المنظومة الهائية / للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
المنظومة الهائية للشَّيخِ العَلاَّمَةِ حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ 1342-1377 ﻫ ==================== [1] ما لي و للدُّنيا وليستْ ببُغْيَتي وَ لاَ مُنْتَهى قَصْدي ولستُ أَنا لها [2] ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها [3] هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها [4] مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها [5] إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها [6] فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها [7] فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً أَلا اطلبْ سواها إِنها لا وفا لها [8] فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها [9] لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها [10] وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها [11] وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها [12] لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها [13] أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها [14] ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها [15] أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها [16] فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها [17] لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها [18] ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها [19] وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها [20] ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها [21] بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها [22] هنالك تدري ربحَها وخسارَها وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها [23] فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها [24] تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها [25] وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها [26] وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها [27] وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها [28] تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها [29] بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها [30] فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها [31] على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها [32] بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها [33] وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها [34] لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها [35] طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها [36] أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها [37] مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها [38] فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ فَتَنْجو كفافاً لا عليها ولا لها ================= للحصول على نسخة من المنظومة |
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ حافظ حكمي |
بوركت أبا فراس وأحسن الله إليك |
اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
الحمد لله رب العالمين |
الساعة الآن 08:29 PM. |
Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "