الحمد لله القائل :
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿1﴾ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿2﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿3﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴿4﴾ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿5﴾ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴿6﴾وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿7﴾ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿8﴾ وَعَلَى اللَّـهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿9﴾ ﴿النحل﴾
عند تأمل بداية الآيات {1} تجد الله يأكد ويثبت البعث والنشور والجزاء والثواب وينزه الله عن الشركاء ويثبت شرك المشركين في الألوهية
فتجد في الآية :
1- إثبات الجزاء والثواب وتأكيده بالفعل الماضي بمعنى أنه أتي لا محالة.
2- إثبات الإشرك بالله في الألوهية
فقال الباطنية لأتباعهم :
1- لا يوجد بعث ولا نشور وأكدو ذلك بالقول بتناسخ الأرواح وووو فأبطلوا أول الآية في قلوب الأتباع
2- لا بد من البيان للمسلمين في الظاهر بأن الباطنية ينفون الإشراك بالله في الألوهية
وكل هذا هدماً لدين الله وإبطالاً لنبوة رسول الله 
من الآية الثانية الى الآية الثامنة :
تجد الله جل في علاه يثبت إرسال الرسل لأمر الناس بترك الإشراك في الألوهية لكونهم يقرون بالربوبية من خلق الله للسماوات والأرض وخلق الإنسان من نطفة{وفيها تكذيب للباطني أفلاطون في قوله الأبوان هم من خلق الولد} وخلق الله للأنعام والتي فيها من المنافع الكثيرة لبني الأنسان وأن هذه الصفة العظيمة وكل صفات ربي عظيمة {أنه الخالق}
ليست مقتصرة على المشاهد من المخلوقات بل يخلق ربي مالا نعلم {وفيها الرد على الباطنية في قولهم بأن الله كان معطلاً عن صفة الخلق ولم يكن خالق قبل خلقه للعقل الأول}
فأثبت الله شرك أعداء الرسل عليهم السلام في الألوهية مع إفرادهم لله جل جلاله في الربوبية
فقال الباطنية لأتباعهم :
1- من أرسل الرسل وتكلم بالقرآن الكريم هو مخلوق إسمه العقل الأول لأن الله عاجز عن الخلق لكم عاجز عن إرسال الرسل لكم عاجز عن الكلام عاجز عن خلق الأنعام وتسخيرها لكم بل وهو في الحقيقة غير موجود ولكن أضطراراً نقول للمسلمين لكوننا ننتسب للإسلام اننا نعبد الله ونؤمن بالله
وأقنعوا الأتباع بأن ذلك{النفاق وإظهار خلاف المعتقد في الباطن}هو فراراً من تكفير المسلمين أهل الظاهر لنا.
وكل ذلك لهدم لهدم دين رب البرية
في الآية رقم {9}من سورة النحل يخبر الله تعالى أن من رحمته تكفل ببيان الطريق المستقيم لهداية الناس للإسلام
وهو ما دل عليه رسل الله عليهم الصلاة والسلام
فقال الباطنية لأتباعهم من قال بأن القرآن كلام الله فهو كافر ومن قال عن القرآن :
{ إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} ﴿الإسراء: 9﴾
فهو كافر ومن إعتقد بما فيه من الصفات والبعث والنشور وتفرد الله بالخلق والملك والتدبير فهو شاتم لله ملحد فيه
وكل ذلك لإبطال النبوة وتكذيب وتسفيه رسل الله عليهم الصلاة والسلام
وللحديث بقية نسأل الله التوفيق والسداد