شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حكم الاحتفال بالمولد النبوي - لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=168645)

أبو فراس السليماني 11-01-14 07:13 PM

حكم الاحتفال بالمولد النبوي - لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
 
حكم الاحتفال بالمولد النبوي


لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد

جزاه الله تعالى خير الجزاء





الاحتفال بالمولد النبوي لم ينقل عن أحد من السلف،
وأول من ابتدعه من سموا أنفسهم بالفاطميين (المطعون في دينهم ونسبهم) سنة(362)هـ.


وهو من طرق الذين يريدون إفراغ الدين من مضمونه، وفيه تشبه بالنصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام،
وقد حكم كثير من العلماء ببدعته،

ولو جاز الاحتفال بشيء من الأحداث لكان الاحتفال ببعثته وهجرته أولى من الاحتفال بمولده،
والمسلم الصادق يحتفي به وبسنته كل وقت وحين.



من المفارقات أن ولادته صلى الله عليه وسلم لم تثبت في 12 ربيع الأول والثابت وفاته في هذا التاريخ،

قال ابن الحاج:"ثم العجب العجيب، كيف يعملون المولد لأجل مولده عليه الصلاة والسلام في هذاالشهر الكريم؟
وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل،
وفجعت الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً"(المدخل)



كان الصحابة رضي الله عنهم"يتسابقون على وضوئه صلى الله عليه وسلم للتبرك به
وكانوا لايحدون النظر إليه عليه الصلاة والسلام تعظيما له"
ومع فرط تعظيمهم لم يحدثوا احتفالا لمولده وكذا القرون المفضلة بعدهم،
وقد حذّرنا فقال : "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"
ولو كان خيرا لسبقونا إليه.


ألا وإن أعظم صور التعظيم له صلى الله عليه وسلم:
الاقتداء به وعدم مخالفة أمره حبا وانقيادا دائما وليس محدودا بوقت لا يتكرر إلا مرة كل عام.


الاحتفال بالمولد النبوي تسطيح للعقل ونشر للفكر الخرافي
وتوسيع لمساحة نهشه في عقول المسلمين بإحياء البدعة وإماتة السنة

واختزال لمحبته عليه السلام في قالب احتفالي نخدر به النفوس
وتبقى مساحات هائلة في حياتنا من القول والعمل والسلوك والهدي الظاهر والباطن خلية من السنة بل على خلافها!


في زمن احتلال فرنسا لمصر أمر نابليون بإقامة الاحتفال بالمولد
وتبرع له وحضر الحفل بنفسه لما فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات وفعل المحرمات.
[ينظر:تاريخ الجبرتي2/306]

فأقامه لإفساد عقائد الناس..
وبعض من يحتفلون بالمولد مرتزقة يجلبون به المال والجاه
وبعضهم عوام مقلدون: يشبعون عاطفتهم الدينية ولو بطريقة بدعية.

أبو فراس السليماني 11-01-14 07:18 PM

لماذا لانحتفل بالمولد؟

قال ابن كثير في قوله:

{وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه}

"يتعجبون كيف اهتدى هؤلاء دوننا
وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛
لأنه لوكان خيرا لسبقونا إليه؛
لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها"


وقفات مع قصيدة البردة:

-ينادي قائلها:"يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك"،
والله يقول{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}.

يقول:"فإن من جودك الدنيا وضرتها"،
والله يقول{وإن لنا للآخرة والأولى}

-يقول:"ومن علومك علم اللوح والقلم"،
وهو صلى الله عليه وسلم يقول:{ولا أعلم الغيب}


وفي فتاوى اللجنة[3/34]
"في بعض أبياتها شرك أكبر..وكذب وغلوّ.."

أبو فراس السليماني 11-01-14 07:22 PM

مقياس حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم:

1-الشوق القلبي لرؤيته.

2-اتباع سنته والسعي لنشرها.

3-الذب عنه وعن آل بيته وصحابته وعن شريعته.

4-محبة آل بيته وأصحابه وتوقيرهم والترضي عنهم وبغض من أبغضهم أو تنقصهم.

5-كثرة ذكره عليه الصلاة والسلام.

6-مدارسة سيرته وسنته.

7-التحاكم إلى شريعته والرضا والتسليم لحكمه
ودع عنك الأدعياء!


أربع مسائل ينبغي على مناظر متبني الموالد أن يبني عليها مناظرته:

1-هل فعل ذلك أصحاب القرون المفضلة؟

2-هل السلف أحرص على الخير أم من بعدهم؟

3-هل العبادات توقيفية؟

4-هل تقيمون هذه الاحتفالات بقصد العبادة أم لهوا؟


ونقض مذهبهم يكون ببعض هذه المسائل من عدة وجوه [فلتتأمل
فكيف إذا اجتمعن؟

أبو فراس السليماني 11-01-14 07:36 PM

ويستدل أيضا على عدم مشروعية الموالد:


1-أننا لوسلمنا-جدلا-بالإباحة، فإن المباح إذا كان ذريعة إلى محرم- غالبا- صار حراما
[وقدحكي الإجماع على هذا] وواقع الموالد كذلك بإقرار بعض متبنيه
[انظر-مثلا-الأجوبة المرضية3/1120].

2-أن موالد الأنبياء وغيرهم من شعار غير المسلمين والمبتدعة بل هو مأخوذ عنهم أصالة.


3-لا يمكن الجزم بأنه في الثاني عشر من ربيع الأول؛
فهناك من قال بأنه في الثاني منه،
وقيل: في الثامن،
بل قال بعضهم: كان في رمضان، وقيل غير ذلك.


وبعض هذه الأقوال لا تقل قوة عن القول الذي عليه عمل أصحاب الموالد،
فمنها ماجزم به كبار المؤرخين،
بل أشير في طائفة منها إلى اتفاق المؤرخين،
ومنها ما استدل له باستصحاب حال الاتفاق،
واستدل بعض المتأخرين بالحساب
وقد قال الشافعي وغيره: حكاية الحال إذا تطرقت إليه الاحتمالات سقط به الاستدلال.


وإذا تأملت هذا مع استحضار نص طائفة من مجوزي الموالد أنه ينبغي تحري يوم المولد بعينه،
وأن نقله إلى غيره (فيه ما فيه) [ظ:حاوي الفتاوي1 /196]؛
تبين لك سقوط مشروعية الموالد من الناحية التاريخية من غير وجه.


4-أن يقال لهم ماتعريف البدعة عندكم؟

فمهما أتوا بتعريف علمي فالموالد ليست خارجة عن حقيقته.


5-أن حرص كثير منهم على الاستدلال بأدلة ضعيفة دون اعتمادهم على أصل آخر يدل على مقدمتين:

أ/ تسليمهم بأن الأصل في هذا الباب التوقيف.

ب/ لو كان لديهم أدلة صحيحة واضحة لبادروا بإظهارها،
ولما احتاجوا إلى تلك الأدلة الضعيفة أو الاستنباطات الغريبة البعيدة.


6-نص جماعة من المؤرخين[نسبه السهيلي وابن كثير وابن حجر للجمهور]
بأن وفاته في12ربيع الأول،

فلودعا مبتدع إلى جعل هذا يوم حزن لكانت شبهته أقوى من شبهة المحتفلين بذلك اليوم من جهتين:

أ/أن الأحزان غلابة للأفراح
[فلو توفي والد أحد الزوجين في ليلة عرسهما لعدّ احتفالهم تلك الليلة ضربا من الجنون]

ب/أن عظم خطب يوم وفاته إنمايقابله-في العِظَم-يوم بعثته لا يوم ولادته.

zad




شهد الشام 11-01-14 08:50 PM

هذا تسجيل صوتي لرسالة بعنوان :
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي

للشيخ العلامة
صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله -

مدة التسجيل الصوتي :
ثمان وعشرون دقيقة .

تحميل :
MP3 ( الحجم 13.2 مب ) .
AMR ( الحجم 2.6 مب ) .
DOC ( الحجم 43 كب ) .

الرابط في مدونة أخ فاضل :
http://shaydzmi.wordpress.com/2012/0...wled-alfawzan/





شهد الشام 11-01-14 08:51 PM

حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
للشيخ صالح الفوزان حفظه الله


(الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر باتباع ما شرعه الله ورسوله، والنهي عن الابتداع في الدين، قال تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم
ذنوبكم } ]آل عمران: 31[، وقال - تعالى -: { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } ]الأعراف: 3[، وقال - تعالى -: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } ]الأنعام: 153[، وقال (: { إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها } ، وقال (: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ، وفي رواية لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } .

وإن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول؛ وهم في هذا الاحتفال على أنواع:
• فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد، أو تُقدَّم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة.
• ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.
• ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت.
• ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول ( وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك،
وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة؛ فأول من أحدثه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما.
• وقال أبو شامة: وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.
• قال الحافظ ابن كثير في "البداية" (13/137) في ترجمة أبي سعيد كوكبوري: (وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً... إلى أن قال: قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى... إلى أن قال: ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم) اهـ.
• وقال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" (3/274): فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم...
إلى أن قال: فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان... إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. اهـ.
فهذا مبدأ حدوث الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخراً ومقترناً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات، وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.
والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع، وأن لا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه.

هذا؛ وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي:
1 – دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي (.
◄ والجواب عن ذلك أن نقول: إنما تعظيمه ( بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته (، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم؛ لأنه معصية. وأشد الناس تعظيماً للنبي ( هم الصحابة – رضي الله عنهم -، كما قال عروة بن مسعود لقريش: (يا قوم! والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك، فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً (، والله ما يمدون النظر إليه تعظيماً له)، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعاً
ما تركوه.
2 – الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان.
◄ والجواب عن ذلك أن نقول: الحجة بما ثبت عن الرسول (. والثابت عن الرسول ( النهي عن البدع عموماً، وهذا منها. وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة، وإن كثروا: { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ]الأنعام: 116[، مع أنه لا يزال - بحمد الله - في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق.
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"، والإمام الشاطبي في "الاعتصام"، وابن الحاج في "المدخل"، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألَّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان"، والسيد محمد رشيد رضا ألَّف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.
3 - يقولون: إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي (.
◄ والجواب عن ذلك أن نقول: إحياء ذكر النبي ( يكون بما شرعه الله من ذكره في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به؛ وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائماً، لا في السنة مرة.
4 -قد يقولون: الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله!
◄ والجواب عن ذلك أن نقول: البدعة لا تُقبل من أي أحد كان، وحسْن القصد لا يسوِّغ العمل السيئ، وكونه عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته.
5 - قولهم: إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم!
◄ ويجاب عن ذلك بأن يقال: ليس في البدع شيء حسن؛ فقد قال (: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ،ويقال أيضاً: لماذا تأخر القيام بهذا الشكر - على زعمكم- إلى آخر القرن السادس، فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهم أشد محبة للنبي ( وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر؛ فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله – عز وجل –؟ حاشا وكلاَّ.
6 – قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده ( ينبئ عن محبته؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته ( مشروع!
◄ والجواب أن نقول: لا شك أن محبته ( واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه؛ فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل: لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع فمحبته ( تقتضي إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة، قال - تعالى -: { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ]البقرة: 112[، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
وخلاصة القول: أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها،
ولا يغتر بمن يروِّج هذه البدعة ويدافع عنها؛ فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه
فلا يجوز تقليده والاقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً؛ فالحق لا يُعْرف بالرجال،
وإنما يُعْرف الرجال بالحق.
قال (: { فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة } ، فبين لنا (في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله (، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله – تعالى -: { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ]النساء: 59[.
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والرد إلى الرسول ( هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته؛ فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على
مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي؟
فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.

هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.

شهد الشام 11-01-14 08:58 PM

1 مرفق
جزى الله خيرا مصمم هذه البطاقة

شهد الشام 11-01-14 08:59 PM

[مطوية]
للتحميل المباشر بعنوان :
حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من الموالد
لسماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
http://www.ajurry.com/vb/attachment....0&d=1389357045
.....
http://www.ajurry.com/vb/attachment....9&d=1389357045
....
http://www.ajurry.com/vb/attachment....2&d=1389361207

لتحميل المطوية
http://ajurry.ws/sohaib/Photos/download_pdf.png


أبو فراس السليماني 11-01-14 09:03 PM

بارك الله فيكم

أبو معاذ السلفي 12-01-14 01:26 AM

جزاكم الله خيرا.

ومن باب الفائدة اضع الرابط التالي والذي يحتوي على عدة رسائل واشرطة في التحذير من بدعة الاحتفال بالمولد:

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=168577


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "