شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ولكنــــكم تستعجلـــــــــــون ! (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=166329)

سني هادىء 02-10-13 10:17 PM

ولكنــــكم تستعجلـــــــــــون !
 

41 ـ وعن ( أبي ) عبد الله خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)) (رواه البخاري)
وفي رواية: ((وهو متوسد برده، وقد لقينا من المشركين شدة))



[الشَّرْحُ]

حديث أبي عبد الله خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ يحكي ما وجده المسلمون من الأذية من كفار قريش في مكة، فجاؤوا يشكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة)) صلوات الله وسلامه عليه. فبين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن من كان قبلنا ابتلي في دينه أعظم مما ابتلي به هؤلاء، يحفر له حفرة ثم يلقى فيها، ثم يؤتي بالمنشار على مفرق رأسه ويشق، يمشط بأمشاط الحديد ما بين جلده وعظمه، بأمشاط الحديد يمشط، وهذا تعزير عظيم وأذية عظيمة.

ثم أقسم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن الله سبحانه سيتم هذا الأمر، يعنى سيتم ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من دعوة الإسلام، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. أي: فاصبروا وانتظروا الفرج من الله، فإن الله سيتم هذا الأمر. وقد صار الأمر كما أقسم النبي عليه الصلاة والسلام.
ففي هذا الحديث آية من آيات الله، حيث وقع الأمر مطابقا لما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام.
وآية من آيات الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث صدقه الله بما أخبر به، وهذه شهادة له من الله بالرسالة، كما قال الله) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء: 166) .
وفيه أيضا دليل على وجوب الصبر على أذية أعداء المسلمين. وإذا صبر الإنسان ظفر!!
فالواجب على الإنسان أن يقابل ما يحصل من أذية الكفار بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج، ولا يظن أن الأمر ينتهي بسرعة وينتهي بسهولة، قد يبتلي الله عز وجل المؤمنين بالكفار يؤذونهم وربما يقتلونهم، كما قتل اليهود الأنبياء الذين هم أعظم من الدعاة وأعظم من المسلمين. فليصبر ولينتظر الفرج ولا يمل ولا يضجر، بل يبقى راسيا كالصخرة، والعاقبة للمتقين، والله تعالى مع الصابرين.
فإذا صبر وثابر وسلك الطرق التي توصل إلى المقصود ولكن بدون فوضى وبدون استنفار وبدون إثارة، ولكن بطريق منظمة، لأن أعداء المسلمين من المنافقين والكفار يمشون على خطى ثابتة منظمة ويحصلون مقصودهم.
أما السطحيون الذين تأخذهم العواطف حتى يثوروا ويستنفروا، فإنه قد يفوتهم شيء كثير، وربما حصل منهم زلة تفسد كل ما بنوا، إن كانوا قد بنوا شيئا.
لكن المؤمن يصبر ويتئد، ويعمل بتودة ويوطن نفسه، ويخطط تخطيطا منظما يقضي به على أعداء الله من المنافقين والكفار، ويفوت عليهم الفرص؛ لأنهم يتربصون الدوائر بأهل الخير، يريدون أن يثيروهم، حتى إن حصل من بعضهم ما يحصل حينئذ استعلوا عليهم وقالوا: هذا الذي نريد، وحصل بذلك شر كبير.

فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لأصحابه اصبروا، فمن كان قبلكم ـ وأنتم أحق بالصبر منه ـ كان يعمل به هذا العمل ويصبر، فأنتم يا أمة محمد أمة الصبر والإحسان، اصبروا حتى يأتي الله بأمره، والعاقبة للمتقين.
فأنت أيها الإنسان لا تسكت عن الشر، ولكن أعمل بنظام وبتخطيط وبحسن تصرف وانتظر الفرج من الله، ولا تمل، فالدرب طويل، لا سيما إذا كنت في أول الفتنة، فإن القائمين بها سوف يحاولون ـ ما استطاعوا ـ أن يصلوا إلى قمة ما يريدون، فاقطع عليهم السبيل، وكن أطول منهم نفسا وأشد منهم مكرا، فإن هؤلاء الأعداء يمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين، والله الموفق.

------------------------

شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (1/ 251 - 254)

سني هادىء 02-10-13 10:27 PM

السائل :

يقول في كثير من كتاباتكم ودروسكم تردد كلمتين التصفية والتربية فما المقصود من هاتين الكلمتين ثم يقول أيضا البعض يرى أن الطريق السلفى طريق طويل ولا يؤتى ثماره إلا بعد سنوات طوال وهذا يؤخر مسيرة الحركة الإسلامية ويعطل طريقها فنحن نريد حياة اسلامية جديدة ، فما قولكم ؟؟ وثم ايضا سؤال تكميلى لهذا مشابه له ، يقول أن السلفيين لا يأخذون بأقوال الأئمة والعلماء السابقين وإنما جاءوا بشيئ جديد



جواب الشيخ ( الألباني رحمه الله ) :

أولا يسأل السائل ماذا تعنى بالتصفية والتربية وأنا لا أقول التصفية والتربية إلا وأشرح معاني فما أدرى كيف أن السائل سمع أنني أكرر _______________ نهاية الوجه الأول
الوجه الثانى
إذن، من هذا القبيل الشئ الكثير، كذلك تصفية كتب التفسير من الإسرائيليات فهناك في اسرائيلية واحدة تهد عقيدة مسلم إذا آمن بواحدة منها ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، هذا الذى أريده بالتصفية أما التربية وهو أن أربي أزواجنا وأولادنا على هذا الإسلام المصفى فأى شئ في هذا ؟؟

أما قول السائل أن البعض يقول إنه يعنى أن طريق السلف هو طويل وأنه طويل جداً فأنا أبشره بأن هذا الطريق الطويل مهما طال فسوف لا يبلغ بإذن الله المدة التى قضاها نوح عليه السلام بألف سنة إلا خمسين عاما وهو لا يعمل شيئا سوى أنه كان يقول لهم كما قال الرسل من بعده والأنبياء كذلك ، فكان يقول لقومه اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .

وظنى أن هؤلاء الذين يستكثرون هذه المدة وهى مجهولة بطبيعة الحال على الدعوة الإسلامية الصحيحة وهى دعوتنا السلفية أنهم كأنهم لا يقرأون القرآن وإن كانوا يقرؤنه فهزا كهز الشعر ولا يتدبرونه وكأن الله ما قال لهم في كتابه "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" هل من هؤلاء من يعتقد أن نوحا عليه الصلاة والسلام كان أسلوبه في الدعوة فيه شدة فيه قسوة فيه رعونة ولذلك ظل في قومه هذه المدة الطويلة وما استجابه وما آمن معه إلا قليل ، أم الأمر أن القوم كانوا غير راغبين في تبنى دعوته وهي دعوة حق فلهذا طال أمد دعوته دون أن يؤمن معه إلا قليل لا شك أن هذا الإحتمال الثانى هو الواقع ، أما افتراض أن نوح عليه الصلاة والسلام كان اسلوبه غير مناسب وغير حكيم فهذا كفر لأنه كما ثبت في الحديث الصحيح لأنه أول رسول أرسله الله عز وجل الى أهل الأرض فهو يوحى إليه من السماء فلابد أن اسلوبه كان أحسن الأساليب بالنسبة للناس الذين لم يرسلوا من قبل رب العالمين تبارك وتعالى .

إذن من أين جاء هؤلاء أن المسلم ينبغى أن يختار الطريق القصير ولا يختار الطريق الطويل ولو كان الطريق الطويل يوصل الى الهدف والطريق القصير لا يوصل الى الهدف ،

ثم من عجائب تناقض هؤلاء أن هذه الدعوة السلفية التى خطها طويل وطويل ونحن نؤمن بهذا ونشكر الله عز وجل على أن ألهما أن نمشى في هذا الخط الطويل لأنه هو الصراط المستقيم . من العجيب أن هؤلاء يتناقضون يقولون في نفس ما جاء في السؤال وهذه الشنشنة نعرفها قديما من أقدم كما يقال ، هذا يعلق استئناف الحياة الإسلامية ، فيا ليت شعري ما هذه الحياة الإسلامية التى يريد هؤلاء أن يستأنفوها ؟؟
هل هى حياة اسلامية مطابقة لما كان عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، خليكوا معانا يا أخواننا ، دائما الإنسان يعمل عمله في سبيل راحتكم ، ماذا يريد هؤلاء من قولهم بأن هذا المسير وهذا الطريق الذى يسلكه السلفيون طويل الأمد ويؤخر ويعوق استئناف الحياة الإسلامية .

ما هى هذه الحياة الإسلامية ، إن كانت هذه الحياة الإسلامية هى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة وهى هى يقينا ويريد هؤلاء معنا أن نستأنفها فهل هناك طريق قصير أو طريق أقصر من هذا الطريق الذى يسلكه كل هؤلاء الدعاة السلفيون في كل بلاد الإسلام ؟؟ نحن لو جاز لنا أن نتحدى ولسنا في طريق التحدى ، لتحديناهم ولقلنا لهم هاتوا الطريق الأقصر الذى يؤدى إلى استئناف الحياة الإسلامية كما كانت على عهد النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن معكم على طول الخط.

ولكننا نقطع بأن الصراط المستقيم هو في هذا الخط الطويل ، والطريق القصير هو ذلك الخط المتعرج الخارج على الخط المستقيم وهذا نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يرسم لكم على الأرض هذا الإختلاف في المنهج وفى الدعوة إلى الإسلام وفى محاولة استئناف الحياة الإسلامية الصادقة ،
لقد جاء في مستدرك الحاكم وغيره بسند قوى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم خط مستقيما وخط من حوله خطوطا قصيرة على جانبيه ثم قرأ عليه الصلاة والسلام : "وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" ثم قال عليه الصلاة والسلام " هذا صراط الله (خط مستقيم طويل) قال :وهذه طرق قصيرة على جانبى الخط المستقيم وعلى رأس كل منها شيطان يدعو الناس إليه" وكنت أقول ولا أزال إن من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام الكثيرة والكثيرة والتى لا تعد ولا تحصى هذا الرسم لأنه رسم خطاً مستقيما طويلا ورسم على جانبيه خطوطاً قصيرة ووصف هذا الخط المستقيم بأنه صراط الله ووصف الخطوط القصيرة حوله تعرج اليه بأنها طرق الشيطان وأنه على كل طريق من هذه الطرق القصيرة شيطان يدعو السالكين على الخط المستقيم هلم هلم إلى أين أنتم تنطلقون وإلى متى أنتم واصلون أنظروا هذا الطريق ما أقصره أليس في هذا آية من آيات الرسول عليه السلام ؟؟ أنه نظر الى المستقبل بإبصار الله عز وجل إياه وكأنه يقول أن المسلمين سوف يختلفون على الطريق الذى عليه أن يسلكوه لإعادة الحياة الإسلامية وتحقيق الدولة المسلمة ،

فبعضهم يتخذ الخط المستقيم فلا يبالى ممن حوله من مثبطين ومن مشككين و و إلى آخره ، يظل يمشى مستقيما حتى يصل إلى الهدف وليس هو مكلف أن يصل إلى الهدف وإنما هو مكلف أن يستمر واضع نصب عينيه الهدف ، فإن وصل فبحمد الله وإن لم يصل مات وقد أعذر إلى الله تبارك وتعالى .

أما هؤلاء الذين يستجيبون لدعوة الشياطين نظروا الى هذه الطرق القصيرة، وهذا الطريق طويل فدعوا هذا الطريق وتعالى إلينا ، هل هم بعد أن عرفوا هذا الحديث وهذه الصورة البديعة التى صورها الرسول عليه الصلاة والسلام لا وجه لإنكار على الدعاة السلفيين أن طريقهم طويل ، الحمد لله الذي وفقنا لنسلك هذا الصراط المستقيم مهما كان طويلا ، لأن الحقيقة رجل من الجاهلية كان أقل من كثير من المسلمين اليوم بل ومن دعاتهم ، من ذلك الرجل ؟؟

هو ذلك الشاعر المشهور بإمرؤ القيسن لما قال (أنا لست بشاعر فساعدونا):

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه **** وأيقن أنا لاحقين بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما **** نحاول ملكاً أو نموت فنـعـذرا

فهذا عنده عقل ما عنده إيمان ولكن عنده عقل وهو يسعى في سبيل دنيا لكنه عاقل يحاول ملكا أو يموت عذرا ، نحن أولى نحن المسلمين أن نحاول إستئناف الحياة الإسلامية على الطريقة المحمدية وصلنا إليها فالحمد لله رب العالمين ، ما وصلنا إليها فنكون معذورين عند الله تبارك وتعالى.



http://nahlalkhyrat.blogspot.com/201...g-post_11.html

امـ حمد 02-10-13 10:33 PM

بارك الله في حسناتكم
وجزاكم ربي جنة الفردوس

سني هادىء 28-12-14 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امـ حمد (المشاركة 1730619)
بارك الله في حسناتكم
وجزاكم ربي جنة الفردوس

وفيك بارك الله.

سعيد ملفى 28-12-14 07:47 AM

هذا طبع الإنسان وهذه غريزته وفطرته العجل.
قال تعالى(خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)


الساعة الآن 02:53 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "