شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الرد على شبهة [ تكفير إبن تيمية لنبي الله شعيب ] (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=125486)

تقي الدين السني 27-04-11 08:23 PM

الرد على شبهة [ تكفير إبن تيمية لنبي الله شعيب ]
 
سعى الرافضة في الطعن في شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى , وقال الرافضي أنهُ يطعن في النبي شعيب عليه السلام , وهذا التأويلُ فاسد فلو نظر الناظرُ إلي تفاسيرهم وكتبهم لعرف أنهم أولى الناس طعناً بالأنبياء , ولا يعرفون تأويل النصوص إلا بما تقتضيهِ أنفسهم المريضة , فلله العجب ما حالُ القومِ في هذه المسائل إلا الضلال وتعسوا أينما حالوا , وإليكم ما قال الرافضي في زعمهِ طعن شيخ الإسلام بنبي الله شعيب عليه السلام , وبعدها بحول الله تعالى سنردُ القول .

##########<<<#

قال شيخ الإسلام : [ وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط،وهي ملة الكفر = فهذا فيه نزاع مشهور ،وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي،وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك ،وأما العقل ففيه نزاع،والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك....وأما تحقيق القول فيه فالله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان من خيار قومه ...ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به , وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف ؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول ] . ولهُ كلام طويل وعلنا نوردُ الوثائق .

ويقع الإشكال هنا :

1- هل نصَ أحدٌ من السلف والتابعين أن شعيباً عيه السلام .
لم يكن على ملة قومهِ قبل البعثة , هل ثبت هذا عند السلف .

2- وهل كونُ شعيب عليه السلام قبل البعثة على ملة القوم .
ممتنع عقلاً , أو نقلاً إن كان كذلك فما الدليل على هذا القــــول .

وهي من الآيات التي أشكلت في التفسير عند أهل العلم , لكن المحكم عندي وفق ما أعلم في هذه المسألة ، أن الكفر إن كان المراد به خلو الفؤاد عن الإيمان ، والجهل بالله تبارك وتعالى ، أي كفر الجهل ، فلا شيء في الشرع أو العقل يمنع من كون الرسل يثبت لهم ذلك قبل النبوة .. بل ظواهر الشرع تساعد عليه .. ومن التشنيع الذي أطلق على شيخ الإسلام إبن تيمية الزعم بأنهُ لم يقل بعصمة الأنبياء وهذا القولُ باطل وهذه الآيات من المشكلات في فهمها عند كثير من أهل العلم , ولا يعني أن إبن تيمية رحمه الله تعالى قال بكفر نبي الله شعيب ولا يقولُ بهذا عاقل أو بشر والله المستعان , بل لا يصح الخبرُ يقيناً لأنتفاء القرآئن على زعم الرافضة بإعتقاد إبن تيمية كفر نبي الله شعيباً .

ويعلم الله محبتنا لشيخ الإسلام إبن تيمية , ولا نقولُ بعصمةِ بشر .
ولكنهُ إمامُ الأئمة وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى , ولا قرينة على طعنهِ به, بل نقل الإختلاف في هذه المسألة عند أهل العلم , ولم يثبت لهُ في كتبهِ بقولهِ أن نبي الله شعيب كان على الإعتقاد الذي كان عليهِ قومهُ وهذا القول باطل لا خلاف فيه والإشكال في عصمة الأنبياء قبل أو بعد البعثة , وهذا دار كثيراً بين أهل العلم وأصل فيه ولن أتطره لهُ لأختصار الموضوع والله المستعان , قال شيخ الإسلام في كتاب " آيات أشكلت على العلماء " ما نصهُ : [ قلت المقصود بما ذكر خلاف الناس في الأصل ، واما تحقيق القول فيه: فالله سبحانه / إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه ، كما قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، وقال ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ] .

ثم قال رحمه الله : [ بل قد يبعث النبي من أهل بيت ذي نسب طاهر ، كما قال هرقل لأبي سفيان كيف نسبه فقال قوم : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على دين قومه، ولم يأكل ذبائحهم .وهذا هو المنقول عن أحمد بن حنبل، قال : " من زعم أنه كان على دين قومه فهو قول سوء ، أليس كان لا يأكل مما ذبح على النصب ولعل أحمد قال أليس كان لا يعبد الأصنام ؟ فغلط الناقل عنه ، فإن هذا قد جاء في الأثار أنه كان لا يعبد الأصنام واما كونه كان لا يأكل من ذبائحهم فهذا لا يعلم أنه جاء به أثر ، واحمد من أعلم بالاثار ، فكيف يطلق قولاً عن المنقولات لم يرد به نقل ؟

ولكن هذا قد يشتبه بهذا، وشرك حرمة من حين أرسل ، وأما تحريم ما ذبح على النصب فإنما ذكر في سورة المائدة وقد ذكر في السورة المكية كالأنعام والنحل تحريم ما أهل به لغير الله وقال السدي : أقام على دين قومه أربعين سنة قال ورسول الله صلى الله عليه وسلملم يعبد صنماً قط ولكنه أكل ذبائحهم وهذا هو المنقول عن أحمد قال من زعم أنه كان على دين قومه فهو قول سوء أليس كان لا ياكل مما ذبح على النصب ) إنتهى كلام ابن تيمية والحاصل: كان على دين قومه ولكنه لم يشرك ولم يفعل الكبائر ولا ولا ] .

هذا إن إصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

وكتبهُ /

تقي الدين السني

تقي الدين السني 27-04-11 08:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وقع الإشكال في لفظ [ لتعودنا في ملتنا ] , قال في كتاب " آيات أشكلت على العلماء " صفحة 167 : [ ليس المراد عودهم إلي الكفر , فإن الأنبياء لم يكونوا كفاراً , قال إبن عطية ( ثقة ) , العودُ أبداً إنما هو إلي حالة , قد كانت والرسلُ ما كانوا قط في ملة الكفر , أو لتعودن إلي سكوتكم عنا , { كما كنتم قبل الرسالة } , كونكم أغفالاً قال : وذلك عند الكفار كونهم في ملتهم ] . وقال [ وصاحبُ هذا القول أقر بالرجوعِ إلي المعروف , ولكن جعلهُ عوداً , إلي ترك الامر والنهي ودعوتهم إلي الإيمان كما كانوا قبل أن يرسلوا , وجعلوا هذا عودا في ملتهم عند أولئك الكفار وهذا يرد عليه في أمران :

قال المحقق وفي (د) : [ إلي ملتهم ] .

وأخدهما , أن هذا العود يكون للرسل خاصة فهم الذين امروا ونهوا ودعوا إلي إتباعهم .
وقال إبن عطية " أو لتعودن في ملتنا [ لتصيرن ] " .
وقال أبو الفرج (( أو لتعودن في ملتنا يعني : ديننا , وهو الشرك فإن قيل كيف قالوا : (( أو لتعودن )) وشعيب لم يكن في كفرٍ قط , فعنهُ جوابان .

أحدهما أنهم لما جمعوا في الخطاب معه من كان كافراً , ثم آمن خاطبوا شعيباً بخطاب أتباعهِ , وغلبوا لفظهم , على لفظه لكثرتهم وإنفرادهِ ...

أما الأخر : لتصيرن إلي ملتنا , فوقع القول على معنى الإبتداء , كما يقال : عاد علي من فلان مكروه , أي لقد لحقني منهُ ذلك , وإن لم يكن سبق منهُ مكروه , قال الشاعر :

فإن تكُ الأيام أحسن مرة *** إلي فلقد عادت لهن ذنوب .

قال إبن الجوزي في زاد المسير [ وقد شرحنا هذا في سورة البقرة في قولهِ " وإلي الله ترجع الامور " قال وقد ذكر معنى هذين الجوابين الزجاج وإبن الأنباري ] ولطلبة العلم في ملتقى أهل الحديث تحقيقاً فقول الأنباري ليس بذلك كما قالوا حسبما أذكر , ولم يذكر في آية إبراهيم شيئاً , والجواب الأول مع ضعفهِ لا يأتي في سورة إبراهيم .

وقيل أراد بهِ قوم شعيب , لأنهم كانوا كفاراً فأمنوا فأجاب شعيب عنهم (( معالم التنزيل والكشف والبيان للثعلبي )) ولم يذكر هذه التأويلات في سورة إبراهيم بل فسرها بمقتضى اللفظ , إلا أن ترجعوا أو [ حتى ترجعوا ] إلي ديننا .

قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى في التعليق في كتابهِ " أيات إشتشكلت على العلماء [ هؤلاء فسروا الملة بالكفر كما هو مدلول اللفظ , ولم يذكروا ما قالهُ إبن عطية , وإبن عطية فسرهُ بالعودة إلي الحال التي كانوا عليها , (( والعود إنما هو إلي حال قد كانت )) , ولم يسوغ أن يكون بمعنى الإبتداء , وبما يشهد لما قال إبن الجوزي في البيت المتقدم , قولُ لبيد :

وما المرء إلا كالشهاب وضوئهُ *** يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

أراد يصير ردمادا , لأنهُ كان رمادا , ومثله قول أمية بن الصلت :

تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيباً بماء فعاد بعود أبوالا ] . إنتهى الكلام .

يتبع بحول الله تعالى , وإن كان هناك خطأ فذكرونا فأنا أتكلمُ من ذاكرتي

تقي الدين السني 27-04-11 08:24 PM

وقد وجدتُ دراسة طيبة للفظ هنا .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227771

والله أعلم بالصواب

وقد وجدتُ دراسة طيبة للفظ هنا .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227771

والله أعلم بالصواب

تقي الدين السني 27-04-11 08:24 PM

قال شيخ الإسلام إبن تيمية [ وكثير من أهل السنة يقولون أن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة , كما قال ذلك : إبن الزجاج والأنباري , وإبن عطية وإبن الجوزي والبغوي في تفسيرهِ .

قال البغوي (( وأهل الأصول على أن الأنبياء كانوا مؤمنين قبل الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله قبل الوحي على دين إبراهيم ولم تبين لهُ شرائعُ دينهِ )) , قلتُ وقولهُ هذا يناقض ما ذكرهُ في قولهِ " ووجدك ضالاً فهدى " : قال ومعنى الآية " وجدك ضالاً عما أنت عليه اليوم فهداك لتوحيد النبوة " . [ فجعل التوحيد مما كان ضالاً عنهُ فهداهُ إليه ] , وأيضاً قولهُ تعالى : " ما كُنتَ تدري ما الكتاب ولا الإيمان " يناقضُ هذا .

وقد روي عن الإمام أحمد بن حنبل , أنهُ قال : (( من قال [ إنهُ ] كان النبي صلى الله عليه وسلم على دينِ قومهِ فهو قولُ سوء )) أخرجهُ الخلال في كتاب السنة وللزيادة إنظر تفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام إبن تيمية في المكتبة الوقفية .

[ قلت ] وقد سقط وقد روى بن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي بكر وهو تصحيف وعبد الله بن أبي بكر ثقة فاضل , عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم , عن عمهِ نافع بن جبير بن مطعم , عن أبيه جبير بن مطعم , قال : (( رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على دين قومهِ , وهو واقف على بعير لهُ بعرفات بين قومهِ يدفع مع الناس توفيقاً , من الله لهُ )) وقد رواهُ أحمد من طريق إبن إسحاق بهِ ورواهُ أيضاً من طريق سفيان عن أبيهِ , ولم يقل على دين قومهِ .

والمقصود : أن النزاع في وقوع الذنوب منهم قبل النبوة ليس هو قول المعتزلة فقط بل هو أيضاً أصحاب الحديث , وأهل السنة , قال أبو بكر الخطيب : (( وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق أنهُ لا تمتنع , بعثة كافر أو من كان مصيباً بالكبائر , قبل بعثتهِ قال : ولا شيء يمنع من ذلك على ما نبين القول فيه )) . والحديث في ذلك يطول وإختصرتُ الأقوال وللزيادة إنظر " أيات أشكلت على العلماء " تحقيق عبد العزيز بن محمد الخليفة والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب .

تقي الدين السني 27-04-11 08:24 PM

إن مسألة العصمة قبل البعثة من المسائل التي إختلف فيها , فذهبت الرافضة وأضرابهم إلي القول بعصمتهم نقلاً وعقلاً قبل وبعد البعثة , وهذا لا يجانب الصواب في شيء لأن الأنبياء عليهم السلام رسل الله تبارك وتعالى في الأرض , وإن الأنبياء كما ثبت في الدليل عند أهل العلم " عصموا في التبليغ " ويبقى الخلاف في قبل البعثة .

وفي شرح المختصر لإبن حاجب : " ( مسألة ) : الأكثر على أنه لا يمتنع عقلا على الأنبياء - عليهم السلام - معصية , وخالف الروافض . وخالف المعتزلة إلا في الصغائر . ومعتمدهم التقبيح العقلي , والإجماع على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام ; لدلالة المعجزة على الصدق , وجوزه القاضي غلطا ، وقال : دلت على الصدق اعتقادا . وأما غيره من المعاصي ، فالإجماع على عصمتهم من الكبائر ، وصغائر الخسة . والأكثر على جواز غيرهما " وقال في الحاشية : "

المسألة الأولى : في بيان [ أن ] الأنبياء - عليهم السلام - هل هم معصومون أم لا ؟

وهذه المسألة كالمقدمة للمسائل الأخر . وذلك لأن السنة لما كانت منقسمة إلى الأفعال والأقوال والتقارير ، وجب أن يبحث أولا عن الأفعال والأقوال في أنها هل تكون [ حقة ] يجب علينا التأسي بها أم لا ؟ وذلك إنما يتحقق بعد بيان عصمتهم .

فنقول : ذهب أكثر الأصوليين إلى أنه لا يمتنع عقلا أن يصدر ، قبل البعثة ، من الأنبياء - عليهم السلام - صغيرة كانت أو كبيرة .

وخالفهم الروافض مطلقا ، أي لا يجوز أن يصدر عنهم ، قبل البعثة ، معصية ، صغيرة كانت أو كبيرة .

وخالفهم المعتزلة إلا في الصغائر ، أي لا يجوز أن يصدر عنهم الكبائر ، ويجوز أن يصدر عنهم ، قبل البعثة ، الصغائر .

ومعتمد الفريقين : التقبيح العقلي ; لأن إرسال من لم يكن معصوما من الكبائر - كما هو عند المعتزلة - ومن الكبائر والصغائر - كما [ ص: 479 ] هو عند الروافض - يوجب التنفير عنه ، وهو مناف لمقتضى الحكمة ، فيكون قبيحا عقلا . وأما بعد البعثة والرسالة فالإجماع منعقد على عصمتهم من تعمد الكذب في الأحكام وما يتعلق بها ; لأن المعجزة دلت على صدقهم فيها . فلو جاز كذبهم فيها لبطل دلالة المعجزة .

واختلفوا في جواز صدور الكذب منهم غلطا ، فجوزه القاضي ، وقال : دلالة المعجزة على صدقهم فيما صدر عنهم قصدا واعتقادا . وما صدر عنهم غلطا فالمعجزة لا تدل على صدقهم فيه .

وأما غير الكذب من المعاصي ، فالإجماع منعقد على عصمتهم من الكبائر مطلقا ، والصغائر الدالة على خسة فاعله ونقص مروءته ، كسرقة كسرة .

وأما غير الكبائر والصغائر الخسيسة فالأكثر على جواز صدورها منهم " , وقد أجمع المسلمون على عصمة ما كان من النبي في تبليغ الرسالة فلا يحتمل أن يقع منهُ الخطأ في تبليغ الرسالة وخصوصاً سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم , قال الشيخ العلامة إبن باز رحمه الله تعالى : " قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ( فتاوى ابن باز ج6/371 ) : " قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى . والله أعلم .

وهذا ما قالهُ شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى في عصمة الأنبياء في التبليغ فقال في مجموع الفتاوي (18/7) : " فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " . وهذا لا يختلف فيه أحد ولا بشر وقد تقدم الكلام في ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى : ج4 / 319 ) : " إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى . وقد تقدم بيان مسألة " ملتهم " أي غلبة أصحاب شعيب عليهِ فقدموهم في الكلام ولا يعني بالضرورة رمي شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى نبي الله شعيب بالكفر والعياذ بالله فهذا كلامهُ في مجموع الفتاوي والمسألة في عصمة الأنبياء قد بينها اهل العلم وخاضوا فيها , ولو نظر القومُ إلي تحقيق كتاب " أيات أشكلت " لكان في ذلك خير وما كانوا طرحوا هذه السخافات في محاولة الطعن في شيخ الإسلام إبن تيمية .

وأما الدليل على وقوع الصغائر من الأنبياء .

وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم ، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها ، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها .

والدليل على ‏وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها :‏‏ - قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / ‏‏121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى ‏الله منها .‏

‏ - قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت ‏نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف ‏بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .

- قوله تعالى : ‏" فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ‏‏ص / 23،24 ، وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم ‏الثاني .

وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ‏ذكرت في القرآن ، منها :

- قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي ‏مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم - .

- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر :

فقد روى مسلم في صحيحه ( 4588 ) " قال ابن عباس : فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما - : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟! " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69 ، فأحل الله الغنيمة لهم .

ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه ، ولم يكن عنده صلى الله عليه وسلم فيه من الله تعالى نص .

- قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ، وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها .

قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى : ج4 / 320 ) :

" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم ( أي الأنبياء ) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى .

وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة ‏الدالة على هذا و يحرفونها . والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان :

الأولى : أن الله تعالى أمر ‏باتباع الرسل والتأسي بهم ، والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلاً ‏للاتباع ، وأن كل فعل ، أو اعتقاد منهم طاعة ، ولو جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية ‏لحصل التناقض ، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول ‏الأمر باتباعها وفعلها ، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به ، والنهي عن موافقتها ، من ‏حيث كونها معصية .‏

‏وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط ‏بالطاعة ، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة ، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير ‏تأخير .‏

الثانية : أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص . وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة ، فإن التوبة ‏تغفر الذنب ، ولا تنافي الكمال ، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن العبد في كثير من ‏الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون ‏على ذنب ، ولا يؤخرون توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم ‏قبلها .‏ إنتهى كلام الشيخ محمد المنجد حفظه الله تعالى , في ذلك عصمة الأنبياء في التبليغ والكبائر وينتفي ذلك عن شيخ الإسلام إبن تييمة طعنهُ في نبي الله شعيب عليه السلام . والله أعلم .

تقي الدين السني 27-04-11 08:26 PM

الهدوء ما أنا إلا طويلب علم ويعلم الله ما أنا لأقارن باحد من أهل السنة , فالنصوص العلمية يجب أن تنزل منزل الحق , ولا يجب أن يفهم الحقُ باطلاً و أن يتبع الباطل فيتمسكَ بهِ دون الحق , العقيدة واضحة ولا يختلف في الإعتقاد أحد وقد خالفتم المسلمين في مسألةِ " عصمة الأنبياء " ولكن الأمر لا يكونُ بهذه الطريقة فعلى الباحث عن الحق فهم النصوص والرجوع إليها , وقد ثبت في الأحاديث أن من ذرية إبراهيم عليه السلام " ظالم " إنظر تفسير الحافظ إبن كثير رحمه الله تعالى .

ومعنى الآية على هذه القراءة: لا ينال عهدُ الله بالإمامة ظالمًا، أي: ليس لظالم أن يتولى إمامة المسلمين . ومجيء الآية على هذا التركيب يفيد معنى مهمًا، وهو أن الظالمين ولو اتخذوا الأسباب التي توصلهم إلى نيل العهد، فإن عهد الله وميثاقه يأبى بنفسه أن يذهب لظالم، أو يكون له؛ لأن الأخذ بعهد الله شرف، وهذا الشرف لا ينال الظالمين .


والآية الكريمة وإن كانت واردة بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر، حيث إنها تخبر أن عهد الله لا يناله ظالم، إلا أن المقصود بهذا الإخبار الأمر، هو أمر الله عباده، أن لا يولوا أمور الدين والدنيا ظالمًا. والذي يُرجح أن يكون المقصود بالآية الأمر لا الإخبار، أن أخباره تعالى لا يجوز أن تقع على خلاف ما أخبر سبحانه، وقد علمنا يقينًا، أنه قد نال عهده من الإمامة وغيرها كثيرًا من الظالمين , أما عهد الله فهو النبوة وهذا أمرٌ أخر خارج عن نطاق المبحث الذي نتكلم فيهِ , هل تعتقدون بلفظ " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " إن قلت نعم فقد أسقطت دينكم عن بكرةِ أبيهِ أيها المحاور المحترم .

أما الذنوب تنافي الكمال , فهذا لا خلاف فيهِ لأنهُ ما من بشر لا يخطئ وقد أشرنا إلي أن الأنبياء عصموا في التبليغ ومن الكبائر وهذا ينفي الشبهة عن شيخ الإسلام إن تيمية رحمه الله تعالى , وليس في الأمر إختلاف وأن الامر ثابت من حيث وقوع الصغائر من الأنبياء , وقد قلنا في النقطة الثانية : الثانية : أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص . وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة ، فإن التوبة ‏تغفر الذنب ، ولا تنافي الكمال ، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن العبد في كثير من ‏الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون ‏على ذنب ، ولا يؤخرون توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم ‏قبلها , ثم إعلم أن الخطأ قد يقع ن الأنبياء عليهم السلام في الدنيا من دون قصد وهذا لا يختلف فيهِ احد إنظر معي فإن العصمة للأنبياء كما أشرنا في كلامنا في أمرين لا ثالث لهما وكان الكلام والمبحث حول ما قاله شيخ الإسلام إبن تيمية في تفسير آيات أشكلت.

فقد روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي ، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3-4 , أما القول في النقص والكمال فالكمال لله تبارك وتعالى , والكمال هو عدم وقوع الخطأ , والذنوب من الأخطاء ولكن كان الأنبياء عليهم السلام يسارعون للتوبة وقد ثبت عليهم الخطأ الصغير , ولكن إنتفت عنهم الكبائر كما أشرنا .

الكمالُ لله وحدهُ , وكان النبي صلى الله عليه وسلم خير الرسل ونبيُ الهدى حبيب الله جل في علاه فداه أنفسنا ومالنا وأهلنا والناس أجمعين , أيضاً يخالف مسألة عصمتهم من الخطأ فقال تعالى [ إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي ] والأنبياء بشر , والملائكة خلقت من النور , ومن طبع البشر الخطأ ولكن عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة والكبائر لا يختلف فيه , والقول بتناقض الكمال والذنب فهذا فاسد لا يصلح . والله أعلم

منهاج التوحيد 27-04-11 09:48 PM

بارك الله فيك أخي الفاضل تقي الدين وأحسن إليك

تقي الدين السني 28-04-11 05:43 PM

وفيك بارك الله تعالى وجزاك كل خير . :)

مــحــمــد 28-04-11 05:46 PM




بارك الله فيك اخي الكريـم ...

تقي الدين السني 28-04-11 05:48 PM

وفيكم بارك الله ونفع .


الساعة الآن 01:43 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "