اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المركزي اخي ابو الياس جزاك الله كل خير موضوعك هو ماجعلني اطرح هذا الموضوع للنقاش فعل يجوز لنا ان نرد الصاع صاعين ام لا ارجو ان يكون كلامنا بدليل الحِكمَة ضالَّة المُؤمِن ، أمَّا السَّبُّ والشَّتمُ فلَا ... أمَّا مِن حيثُ الشِّدَّة فهِي مِن الحِكمَة فِي الدّعوَة إلى اللهِ تعالَى ، وقَد كَان رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم شدِيدًا فِي الدَّعوَة أحيانًا وليِّنًا أحيانًا وهذَا مِن بابِ الحِكمَة ، ومَا قِصَّة ذهابِهِ للطَّائفِ ببعِيدَة علينَا أخِي الحَبِيبُ ، ومَا قِصَّةُ البَائل فِي المسجِدِ كذلِك ببعِيدَة ، وكذلكِ قِصَّة الرَّجل الذِي لبس خاتمًا مِن ذهبٍ فنزعهُ وطرحهُ رسُول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم أرضًا ، فأحيانًا الشِّدَّة تنفَعُ -مٍن باب تهويل أمرٍ عظِيمٍ- وتكُون أحيانًا هِي الأصل مَعَ بعضٍ -المُجرمِين- الذِي قامَت عليهِم الحُجَّة ، أمَّا العوامُّ فالأخذُ بقُلوبِهِم أفضَلُ واللِّين معهُم أسلَمُ ونزعُ الشَّبه عَنهُم بالتِي أحسنُ أقومُ ، فإن رأيتَ تعصُّبًا فعلَى حسبِ الشَّخصِ فإن رأيتَ الحِكمَة تستدعِي الشِّدَّة فاشتدّ وإن رأيتَ غيرَ ذلِك فاللينُ ... فنرَى قولهُ تعالَى : "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" في تفسيره في بيان معنى الحكمة: "{بالحكمة} أي كل أحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقياده، ومن الحكمة، الدعوة بالعلم لا بالجهل، والبدأة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر، والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، إما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله، وإهانة من لم يقم به، وإما بذكر ما أعد الله للطائعين، من الثواب العاجل والآجل، وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان المدعو، يرى أن ما هو عليه حق، أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون ادعى لاستجابته عقلاً ونقلاً، ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة، تذهب بمقصودها ولا تحصل الفائدة منها، بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها". (تفسير السعدي 3/92-93). أرجُو أن يتمعَّنَ الجَمِيع كلَام العلاَّمة ناصِر السَّعدِي رحمَةُ اللهِ عليهِ ... وفِي موضوعِي قَد تطرَّقتُ لِمسألَة الشَّتمِ والسَّبِّ واللَّعنِ أمَّا الشِّدَّة فأمرُهَا آخَر وهِي مِن الحِكمَة فِي الدَّعوَة أحيانًا وأحيانًا يكُون فسَادهَا أكثَر مِن نفعِهَا ، خُصُوصا وأنَّنا في زمنٍ كثرَت فِيه الشَّبه وغلُب علَى النَّاس الجَهلُ ، فالرِّفقُ أولَى مِن غيرِه في حالِ كثرَة الفُرُق ... والشَّيطَانُ مَا يُرِيدُ إلَّا التَّفرقَة وإبعادِ النّاس عَن الحقِّ ، وإن اشتدَّ الأمرُ علَى جاهِلٍ بدِينِهِ مِن طرفِ أهلِ الحقِّ لَان لهُ أهلُ البَاطِل فذلِك أدعَى لأن يترُك الحقَّ وتتجِهَ عاطِفتُهُ للأفضَل تعامُلًا والأحسَن تصرُّفًا ... وَهذِه وِجهَة نظرِي ورأيي ، فهُو يحتمَلُ الصَّوابُ والخطأ ، واللهُ أعلَمُ ...