شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   بعد مرور سبع سنوات على احتلال العراق لم تسعفني الكلمات (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=97013)

المهندس احمد السامرائي 21-03-10 04:22 AM

بعد مرور سبع سنوات على احتلال العراق لم تسعفني الكلمات
 
بعد مرور سبع سنوات على احتلال العراق لم تسعفني الكلمات
فقبل هذا العام كان هناك طريقا للمتنفس في مثل هذا اليوم
اما هذا العام فلم نجد هذا المتنفس لانه اختبأ في جحور
ولم اجد الا في الدموع مهربا والصبر انيسا
اليك ياعراق اهدي هذه القصيدة
يا صبر أيوب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد



يا صبر أيوب
(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل..)


قالوا وظلَّ.. ولـم تشعـر بـه الإبـلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتمـلُ..
ومخرزُ المـوتِ فـي جنبيـه ينشتـلُ
حتى أناخ َ ببـابِ الـدار إذ وصلـوا
وعندما أبصروا فيضَ الدمـا جَفلـوا
صبرَ العراق صبورٌ أنـت يـا جمـلُ!
وصبـرَ كـل العراقييـن يـا جمـلُ
***********************
صبرَ العـراق وفـي جَنبيـهِ مِخـرزهُ
يغوصُ حتى شغاف القلـب ينسمـلُ
ما هدموا.. ما استفزوا مـن مَحارمـهِ
ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلـوا
وطوقُهـم حولـهُ.. يمشـي مكابـرةً
ومخرزُ الطـوق فـي أحشائـه يَغِـلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ علـى مَضـضٍ
وجُرحُهُ هـو أيضـاً نـازِفٌ خضـلُ
يا صبر أيوب.. حتـى صبـرُه يصـلُ
إلى حُدودٍ، وهـذا الصبـرُ لا يصـلُ!
يا صبـر أيـوب، لا ثـوبٌ فنخلعُـهُ
إن ضـاق عنـا.. ولا دارٌ فننتـقـلُ
لكنـه وطـنٌ، أدنــى مكـارمـه
يا صبر أيـوب، أنـا فيـه نكتمـلُ
وأنـه غُـرَّةُ الأوطــان أجمعِـهـا
فأين عن غـرة الأوطـان نرتحـلُ؟!
أم أنـهـم أزمـعـوا ألا يُظلّلـنـا
في أرضنا نحـن لا سفـحٌ، ولا جبـلُ
إلا بيـارق أمريـكـا وجحفلُـهـا
وهـل لحـرٍ علـى أمثالهـا قَبَـلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلـت شوامخُهـا
نهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفـلُ!
كانوا ثلاثين جيشـاً، حولهـم مـددٌ
من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهـلُ
جميعهم حول أرضٍ حجـمُ أصغرهِـم
إلا مروءتُهـا.. تنـدى لهـا المُقـلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ.. مـا فعلـتْ
مسعورة ً في ديار النـاس مـا فعلـوا
ما خربت يد أقسـى المجرميـن يـداً
ما خرّبت واستباحت هـذه الـدولُ
هذي التي المثل العليـا علـى فمهـا
وعند كـل امتحـان تبصـقُ المُثُـلُ!
يا صبر أيـوب، مـاذا أنـت فاعلـهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حيـاءٌ، ولا مـاءٌ، ولا سِـمـةٌ
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِـلُ
أبعد هذا الـذي قـد خلفـوه لنـا
هذا الفناءُ.. وهذا الشاخـصُ الجَلَـلُ
هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنـا
صارت زُعافاً، وحتـى ماؤنـا وشِـلُ
هل بعـده غيـر أن نبـري أظافرنـا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَـلُ؟!
يا صبر أيـوب.. إنـا معشـرٌ صُبًُـرُ
نُغضي إلى حد ثـوب الصبـر ينبـزلُ
لكننا حيـن يُستعـدى علـى دمنـا
وحين تُقطـعُ عـن أطفالنـا السبـلُ
نضـجُّ، لا حـي إلا اللهَ يعلـمُ مـا
قد يفعل الغيض فينا حيـن يشتعـلُ!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً
تبقـى بمـرآهُ عيـنُ اللهِ تكتـحـلُ
لم تُشرق الشمـسُ إلا مـن مشارقـه
ولـم تَغِـب عنـه إلا وهـي تبتهـلُ
يا أجملَ الأرضِ.. يا من فـي شواطئـه
تغفـو وتستيقـظ الآبــادُ والأزلُ
يـا حافظـاً لمسـار الأرضِ دورتـه
وآمـراً كفـةَ المـيـزان تعـتـدلُ
مُذ كوّرت شعشعـت فيهـا مسلّتـه
ودار دولابـه، والأحـرُفُ الرسـلُ
حملـن للكـون مسـرى أبجديّـتـه
وعنه كل الذيـن استكبـروا نقلـوا!
يا سيدي.. أنت من يلـوون شِعفتَـه
ويخسأون، فـلا والله، لـن يصلـوا
يضاعفون أسانـا قـدر مـا قـدِروا
وصبرُنا، والأسـى، كـل لـه أجـلُ
والعالمُ اليـومُ، هـذا فـوق خيبتـه
غافٍ، وهـذا إلـى أطماعـه عَجِـلُ
لكنهـم، مـا تمـادوا فـي دنائتهـم
ومـا لهـم جوقـةُ الأقـزامِ تمتثـل
لن يجرحوا منـكِ يـا بغـداد أنمُلـةً
ما دام ثديُك رضاعـوه مـا نَذلـوا!
بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمـو
صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثَكِلـوا
قد يأكلون لفـرط الجـوع أنفسهـم
لكنهم من قدور الغيـر مـا أكلـوا!
شكراً لكل الذيـن استبدلـوا دمنـا
بلقمة الخبز.. شكـراً للـذي بذلـوا
شكراً لإحسانهم.. شكـراً لنخوتهـم
شكراً لما تعبوا.. شكراً لمـا انشغلـوا
شكراً لهم أنهـم بالـزاد مـا بَخَلـوا
لو كان للـزاد أكّالـون يـا جمـلُ!
لكـن أهلـي العراقيـيـن مغلـقـةٌ
أفواههم بدماهم فـرط مـا خُذِلـوا
دماً يمجّون إمّـا استنطقـوا، ودمـاً
إذ يسكتون، بجوف الـروح، ينهمـلُ!
يا سيدي.. أين أنت الآن؟ خذ بيـدي
إنـي إلـى صبـرك الجبـارِ أبتـهـلُ
يا أيهـذا العراقـي الخصيـبُ دمـا
ومـا يـزال يلالـي مـلأه الأمــلُ
قل لـي، ومعـذرةً، مـن أي مبهمـةٍ
أعصابُك الصمُ قُدت أيهـا الرجـلُ؟!
مـا زلـت تؤمـن أن الأرض دائـرةٌ
وأن فيها كرامـاً بعـدُ مـا رحلـوا
لقد نظرت إلى الدنيا، وكـان دمـي
يجري.. وبغدادُ مـلءَ العيـن تشتعـلُ
ما كان إلا دمي يجري.. وأكبـرُ مـا
سمعتُهُ صيحة ً باسمي.. ومـا وصلـوا!
وأنت يا سيدي ما زلـت تومـئ لـي
أن الطريـق بهـذا الجـبِّ يتـصـلُ
إذن فباسمـك أنـت الآن أسألُـهـم
إلـى متـى هـذه الأرحـام تقتتـل؟
إلى متى تتـرعُ الأثـداء فـي وطنـي
قيحاً من الأهـل للأطفـال ينتقـلُ؟
إلى متى يـا بنـي عمـي؟.. وثابتـةٌ
هذي الديارُ.. وما عن أهلهـا بَـدَلُ؟
بلى... لقد وجد الأعـرابُ منتَسَبـاً
وملـةً ملـةً فـي دينهـا دخـلـوا!
وقايضوا أصلهم.. واستبدلـوا دمهـم
وسُوّي الأمر.. لا عتبٌ، ولا زعـلُ!
الحمـد لله.. نحـن الآن فـي شُغُـلٍ
وعندهـم وبنـي أخوالهـم شُغُـلُ!
أنا لنسـأل هـل كانـت مصادفـةً
أن أشرعت بين بيتي أهلنـا الأسَـلُ؟
أم أن بيتـاً تناهـى فــي خيانـتـه
لحدِّ أن صار حتـى الخـوفُ يفتعـلُ؟
وهـا هـو الآن يستعـدي شريكتـه
بألفِ عـذرٍ بلمـح العيـن ترتجـلُ!
أما هنا يا بنـي عمـي، فقـد تعبـت
ممـا تحـن إلـى أعشاشهـا الحَجَـلُ!
لقد غدا كُـلُ صـوت فـي منازلنـا
يبكي إذا لم يجد أهـلاً لهـم يصـلُ!
يا أيهـا العالـم المسعـورُ.. ألـفُ دمٍ
وألفُ طفل ٍ لنا فـي اليـوم ينجـدل
وأنت تُحكِمُ طـوقَ المـوت مبتهجـاً
من حول أعناقهم.. والموت منذهـلُ!
أليس فيـك أبٌ؟.. أمّ ٌ يصيـح بهـا
رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكـي؟ أخٌ وجِـلُ؟
يصيح رعبـاً، فينـزو مـن توجّعـه
هذا الضميرُ الذي أزرى بـه الشلـل؟
يا أيها العالـم المسعـورُ.. نحـن هنـا
بجُرحنـا، وعلـى اسـم الله نحتفـل
لكي نعيـد لهـذي الأرض بهجَتهـا
وأمنَهـا بعدمـا ألـوى بـه هُبـلُ!
وأنت يـا مرفـأ الأوجـاع أجمعهـا
ومعقلَ الصبر حيـن الصبـرُ يُعتقـلُ
لأنـك القلـب ممـا نحـن، والمُقَـلُ
لأن بغيـرك لا زهــوٌ، ولا أمــل
لأنـهـم مــا رأوا إلاّك مسبـعـة
على الطريق إلينـا حيثمـا دخلـوا!
لأنك الفـارع العمـلاقُ يـا رجـلُ
لأن أصدق قول فيـك: يـا رجـلُ!
يقودنـي ألـفُ حـب.. لا مناسبـةٌ
ولا احتفالٌ.. فهـذي كلهـا علـلُ!
لكي أناجيـك يـا أعلـى شوامخهـا
ولن أرددَ مـا قالـوا، ومـا سألـوا
لكن سأستغفر التاريـخَ إن جرحـت
أوجاعُنا فيـه جرحـاً ليـس يندمـل
وسوف أطوي لمـن يأتـون صفحتـه
هـذي، لينشرهـا مستنفـرٌ بـطـلُ
إذا تلاهـا تلاهـا غـيـرَ ناقـصـة
حرفاً... وإذ ذاك يبدو وجهك الجَذِلُ!
يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني
وكلمـا قلتُهـا تغـرورقُ المـقـل!
حتـى أغـصّّ بصوتـي، ثـم تطلقـه
هذي الأبـوة فـي عينيـك والنُبُـلُ!
يا منجمَ العمر.. يـا بدئـي وخاتمتـي
وخيرُ مـا فـي أنـي فيـك أكتهـلُ!
أقول: ها شيبُ رأسي.. هل تكرمُنـي
فأنتهي وهو في شطيـك منسـدلُ؟!
ويغتدي كلّ شعـري فيـك أجنحـة
مرفرفـاتٍ علـى الأنهـار تغتسـلُ!
وتغتدي أحرفـي فـوق النخيـل لهـا
صوتُ الحمائم إن دمـع ٌ، وإن غَـزََلُ
وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُنـي
بطينهـا... وعظامـي كلُهـا بلـل
ستورق الأرضُ من فوقـي، وأسمعُهـا
لهـا غنـاءٌ علـى أشجارهـا ثمـلُ
يصيح بي: أيهـا الغافـي هنـا أبـداً
إن العـراق معافـى أيهـا الجـمـلُ!


وجيه القرشي 21-03-10 11:31 AM

سحابة صيف وتزول بأذن الله;)
سبع سنوات والعراقيين اذاقو المر والهزيمه للامريكان

سمر التميمي 21-03-10 01:08 PM

قالوا وظلَّ.. ولـم تشعـر بـه الإبـلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو.. وهو يحتمـلُ..
ومخرزُ المـوتِ فـي جنبيـه ينشتـلُ
حتى أناخ َ ببـابِ الـدار إذ وصلـوا
وعندما أبصروا فيضَ الدمـا جَفلـوا
صبرَ العراق صبورٌ أنـت يـا جمـلُ!
وصبـرَ كـل العراقييـن يـا جمـلُ
صبرَ العـراق وفـي جَنبيـهِ مِخـرزهُ
يغوصُ حتى شغاف القلـب ينسمـلُ
ما هدموا.. ما استفزوا مـن مَحارمـهِ
ما أجرموا.. ما أبادوا فيه.. ما قتلـوا
وطوقُهـم حولـهُ.. يمشـي مكابـرةً
ومخرزُ الطـوق فـي أحشائـه يَغِـلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ علـى مَضـضٍ
وجُرحُهُ هـو أيضـاً نـازِفٌ خضـلُ
يا صبر أيوب.. حتـى صبـرُه يصـلُ
إلى حُدودٍ، وهـذا الصبـرُ لا يصـلُ!
يا صبـر أيـوب، لا ثـوبٌ فنخلعُـهُ
إن ضـاق عنـا.. ولا دارٌ فننتـقـلُ
لكنـه وطـنٌ، أدنــى مكـارمـه
يا صبر أيـوب، أنـا فيـه نكتمـلُ
وأنـه غُـرَّةُ الأوطــان أجمعِـهـا
فأين عن غـرة الأوطـان نرتحـلُ؟!
أم أنـهـم أزمـعـوا ألا يُظلّلـنـا
في أرضنا نحـن لا سفـحٌ، ولا جبـلُ
إلا بيـارق أمريـكـا وجحفلُـهـا
وهـل لحـرٍ علـى أمثالهـا قَبَـلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلـت شوامخُهـا
نهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفـلُ!
كانوا ثلاثين جيشـاً، حولهـم مـددٌ
من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهـلُ
جميعهم حول أرضٍ حجـمُ أصغرهِـم
إلا مروءتُهـا.. تنـدى لهـا المُقـلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ.. مـا فعلـتْ
مسعورة ً في ديار النـاس مـا فعلـوا
ما خربت يد أقسـى المجرميـن يـداً
ما خرّبت واستباحت هـذه الـدولُ
هذي التي المثل العليـا علـى فمهـا
وعند كـل امتحـان تبصـقُ المُثُـلُ!
يا صبر أيـوب، مـاذا أنـت فاعلـهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حيـاءٌ، ولا مـاءٌ، ولا سِـمـةٌ
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِـلُ
أبعد هذا الـذي قـد خلفـوه لنـا
هذا الفناءُ.. وهذا الشاخـصُ الجَلَـلُ
هذا الخرابُ.. وهذا الضيقُ.. لقمتُنـا
صارت زُعافاً، وحتـى ماؤنـا وشِـلُ
هل بعـده غيـر أن نبـري أظافرنـا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَـلُ؟!
يا صبر أيـوب.. إنـا معشـرٌ صُبًُـرُ
نُغضي إلى حد ثـوب الصبـر ينبـزلُ
لكننا حيـن يُستعـدى علـى دمنـا
وحين تُقطـعُ عـن أطفالنـا السبـلُ
نضـجُّ، لا حـي إلا اللهَ يعلـمُ مـا
قد يفعل الغيض فينا حيـن يشتعـلُ!
يا سيدي.. يا عراق الأرض.. يا وطناً
تبقـى بمـرآهُ عيـنُ اللهِ تكتـحـلُ
لم تُشرق الشمـسُ إلا مـن مشارقـه
ولـم تَغِـب عنـه إلا وهـي تبتهـلُ
يا أجملَ الأرضِ.. يا من فـي شواطئـه
تغفـو وتستيقـظ الآبــادُ والأزلُ
يـا حافظـاً لمسـار الأرضِ دورتـه
وآمـراً كفـةَ المـيـزان تعـتـدلُ
مُذ كوّرت شعشعـت فيهـا مسلّتـه
ودار دولابـه، والأحـرُفُ الرسـلُ
حملـن للكـون مسـرى أبجديّـتـه
وعنه كل الذيـن استكبـروا نقلـوا!
يا سيدي.. أنت من يلـوون شِعفتَـه
ويخسأون، فـلا والله، لـن يصلـوا
يضاعفون أسانـا قـدر مـا قـدِروا
وصبرُنا، والأسـى، كـل لـه أجـلُ
والعالمُ اليـومُ، هـذا فـوق خيبتـه
غافٍ، وهـذا إلـى أطماعـه عَجِـلُ
لكنهـم، مـا تمـادوا فـي دنائتهـم
ومـا لهـم جوقـةُ الأقـزامِ تمتثـل
لن يجرحوا منـكِ يـا بغـداد أنمُلـةً
ما دام ثديُك رضاعـوه مـا نَذلـوا!
بغدادُ.. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمـو
صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثَكِلـوا
قد يأكلون لفـرط الجـوع أنفسهـم
لكنهم من قدور الغيـر مـا أكلـوا!
شكراً لكل الذيـن استبدلـوا دمنـا
بلقمة الخبز.. شكـراً للـذي بذلـوا
شكراً لإحسانهم.. شكـراً لنخوتهـم
شكراً لما تعبوا.. شكراً لمـا انشغلـوا
شكراً لهم أنهـم بالـزاد مـا بَخَلـوا
لو كان للـزاد أكّالـون يـا جمـلُ!
لكـن أهلـي العراقيـيـن مغلـقـةٌ
أفواههم بدماهم فـرط مـا خُذِلـوا
دماً يمجّون إمّـا استنطقـوا، ودمـاً
إذ يسكتون، بجوف الـروح، ينهمـلُ!
يا سيدي.. أين أنت الآن؟ خذ بيـدي
إنـي إلـى صبـرك الجبـارِ أبتـهـلُ
يا أيهـذا العراقـي الخصيـبُ دمـا
ومـا يـزال يلالـي مـلأه الأمــلُ
قل لـي، ومعـذرةً، مـن أي مبهمـةٍ
أعصابُك الصمُ قُدت أيهـا الرجـلُ؟!
مـا زلـت تؤمـن أن الأرض دائـرةٌ
وأن فيها كرامـاً بعـدُ مـا رحلـوا
لقد نظرت إلى الدنيا، وكـان دمـي
يجري.. وبغدادُ مـلءَ العيـن تشتعـلُ
ما كان إلا دمي يجري.. وأكبـرُ مـا
سمعتُهُ صيحة ً باسمي.. ومـا وصلـوا!
وأنت يا سيدي ما زلـت تومـئ لـي
أن الطريـق بهـذا الجـبِّ يتـصـلُ
إذن فباسمـك أنـت الآن أسألُـهـم
إلـى متـى هـذه الأرحـام تقتتـل؟
إلى متى تتـرعُ الأثـداء فـي وطنـي
قيحاً من الأهـل للأطفـال ينتقـلُ؟
إلى متى يـا بنـي عمـي؟.. وثابتـةٌ
هذي الديارُ.. وما عن أهلهـا بَـدَلُ؟
بلى... لقد وجد الأعـرابُ منتَسَبـاً
وملـةً ملـةً فـي دينهـا دخـلـوا!
وقايضوا أصلهم.. واستبدلـوا دمهـم
وسُوّي الأمر.. لا عتبٌ، ولا زعـلُ!
الحمـد لله.. نحـن الآن فـي شُغُـلٍ
وعندهـم وبنـي أخوالهـم شُغُـلُ!
أنا لنسـأل هـل كانـت مصادفـةً
أن أشرعت بين بيتي أهلنـا الأسَـلُ؟
أم أن بيتـاً تناهـى فــي خيانـتـه
لحدِّ أن صار حتـى الخـوفُ يفتعـلُ؟
وهـا هـو الآن يستعـدي شريكتـه
بألفِ عـذرٍ بلمـح العيـن ترتجـلُ!
أما هنا يا بنـي عمـي، فقـد تعبـت
ممـا تحـن إلـى أعشاشهـا الحَجَـلُ!
لقد غدا كُـلُ صـوت فـي منازلنـا
يبكي إذا لم يجد أهـلاً لهـم يصـلُ!
يا أيهـا العالـم المسعـورُ.. ألـفُ دمٍ
وألفُ طفل ٍ لنا فـي اليـوم ينجـدل
وأنت تُحكِمُ طـوقَ المـوت مبتهجـاً
من حول أعناقهم.. والموت منذهـلُ!
أليس فيـك أبٌ؟.. أمّ ٌ يصيـح بهـا
رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكـي؟ أخٌ وجِـلُ؟
يصيح رعبـاً، فينـزو مـن توجّعـه
هذا الضميرُ الذي أزرى بـه الشلـل؟
يا أيها العالـم المسعـورُ.. نحـن هنـا
بجُرحنـا، وعلـى اسـم الله نحتفـل
لكي نعيـد لهـذي الأرض بهجَتهـا
وأمنَهـا بعدمـا ألـوى بـه هُبـلُ!
وأنت يـا مرفـأ الأوجـاع أجمعهـا
ومعقلَ الصبر حيـن الصبـرُ يُعتقـلُ
لأنـك القلـب ممـا نحـن، والمُقَـلُ
لأن بغيـرك لا زهــوٌ، ولا أمــل
لأنـهـم مــا رأوا إلاّك مسبـعـة
على الطريق إلينـا حيثمـا دخلـوا!
لأنك الفـارع العمـلاقُ يـا رجـلُ
لأن أصدق قول فيـك: يـا رجـلُ!
يقودنـي ألـفُ حـب.. لا مناسبـةٌ
ولا احتفالٌ.. فهـذي كلهـا علـلُ!
لكي أناجيـك يـا أعلـى شوامخهـا
ولن أرددَ مـا قالـوا، ومـا سألـوا
لكن سأستغفر التاريـخَ إن جرحـت
أوجاعُنا فيـه جرحـاً ليـس يندمـل
وسوف أطوي لمـن يأتـون صفحتـه
هـذي، لينشرهـا مستنفـرٌ بـطـلُ
إذا تلاهـا تلاهـا غـيـرَ ناقـصـة
حرفاً... وإذ ذاك يبدو وجهك الجَذِلُ!
يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض.. يا وطني
وكلمـا قلتُهـا تغـرورقُ المـقـل!
حتـى أغـصّّ بصوتـي، ثـم تطلقـه
هذي الأبـوة فـي عينيـك والنُبُـلُ!
يا منجمَ العمر.. يـا بدئـي وخاتمتـي
وخيرُ مـا فـي أنـي فيـك أكتهـلُ!
أقول: ها شيبُ رأسي.. هل تكرمُنـي
فأنتهي وهو في شطيـك منسـدلُ؟!
ويغتدي كلّ شعـري فيـك أجنحـة
مرفرفـاتٍ علـى الأنهـار تغتسـلُ!
وتغتدي أحرفـي فـوق النخيـل لهـا
صوتُ الحمائم إن دمـع ٌ، وإن غَـزََلُ
وحين أغفو... وهذي الأرض تغمرُنـي
بطينهـا... وعظامـي كلُهـا بلـل
ستورق الأرضُ من فوقـي، وأسمعُهـا
لهـا غنـاءٌ علـى أشجارهـا ثمـلُ
يصيح بي: أيهـا الغافـي هنـا أبـداً
إن العـراق معافـى أيهـا الجـمـلُ!

المهندس احمد السامرائي 21-03-10 01:18 PM

بارك الله فيكم اخواني الكرام

سبايدر 21-03-10 01:28 PM

بصراحه القصيده طويله جدا

ولكن باذن الله سيعود العراق

وسنفرح به ان شاء الله تعالى

الصهيل الحزين 21-03-10 01:50 PM

يا أيهـا العالـم المسعـورُ.. ألـفُ دمٍ
وألفُ طفل ٍ لنا فـي اليـوم ينجـدل

كلنا ذلك الشاعر ياعراق ولكن الشعر لايحرر ارضا ولايمسح دمعا .

لك الله ياعراق واسأله تعالى ان يرد العراق وينصر اهل السنة فيه

المهندس احمد السامرائي 21-03-10 05:11 PM

بارك الله فيكم اخواني


الساعة الآن 02:50 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "