عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-11, 03:47 AM   رقم المشاركة : 1
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


نظرية الفيض و وجود الله سبحانه

السلام عليكم و رحمة الله

عموما هناك ثلاث تصورات لنظرية الخلق
نظرية الخلق المستمر في لا زمن
نظرية الخلق في زمن
و نظرية الفيض

لماذا نرفض نظرية الفيض؟
إذا كانت الصفة شيء فهي موجودة أي لها وجود فعلي
و إذا كانت هذه الصفة غير الموصوف و بالتالي غير الموصوف
فإن رفض نظرية الفيض غير ممكنة بدون تشبيه و ذلك عندما تكون النظرية تفسيرا عقلانيا مقبولا للمعرفة و الوجود، أي فيض المعرفة المستمرة المتجددة من العقل الكامل المطلق، و فيض الوجود من الإرداة أي تحول الإرادة، و بما أنها موجودة فعلا لا هي الموصوف الذات، إلى وجود ممكن بهذه الإرادة و الإرادة واجبة الوجود بغيرها و هي الذات العلوية الكاملة.

فرضيتي
إذا رفضنا الفيض فهذا يعني أننا نشبه إرادة الوجود العلوي الإلهي بالوجود المستمر أو على الأقل بالوجود الإنساني إذ أن الوجود الإنساني كذات تتفرع عنه الإرداة و لا تفيض منها شيء بل تتحقق في شيء من شيء، و القرآن الكريم لم يذكر شيئا لا عن مفهوم العدم في حد ذاته و لا عن أي خلق من عدم، فلماذا كفّر المتكلمون الفلاسفة و المتصوفة المعرفيون (الغنوصيون و الباطنيون) في شيء لا وجود له في القرآن أصلا.

و الذي لا يستطيع أن يستوعب الفيض أو يتبادر إلى ذهنه ما يراه يتنافى مع عقيدته فالأولى أن يسكت و لا يخوض في شيء لم يخض فيه القرآن كالفيض على سبيل المثال بدل الرفض الغنوصي الذي لا يقوم على شيء إلا مشاركة المتصوفة المعرفيون في غنوصيتهم، و مثل هذا يُقال فيما يُعرف بالدور و التسلسل و الحركة و الجوهر و العرض و الممكن و الواجب و المستحيل و كل الأمور و المجردات الأخرى التي إستخدمها الفلاسفة و المتكلمون لإثبات الحدث و بالتالي وجود الوجود العلوي الإلهي و كأن وجود الله رهين بالحدث أو أن مفهوم الخلق لا يصح إلا بإفتراض مفهوم غنوصي و باطني كالعدم، هذه الأشكال من الإستدلالات لا وجود لها أصلا في القرآن و ليس هناك ما بثبتها إلا المجردات العقلية التي تفرض نفسها كبديهيات.

إذا رجعنا إلى القرآن لا نجد معقولات يشير الله إليها في هذا الأمر إلا دليل الإختراع و العناية، إلا أن العناية أو الإختراع ليسا بأدلة على وجود الله أصلا بل على ألوهيته، و لذلك ربما نتفق مع إبن تيمية رحمه الله عندما لاحظ بشكل دقيق أن الحركة العشقية لا تصلح كإستدلال على الله، و كذلك إبن رشد في نقده لأدلة المتكلمين مع أنه هو بنفسه سقط فيما سقط فيه المتكلمون أي مقولات، يراها برهانية كتلك التي تقوم على الحركة الأرسطوطاليسية و السببية الأفلاطونية، لم يذكرها القرآن و لا تصلح، من وجهة نظري، كأدلة تثبت ذات الله. هذه النظرية تتفق مع آراء الفيسلوف الفرنسي باسكال الذي قال بالرهان كدليل على الله و كثيرا من الناس تكلموا و آدعوا أن باسكال أثار جدلا حول ما كان يسمى بأدلة الألوهية، تلك الأدلة الفلسفية التي إن صحت لا تثبت إلا وجود مطلق ثابت يمكن أن نطلق عليه إله فلسفي و قد يكون شيء غير ما تصوروا على سبيل المثال جوهر القوانين و الظواهر التي تحكم العالم، و كذا الأدلة الكلامية التي عرضها أوغسطينوس و المتكلمون المسلمون و جددها توماس أكوينا في أوروبا. الحقيقة أن باسكال لم يناقش تلك الأدلة ليرفضها فهو لم يرفضها بل رأى أنها تخاطب عقل الإنسان و العقل في حد ذاته فلسفة لا قيمة له بدون تحديد المعرفة و مصادرها و قيمتها، بينما الرهان يخاطب الوجود الإنساني. و الفيلسوف العقلاني الذي رفض تلك الأدلة بالفلسفة هو كانت لكنه أتى بدليل آخر يقوم على الأخلاقية و الأخلاقية ليست مجرد عمليات لأن العملية لا قيمة لها بدون مصدر موحد معقول و ثابت لتصدير القيمة و تخليقها و هذا المصدر الواجب هو الله، و لكن إذا دخلنا في التفاصيل فسوف لا نخرج بهذه النتيجية السطحية لأن فلسفة الأولوهية عند كانت أكبر من التركيز على رفضه لتلك الأدلة التي ساقها هيجل الفيسلوف الألماني العقلاني المعروف ليدافع عنها.

الدليل الاسلامي الذي يذكره القرآن ليس إلا شيئا واحدا يعرف بالفطرة أي تلك الغريزة التي تجعل الإنسان يشعر بالله إذا توفر المجال الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة و الفطرة مثل شفرة إلكترونية مصنوعة لكي تشتغل ببرنامج محدد و عندما تحاول أن تبرمج الشفرة بتعليمات لا تتفق مع طبيعتها فإنك ستفشل أي لابد من البرمجة بالتعليمات التي تصلح لها، أما العناية و الإختراع فإنهما يصلحان لإيقاظ الفطرة و تثبيتها و كذا لتثبيت الألوهية أي التوحيد. هذا هو التفسير الصحيح الذي يجعلنا نفهم إختلاف الناس و حرية تصرفهم من جهة و طبيعة التبليغ الذي لا يكره الناس في الذين من جهة ثانية.

أعتقد أن الخوض في الأدلة العقلية سيدفعك في حالة تمسكك بتلك العقلانية نفسها إلى القول بالفيض و لا حل آخر، إذن لنفترض أنك تعمل بتلك المعقولات لإثتات الله فلماذا لا نأخذ بمستلزماتها كلها و نعرض عن الفيض، ثم ما المشكلة في الفيض إفترضا أن سلوك المنهج العقلاني في إثبات الله و توحيده صحيح؟

بارك الله بكم







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» أخت مؤمنة تقول أنها درست الاحسان وعرفته
»» التصوف الإسلامي بين العقل و النقل
»» من هو خامس الخلفاء الراشدين؟
»» الدور التركي في المنطقة مقابل النشاط الشيعي
»» الفرق بين متعصبي السلفيّة و متعصبي التصوف الأشعريّة