شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=89)
-   -   الاستاذ ابو زرعة الرازي المحترم تفسير أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=112458)

يونس1 17-11-10 01:48 AM

الاستاذ ابو زرعة الرازي المحترم تفسير أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
{أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}

هل تنطبق هذه الاية الكريمة على الملائكة ؟
ام الاشارة الى الملائكة كان منفصل عن بداية الاية ؟
الطلب الثاني :
كيف نوجه هذه الاية مع النساء وخاصة نساء النبي :salat:
ونأخذ الحكمة والفقه والدين والاجتهاد منهن ؟

انقل تفسير القرطبي كمثل على اشتراك الفهم والتفسير بين اغلب مفسري اهل السنة:

الآية: 18 - 19 {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}
قوله تعالى: "أومن ينشأ" أي يربى ويشب. والنشوء: التربية؛ يقال: نشأت في بني فلان نشأ ونشوءا إذا شببت فيهم. ونشئ وأنشئ بمعنى. وقرأ ابن عباس والضحاك وابن وثاب وحفص وحمزة والكسائي وخلف "ينشأ" بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين؛ أي يربى ويكبر في الحلية. واختاره أبو عبيد، لأن الإسناد أيها أعلى. وقرأ الباقون "ينشأ" بفتح الياء وإسكان النون، واختاره أبو حاتم، أي يرسخ وينبت، وأصله من نشأ أي ارتفع، قال الهروي. فـ "ينشأ" متعد، و"ينشأ" لازم.
قوله تعالى: "في الحلية" أي في الزينة. قال ابن عباس وغيره: هن الجواري زيهن غير زي الرجال. قال مجاهد: رخص للنساء في الذهب والحرير؛ وقرأ هذه الآية. قال الكيا: فيه دلالة على إباحة الحلي للنساء، والإجماع منعقد عليه والأخبار فيه لا تحصى.
قلت: روي عن أبي هريرة أنه كان يقول لابنته: يا بنية، إياك والتحلي بالذهب ! فإني أخاف عليك اللهب.
قوله تعالى: "وهو في الخصام غير مبين" أي في المجادلة والإدلاء بالحجة. قال قتادة، ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها. وفي مصحف عبدالله "وهو في الكلام غير مبين". ومعنى الآية: أيضاف إلى الله من هذا وصفه! أي لا يجوز ذلك. وقيل: المنشأ في الحلية أصنامهم التي صاغوها من ذهب وفضة وحلوها؛ قال ابن زيد والضحاك. ويكون معنى "وهو في الخصام غير مبين" على هذا القول: أي ساكت عن الجواب. و"من" في محل نصب، أي اتخذوا لله من ينشأ في الحلية. ويجوز أن يكون رفعا على الابتداء والخبر مضمر؛ قال الفراء. وتقديره: أو من كان على هذه الحالة يستحق العبادة. وإن شئت قلت خفض ردا إلى أول الكلام وهو قوله: "بما ضرب" أو على "ما" في قوله: "مما يخلق بنات". وكون البدل في هذين الموضعين ضعيف لكون ألف الاستفهام حائلة بين البدل والمبدل منه. "وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا" قرأ الكوفيون "عباد" بالجمع. واختاره أبو عبيد؛ لأن الإسناد فيها أعلى، ولأن الله تعالى إنما كذبهم في قولهم إنهم بنات الله، فأخبرهم أنهم عبيد وأنهم ليسوا ببناته. وعن ابن عباس أنه قرأ "عباد الرحمن"، فقال سعيد بن جبير: إن في مصحفي "عبدالرحمن" فقال: أمحها واكتبها "عباد الرحمن". وتصديق هذه القراءة قوله تعالى: "بل عباد مكرمون" [الأنبياء: 26]. وقوله تعالى: "فحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء" [الكهف: 102]. وقوله تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم" [الأعراف: 194] وقرأ الباقون "عند الرحمن" بنون ساكنة واختاره أبو حاتم. وتصديق هذه القراءة قوله تعالى: "إن الذين عند ربك" وقوله: "وله من في السماوات والأرض ومن عنده" [الأنبياء: 19]. والمقصود إيضاح كذبهم وبيان جهلهم في نسبة الأولاد إلى الله سبحانه، ثم في تحكمهم بأن الملائكة إناث وهم بنات الله. وذكر العباد مدج لهم؛ أي كيف عبدوا من هو نهاية العبادة، ثم كيف حكموا بأنهم إناث من غير دليل. والجعل هنا بمعنى القول والحكم؛ تقول: جعلت زيدا أعلم الناس؛ أي حكمت له بذلك. "أشهدوا خلقهم" أي أحضروا حالة خلقهم حتى حكموا بأنهم إناث. وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم وقال: [فما يدريكم أنهم إناث] ؟ فقالوا: سمعنا بذلك من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا في أنهم إناث، فقال الله تعالى: "ستكتب شهادته ويسألون" أي يسألون عنها في الآخرة. وقرأ نافع "أوشْهدوا" بهمزة استفهام داخلة على همزة مضمومة مسهلة، ولا يمد سوى ما روى المسيبي عنه أنه يمد. وروى المفضل عن عاصم مثل ذلك وتحقق الهمزتين. والباقون "أشهدوا" بهمزة واحدة للاستفهام.
وروي عن الزهري "أُشْهِدوا خلقهم" على الخبر، "ستكتب" قراءة العامة بضم التاء على الفعل المجهول "شهادتهم" رفعا. وقرأ السلمى وابن السميقع وهبيرة عن حفص "سنكتب" بنون، "شهادتهم" نصبا بتسمية الفاعل. وعن أبي رجاء "ستكتب شهاداتهم" بالجمع.

بارك الله فيكم
وكل عام وانتم بخير

أبو زرعة الرازي 17-11-10 08:00 AM

هذه الآية فيها قول مشهور وقول آخر والمشهور هو الأولى لمناسبته للسياق.
القول المشهور هو ما تفضلت بذكره وهو أن المقصود بقوله "من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين" هن النساء.
والقول المأثور الآخر أن المقصود هو الأصنام، فكانوا يحلونها وإذا سئلت أو خوطبت لا تحسن الجواب -وهذا واضح-.

وتعلق هذه الآية الأساسي هو بما قبلها.
إذ أن الله تعالى ذكر أن المشركين إذا بشر أحدهم بالأنثى التي يقول هو أنها نصيب الله تعالى من الولد ظل وجه الواحد منهم مسودا وهو كظيم.
فقد كانوا يقولون أن من الأصنام التي يعبدونها ما هو على صورة الملائكة التي هي بنات الله بزعمهم.
وقد ذكر هذا الطبري وابن كثير.
وبهذا، فلها تعلق بما بعدها كذلك كما هو واضح، وإن كانت جاءت في السياق تعقيبا على ما سبقها.
هذه واحدة.

أما الأخرى،
فتفضيل الجنس على الجنس لا يلزم منه تفضيل أفراد جنس على أفراد جنس.
فالله تعالى اصطفى العرب عموما.
ولكن ليس لفرد من العرب أن يحتج على أنه أفضل على فرد من غير العرب بهذه الأفضلية.
فسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي كانوا خيرا من كثير من العرب بل القرشيين في زمانهم.
وهكذا.
هذه مسألة تبين لك جزء من الصورة ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول المتنبي:
ولو أن النساء كمن رأينا == لفضلنا النساء على الرجال.
قاله في أم سيف الدولة على ما أذكر.
وهو يصب في المعنى المذكور.

المسألة الأخرى أن هذا الحكم للغالب.
فالصفة الغالبة للنساء أنهن ينشأن في الحلية وليس عندهن من الحجة والبيان مثل ما للرجال.
وقد ذكر ابن كثير شيئا من الشعر في هذا المعنى.
ورواية معمر عن قتادة في التفسير تبين أن المسألة للتغليب -لا كما ذكرها القرطبي-، فقد رواها الطبري فقال:
"قلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلاّ تكلمت بالحجة عليها".
وهذه رواية الطبراني من رواية محمد بن ثور، وهي في تفسير عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بنفس اللفظ "قلما" وليست "ما".
وهكذا ذكره البغوي وابن الجوزي والسيوطي في الدر المنثور والشوكاني.
وهذا بمراجعة النسخ الإلكترونية فراجع المطبوع كذلك للتأكد.

ولهذا، فحسن الرأي والفصاحة وكما العقل وغير هذا وإن كان أقل في النساء فليس ينسحب على كل النساء.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أم سلمة رضي الله عنها كما هو مشهور.
وهذه المسائل التغليبية مشهورة عند العرب في أمور كثيرة.
ومن طرائفها ما ذكره ابن الجوزي في بدايات أخبار الحمقى والمغفلين في صفات الأحمق.
ومنها مثلا "إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراً فلا تشك فيه".
وذكر أشياء أخرى قريبة من ذلك، وهذا مرجعه إلى تغليب بعض الصفات بحسب ما رأوه في الناس، ولكن من ناحية الأفراد فلا شك أنه لا يمنع أن يوجد على هذا الوصف من ليس بأحمق.

وقد كانت عائشة رضي الله عنها فصيحة غاية، حتى قال موسى بن طلحة أنه لم ير أفصح منها وقد رأى موسى بن طلحة عثمان وعلي وغيرهم وكان هو نفسه من أفصح أهل زمانه.
وهذه ليست عادة النساء أصلا، ولكن المسألة ليست مطردة.

بل حتى نساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن، لا يشك أحد في تفاوتهن في الفقه والحفظ والخصال كما تفاوت الرجال في هذا.
فكانت عائشة رضي الله عنها برزت عليهن في الفقه كما هو معلوم فكانت من أكثر الناس فتوى حتى ذكروا أن أبا موسى رضي الله عنه قال "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما".

هذا ما أعرفه في هذه المسألة والله تعالى أعلم.

يونس1 18-11-10 03:00 AM

بارك الله فيك استاذي جواب شافي وكافي وشامل .بما فيه طريفة ابن الجوزي :)
--------
يمكنك حذف مشاركتك المتكررة بمجرد الضغط على زر تحرير , واختيار حذف .
بارك الله فيك


الساعة الآن 03:51 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "