 ) وغيرهم .

5 . عن أنس بن مالك : " أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة ، فقال : يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المعول عليه يعذب ؟ وعول عليه وفي أخرى : ( في قبره ) بما نيح عليه " . أخرجه البخاري ومسلم والسياق له والبيهقي ( 4 / 72 - 73 ) وأحمد ( رقم 268 ، 288 ، 290 ، 315 ، 334 ، 254 ، 386 ) من طرق عن عمر مطولا ومختصرا ، وروى ابن حبان في " صحيحه " ( 741 ) . قصة حفصة فقط .

6 . " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " وفي رواية : " الميت يعذب في قبره بما نيح عليه " . أخرجه الشيخان وأحمد من حديث ابن عمر ، والرواية الاخرى لمسلم وأحمد ورواه ابن حبان في صحيحه ( 742 ) من حديث عمران بن حصين نحو الرواية الاولى .

7 . " من ينح عليه يعذب بما نيح عليه ( يوم القيامة ) " 2 أخرجه البخاري ( 3 / 126 ) ومسلم ( 3 / 45 ) والبيهقي ( 4 / 72 ) وأحمد ( 4/ 245 ، 252 ، 255 ) .

8 . عن النعمان بن بشير قال : " أغمي على عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، فجعلت أخته عمرة تبكي : واجبلاه ، واكذا ، واكذا ، تعدد عليه ، فقال حين أفاق : ما قلت شيئا إلا قيل لي ، كذلك ؟ فلما مات لم تبك عليه " . أخرجه البخاري والبهقي ( 4 / 64 ) .
وفي الباب أحاديث أخرى ، نذكرها في الفقرة الآتية إن شاء الله تعالى .

ثم قد تناقل القوم " يونس عن الزهري " وإن كان أثبت الناس في الزهري إلا أن يونس أتى بالمنكرات عن الزهري رحمه الله تعالى , قال أبو زرعة الرازي : " سمعت أحمد بن حنبل .يقول: في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري " وقد وهم رحمه الله تعالى فالحديث لا ينتهي منهُ العلل , وقال الأثرم : " أنكر أبو عبد الله على يونس فقال: كان يجئ عن سعيد بأشياء ليست من حديث سعيد " , وقال الحافظ في تقريب التهذيب : " ثقة إلا أن فى روايته عن الزهرى وهما قليلا و فى غير الزهرى خطأ " وقد تقدم الكلام في المتن وذكر طرق هذا الحديث وعن من جاء . والله أعلم بالصواب .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» في دين الرافضة ابليس يحب علي رضي الله عنه ويدافع عنه ويقر بولايته
»» شيخ الإسلام إبن تيمية وتبليغ سورة براء ...
»» العاملي / صفة الكلام صفة فعلية وليست ذاتية فعلية والقرآن [ كلام الله مخلوق ] .. !!
»» تَخريج حَديثْ (( أنتَ يا علي فصفيي وأميني ))
»» سقوط دين الرافضة : الأنبياء يورثون العلم لا المال فالانبياء لا يورثون