شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الحوار مع الأباضية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=60)
-   -   أفي مُسنَدِ الرَبيعِ ما يُبِتُ خَلقَ القُرآن ؟؟ (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=151927)

تقي الدين السني 10-06-12 02:55 PM

أفي مُسنَدِ الرَبيعِ ما يُبِتُ خَلقَ القُرآن ؟؟
 
الحمد لله رب العالمين

كتاب الربيع بن حبيب الفراهيدي - مجهول - من أجل كتب الإباضية

في العقيدة وهو كصحيح البخاري عند أهل الحديث - أعلى الله شانهم - ولذلك فإن من المُهم جداً أن يحوي هذا الكتاب - عقيدة الإباضية بأكملها - ومن هذه العقيدة - القول بخلق القرآن - فالسؤال :

أفي مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي حديثاً مسنداً للقول بخلق القرآن .. ؟

سلسلة نسف القول - بخلق القرآن - وأسسه . والله المعين .

ساكن القلوب 10-06-12 07:58 PM

السلام عليكم ..

اشكرك عزيزي تقي الدين على هذا السؤال المهم ..

ولكن اتدرك الأهم من هذا ..

ظهور أناس ممن ينتسبون لأهل السنة والجماعة ويحسبون عليكم وتخرجوا بين اظهركم ليقولوا بخلق القرآن

بل ويؤلفوا الكتب التي تدعم فكرة خلق القرآن ..

فإن كان من سؤال ..

ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء بعد فترة زمنية طويلة يصلوا إلى هذا (الباطل) من وجهة نظركم طبعا ؟؟
مع أن فكرة خلق القرآن كانت من الأفكار التي لايمكن أن تستوعبها قلوبهم وعقولهم يوما ما ..


أهو الحق الذي لايمكن إلا أن يدخل القلوب ولا كانت موصده بأقوى أنواع الأقفال

أبو عائشة الشحي 10-06-12 11:25 PM

السبب هو أن قلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء

الآن هل يوجد في مسندكم طلب استاذنا تقي؟!!

سجايا 11-06-12 08:21 AM

ويستمر النسف ..

أثقلت كاهل القوم باسألتك شيخنا .. لله درك

جُزيت من خيري الدنيا والاخرة

صاحب الأباضية 11-06-12 09:29 AM

هل يكفيك القرأن؟
وهل في مسانيد الصحاح حديث ينفي عدم خلق القرأن؟

سجايا 11-06-12 09:39 AM

أفي مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي حديثاً مسنداً للقول بخلق القرآن .. ؟

القرآن واضح بيِّن ان القرآن كلام الله منزل على رسول الله ..

يسألكم سؤال فلما تلفون وتدورن ، اذا لم تجدوا الاجابة قولوا لم نجد في مسند الربيع ما نؤمن به ان القرآن مخلوق ، وانتهى !
ولا تجيبوا على السؤال بسؤال




ذو_الفقار 11-06-12 09:43 AM

هذا يقول:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكن القلوب (المشاركة 1568125)
السلام عليكم ..

اشكرك عزيزي تقي الدين على هذا السؤال المهم ..

ولكن اتدرك الأهم من هذا ..

ظهور أناس ممن ينتسبون لأهل السنة والجماعة ويحسبون عليكم وتخرجوا بين اظهركم ليقولوا بخلق القرآن

بل ويؤلفوا الكتب التي تدعم فكرة خلق القرآن ..

فإن كان من سؤال ..

ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء بعد فترة زمنية طويلة يصلوا إلى هذا (الباطل) من وجهة نظركم طبعا ؟؟
مع أن فكرة خلق القرآن كانت من الأفكار التي لايمكن أن تستوعبها قلوبهم وعقولهم يوما ما ..


أهو الحق الذي لايمكن إلا أن يدخل القلوب ولا كانت موصده بأقوى أنواع الأقفال


وآخر :

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب الأباضية (المشاركة 1568590)
هل يكفيك القرأن؟
وهل في مسانيد الصحاح حديث ينفي عدم خلق القرأن؟


سبحان الله، ما هذا الفراغ العلمي الذي يعيشه القوم ؟!!!

سؤال بسيط وإجابته أسهل إم الإتيان بالحديث أو التصريح بعدم وجوده ثم مباشرة نقطة أخرى

ولكن القوم مُفلسون ليس لهم بضاعة من علم

والله المستعان

بارك الله فيك أخي تقي الدين وفي أهل السنة جميعهم

سيف عمان 14-06-12 11:03 AM

لاتقول لايوجد قوية الصراحة هههههههههههه

يعني نقدر أنقول وأحد من مشايخ الأباضية كان يشرب شاي وفجأة دقة في راسه القول بخلق القرأن

والله هذي مشكلة يعني دينهم مجرد تجميع من فرق مختلفة أذا أسلافهم لم يسبقوهم بلقول بخلق القرأن

ساكن القلوب 14-06-12 12:25 PM

ثورة من الداخل

مقتضى قول ابن تيميه بخلق القران


هل ابن تيمية حلولي في الصفات ؟؟

كيف يفهم مذهبه في مباينة الله تعالى بذاته وصفاته مع قوله بأن القرآن المنـزل صفة لله تعالى ؟


لا يخفى أن مذهب الإمام ابن تيمية (رحمه الله) : أن الله تعالى مباين للخلق بذاته وصفاته غير حالٍّ فيهم ، ومن المشهور إنكاره على القائلين بالحلول ، أي بحلول الذات الإلهية في المخلوقات . والقول بأنه تعالى في كل مكان هو الحلول العام ، أما القول بأنه في مكان دون ما سواه من الكون المخلوق ، أو شيء دون سائر الأشياء - فهو الحلول الخاص ، فالله تعالى عند ابن تيمية (رحمه الله) مستوٍ على عرشه في المكان المطلق ، أي خارج الكون المخلوق ، وهو ما يعبر عنه بجهة فوق أو العلو ، وقد يسميه أحياناً المكان العدمي ، وهو يعتمد في ذلك على ظواهر النصوص من الكتاب والسنة ، ومن يعترض عليه بأن الوصف بالفوق هو وصف إضافي نسبي وليس وصفاً حقيقياً ، فإن ابن تيمية يجيبه : لما كان الكون كرة ، فإن ما هو خارجه فوق ما في داخله دائماً ، وهذا وصف حقيقي ، وليس وصفاً نسبياً إضافياً .
أما صفات الله تعالى فهي قائمة بالذات الإلهية لا تفارقها ، والقائل بأن صفة من الصفات الإلهية تفارق ذاته تعالى وتحلُّ في شيء من المخلوقات ، فهو حلولي في الصفات ، يقول ابن تيمية (رحمه الله) في مجموع الفتاوى (12 / 584) : "قد علم أن عدم الفرق والمباينة بين الخالق وصفاته والمخلوق وصفاته خطأ وضلال لم يذهب إليه أحد من سلف الأمة وأئمتها" ويقول في "الجواب الصحيح" (4 / 22) "ومعلوم بصريح العقل أن الكلمة التي هي الصفة لا يمكن مفارقتها للموصوف" وقال في "الجواب الصحيح" أيضاً (4 / 74) : "والكلمة التي ألقاها ليست خالقة إذ الخالق لا يلقيه شيء ، بل هو يلقي غيره" وفيه (4 / 75) : "فكذلك مريم إذا ألقى الله كلمته إليها ، وهي قول (كن) لم يلزم أن تكون نفس صفته القائمة به حلت في مريم ، كما لم يلزم أن تكون صفته القائمة به ، حلت في سائر من ألقى إليه كلامه ، كما لا تحصل صفة كل متكلم فيمن يلقى إليه كلامه" .
وما سبق من أقوال ابن تيمية (رحمه الله) صحيح لا اعتراض عليه ، ولا يخفى أن أقواله - عدا الأول – هي في الرد على النصارى الذين يقولون : إن كلمة الله تعالى صفته وقد ألقاها إلى مريم فحلت فيها … إلخ عقيدتهم في التثليث ، لكن المشكل حقاً هو مذهبه في القرآن ، الذي في المصاحف والصدور حقيقة لا مجازاً ، فهذا القرآن عنده صفة لله تعالى !
فقد نقل في "مجموع الفتاوى" (12 / 388) قول ابن قتيبة (رحمه الله) مقرّاً له ومستشهداً به ، أن : "مذهب أهل الحديث والسنة : أن القرآن في المصحف حقيقة لا مجازاً كما يقوله بعض المتكلمة ، وإحدى (الجهميات) التي أنكرها أحمد وأعظمها قول من زعم أن القرآن ليس في الصدور ولا في المصاحف" . واعتقاد هذا وحده لا يشكل إلا إذا انضم إليه أن هذا القرآن صفة لله تعالى ، وهذا ما يعلنه دون تردد كما هو مشهور عنه ، وأكتفي هنا بقوله في "مجموع الفتاوى" (35 / 273) : "الحلف بصفاته كالحلف بذاته ، كما لو قال : وعزة الله تعالى ، أو : لعمر الله ، أو : والقرآن العظيم ، فإنه قد ثبت جواز الحلف بهذه الصفات ونحوها" فقد صرح أن القرآن العظيم صفة لله تعالى .
والإشكال بأوضح عبارة : إذا كانت صفات الله تقوم به ، وكان الله – بذاته وصفاته – بائناً من خلقه لا يجوز أن يحلّ فيهم ، فكيف يجوز أن يكون القرآن المنزل إلى الخلق صفة لله تعالى ؟ !
لا نجد جواباً واضحاً عند الإمام ابن تيمية (رحمه الله) ولا عند غيره من أصحاب الحديث ، الذين أخذ عنهم هذا المذهب ، لكننا نجد بدلاً من ذلك التأكيد على أن هذا القول لا يشبه قول النصارى بحلول الكلمة التي هي أقنوم العلم عندهم في مريم عليها السلام ، مع أن الإمام أحمد يقول في "السنة" للخلال (1875) : "علم الله هو القرآن" . وأنكر وأعظم قول من زعم أن القرآن ليس في الصدور ولا في المصاحف وعدها إحدى (الجهميات) ، وأعظم ذلك ، كما في "مجموع الفتاوى" (12 / 388) .
وسواء كان هذا كقول النصارى ، أو شبيهاً به ، أو لم يكن كذلك ، فالسؤال الأهم هو : كيف ساغ لابن تيمية (رحمه الله) وقبله أصحاب الحديث ، القول بحلول صفة من الصفات ، رغم اشتداد نكيرهم على القائلين بالحلول بمختلف أنواعه ؟ أم أن هذه الصفة المدعاة (القرآن المنزل) استثناء من سائر الصفات ؟
لا يتعدى حل هذا الإشكال أحد أمرين : الأول : الإقرار بحلول هذه الصفة في المخلوقات دون سائر الصفات ، لكن يتوقف هذا على ثبوت أن القرآن المنزل صفة لله تعالى ثبوتاً ينهض على ذلك ، الأمر الثاني : رفض كون القرآن المنزل صفة لله تعالى بناء على إنكار الحلول بكل أنواعه ، وهو أصل أصيل في العقائد الإسلامية . ولمعرفة : أي هذين الأمرين أولى من الآخر : يجب الرجوع إلى استدلالات ابن تيمية على كون القرآن المنزل صفة لله تعالى .
ليس في القرآن ولا في السنة النبوية الصحيحة نص واحد : أن القرآن صفة لله تعالى ، ولا أنه غير مخلوق ، إنما فيهما نصوص كثيرة أن القرآن كلام الله ، فهل يكفي ذلك لإثبات أنه صفة لله تعالى ، ونناقض به المستقر المجمع عليه من نفي الحلول ؟ هناك اختلاف كبير بين الطوائف الإسلامية في حقيقة الكلام الإلهي ، فالجهمية يقولون : إن الله يخلق كلامه في ما يشاء من إنسان أو شجرة أو غير ذلك ، ولا يقوم بذاته تعالى لا صفة قديمة ولا فعل حادث (خاص بالكلام) ، أما أصحاب الحديث فيرون مذهب الجهمية مخالفاً للكتاب والسنة ، فالكلام عندهم صفة قائمة بالذات الإلهية ، ولا يكون كلاماً لله تعالى إلا ما قام بذاته ، وبالتالي فالجهمية – عندهم – ينكرون أن الله يتكلم ، لذلك يحتجون عليهم بالنصوص التي جاء فيها نسبة الكلام أو التكلم أو القول إلى الله تعالى . بينما يدعي الجهمية أن المتكلم هو من يخلق الكلام لا من يقوم به التكلم ، وقد عبروا عن ذلك بأن الكلام الإلهي ومنه القرآن مخلوق ، وذكر ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6 / 309) وغيرها أنهم كانوا يقولون أولاً : إن الله لا يتكلم ، أما أصحاب الحديث ، فيدعي ابن تيمية أنهم لا يقولون : إن القرآن أو غيره من أفراد الكلام الإلهي قديم ، بل يقولون بقدم النوع وحدوث الأعيان .
والمهم هنا التنبيه على أن مسألة القدم النوعي ، أو ما يعرف بتسلسل الحوادث المشهورة عن ابن تيمية (رحمه الله) ، لا يختص بها الكلام الإلهي ، وليس لها أي دلالة على كون القرآن المنزل – أو غيره من الكلام الإلهي – مخلوقاً أو غير مخلوق ، فالمخلوقات أيضاً عنده حادثة الأفراد قديمة النوع .
وابن تيمية (رحمه الله) لا يستدل بقدم نوع الكلام على أن القرآن غير مخلوق ، ولو فعل لأخطأ ، وإنما يثبت القدم النوعي للكلام الإلهي وغيره من الأفعال والمفعولات المنفصلة عن الله تعالى ، للخلاص من إيراد الفلاسفة على أصحاب الشرائع : كيف أصبح الله تعالى فاعلاً (بالفعل) بعد أن كان فاعلاً بالقوة فقط : هل كان عاجزاً عن الفعل ثم أصبح قادراً عليه ، أم كان الفعل محالاً ثم أصبح ممكناً ؟ وعلى أي الاحتمالين : ما الذي صيّر العاجز قادراً ، أو المحال ممكناً ؟ فالتزم ابن تيمية (رحمه الله) أن الله تعالى لا يزال يفعل في الماضي فراراً من ذلك ، وهذا ما يعبر عنه بتسلسل الحوادث أو القدم النوعي أو أزلية النوع . ثم إن ابن تيمية (رحمه الله) يكثر من ذكر القدم النوعي في مسألة الكلام خاصة لأمرين ، الأول : لتأويل ما جاء عن أئمة الحديث ، الإمام أحمد وغيره ، من قدم القرآن ، فيؤوله بالقدم النوعي ، وثانياً : ليدعم به ما التزمه من تسلسل الحوادث في الزمن الماضي ، فينسبه إلى أئمة الحديث بل والسلف ، ونسبة أي من الأمرين إلى أئمة الحديث لا يثبت عندي ، وليس هذا موضع بيان ذلك ، لكن أردت أن أنبه – لئلا يتوهم خلاف الصواب – على عدم أهمية مسألة التسلسل في بحث (خلق القرآن) عند ابن تيمية .
أما المهم فهو أن ابن تيمية (رحمه الله) يثبت لله تعالى : ذاتاً قديمة واجبة الوجود ، وصفات قديمة لازمة لهذه الذات ، وأفعالاً حادثة بها ، ومن هذه الأفعال الاستواء والغضب والرضا … الخ ذلك . فالله استوى على العرش بعد أن لم يكن مستوياً ، ويغضب على عبده عندما يعصيه لا قبل ذلك … الخ . ومن المسلم أن الذات الإلهية ، وصفاتها القديمة ، والأفعال الحادثة بها ؛ كل ذلك غير مخلوق وما عداه مخلوق .
ولكي يكون القرآن غير مخلوق ، فلا بد أن يكون أحد هذه الثلاثة ، من البديهي أن القرآن ليس هو الذات الإلهية ، وهو عند الكلابية ، ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية صفة قديمة لازمة للذات الإلهية ، ولكنهم يقولون : إن ذلك القرآن غير القرآن المنزل ، وهو ما يسمونه بالكلام النفسي ، والمنزل يسمى الكلام القولي ، وهو مخلوق عندهم مفعول لله وليس صفة له ، وهذا من الأشاعرة خروج عن محل النزاع ، فالنزاع إنما هو في القرآن المنزل ، وليس فيما ابتكروا من الكلام النفسي ، مما لا دليل (على وجوبه لله) من الشرع !
يرفض ابن تيمية (رحمه الله) المذهب الأشعري ، فكيف يستدل على أن القرآن غير مخلوق ؟ يدعي أن القرآن من الأفعال الحادثة في الذات الإلهية ، وكان عليه إذن أن لا يطلق على القرآن أنه صفة لله ، بل يجب أن يطلق عليه أنه فعل حادث بالذات الإلهية ، والحق أن عدوله عن ذلك – ولو أحياناً – يُخفي كثيراً من الحقيقة .
ورغم اعتراض كثير من العلماء على حدوث أفعال بالذات الإلهية ، وهو ما يعبر عنه بحلول الحوادث بالذات الإلهية ، فالأهم هنا : هل يكفي التسليم بذلك ، لتصح دعوى ابن تيمية : (القرآن صفة الله غير مخلوق) ؟ قد يرى بعض الناس كفايته ، بشرط أن يكون ثم قرآنان : أحدهما المنزل الذي نقرؤه ، والآخر : الحادث داخل الذات الإلهية ويكون شبيهاً بالكلام النفسي الذي تقول به الأشاعرة وغيرهم من حيث القيام بالذات الإلهية ، وهذا ما يضمن أن يكون غير مخلوق ، لكنه يختلف عن الكلام النفسي في الحدوث والزوال .
فالقرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في المصاحف ، ووصفه الله تعالى بأنه أُنزل ونُزِّل وأنه آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم – هذا القرآن بالضرورة ليس قائماً بالذات الإلهية ، إلا إذا كان الكون كله قائماً بها .
لكن قبل الاسترسال مع الأوهام والظنون ينبغي التثبت من دعوى أن القرآن من الأفعال الحادثة بالذات الإلهية . الواقع أن القرآن كلام الله ، والكلام مفعول المتكلم لا فعله القائم بذاته ، والفرق بين الفعل والمفعول : أن الفعل يقوم بالفاعل بخلاف المفعول ، وقد يلتبسان أحياناً إما بسبب اللفظ أو لخفاء المعنى ، (فالأكل) مثلاً قد يراد به فعل الأكل من المضغ والبلع … الخ ، وقد يراد به الطعام المأكول ، هذا الالتباس ناتج من كون اللفظ يستعمل للدلالة على الاثنين ، وكذلك الكلام قد يراد به (التكلم) وهو عملية إنتاج الكلام ، ويراد به (المتكلَّم به) أي الناتج من عملية التكلم ، ولفظ الكلام في الأصل يطلق على المتكلَّم به الحاصل بالتكلم ، لأنه اسم مصدر وليس مصدراً ، وإن استخدم أحياناً محل المصدر .
وقد فرق ابن تيمية (رحمه الله) نفسه هذا التفريق ، فقال في "مجموع الفتاوى" (12 / 562) : "التكلم الذي هو فعله غير الكلام الذي يقوله " وقال في "درء التعارض (2 / 288) : "أما القول فهو المصدر كما تقدم ، والمقول هو الكلام" وهذا واضح كافٍ في أن القرآن ليس فعلاً حادثاً بالذات الإلهية وإنما مفعول منفصل عنها ، أما الفعل فهو التكلم الحادث ، وهما يختلفان عن (المتكلمية) الصفة القديمة التي يصدر عنها الفعل داخل الذات ، فيتكون المفعول خارجها ، ولو كان القرآن فعلاً حادثاً (تكلماً) ، أو صفة قديمة (المتكلمية) لكان قائماً بالذات وما حصل لنا خارجها ، فدعوى ابن تيمية (رحمه الله) متناقضة في نفسها .
على أنه يلاحظ في الكلام البشري خروجه من الأفواه والأجواف ، فيبدو كما لو كان يبدأ فعلاً حادثاً وينتهي مفعولاً منفصلاً ، لكن بقليل من التدقيق يتميز (التكلم) من (الكلام) .
أما الكلام الإلهي ، فهو أشد تميزاً من التكلم عند ابن تيمية ، لأن المختار في تفسير الاسم الإلهي (الصمد) عنده : هو الذي لا جوف له ، وعن عكرمة : هو الذي لا يخرج منه شيء ، لذلك فسر ابن تيمية (رحمه الله) ما جاء من الآثار أن القرآن خرج من الله – في "مجموع الفتاوى" (17 / 239 - 240) - : أنه بمعنى "أنه يتكلم به فيسمع منه ويبلغ إلى غيره ، ليس بمخلوق في غيره كما تقوله الجهمية ، ليس بمعنى أن شيئاً من الأشياء القائمة به يفارقه وينتقل عنه إلى غيره" . وهذا كالاعتراف منه (رحمه الله) بأن خروج الكلام من الله وصف حكمي اعتباري ، فيكون الخلاف مع الجهمية ومن تبعهم أن الكلام الإلهي يأتي من فوق العرش ، فأثر ابن عباس الذي علقه عليه البخاري في (خلق أفعال العباد) : "لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء" . فهذا الأثر – سواء صح أو لم يصح – خير ما يختصر خلاف ابن تيمية مع الجهمية في الكلام الإلهي .
إذن في قول ابن تيمية (رحمه الله) عن القرآن : (إنه صفة الله) ، توسع منه ابتداءً في اللفظ ؛ لأنه عند البحث يُبين أنه إنما يريد أنه (فعل حادث بالله) ، وقد تبين الآن أن ذلك أيضاً غير صحيح ، وعليه يبقى إنكار حلول الصفات دون تخصيص ، كما أقر هو في "مجموع الفتاوى" (5 / 486) قول أبي طالب المكي : "ليس في ذاته سواه ، ولا في سواه من ذاته شيء ، ليس في الخلق إلا الخلق ، ولا في الذات إلا الخالق" ، وأقر في (503) منه قول أبي حامد الغزالي : "وإنه بائن بصفاته من خلقه ، ليس في ذاته سواه ، ولا في سواه ذاته" ، وقد قال في "مجموع الفتاوى" (6 / 310) : "والقائلون بأن الحروف والأصوات القديمة حلت في الناس : حلولية في الصفات دون الذات" ؛ فكذلك يلزمه القول فيمن يقول بحلول صفة أخرى لله تعالى ، مع الإشارة إلى اختلاط وتقارب الصوت والكلام الإلهيين ، ولا ينفع ابن تيمية ليصح قوله بأن القرآن صفة لله غير مخلوق ، إلا أن يذهب مذهب الكلابية ، ومن تبعهم القائلين بالكلام النفسي ، فيبقى القرآن المنزل – على كل حال – لا يصح أن يقال فيه : (صفة لله غير مخلوق) .

وبهذا يتضح أن "مقتضى مذهب ابن تيمية أن القرآن مخلوق" ، وهذا عنوان كتاب يبلغ خمس مئة صفحة ، بحثت فيه جوانب المسألة عند ابن تيمية وأصحاب الحديث .
وقد أرسلته إلى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالرياض (15 / 3 / 2004) طالباً مراجعته وحل الإشكال في مذهب ابن تيمية وأصحاب الحديث إن أمكن ، لكنهم سكتوا ، وقد آلمني ذلك مع أن كثيرين توقعوه ، أما غير المتوقع فهو أن الموظف المختص في دائرة المطبوعات والنشر الأردنية ارتاب في الكتاب (!) فحوله إلى وزارة الأوقاف ، وهناك وجد من يوصي بمنعه مدعياً دعاوى أقنعتني (لكن بعدم جدوى النقاش معه) ! .
وسؤالي إلى جميع المعنيين – علمياً – بهذا البحث : هل هناك حل للإشكال في مذهب ابن تيمية (رحمه الله) في مسألة (خلق القرآن) أولى مما رأيت ؟ راجياً حصر الجواب في ذلك دون التعرض لغيره من الجوانب ، إلا ما يفيد إبراز الإشكال المذكور وحله . والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم .


الكاتب :أحمد محمود منصور ( سلفي المعتقد ) - جريدة الغد الأردنية ، وله كتاب "مقتضى مذهب ابن تيمية أن القرآن مخلوق" .

أبو عائشة الشحي 14-06-12 12:31 PM

لا حيلة فيكم.. ما ان تسألهم سؤال حتى يفروا إلى سؤال آخر

وكما قال اخي ذو الفقار اي فراغ علمي يعيشه القوم؟!!


الساعة الآن 11:17 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "