عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-14, 06:29 PM   رقم المشاركة : 9
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الباب الثاني‏:‏ في بيان معنى التوحيد وأنواعه

الباب الثاني‏:‏
في بيان معنى التوحيد وأنواعه

التوحيدُ‏:‏
هو إفرادُ الله بالخلق والتدبر،
وإخلاصُ العبادة له،
وترك عبادة ما سواه،
وإثبات ما لَهُ من الأسماء الحسنى،
والصفات العليا،
وتنزيهه عن النقص والعيب؛


فهو بهذا التعريف يشملُ أنواع التوحيد الثلاثة،
وبيانها كالتالي‏:‏


الفصل الأول‏:‏
في بيان معنى توحيد الربوبية
وإقرار المشركين به

التوحيد‏:‏
بمعناه العام هو اعتقادُ تفرُّدِ الله تعالى بالربوبية،
وإخلاص العبادة له،
وإثبات ما له من الأسماء والصفات،

فهو ثلاثة أنواع‏:‏

توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات،

وكل نوع له معنى لابد من بيانه؛
ليتحدد الفرق بين هذه الأنواع‏:‏

1 ـ فتوحيد الربوبية

هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله؛
بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات‏:‏

{‏ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ‏ }

‏[‏الزمر/62‏]‏‏.‏

وأنه الرازق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم‏:‏

{ ‏وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ
إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ‏}

‏[‏هود/6‏]‏‏.‏


وأنه مالكُ الملك،
والمدبّرُ لشؤون العالم كله؛
يُولِّي ويعزل،
ويُعزُّ ويُذل،
قادرٌ على كل شيء،
يُصَرِّفُ الليل والنهار،
ويُحيي ويُميت‏:

‏ ‏{‏ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ
وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ
وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ
بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ
وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‏}

‏[‏آل عمران/26، 27‏]‏‏.‏


وقد نفى الله سبحانه
أن يكون له شريكٌ في الملك أو معين،
كما نفى سُبحانه أن يكونَ له شريكٌ
في الخلق والرِّزق،


قال تعالى‏:‏
{‏ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ
فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ‏}

‏[‏لقمان/11‏]‏‏.‏


وقال تعالى‏:‏
‏{‏ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ
إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ‏}‏

‏[‏الملك/21‏]‏‏.‏


كما أعلن انفراده بالربوبية على جميع خلقه

فقال‏:
‏ ‏{ ‏الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‏}

‏[‏الفاتحة/2‏]‏،


وقال‏:‏

{‏ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ

تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏ }‏ ‏

[‏الأعراف/54‏]‏‏.‏


وقد فَطَرَ الله جميعَ الخلق على الإقرار بربوبيته؛
حتى إن المشركين الذين جعلوا له شريكًا في العبادة؛
يقرون بتفرده بالربوبية،


كما قال تعالى‏:‏ ‏

{ ‏قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ *

قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ
إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ‏ }

‏[‏المؤمنون/86-89‏]‏‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» أبطال ملحمة القصير / للشاعر عبدالرحمن العشماوي
»» هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
»» خلاصة دين الصوفية
»» العار عنوانه ويكليكس
»» مقالات شرك العبادة - فضيلة الشيخ لطف الله خوجه