قال شيخ الإسلام إبن تيمية [ وكثير من أهل السنة يقولون أن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة , كما قال ذلك : إبن الزجاج والأنباري , وإبن عطية وإبن الجوزي والبغوي في تفسيرهِ .
قال البغوي (( وأهل الأصول على أن الأنبياء كانوا مؤمنين قبل الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله قبل الوحي على دين إبراهيم ولم تبين لهُ شرائعُ دينهِ )) , قلتُ وقولهُ هذا يناقض ما ذكرهُ في قولهِ " ووجدك ضالاً فهدى " : قال ومعنى الآية " وجدك ضالاً عما أنت عليه اليوم فهداك لتوحيد النبوة " . [ فجعل التوحيد مما كان ضالاً عنهُ فهداهُ إليه ] , وأيضاً قولهُ تعالى : " ما كُنتَ تدري ما الكتاب ولا الإيمان " يناقضُ هذا .
وقد روي عن الإمام أحمد بن حنبل , أنهُ قال : (( من قال [ إنهُ ] كان النبي صلى الله عليه وسلم على دينِ قومهِ فهو قولُ سوء )) أخرجهُ الخلال في كتاب السنة وللزيادة إنظر تفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام إبن تيمية في المكتبة الوقفية .
[ قلت ] وقد سقط وقد روى بن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي بكر وهو تصحيف وعبد الله بن أبي بكر ثقة فاضل , عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم , عن عمهِ نافع بن جبير بن مطعم , عن أبيه جبير بن مطعم , قال : (( رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على دين قومهِ , وهو واقف على بعير لهُ بعرفات بين قومهِ يدفع مع الناس توفيقاً , من الله لهُ )) وقد رواهُ أحمد من طريق إبن إسحاق بهِ ورواهُ أيضاً من طريق سفيان عن أبيهِ , ولم يقل على دين قومهِ .
والمقصود : أن النزاع في وقوع الذنوب منهم قبل النبوة ليس هو قول المعتزلة فقط بل هو أيضاً أصحاب الحديث , وأهل السنة , قال أبو بكر الخطيب : (( وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق أنهُ لا تمتنع , بعثة كافر أو من كان مصيباً بالكبائر , قبل بعثتهِ قال : ولا شيء يمنع من ذلك على ما نبين القول فيه )) . والحديث في ذلك يطول وإختصرتُ الأقوال وللزيادة إنظر " أيات أشكلت على العلماء " تحقيق عبد العزيز بن محمد الخليفة والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب .