سلسلة:: سير اعلام الشهداء في بلاد الشام || متجدد إن شاء الله
سلسلة:: سير اعلام الشهداء في بلاد الشام || متجدد ان شاء الله ||
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية تقــــدمـ السلسلة العطرة سير أعلام الشهداء في بلاد الشام -الحلقة الثالثة- محمد قدور (أبو أنس الجزائري) -تقبله الله- هذه أحوال الرجال, صدقوا الله فصدقهم, وقرّ في قلوبهم الإيمان فجادوا بالغالي والرخيص في سبيل نصرة هذا الدين. رجال لم تلههم الدنيا وزخرفها عن العمل للآخرة, رخصت الدنيا في موازينهم فلم تساوِ عندهم شيئًا، علت هممهم فطاولت النجوم بعلوها، وناطحت الجبال بشدّتها، وبارزت البحار باتساعها وغزارتها, فباعوا نفوسهم لله فنعم البيع كان، شعارهم: اللهم استخدمنا في نصرة هذا الدين، اللهم ارفع الضيم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وارزقنا إحدى الحسنيين، نصرًا أو شهادة، فاستجاب لهم ربهم إنه كان بهم خبيرًا. ومن هؤلاء الرجال الشهيد كما نحسبه ولا نزكيه على الله (أبو أنس الجزائري محمد قدور) أحد أبطال معركة نهر البارد الخالدة. وهذه أسطر من سيرته نتعرف فيها على حبيبنا البطل الشهيد: اسمه محمد قدور, ولد في أوائل السبعينيات بالجزائر العاصمة (بالقصبة) ونشأ في دائرة بوربه بلدية باش جراح، في عائلة فقيرة متواضعة، نشأ كنشأة شباب الحي إلا إنه كان يتميز عنهم بأشياء كثيرة منها أنه كان محبوبًا في عائلته وجيرانه وحيه رغم بعده عن الإسلام والالتزام به. لم ينجح في دراسته وتوقف عنها في المرحلة المتوسطة, ودخل ميدان العمل والتجارة لمساعدة نفسه وأهله, وكان يتاجر في الدرّاجات النارية, ويهوى ركوبها. وعُرف بحبه للهجرة إلى أوروبا, وكان شجاعًا قويًّا ذا أخلاق حسنة رغم بعده عن الالتزام, وكان شباب الحي يخافون منه لشجاعته وقوته, إلا أنه كان لا يظلم أحدًا بل كان يدافع عن المظلومين ويحترم الكبار ويضاحك الصغار مما جعل كل الناس في حيه يحترمونه ويحبونه. سافر محمد إلى أسبانيا وجلس فيها سنة يعمل ويعيش لهو أوروبا ودنياها, وبعدها عاد إلى الجزائر تائهًا قلقًا دون عمل ولا زواج وكان عمره قد بلغ الثلاثين, فشاء الله سبحانه أن يهديه إلى الصراط المستقيم فهيأ له من ينصحه من الإخوة الملتزمين في حيه, فاستجاب أبو أنس إلى النصح, فعمد إلى الصلاة والالتزام وتعرف على أصدقاء حيّه في المسجد المسمى بخالد بن الوليد, فبدأ تعلم الدين فازداد خلقًا إلى خلقه المعروف به, وكان شديد الخوف من الله كما نحسبه, وكان زاهدًا عابدًا يتقن عبادته إتقانًا عجيبًا حتى كان الإخوة في المسجد يحبونه لتقواه وخوفه من الله, وكان محترمًا من قبل جميع الناس برهم وفاجرهم, وكان سباقًا للخير لا تحدثه عن شيء يقربه إلى الله إلا تجد فيه المثابرة والمسارعة إلى فعله, وكان حريصًا على دينه ويسأل كثيرًا عن الحلال والحرام, وكانت تعجبه قصص الصحابة وفتوحاتهم, وكان حريصًا على هداية إخوانه ونصحهم وتعليمهم. ومن أخلاقه كذلك أنه كان ينصر من يستنصره, ويعين من يستعين به, يساعد الفقراء ويحبهم, وكان له يوم في الأسبوع يعود فيه المرضى ويجهز لهم بعض الأعشاب الطبية ويأخذها لهم مع بعض الكتب الدعوية وخاصةً حصن المسلم رغم دخله الضعيف. كلما مرت على أبي أنس الأيام ازداد شوقه لربه وأكثر من فعل الخيرات. وفي ذلك الوقت كانت أمريكا رأس الكفر والطغيان والفساد قد غزت العراق وقبله أفغانستان, وكانت المجازر التي ترتكبها أمريكا تؤثر على أبي أنس أشد تأثير, وكانت عيناه تدمعان كلما رأى مشهدًا فيه دماء المسلمين, وسمع نداء أمراء الجهاد إلى النفير وعلماء الإسلام إلى نصرة المسلمين, فعزم أبو أنس على النفير استجابة لنداء الله للجهاد والاستشهاد ونصرة للمستضعفين من المسلمين, فأصبح حديثه كل ساعة عن هذا الأمر, وأصبح حلمه الوحيد وغايته الفريدة وأمنيته الكبيرة الجهاد والاستشهاد. بقي قرابة سنة يبحث هو وإخوانه عن المنسق الذي يوصلهم إلى ساحات الجهاد, وبعد سنة وفق الله أحد إخوانه إلى التعرف على أحد المنسقين وكان اسم زميله نور الدين وهو من نفس الحي (دباش جراح) واتفقت المجموعة على أن تسير إلى العراق بطريقة آمنة, يذهب نور الدين مباشرة إلى سوريا ثم يدخل إلى العراق, ومن هناك ينسق للبقية, وذهب أبو أنس إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة ومن العمرة يلحق بنور الدين, لكنّ قدر الله أن ينقطع الاتصال المتفق عليه وانتظر أبو أنس بعد العمرة ولكن دون جدوى, لكنه لم ييأس وبدأ بالبحث في مكة المكرمة عن منسق لعله يوصله إلى العراق فلم يجد, لقد ابتلاه الله ليعلم صدقه في طلب الجهاد. دخل عليه موسم الحج فأكرمه الله بأداء فريضة الحج وبعدها عاد إلى الجزائر لعله يجد تنسيقًا يوصله إلى حلمه, سأل عن نور الدين فلم يجد أي خبر حتى أهله لا يعرفون عنه أي شيء, وبعد شهرين أصدر المكتب الإعلامي في العراق فيلمًا وفيه صورة الأخ الشهيد نور الدين قتيلًا, نسأل الله أن يكتب له القبول, فحزن أبو أنس حزنًا شديدًا لمقتل صديقه, وحزن لضياع الفرصة منه. واصل بعدها مع مجموعة البحث عن الطريق, فيسر الله له الأمر بعد أن تعرف على أحد طلبة العلم في الجزائر ووعده بإيصاله هو ومن معه إلى العراق وطلب منهم التوجه إلى السعودية ومن هناك يتم التنسيق. تم الأمر وذهب وإلى العمرة, ولكن قدر الله أن لا يثبت أحد من المجموعة إلا محمد وزميل له -قتل أيضًا بعد ذاك في نهر البارد- وكان سبب انخذال المجموعة وعودتهم إلى الجزائر استماعهم إلى أحد طلبة العلم المرجئة عن الجهاد فثبطهم ونصحهم بالعودة إلى الجزائر والله المستعان. ثم تم التنسيق والتحقوا بسوريا وقدر الله للمنسق أن يقع في كمين في حلب ويؤسر, ولكن الإخوة لم يرجعوا بل ثبتوا حتى اتصلوا بمنسق آخر كان عندهم رقم هاتفه فرتب لهم الأمر واستقبلهم ولكن بعد فترة طويلة إلى حد ما, وهذه الفترة كانوا فيها في خطر ومع هذا كله لم يهنوا ولم يضعفوا بل ثبتوا وصبروا, لله درهم وعلى الله أجرهم. التحقوا بأحد مضافات المجاهدين في سوريا وهنالك التقى محمد (أبو أنس) بالمجاهدين, ففرح كثيرًا بهم وأحبهم فخُيّر محمد بين الذهاب إلى العراق أو جبهة جديدة في بلاد الشام في لبنان, فاختار محمد ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالشام) ولفضل الشام في القتال والاستشهاد. دخل أبو أنس إلى لبنان والتحق بفتح الإسلام في نهر البارد, وتدرب على كل الأسلحة الموجودة ودخل دورة تأسيسية, اختير بعدها لدورة الصاعقة وكانت الدورة في كل المجالات الشرعية والأمنية والعسكرية, واستفاد أبو أنس من هذه الدورة كثيرًا, وكان يخدم إخوانه في الموقع, وكان يحب إخوانه المهاجرين كثيرًا, وكان الإخوة المهاجرون يتأسون به في الموقع ويحبون المزاح معه, وكان حازمًا في الحراسة وفي الدوريات الليلية, وكان دائمًا أمير الدورية ليلاً, وكان يعتني بسلاحه وذخيرته جيدًا, وكان محترمًا عند الجميع من الأنصار والمهاجرين من القادة والعناصر. وفي يوم من أيام الرباط في نهر البارد جاء خبر موت أبيه فقابل ذلك بالصبر والاحتساب, واتصل بأهله وصبّرهم ورفع معنوياتهم وذكّرهم بالله وأجر الصبر والاحتساب, أسأل الله أن يجمعه مع أبيه في الجنة. وفي بداية المعركة مع الجيش اللبناني الممزوج بالكفر من نصارى وروافض ودروز ونصيرية وسنة مرتدين -والسنة بريئة منهم- كان محمد من ضمن المجموعة التي اقتحمت في جهة (المحمرة) وابتليت مجموعته ابتلاءً شديدًا, وكان عددهم سبعة حيث سلكوا طريقًا في الاقتحام لم يرصد من قبل ففوجئوا (بدشمة كمين) كان فيها حرس, ووقعوا في كمين قتل فيه أمير المجموعة (أبو الزبير الهيتي الفلسطيني) وقتل كذلك أسد الطائف (أبو الوليد الطائفي), فاستطاعوا هم الخمسة المتبقون أبو أنس وأخ سوري وآخر من جزيرة العرب والبقية استطاعوا قتل من كان في الكمين رغم أن الظلام كان دامسًا, وواصلوا اقتحامهم مع المجموعات الأخرى التي اقتحمت من الجهات الأخرى, فسيطروا بفضل الله على الحاجز, وكانت حصيلة القتل من الجيش اللبناني أربعة وثلاثين جنديًّا وغنموا أسلحة كثيرة وأحرقوا ملالات الجيش, وبقي أبو أنس ثابتًا في الحاجز إلى المساء يمنع تقدم الجيش لسحب قتلاهم, رغم أن الجيش اللبناني أمطر الحاجز بوابل كثيف من قذائف الهاون, وبعد ذلك طُلب من أبي أنس الرجوع إلى الصفوف الخلفية ليكون دعمًا لوجستيًّا للمجموعات الأمامية التي شُكلت للتصدي لتقدم الجيش, وكان ملتزمًا بالأمر الذي وكل إليه, ثم بعد أسبوعين أُمر بالانضمام إلى المجموعة الأمامية التي كانت على المحور, فالتحق بها وبقي أيامًا يناور ويقاتل مع إخوانه في المجموعة حتى أصيب في رجله اليمنى بشظية نقل على أثرها إلى المشفى الذي كان عبارة عن بيوت هرب منها أهلها بسبب المعركة, وعولج رغم قلة العلاج الأدوية والله المستعان, فبقي فترة في البيت (أي المشفى) يعالج المرضى حتى تحسن, ثم انطلق إلى عمل آخر وهو تنظيف الأسلحة التي كانت في المواقع الخلفية واستلم أيضًا سلاح الدوشكا فكان يرمي به من موقع آخر, فكان رحمه الله يسد في أي محور. وفي أحد الأيام قام شهيدنا أبو أنس بنقل الذخيرة من مكان إلى آخر مع أحد الإخوة السوريين فنزلت عليهما قذيفة هاون مئة وعشرون, فأصابتهما فكانت إصابات بليغة وخطيرة حيث أصيب في معظم جسده وأصبحت يده ورجله شبه مبتورة, وأصيب كذلك بشظية كبيرة في صدره وبقي ملقى في مكانه يسبح في دمه ولم يشعر به أحد, وبفضل الله وقدره الحكيم تمكن الأخ السوري الذي كان مع أبي أنس من الانسحاب إلى أحد المواقع التي يتواجد فيها بعض الإخوة رغم إصابته البليغة في قدمه فأخبرهم بالمكان, فسارع الأخ القائد أبو هريرة -تقبله الله- وأحد الإخوة من صغار السن إلى المكان, فاستطاعوا أن يسحبوه من مكانه وهو على قيد الحياة, وعانوا عناءً شديدًا لكثرة نزول القذائف والقصف والدمار الهائل في المباني الذي أعاق مشيهم, فأدخلوه إلى أحد البيوت وقاموا بإسعافه ولكن كانت إصابته كبيرة وبليغة جدًّا وكانت أعضاؤه معلقة فقط, أما هو فكان ثابتًا صابرًا ذاكرًا لله محفزًا لإخوانه فكان مكبرًا ومهللاً ومستغفرًا لم يفتر لسانه عن الذكر. وبقي قرابة ساعتين حتى جاءه ما كان يرجوه من الله وفاضت روحه إلى مولاه, وسطع نور من وجهه, ورحل شهيدنا من الدنيا إلى دار الخلود بإذن الله, وحزن الإخوة لفراقه حزنًا شديدًا, وأخبرنا أحد الإخوة أنه سمعه وهو ساجد يقول اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك ويكررها, وكان ذلك قبل أصابته بساعات قليلة, فنحسب أن الله قد استجاب دعاءه. رحمك لله يا أبا أنس, لقد كنت نعم الأخ شجاعًا قويًّا صابرًا جلدًا حنونًا شفوقًا كريمًا سخيًّا, كل من عرفك أحبك لحسن معشرك ودماثة خُلقك, لقد كنت مهاجرًا مجاهدًا, تركت متاع الدنيا وزينتها وأوروبا وزخرفها وتوجهت إلى ساحات القتال ومعترك الرجال ففزت بشهادة في سبيل الله الكريم المتعال كما نحسبك ولا نزكيك على الله. ودفن أبو أنس مع أحد الإخوة الجزائريين الملقب بأبي أيوب من ولاية (تيارة) ولما دخل الجيش اللبناني بعد المعركة سحب جثته ودفنوه في مقبرة الغرباء في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وترقبوا بإذن الله الحلقة الرابعة من السلسلة العطرة - روابط التحميل - DOC-PDF-FONT Unlimited free file storage and free file hosting sh.rar (2,51 MB) - uploaded.to Netload Serious Filehosting - Netload sh.rar // Load.to Uploadservice Get on Wupload.com sh.rar - Uploaded by shrta.net - BADONGO sh.rar Free Online Storage & File Upload with FileServe sh.rar - download now for free. File sharing. Software file sharing. Free file hosting. File upload. FileFactory.com sh.rar | PutLocker https://hotfile.com/dl/146612958/ab8bfe9/sh.rar.html sh.rar 2shared - download http://www.crocko.com/1E16205DEFC741...DA2307F/sh.rar http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/3PU...9p6kn9zuop.png مؤسسة المأسدة الإعلامية (صوت شبكة شموخ الإسلام) أخوانكم في شبكة شموخ الإسلام شبكة أنصار المجاهدين |
بسم الله الرحمن الرحيم مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية تقــــدمـ السلسلة العطرة http://im28.gulfup.com/2012-04-30/1335763640742.gif سير أعلام الشهداء في بلاد الشام -الحلقة الرابعة- http://im28.gulfup.com/2012-04-30/1335763640851.png درويش خنجر ( تقبله الله ) http://im28.gulfup.com/2012-04-30/1335763640863.jpg همة واهتمام، وشدة وإقدام، وعزيمة لا ترام، وثبات في المعامع، وترفُّع عن الدَّنايا والمطامع، ورباطة جأش عند الهزاهز، وقلب غير هيَّاب ولا عاجز، ذاك هو بطل المجدل: (( درويش خنجر )) الفارس المقدام، والبطل الهمام، والأسد الضرغام؛ مقدام كالسيل، وجدي كالليل، لا يهاب أحدًا إلا الله، ولا يملأ قلبه شيءٌ إلا محبة الباري سبحانه وتعالى، بعيد الهمة لا يرضى من المعالي إلا أعلاها، قد طلَّق الدنيا وأقبل على ضدتها ممتطيًا للعزيمة جوادًا لا يُجارى، وأسرج للبطولة فرسًا لا تُبارى. قد حاز قصب السبق في كل ميدان، فكان بحقٍّ كما اسمه (درويشًا) على أولياء الله (خنجرًا) في خاصرة الباطل وأهله، شديد الوطأة على أعداء الله، وضيفٌ ثقيلُ الظِّلِّ على أنفاس الكفرة وأعوانهم، ترتعد فرائصهم لمجرد ذكر اسمه، وتُنكر قلوبهم حالها عند ورورد طيفه، وتغادرهم السعادة وتقبل عليهم جيوش الهموم، ويفرُّ أحدهم من غمٍّ إلى غمٍّ، وينقلب من خوف إلى خوف، لا يعرفون للراحة معنى، ولا يجدون للهناء طعمًا. ولا يستسيغون لونًا من ألوان السرور، فقد ملأ عليهم أسد المجدل حياتهم نكدًا، وجرَّعهم ألوان الهوان، وأذاقهم من صنوف الأحزان كأسًا مترعة. وتالله ما نبالغ ولا نقول شططًا، وليس من سمع كمن رأى، وليس الخبر كالمعاينة، وليس من غاب كمن حضر، فاسألوا عنه جنود الطواغيت الذين كانوا يرسلون لاعتقاله أو لاغتياله يأتونكم بالخبر اليقين، يُرسَل أحدهم في تلك المهمة وكأنَّه يُرسَل إلى حتفه وذهاب نفسه، ولا يجدون ما يخفِّف عنهم خوفهم وخورهم إلا كتيبة من الرجال الأشدَّاء –بزعمهم-، أمَّا عن الدعم الاستخباراتي فحدِّث ولا حرج، وماذا نقول عن سيل العملاء وباعة الضمائر وأشباه الحمير. كل ذلك من أجل رجلٍ واحدٍ ومعه ثلَّةٌ من رفاقه الأبطال، الذين ما يجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، نعم؛ ولكنها يدٌ من حديد، تضرب الباطل فتخرج من جنبه، وتلطم خدَّ الشرك فتسيل لها الدماء، وتزرع في أفئدة الكافرين هلعًا مقيمًا لا يغادرها حتى تغادر الدنيا. ولعمري إن الحديث ذو شجون ومهما أطلنا النفس فلن نوفي فارسنا حقَّه، فقد كان يحدِّث نفسه بيومٍ مشرقٍ في ربوع العزة وتحت ظلال السيوف، يتنفس هواء المجد، ويأكل من خراج الرماح العوالي، ويشرب بأوعية البأس ماء الفتح المبين، ويسير تحت سماء التمكين، وفوق أرض الفاتحين، وما نرى إلا أن ذلك اليوم قد بات قاب قوسين أو أدنى. وسيشهد التاريخ أن رجلاً من أهل مجدل (خنجر) قد أحيا جيلاً بجهاده، ورسم معالمًا لطريق الحقِّ، وأنار للسالكين دربًا رواه بدمائه الزكيَّة، فلله درُّك يا أيُّها الفارس، فإن كنت قد ترجَّلت فعزاؤنا أنَّك قد وطئت بقدميك جبين الباطل وأهله، وما أغمدت سيفك إلا في رقاب المجرمين، ولتهنك الشهادة -ولا نزكيك على الله- وليهنك ما أصبحت فيه مما أصبح فيه الناس، وعهدًا قطعناه أنَّا لن نقيل ولن نستقيل حتى ترى الدنيا صدق فعالنا، وحتى نملأ سمع الدنيا وبصرها جهادًا على هدي الصالحين، وإن كنت سقيت عدو الله الضالّ (راشد صبري) من كاسات الحتوف ودلاء المنية فما هي عن أمثاله ببعيدة، وتالله لقد أطلَّ عليهم الموت بوجهه القبيح، وأظلَّهم زمان الهوان، وأقبلت أيام ذلَّتهم تسعى على قدم وساق، ولن يروا منَّا إلا جزَّ الرؤوس وضرب الرقاب، وضربًا للجباه وإشعالاً لنار الحرب، ولتعلم الدنيا أنَّ الرحم التي وضعت درويشًا لها أخوات وأخوات، وهي بحمد الله لا زالت تحمل وتضع، ولن تكون بلده (المجدل) إلا شوكةً في عيون الظالمين، وشجًى في حلوق المفسدين. وللحديث بقية -إن شاء الله- عن أبطال (المجدل)، أبطال الرجال وبيض الفعال، أعداء الإحجام وعشاق الإقبال، وأسود المعارك وليوث النزال، والأيام حُبلى بما يسوء ويسرُّ، وإنَّ مع اليوم غدًا. **وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين ~ ~ - روابط التحميل - DOC-PDF-FONT http://ifile.it/4x8her2/darwesh.rar http://180upload.com/z0kf8mnpt1zq http://muchshare.net/2wpjpgeqruhq http://depositfiles.com/files/50u3qgoth http://www.sendspace.com/file/akxdoh http://www.badongo.com/file/26935022 http://www.jumbofiles.com/h5jnhvu929px http://www.mediafire.com/?uaka15f21pkz4vk http://uptobox.com/tm5s40ywz336/darwesh.rar http://uploading.com/files/9973dbfd/darwesh.rar/ http://www.2shared.com/file/g9Z6LIcP/darwesh.html https://hotfile.com/dl/154447310/7ed...rwesh.rar.html مع تحيات إخوانكم في http://dc16.arabsh.com/i/03487/ku9p6kn9zuop.png مؤسسة المأسدة الإعلامية ادعوا لإخوانكم |
بسم الله الرحمن الرحيم مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية تقــــدمـ السلسلة العطرة http://im12.gulfup.com/2012-05-05/1336245212743.gif سير أعلام الشهداء في بلاد الشام -الحلقة الخامسة- http://im12.gulfup.com/2012-05-05/1336245212571.png صدام محمد الحاج ديب ( تقبله الله ) http://im12.gulfup.com/2012-05-05/1336245212642.jpg الحمد لله الذي جعل الشهادة في سبيله طريقًا يسير بنوره المجاهدون، ويهتدي بمناره السائرون، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا، وبعد؛ يقول الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[آل عمران:169]، وقال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}[البقرة:154]. "قليل هم الذين يحملون المبادئ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدِّمون أرواحهم ودماءهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم، فهم قليل من قليل من قليل، ولا يمكن أن يُوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق، وهذا الطريق وحده". ولعلنا في الصفحات القادمة بإذن الله نعيش مع واحدٍ من هؤلاء القليل –نحسبه والله حسيبه-؛ أسدٌ من أسود بلاد الشام، من تنظيم فتح الإسلام، من سكان مدينة طرابلس قلعة المسلمين، الأخ الشهيد -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا- الأسد الضرغام: أبي عبد الله صدام محمد الحاج ديب (تقبله الله) لله درك لـــم تأنـــــس بدنيـــــانا *** ولم تسر خلف طيف الزيف خذلانا ولم تعفِّر جبين العزِّ مبتذلا *** تســـــتـــمطر الــــذلَّ إصـــــــغاءً وإذعــــانا ولد شهيدنا في عام 1981م في مدينة طرابلس بلبنان، وهو من سكان المنكوبين من عائلةٍ مشهودٍ لها بالالتزام، فترعرع فيها ونشأ نشأةً صالحةً، يحبُّ الإسلام وأهله، ملتزمٌ بشعائر الإسلام، محافظٌ على الصلاة في المساجد، خلوقٌ رفيق، درس شهيدنا في جامعة الجنان في طرابلس، وكان مجتهدًا في طلب العلم الشرعي. وفي حرب العراق الثانية انضم شهيدنا إلى مسيرة الجهاد المبارك، وكان منسٍّقًا للجبهة الداخلية للعراق وداعمًا لها (لوجستيًّا)، وفي أحد المهمات التي قام بها شاء الله أن يبتليه بالأسر؛ حيث قام بإحضار أحد الإخوة التونسيين من سورية إلى لبنان، وفي أثناء عبور الحدود وقع اشتباك مع المخابرات السورية أدى إلى مقتل ضابط ورقيب وعنصر من عناصر المخابرات، وقُتل الأخ الشهيد أبو محمد التونسي ووقع هو في الأسر. قبع في فروع المخابرات السورية ثمانية أشهر ذاق فيها أنواعًا وصنوفًا من العذاب، ثم منَّ الله عليه وخرج بوساطةٍ قام فيها والده عند بعض المسئولين اللبنانيين من بينهم (فتحي يكن)، ورجع أبو عبد الله إلى لبنان وهو ثابتٌ على مواصلة الطريق في نصرة الإسلام والمسلمين، وبعد أشهر اتُّهم بدعم أحد العمليات التي كان سيقوم بها إخوة في ألمانيا -في (كولونيا)-في تموز / يوليو 2006م ومن بينهم أخيه يوسف محمد الحاج ديب، الذي أُسر في ألمانيا وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في (دوسلدورف) بغرب ألمانيا بعد إدانته بتهمة محاولة تنفيذ اعتداءات على قطارات بألمانيا، وعلى أثرها أصبح شهيدنا مطلوبًا في عدة دول من بينها لبنان، وأبى أبو عبد الله الاستسلام وبقي مطارَدًا مدةً طويلةً حاملاً سلاحه الفردي. أيلامُ من عَشِقَ الجنان وروحها *** وعلى خُطى الأصحابِ دَومًا سَــــارِ تَرك الزواج تَعجُّلاً للــقاء حُــــــور *** العِـيـــــن تَـــحــــت الظِّــــــلِّ والأشــــجــــار وبعد ظهور جماعة فتح الإسلام في شمال لبنان انضم إلى الجماعة وبايع أميرها أسد الشرق الشيخ أبا حسين شاكر العبسي، وكان من أهم العناصر التي تنشط خارج مخيَّم نهر البارد، وكانت مهمته التجنيد والدعم للجماعة من الخارج، وقد نجا من عدة كمائن نُصبت له من أمن المعلومات ومخابرات الجيش في لبنان، وكان أبو عبد الله يبتغي إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة؛ فكانت الأخرى واصطفاه الله أن يكون شهيدًا في سبيله –نحسبه والله حسيبه-. ففي صباح يوم الأحد الموافق 20/5/2007م حوصر مع مجموعةٍ من الإخوة في شقة في طرابلس بشارع المائتين، وطلُب منهم الاستسلام فأبوا ذلك ودارت رحى معركةٍ قويةٍ بين قوى الإيمان والكفر دامت من الساعة الثالثة فجرًا حتى العصر، وقُتل على أثرها شهيدنا الحبيب وارتقى إلى جنان الخلد -إن شاء الله-، وكانت هذه أمنيته فبلَّغه الله إيَّاها، فرحمك الله يا صدام أيُّها البطل المقدام. هنيئًا لك أبا عبد الله فلَكَم كنت تتمنَّى الشهادة في سبيل الله ولَكَم كنت تشتاقها فأحسبك والله حسيبك قد نلت ما تتمنَّى. هُوَ الفارسُ المقدام في كُلِّ هَيعةٍ *** مُجيب وغايات المنايا مَـــنــــازِله كميٌّ كَريمُ الطَّبـــــع أروع ماجـــــــد *** صَبور وَقــــور لا تُعَدُّ شـــــمــــائــــــله ووالله ما مــــات الشــهيد وإنــــمـــــا *** جهاد العِدى ماضٍ وتلك قوافله ووالله يكفيكم أن تعلموا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ الله خِصَالاً: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مِنْ أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ, ويُرَى مَقْعَده مِنَ الجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حِلْيَةَ الإِيْمَانِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ, وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوقَارِ؛ اليَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنَ الْحُورِ الْعينِ، وَيُشفَّعَ في سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبهِ) [رواه أحمد]. فيا لله ما أجملها مِن خِصال! والله لأنْ أفوز بواحدةٍ مِن هَذهِ الخِصال خَيرٌ لي مِن الدُّنيا بِما فيها. أسال الله العظيم ربِّ العرش الكريم أن َيجمعنا بأخينا الحبيب أبي عبد الله في الفِردوس الأعلى مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا. اللهم أكرم نزله، ووسِّع مدخله، وتقبَّله في الشهداء. اللهم إنَّا نشهد له بالخير شهادةً نلقاك بها فتقبَّل شهادتنا. اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب،ونقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله بالماء والثلج والبرَد.اللهم اجعله مع الصدِّيقين والشهداء والصالحين وألحقنا بهم يا ربَّ العالمين. اللهم تقبله شهيدًا..اللهم تقبله شهيدًا.. اللهم تقبله شهيدًا. ~وترقبوا بإذن الله الحلقة السادسة من السلسلة العطرة~ - روابط التحميل - DOC-PDF-FONT http://ifile.it/8b9l7i6/sadam.rar http://muchshare.net/t8zyv0csp4vf http://180upload.com/5yp0ucw0ub8q http://depositfiles.com/files/eqilc67uh http://www.sendspace.com/file/0syp1t http://www.badongo.com/file/26945740 http://uptobox.com/x8co6ypq8w8j/sadam.rar http://www.mediafire.com/?4do5yk3kag29ygk http://uploading.com/files/b4d7m6d6/sadam.rar http://www.2shared.com/file/fVBxDNj3/sadam.html https://hotfile.com/dl/154557108/f2e0d38/sadam.rar.html مع تحيات إخوانكم في http://dc16.arabsh.com/i/03487/ku9p6kn9zuop.png مؤسسة المأسدة الإعلامية ادعوا لإخوانكم |
يرفع بانتظار الجديد من السلسلة
|
بيض الله وجهك واسال الله أن يتقبلهم في الشهداء وأن لايضيع جهادهم وجهدهم |
[جزاك الله خيرا ونسأل الله ان يبلغنا واياهم منازل الشهداء
|
نسأل الله ان ينصر المجاهدين في سوريا ويمكن لهم
|
جزاك الله خيرا نسأل الله عزوجل ان يتغمدهم جميعا برحمته ويلحقنا بهم بإذن الله . في عليين اللهم امين ..... |
الساعة الآن 07:59 PM. |
Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "