فالأمر إذن يتعلق بأمور لكني حتى لا أطيل فيمل القارىء إخترت منها اثنين :
1- حقد الشيطان و غيرته من آدم و ذريته و وعده لله بأن يضلهم عدا عباد الله المخلصين .".إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " ص83
2- إمتهان كرامة الإنسان و هي التي ميزته عن الكثير من الخلائق .
3- تزيين الأعمال بإعتبارها و سيلة لنيل الخير الدنيوي أو الأخروي و التقرب إلى الله فيبتعد الإنسان عن الله بعداً عظيماً بالتعلق بمن هم دونه من المخلوقات و تشجيع الضلال و تدعيم البدع بتسخير جنوده لجلب المنافع الدنيوية ليزيد تعلق هؤلاء بمن هم دون الله .
ونختم ببعض المشاهد يوم القيامة :
1- تبرؤ الشيطان من هؤلاء : قال تعالى :" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " إبراهيم 22
2- جزء من حوار المخدوعين لجنود إبليس من الإنس و الجن :" وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ " سبأ 31
3- محاولات التبرير و إلقاء اللوم على من استخدمهم الشيطان لإغوائهم و إضلالهم من المنافقين المتدثرين برداء الدين و من مدعي النبوة و غيرهم من الزنادقة و فلاسفة الدين و من أسموا أنفسهم بالمفكرين : يقول تعالى على لسانهم :" وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " الأحزاب 67
وبعد ما قدمنا مستشهدين بآيات الله نقول أن طريق السلامة بالإتباع
لا بالإبتداع و معرفة الله حق المعرفة و البحث عن وسائل التقرب إليه
المشروعة بالأعمال الصالحة وفق القرآن و السنة النبوية لا وفق الأهواء
و لا اتباع الشبهات لإشباع الشهوات و التعلق بالملذات و أن لا
يعلوا حب على محبة الله و التماس رضاه و الفوز بجنته ..
إن طريق النجاة في زمننا هذا في الفرار إلى الله الذي يبتلينا لنزداد حاجة إليه و نتذلل له رغبة في رضاه .. الله الذي يأمرنا بالإستجابة له و لأوامره و الإيمان المطلق به ليجيب دعواتنا الله العزيز الغني عن عباداتنا الله الودود الذي إذا نلت محبته فزت بأعلى الجنان الله الذي لا يحتاج لواسطة فباب التوبة المغفرة واسع و باب التوبة لم يغلق بعد .. فما لكم لا ترجون لله وقارا ؟؟
الله لا يقبل أن تخطىء فتأتي بوسيط ليغفر لك بل يريدك أن تتوجه إليه نادماً خاضعا متضرعاً ذليلاً ترجو رحمته و تخشى عذابه
الله يريدك أن تعبده وحده لا يخالط هذه العبادة شرك أصغر و لا أكبر .. الله الذي تقرأ كتابه و لا تتدبر آياته فكيف تعرفه ؟؟ الله الذي له الأسماء الحسنى فهل علمت معانيها لتدعوه بها ..
أين نحن من الله ؟؟؟
اللهم ارزقنا محبتك فمن أحببته فقد فاز و وفقنا لكل عمل يقربنا إليك و لا تكلنا لأنفسنا و لا أحد من خلقك حياً كان أم ميتا.