شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=65)
-   -   من درَر إمامىّ الهدى ومُجددىّ الملة : أُعجوبتىّ الفُقهاء / مُتجدد (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=166871)

أبو فراس السليماني 21-02-14 11:14 PM

ثم قال
شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:



هؤلاء الاتحادية،

فرؤوسهم همأئمة كفر يجب قتلهم ،

ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أُخذ قبل التوبة،


فإنه من أعظم الزنادقة،


الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ،


وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام،

ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ،
أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم،
أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ،
أو كره الكلام فيهم ،
وأخذ يعتذر عنهم أو لهم
بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ،

.........


وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق،

بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم،

ولم يعاون على القيامعليهم ،


فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛



لأنهم أفسدوا العقول والأديان ،

على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء،
وهم يسعون في الأرض فساداً،

ويصدون عن سبيل الله،


فضررهم في الدين

أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ،
كقطاع الطريق،

وكالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ،


ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ،


فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .

أبو فراس السليماني 21-02-14 11:52 PM

ثم قال
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين :



ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم :

عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار،
وإلا ألحق بهم وجعل منهم .





وأما من قال :



لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ،

فإنه من رؤوسهم وأئمتهم،





وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً :

فهو أكفر من النصارى.

أبو فراس السليماني 22-02-14 10:49 AM

موضوع رائع


بين شيخ الإسلام ابن تيمية

وابن عربي


للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف







*************
قال الشافعي رحمه الله تعالى :

( لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار
لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق .)
رواه البيهقي في مناقب الشافعي (2 / 208)
*************

مسلم 70 22-02-14 10:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1757778)
فأجارك الرحمن من ضرب ومن == عرض ومن كذب وسوء مقال



هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى == دين الرسول وذا من الأهوال



حاشا رسول الله يحكم بالهوى ==
والجهل تلك حكومة الضُّلالِ



والله لو عرضت عليه كلها == لاجتثها بالنقض والإبطال



إلا التي منها يوافق حكمه == فهو الذي يلقاه بالإقبال



أحكامه عدل وحق كلها == في رحمة ومصالح وحلال



شهدت عقول الخلق قاطبة بما == في حكمه من صحة وكمال



فإذا أتت أحكامه ألفيتها == وفق العقول تزيل كل عقال



حتى يقول السامعون لحكمه : == ما بعد هذا الحق غير ضلال



لله أحكام الرسول وعدلها ==
بين العباد ونورها المتلالي



كانت بها في الأرض أعظم رحمة == والناس في سعد وفي إقبال



أحكامهم تجرى على وجه السداد == وحالهم في ذاك أحسن حال



أمنا وعزا في هدى وتراحم == وتواصل ومحبة وجلال


لا فض فوك..

مسلم 70 23-02-14 01:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1757779)
فتغيرت أوضاعها حتى غدت == منكورة بتلوث الأعمال




فتغيرت أعمالهم وتبدلت == أحوالهم بالنقص بعد كمال




لو كان دين الله فيهم قائما == لرأيتهم في أحسن الأحوال




وإذا همو حكموا بحكم جائر == حكموا لمنكره بكل وبال




قالوا : أتنكر حكم شرع محمد == حاشا لذا الشرع الشريف العالي




عجت فروج الناس ثم حقوقهم == لله بالبكرات والآصال




كم تستحل بكل حكم باطل == لا يرتضيه ربنا المتعالي




والكل في قعر الجحيم سوى الذي == يقضى بدين الله لا لنوال




أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا == في النار في ذاك الزمان الخالي




وزماننا هذا فربك عالم == هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي



...........................

مسلم 70 23-02-14 02:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1757860)
ثم قال
شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:



هؤلاء الاتحادية،

فرؤوسهم همأئمة كفر يجب قتلهم ،

ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أُخذ قبل التوبة،


فإنه من أعظم الزنادقة،


الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ،


وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام،

ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ،
أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم،
أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ،
أو كره الكلام فيهم ،
وأخذ يعتذر عنهم أو لهم
بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ،

.........


وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق،

بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم،

ولم يعاون على القيامعليهم ،


فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛



لأنهم أفسدوا العقول والأديان ،

على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء،
وهم يسعون في الأرض فساداً،

ويصدون عن سبيل الله،


فضررهم في الدين

أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ،
كقطاع الطريق،

وكالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ،


ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ،


فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .

جزاكم الله خيرا

مسلم 70 23-02-14 11:23 PM

اقوال ابن تيمية




قال
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والبعد عن الله.

وقال
لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة

مسلم 70 26-02-14 02:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1757860)
ثم قال
شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:



هؤلاء الاتحادية،

فرؤوسهم همأئمة كفر يجب قتلهم ،

ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أُخذ قبل التوبة،


فإنه من أعظم الزنادقة،


الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ،


وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام،

ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ،
أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم،
أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ،
أو كره الكلام فيهم ،
وأخذ يعتذر عنهم أو لهم
بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ،

.........


وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق،

بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم،

ولم يعاون على القيامعليهم ،


فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛



لأنهم أفسدوا العقول والأديان ،

على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء،
وهم يسعون في الأرض فساداً،

ويصدون عن سبيل الله،


فضررهم في الدين

أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ،
كقطاع الطريق،

وكالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ،


ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ،


فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .

جزاكم الله خيراً

مسلم 70 28-02-14 12:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1757868)
ثم قال
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين :



ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم :

عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار،
وإلا ألحق بهم وجعل منهم .





وأما من قال :



لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ،

فإنه من رؤوسهم وأئمتهم،





وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً :

فهو أكفر من النصارى.

بارك الله فيك

مسلم 70 01-03-14 10:06 PM

تلاعب الشيطان بالمسلم ومكائده وتلبيس فتن الشبهات عليه لتضليله لشيخ الإسلام ا بن تيمية وابن القيم

قال الله تعالى إخبارا عن عدوه إبليس : فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ الأعراف: 17 ]

قال طبيب القلوب ابن القيم بتصرف ....
فى كتاب إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان


ومن مكايده أنه يسحر العقل دائما حتى يكيده، ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله، فيزين له الفعل الذى يضره حتى يخيل إليه أنه من أنفع الأشياء، وينفر من الفعل الذى هو أنفع الأشياء له، حتى يخيل له أنه يضره، فلا إله إلا الله. كم فتن بهذا السحر من إنسان، وكم حال به بين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان؟ وكم جلا الباطل وأبرزه فى صورة مستحسنة، وشنع الحق وأخرجه فى صورة مستهجنة؟ فهو الذى سحر العقول حتى ألقى أربابها فى الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة، وسلك بهم فى سبل الضلال كل مسلك وألقاهم من المهالك فى مهلك بعد مهلك،


فالأقوال الباطلة مصدرها وعد الشيطان وتمنيه، فإن الشيطان يمنى أصحابها الظفر بالحق وإدراكه، ويعدهم الوصول إليه من غير طريقه، فكل مبطل فله نصيب من قوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُوراً} [النساء: 120].


ومن كيده العجيب: أنه قيم النفس، (أى إستشمها) حتى يعلم أى القوتين تغلب عليها: قوة الإقدام والشجاعة، أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة؟.


فإن رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام أخذ فى تثبيطه وإضعاف همته وإرادته عن المأمور به، وثقله عليه، فهون عليه تركه، حتى يتركه جملة، أو يقصر فيه ويتهاون يه.
وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور به، ويوهمه أنه لا يكفيه، وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة فيقصر بالأول ويتجاوز بالثانى، كما قال بعض السلف: "ما أمر الله سبحانه بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلوّ. ولا يبالى بأيهما ظفر".
وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل فى هذين الواديين: وادى التقصير، ووادى المجاوزة والتعدى. والقليل منهم جدا الثابت على الصراط الذى كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه.
فقوم قصر بهم عن الإتيان بواجبات الطهارة، وقوم تجاوز بهم إلى مجاوزة الحد

وكذلك قصر بقوم فى حق الأنبياء وورثتهم حتى قتلوهم، وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم.

وقصر بقوم فى خلطة الناس حتى اعتزلوهم فى الطاعات، كالجمعة والجماعات والجهاد وتعلم العلم، وتجاوز بقوم حتى خالطوهم فى الظلم والمعاصى والآثام.

وكذلك قصر بقوم حتى منعهم من الاشتغال بالعلم الذى ينفعهم، وتجاوز بآخرين حتى جعلوا العلم وحده هو غايتهم دون العمل به.

وقوم قصر بهم عن إخراج الواجب من المال، وقوم تجاوز بهم حتى أخرجوا جميع ما فى أيديهم وقعدوا كَلا على الناس، مستشرفين إلى ما بأيديهم.

وقوم قصر بهم عن تناول ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب واللباس حتى أضروا بأبدانهم وقلوبهم، وقوم تجاوز بهم حتى أخذوا فوق الحاجة فأضروا بقلوبهم وأبدانهم.

وقصر بآخرين حتى زين لهم ترك سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من النكاح فرغبوا عنه بالكلية، وتجاوز بآخرين حتى ارتكبوا ما وصلوا إليه من الحرام.

وقصر بقوم حتى أهملوا أعمال القلوب ولم يلتفتوا إليها وعدوها فضلا، أو فضولا، وتجاوز بآخرين حتى قصروا نظرهم وعملهم عليها، ولم يلتفتوا إلى كثير من أعمال الجوارح،
وهذا باب واسع جداً لو تتبعناه لبلغ مبلغا كثيراً، وإنما أشرنا إليه أدنى إشارة.

....طفق قلمه السيال رحمه الله ينضح بفصول من تلاعب الشيطان ببنى آدم ...فليراجع

... قال...

(إن الشيطان ملحاح بطيء اليأس، وهو يترصد للمؤمن ويقعد له في طريق سيره إلى الله ثم ينصب له فخاخاً وأشراكا، لا يتدلى إلى الأدنى إلا إذا عجز عن الأعلى، فيبدأ له بنصب فخ الشرك والكفر فإن نجا منه، نصب له شَرك البدعة، فإن جاوزه أعد له شَبكة الكبائر، فإن تخطاه أعد له شَرك الصغائر، فإن نجا شغله بالمباح، فإن عجز ترصد وكمن له في عقبة العبادات المفضولة، فشغله بها وحسنها بعينه وزينها له و أراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسباً وربحا، لأنه لمّا عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمرضي عن الأرضى له، فيشغله بطلب علم الكفاية عن فرض العين من الجهاد، ويزين له جهاد الدعوة وقد انفتح باب جهاد السيف على مصراعيه).



ومن كيده للإنسان
:
أنه يورده الموارد التى يخيل إليه أن فيها منفعته، ثم يُصْدِرهُ المصادر التى فيها عطبه، ويتخلى عنه ويسلمه ويقف يشمت به،


بإختصار شديد من كتاب إغاثة اللهفان التى لا غنى لمسلم عنه



قال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى مجلد 14
بتصرف....

فالعبد كما أنه فقير إلى اللّه دائماً ـ فى إعانته وإجابة دعوته وإعطاء سؤاله وقضاء حوائجه ـ فهو فقير إليه فى أن يعلم ما يصلحه وما هو الذي يقصده ويريده،.....إلى أن قال ...ولكن هذا المجمل لا يغنيه إن لم يحصل له هدى مفصل فى كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التى يحار فيها أكثر عقول الخلق، ويغلب الهوى والشهوات أكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم .
والإنسان خلق ظلوما جهولا، فالأصل فيه عدم العلم وميله إلى ما يهواه من الشر، فيحتاج دائماً إلى علم مفصل يزول به جهله، وعدل فى محبته وبغضه ورضاه وغضبه وفعله وتركه وإعطائه ومنعه وأكله وشربه ونومه ويقظته، فكل ما يقوله ويعمله يحتاج فيه إلى علم ينافى جهله، وعدل ينافى ظلمه، فإن لم يمن الله عليه بالعلم المفصل والعدل المفصل وإلا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عن الصراط المستقيم،

فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية فى سعادته ونجاته وفلاحه، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر، فإن الله يرزقه، فإذا انقطع رزقه مات، والموت لابد منه، فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيداً قبل الموت وبعده، وكان الموت موصلا إلى السعادة الأبدية، وكذلك النصر إذا قدر أنه غلب حتى قتل فإنه يموت شهيداً، وكان القتل من تمام النعمة، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق، بل لا نسبة بينهما؛ لأنه إذا هدي كان من المتقين { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2، 3 ] ، وكان ممن ينصر الله ورسوله، ومن نصر الله نصره الله، وكان من جند الله، وهم الغالبون؛ ولهذا كان هذا الدعاء هو المفروض .(أى:: اهدنا الصراط المستقيم)

ومن موانع قبول العبد الهدى وتمكن الشيطان من إضلاله
قال..
...وسبب عدم هذا العلم والقول عدم أسبابه ،من النظر التام ، والإستماع التام لآيات الحق وإعلامه.


وسبب عدم النظر والإستماع : إما عدم المقتضى فيكون عدماً محضاً ، وإما وجود مانع من الكبر أو الحسد فى النفس (والله لا يحب كل مختال فخور)....
رحمهما الله ...


مسلم 70 08-03-14 12:15 AM

أرواح تهيم حول العرش .. إسرح فى فضاء عظمة الله مع بن القيم


أرواح تهيم حول العرش____وأخرى تحوم حول الحُش
منقول من موضوع الأخ الحبيب أبا فراس

قال الإمام العلامة شيخ الإسلام طبيب القلوب
ابن القيم رحمه الله تعالى في الفوائد ص 54 - 55:



" عظمته سبحانه وتعالى



تأمّل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله, وله الحمد كله

أزمّة الامور كلها بيده, ومصدرها منه, ومردّها اليه,

مستويا على سرير ملكه, لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته,

عالما بما في نفوس عبيده, مطّلعا على أسرارهم وعلانيتهم,

منفردا بتدبير المملكة, يسمع ويرى, يمنع ويعطي,

ويثيب ويعاقب, ويكرم ويهين, يخلق ويرزق,

ويميت ويحيي, ويقدر ويقضي ويدبّر.



الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها, وصاعدة إليه

لا تتحرّك ذرّة إلا باذنه, ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.



فتأمّل كيف تجده يثني على نفسه,

ويمجّد نفسه, ويحمد نفسه,

وينصح عباده, ويدلّهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم,

ويرغّبهم فيه, ويحذّرهم مما فيه هلاكهم,


ويتعرّف إليهم بأسمائه وصفاته, ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه,

فيذكّرهم بنعمه عليهم, ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها,

ويحذّرهم من نقمه

ويذكّرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه,

وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه,

ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه,

وكيف كانت عاقبة هؤلاء,


ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم, وأحسن أوصافهم,

ويذم أعدائه بسيّء أعمالهم, وقبيح صفاتهم.



ويضرب الأمثال, وينوّع الأدلّة والبراهين,

ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة,

ويصدق الصادق, ويكذب الكاذب,

ويقول الحق, ويهدي السبيل,


ويدعو الى دار السلام, ويذكر أوصافها وصفاتها وحسنها ونعيمها,

ويحذّر من دار البوار, ويذكر عذابها وقبحها وآلامها,


ويذّكر عباده فقرهم إليه وشدّة حاجتهم إليه من كل وجه,

وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين,

ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات,

وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه,

وكل ما سواه فقير إليه بنفسه,

وأنه لا ينال أحد ذرّة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته,

ولا ذرّة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته.

ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب,


وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيم أعذارهم,

ومصلح فاسدهم والدافع عنهم,

والمحامي عنهم, والناصر لهم, والكفيل بمصالحهم,

والمنجي لهم من كل كرب, والموفي لهم بوعده,

وأنه وليّهم الذي لا ولي لهم سواه


فهو مولاهم الحق, ونصيرهم على عدوهم,

فنعم المولى ونعم النصير.



فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما

جوادا جميلا هذا شأنه

فكيف لا تحبّه,
وتنافس في القرب منه,

وتنفق أنفاسها في التودد اليه,

ويكون أحب اليها من كل ما سواه,

ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟

وكيف لا تلهج بذكره,

ويصير الحب والشوق إليه والأنس به

غذاؤها وقوتها ودواؤها,

بحيث إن فقدت ذلك

فسدت وهلكت, ولم تنتفع بحياتها ؟. "



وقال




الفوائد ، ص 180 بتصرف
[ من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء،

ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،


وأعمُّ هؤلاء معرفةً من عرفه من كلامه،

فإنه يعرف ربًا
قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،

منزهٌ عن المثال،
بريءٌ من النقائص والعيوب،


له كل اسم حسن وكل وصف كمال،

فعَّالٌ لما يريد،

فوقَ كل شيء ،
ومع كل شيء،

وقادرٌ على كل شيء،
ومقيمٌ لكل شيء،

متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية،

أكبرُ من كل شيء،
وأجملُ من كل شيء،

أرحمُ الراحمين ،
وأحكمُ الحاكمين،
وأقدرُ القادرين،


فالقرآن أُنزل لتعريف عباده به،

وبصراطه الموصل إليه ،

وبحال السالكين بعد الوصول إليه ]

مسلم 70 08-03-14 03:50 PM

جزى الله خيراً حبيبنا أبا فراس وننتظر مزيده

مسلم 70 10-03-14 10:01 PM

نتابع.......

أبو فراس السليماني 10-03-14 10:08 PM

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود:



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيهم:


"حتى يبلغ الأمر بأحدهم إلى أن يهوى المردان،
ويزعم أن الرب تعالى تجلى في أحدهم،
ويقولون: هو الراهب في الصومعة؛
وهذه مظاهر الجمال؛
ويقبل أحدهم الأمرد،
ويقول: أنت الله.


ويذكر عن بعضهم أنه كان يأتي ابنه،
ويدعي أنه الله رب العالمين،
أو أنه خلق السماوات والأرض،


ويقول أحدهم لجليسه:
أنت خلقت هذا، وأنت هو، وأمثال ذلك.


فقبح الله طائفة
يكون إلهها الذي تعبده هو موطئها الذي تفترشه؛
وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً.



ومن قال:
إن لقول هؤلاء سراً خفياً وباطن حق،
وأنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق:


فهو أحد رجلين
-إما أن يكون من كبار الزنادقة أهـل الإلحاد والمحال،
وإما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال.


فالزنديق يجب قتله،
والجاهل يعرف حقيقة الأمر،

فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل
بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.


ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة
لا يعرفها إلا خواص الخلق.


وهذا السر هو أشد كفراً وإلحاداً من ظاهره ؛
فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء
قد لا يفهمه كثير من الناس"


(الفتاوى 2/378-379).

مسلم 70 11-03-14 09:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1760942)
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود:



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيهم:


"حتى يبلغ الأمر بأحدهم إلى أن يهوى المردان،
ويزعم أن الرب تعالى تجلى في أحدهم،
ويقولون: هو الراهب في الصومعة؛
وهذه مظاهر الجمال؛
ويقبل أحدهم الأمرد،
ويقول: أنت الله.


ويذكر عن بعضهم أنه كان يأتي ابنه،
ويدعي أنه الله رب العالمين،
أو أنه خلق السماوات والأرض،


ويقول أحدهم لجليسه:
أنت خلقت هذا، وأنت هو، وأمثال ذلك.


فقبح الله طائفة
يكون إلهها الذي تعبده هو موطئها الذي تفترشه؛
وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً.



ومن قال:
إن لقول هؤلاء سراً خفياً وباطن حق،
وأنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق:


فهو أحد رجلين
-إما أن يكون من كبار الزنادقة أهـل الإلحاد والمحال،
وإما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال.


فالزنديق يجب قتله،
والجاهل يعرف حقيقة الأمر،

فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل
بعد قيام الحجة عليه وجب قتله.


ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة
لا يعرفها إلا خواص الخلق.


وهذا السر هو أشد كفراً وإلحاداً من ظاهره ؛
فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء
قد لا يفهمه كثير من الناس"


(الفتاوى 2/378-379).

بارك الله فيكم

أبو فراس السليماني 12-03-14 05:32 AM

وإياكم يا أستاذ مسلم

==========

ويقول أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:


"وأقوال هؤلاء [ ملاحدة الصوفية ] شرٌّ من أقوال اليهود والنصارى،
فيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى
ولهذا يقولون بالحلول تارة،
وبالاتحاد أخرى،
وبالوحدة تارة،


فهو مذهب متناقض في نفسه،
ولهذا يلبسون على من لم يفهمه.


فهذا كله كفرٌ باطناً وظاهراً
بإجماع كل مسلم،


ومن شكَّ في كفر هؤلاء
بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام
فهو كافرٌ
كمن يشك في كُفْرِ اليهود والنصارى"


(الفتاوى 2/368).




مسلم 70 13-03-14 07:32 PM

جزاكم الله خيراً أبا فراس




مقطع طيب هام





أبو فراس السليماني 13-03-14 08:08 PM

وإياكم يا أستاذ مسلم

===============


وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أيضاً:


"ولا يُتصور أن يثني على هؤلاء
[ يقصد ملاحدة الصوفية ]

إلا كافرٌ ملحد،
أو جاهلٌ ضال"


(الفتاوى 2/367).


أبو فراس السليماني 13-03-14 09:53 PM

ولما سئل شيخ الإسلام
عن كتاب فصوص الحكم قال:


"ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام:
فإنه كفرٌ باطناً وظاهراً؛
وباطنه أقبح من ظاهره.

وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة،
وأهل الحلول، وأهل الاتحاد.


وهم يسمون أنفسهم المحققين.
وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقاً،
كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله:
مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي ،
والششتري، والتلمساني،


وأمثالهم ممـن يقول: إن الوجود واحد،

ويقولون:
إن وجود المخلوق هو وجود الخالق،
لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر،


بل يقولون:
الخالق هو المخلوق،
والمخلوق هو الخالق.


ويقولون:
إن وجود الأصنام هو وجود الله،
وإن عبّاد الأصنام ما عبدوا شيئاً إلا الله.


ويقولون:
إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق
من صفات النقص والذم.


ويقولون:
إن عبّاد العجل ما عبدوا إلا الله،
وإن موسى أنكر على هارون
لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل،
وإن موسى كان بزعمهم من العارفين
الذين يرون الحق في كل شيء،
بل يرونه عين كل شيء،

وأن فرعون كان صادقاً في قوله:
أنا ربكم الأعلى
بل هو عين الحق،
ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص.



ويقول أعظم محققيهم:
إن القرآن كله شرك،
لأنه فرق بين الرب والعبد؛
وليس التوحيد إلا في كلامنا.




فقيل له:
فإذا كان الوجود واحداً،
فلم كانت الزوجة حلالاً والأم حراماً ؟


فقال: الكل عندنا واحد،
ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام.
فقلنا: حرام عليكم"


(الفتاوى 2/364-365).

أبو فراس السليماني 14-03-14 10:28 PM

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً:



"وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم
بأنه هو الذي يجوع ويعطش،
ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح،
وأنه موصوف بكل عيب ونقص
لأن ذلك هو الكمال عندهم،


كما قال في الفصوص ؛

فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال
الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية،
والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً

وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة"


(الفتاوى 2/265).


أبو فراس السليماني 15-03-14 07:11 PM

ويعتذر شيخ الإسلام
عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم [ ملاحدة الصوفية ]

والتحذير منهم قائلا:

"ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا،
وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام،
وأهل التوحيد والتحقيق. وأفضل أهل الطريق،
حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين،
وأكابر مشايخ الدين:

لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال،
وإيضاح هذا الضلال.


ولكن يُعلم أن الضلال لا حد له،
وأن العقول إذا فسدت:
لم يبق لضلالها حد معقول،


فسبحان من فرق بين نوع الإنسان،
فجعل منه من هو أفضل العالمين،

وجعل منه من هو شر من الشياطين،


ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء،
كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب،


وهو الذي يوجب جهاد هؤلاء الملحدين،
الذين يفسدون الدنيا والدين
"

(الفتاوى 2/357 ـ 358).



مسلم 70 16-03-14 04:33 PM


قال الإمام العلامة بحر العلوم ابن القيم فى كتابه المتحف طريق الهجرتين

فنبأ القوم عجيب ، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم ، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك ، وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله ، وغمرت بمحبته ، وخشيته ، وإجلاله ، ومراقبته ؛ فسرت المحبة في أجزائهم ؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب ، قد أنساهم حبه ذكر غيره ، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه ، قد فنا بحبه عن حب من سواه ، وبذكره عن ذكر من سواه ، وبخوفه ، ورجائه ، والرغبة إليه ، والرهبة منه ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والسكون إليه ، والتذلل ، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره .


فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه ؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه ، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى ،

ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها ؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته ، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه ، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه ؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته ، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .

وقيل لبعض العارفين : أيسجد القلب بين يدي ربه ؟!

قال : أي والله بسجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة .
فشتان بين قلب يبيت عند ربه قد قطع في سفره إليه بيداء الأكوان ، وخرق حجب الطبيعة ، ولم يقف عند رسم ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربه في داره ؛

فشاهد عز سلطانه ، وعظمة جلاله ، وعلو شأنه ، وبهاء كماله ، وهو مستو على عرشه ، يدبر أمر عباده ، وتصعد إليه شؤون العباد ، وتعرض عليه حوائجهم وأعمالهم ؛ فيأمر فيها بما يشاء ؛ فينزل الأمر من عنده نافذًا ،


فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه ، مقيما لكل ما سواه ، غنيا عن كل من سواه ، وكل من سواه فقير إليه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، يغفر ذنبًا ، ويفرج كربًا ، ويفك عانيًا ، وينصر ضعيفًا ، ويجبر كسيرًا ، ويغني فقيرًا ، ويميت ويحيي ، ويسعد ويشقي ، ويضل ويهدي ، وينعم على قوم ، ويسلب نعمته عن آخرين ، ويعز أقواما ، ويذل آخرين ، ويرفع أقواما ، ويضع آخرين ،

ويشهده كما أخبر عنه أعلم الخلق به وأصدقهم في خبره حيث يقول في الحديث الصحيح : يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وبيده الأخرى الميزان :يخفض ويرفع .

فيشاهده كذلك يقسم الأرزاق ، ويجزل العطايا ، ويمن بفضله على من يشاء من عباده بيمينه ، وباليد الأخرى الميزان يخفض به من يشاء ، ويرفع به من يشاء عدلاً منه وحكمة ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،

فيشهده وحده القيوم بأمر السموات والأرض ومن فيهن ، ليس له بواب فيستأذن ، ولا حاجب فيدخل عليه ، ولا وزير فيؤتى ، ولا ظهير فيستعان به ، ولا ولي من دونه فيشفع به إليه ، ولا نائب عنه فيعرفه حوائج عباده ، ولا معين له فيعاونه على قضائها ، أحاط - سبحانه - بها علمًا ، ووسعها قدرة ورحمة ، فلا تزيده كثرة الحاجات إلا جودًا وكرمًا ، ولا يشغله منها شأن عن شأن ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، لو اجتمع أول خلقه وآخرهم ، وإنسهم وجنهم ، وقاموا في صعيد واحد ، ثم سألوه فأعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده ذرة واحدة ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا غمس فيه ، ولو أن أولهم وآخرهم ، وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا ، ذلك بأنه الغني الجواد الماجد ، فعطاؤه كلام ، وعذابه من كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

ويشهده كما أخبر عنه أيضا الصادق المصدوق حيث يقول: إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه .

وبالجملة فيشهده في كلامه فقد تجلى - سبحانه وتعالى- لعباده في كلامه ، وتراءى لهم فيه ، وتعرف إليهم فيه ، فبعدًا وتبًا للجاحدين والظالمين أفي الله شك فاطر السموات والأرض لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) .
قلت قد فضحنا بن القيم


مسلم 70 18-03-14 10:15 PM

ترجمة لـــــ
الإمام العلم الأعجوبة الجبل البحر الزاخر

الشيخ العلامة الحافظ: شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن القيم الجوزي الدرعي الدمشقي الحنبلي.

ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة.

وسمع على الشيخ: تقي الدين سليمان القاضي وأبي بكر بن عبد الدائم وشيخ الإسلام ابن تيمية والشهاب النابلسي العابر وفاطمة بنت جوهر وعيسى المطعم وجماعة.

وقرأ في الأصول على الصفي الهندي.

وتفقه في المذهب وأفتى وتفنن في علوم الأسفار وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه وبأصول الدين وإليه فيهما المنتهى وبالحديث ومعانيه وفقهه ودقائق الاستنباط منه لا يلحق في ذلك وبالفقه وأصوله وبالعربية وله فيها اليد الطولى وبعلم الكلام وغير ذلك من: كلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم له في كل فن من الفنون اليد الطولى والمعرفة الشاملة.

وكان عالما بالملل والنحل ومذاهب أهل الدنيا علما أتقن وأشمل من أصحابها.

وكان جريء الجنان واسع العلم والبيان عارفا بالخلاف ومذاهب السلف غلب عليه حب ابن تيمية - رحمه الله - وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه وكان له حظ عند الأمراء المصريين واعتقل مع شيخه ابن تيمية في القلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبا بالدرة فلما مات شيخه أفرج عنه.

وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية وكان ينال من علماء عصره وينالون منه وكان نيله حقا ونيلهم باطلاً.

قال الذهبي في المختصر: حبس مرة لإنكاره شد الرحل لزيارة قبر الخليل ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم جريء على أمور وكانت مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من مصر اثنتي عشرة سنة إلى أن مات.

قال الحافظ ابن كثير: كان ملازما للأشغال ليلا ونهارا كثير الصلاة والتلاوة حسن الخلق كثير التودد لا يحسد ولا يحقد.

قال: ولا أعرف في زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه وكان يطيل الصلاة جدا ويمد ركوعها وسجودها وكان يقصد للإفتاء بمسألة الطلاق إلى أن جرت له بسببها أمور يطول بسطها مع ابن السبكي وغيره.

وكان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار وكان يقول: هذه عبادتي حتى لو لم أعتدها سقطت قواي وكان مغرما بجمع الكتب فحصل منها ما لا ينحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوى ما اصطفوه لأنفسهم منها.

وله من التصنيفات: زاد المعاد في هدي خير العباد أربع مجلدات كتاب عظيم جدا وأعلام الموقعين عن رب العالمين ثلاث مجلدات وبدائع الفوائد مجلدان وجلاء الأفهام مجلد وإغاثة اللهفان مجلد ومفتاح دار السعادة مجلد ضخم وكتاب الروح وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة مجلدات وتصانيف أخرى.

ومن نظمه: قصيدة تبلغ سبعة آلاف بيت سماها: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية مجلد.

ومن كلامه: بالصبر والفقر تنال الإمامة في الدين وكان يقول: لا بد للسالك من همة يسيرة ترقيه وعلم يبصره ويهديه.

وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف وهو طويل النفس فيها قصدا للإيضاح ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك وله في ذلك ملكة قوية وهمة علوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها.

مات سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ثالث عشر رجب وكانت جنازته المقدسة حافلة جدا ورؤيت له بعد الموت منامات حسنة وكان هو ذكر قبل موته بمدة: أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن: منزلته؟ فقال: إنه أنزل منزلا فوق فلان وسمى بعض الأكابر ثم قال: وأنت كدت تلحق بنا ولكن أنت الآن في طبقة ابن خزيمة.

قال الشيخ العلامة ابن رجب الحنبلي - في طبقاته -: وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى والانكسار له والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته لم أشهد مثله في ذلك ولا رأيت أوسع منه علما ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه وليس هو بالمعصوم ولكن لم أر في معناه مثله وقد امتحن وأوذي مرات وحبس مع شيخه في المرة الأخيرة بالقلعة منفردا عنه وكان مدة حبسه مشتغلا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر ففتح عليه من ذلك خير كثير وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف والدخول في غوامضهم وتصانيفه ممتلئة بذلك وحج مرات كثيرة وجاور بمكة وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه ولازمت مجالسته قبل موته أزيد من سنة وسمعت عليه قصيدته النونية الطويلة في السنة وأشياء من تصانيفه وغيرها.

وأخذ عنه العلم خلق كثير في حياة شيخه وإلى أن مات وانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون له: كابن عبد الهادي وغيره.

قال القاضي برهان الدرعي: ما تحت أديم السماء أوسع علما منه درس بالصدرية وأم بالجوزية مدة طويلة وكتب بخطه مالا يوصف كثرة وصنف تصانيف كثيرة جدا في أنواع العلم وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه واقتناء كتبه واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره

فمن تصانيفه:




كتاب: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته على ما فيه من الأحاديث المعلولة مجلد.

وكتاب: سفر الهجرتين وباب السعادتين مجلد ضخم.

وكتاب: شرح منازل السائرين كتاب جليل القدر.

وكتاب: شرح أسماء الكتاب العزيز مجلد.

وكتاب: زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء.

وكتاب: نقد المنقول والمحك المميز بين: المردود والمقبول.

وكتاب: نزهة المشتاقين وروضة المحبين مجلد.

وكتاب: الداء والدواء مجلد.

وكتاب: تحفة الودود في أحكام المولود مجلد لطيف.

ثناء العلماء عليه و يكفيه ثناءا ملازمة شيخ الإسلام بن تيمية حتى مات فى السجن وهو معه مسجون



ثناء تلميذه الإمام بن كثير رحمه الله عليه

[وسط]وَفِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ ثَالِثَ عَشَرَ رَجَبٍ، وَقْتَ أَذَانِ الْعِشَاءِ تُوُفِّيَ صَاحِبُنَا الْإِمَامُ الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ الزُّرَعِيُّ، إِمَامُ الْجَوْزِيَّةِ، وَابْنُ قَيِّمِهَا، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنَ الْغَدِ بِالْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ، وَدُفِنَ عِنْدَ وَالِدَتِهِ بِمَقَابِرِ الْبَابِ الصَّغِيرِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وُلِدَ فِي سِنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَاشْتَغَلَ بِالْعِلْمِ، فَبَرَعَ فِي عُلُومٍ مُتَعَدِّدَةٍ، لَا سِيَّمَا عِلْمُ التَّفْسِيرِ، وَالْحَدِيثِ وَالْأَصْلَيْنِ، وَلَمَّا عَادَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ مِنَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَسَبْعِمِائَةٍ لَازَمَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ الشَّيْخُ، فَأَخَذَ عَنْهُ عِلْمًا جَمًّا مَعَ مَا سَلَفَ لَهُ مِنَ الِاشْتِغَالِ، فَصَارَ فَرِيدًا فِي بَابِهِ فِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ، مَعَ كَثْرَةِ الطَّلَبِ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَالِابْتِهَالِ، وَكَانَ حَسَنَ الْقِرَاءَةِ وَالْخُلُقِ، كَثِيرَ التَّوَدُّدِ، لَا يَحْسُدُ أَحَدًا، وَلَا يُؤْذِيهِ، وَلَا يَسْتَعِيبُهُ، وَلَا يَحْقِدُ عَلَى أَحَدٍ، وَكُنْتُ مِنْ أَصْحَبِ النَّاسِ لَهُ، وَأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَلَا أَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِنَا أَكْثَرَ عِبَادَةً مِنْهُ، وَكَانَتْ لَهُ طَرِيقَةٌ فِي الصَّلَاةِ يُطِيلُهَا جِدًّا، وَيَمُدُّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، وَيَلُومُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ فَلَا يَرْجِعُ،وَلَا يَنْزِعُ عَنْ ذَلِكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيفِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ شَيْءٌ كَثِيرٌ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْحَسَنِ شَيْئًا كَثِيرًا، وَاقْتَنَى مِنَ الْكُتُبِ مَا لَا يَتَهَيَّأُ لِغَيْرِهِ تَحْصِيلُ عُشْرِهِ مِنْ كُتُبِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ قَلِيلَ النَّظِيرِ، بَلْ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي مَجْمُوعِهِ، وَأُمُورِهِ، وَأَحْوَالِهِ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ الْخَيْرُ وَالْأَخْلَاقُ الصَّالِحَةُ، سَامَحَهُ اللَّهُ وَرَحِمَهُ، وَقَدْ كَانَ مُتَصَدِّيًا لِلْإِفْتَاءِ بِمَسْأَلَةِ الطَّلَاقِ الَّتِي اخْتَارَهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَجَرَتْ لَهُ بِسَبَبِهَا فُصُولٌ يَطُولُ بَسْطُهَا مَعَ قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيِّ الدِّينِ السُّبْكِيِّ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ كَانَتْ جَنَازَتُهُ حَافِلَةً رَحِمَهُ اللَّهُ، شَهِدَهَا الْقُضَاةُ، وَالْأَعْيَانُ، وَالصَّالِحُونَ مِنَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَتَزَاحَمَ النَّاسُ عَلَى حَمْلِ نَعْشِهِ، وَكَمَلَ لَهُ مِنَ الْعُمْرِ سِتُّونَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ.


وقال ابن رجب الحنبلي: "وكان شديد المحبة للعلم ... واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره".


وقال الحافظ ابن حجر: "وكان مُغْرىً بجمع الكتب، فَحَصَّل منها ما لا يُحْصَر ... ".



علاقته بشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- :

قالابن حجر عن الإمام بن القيم: "وكان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه".
فلقد كان لابن تيمية - رحمه الله- يدًا في تحديد مسار ابن قيم الجوزية - رحمه الله- في طلبه للعلم وتوجيهه إلى المذهب الحنبلي ،ومما يدل على ذلك إقراره هو بنفسه أنه قد وقع في بعض المهالك، كتأويل الصفات، حتى أتاح الله له من أزال عنه تلك الأوهام، وأخذ بيده إلى الطريق السوي، فقد ذكر بنونيته بعض ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات من التأويلات، ثم عقب ذلك بإعلانه أنه وقع في ذلك لولا أن هيأ الله له شيخ الإسلام، فأخذ بيده إلى طريق السلامة،
- صنف ابن قيم الجوزية - رحمه الله- تصانيف كثيرة جدًا في أنواع العلوم، وكان شديد المحبة للعلم، قال ابن كثير - رحمه الله- "... وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، وكتب بخطه الحسن شيئًا كثيرًا، واقتنى من الكتب مالا يتهيأ لغيره...".
وقد تتبع الشيخ بكر أبو زيد أسماء مؤلفات ابن قيم الجوزية - رحمه الله- من ثنايا كتبه ومن غيرها، فبلغت ( ٩٨ كتابًا)، ووضع لها ثبتًا ذكر فيه أسماءها وعرف بها



وقال القاضي برهان الدين الزرعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علماً منه.



وقال عنه الشوكاني: العلامة الكبير المجتهد المطلق المصنف المشهور .
ومن أقواله فى شيخه



يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في *** تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لى الإله بفضله *** من ليس تجزيه يدى ولساني
بفتى أتى من أرض حران فيا *** أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم *** حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها *** نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها *** محجوبة عن زمرة العميان


رحمه الله ونفع به

أبو فراس السليماني 18-03-14 10:54 PM

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى

في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية [ لملاحدة الصوفية وفضح أهلها:


"فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل،
وقد نبهنا على بعض ما به يُعرف معناها وأنه باطل،
والواجب إنكارها؛


فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين
أولى من إنكار دين اليهود والنصارى،
الذي لا يضل به المسلمون،


لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون،

ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين،
الذين أمــر الله بجهادهم بقوله تعالى:

{ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
[التوبة:73]


والنفاق إذا عظُم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب،
وكان في الدرك الأسفل من النار.



وليس لهذه المقالات وجه سائغ،

ولو قُدِّر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحاً
فإنما يحمل عليها إذا لم يُعرف مقصود صاحبها،
وهؤلاء قد عُرف مقصودهم،

كما عُرف دين اليهود والنصارى والرافضة،
ولهم في ذلك كتب مصنفة، وأشعار مؤلفة،
وكلام يفسر بعضه بعضاً.


وقد علم مقصودهم بالضرورة،
فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه،

ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها،
وخيف عليه أن يحسن الظن بها أو أن يضل،


فإن ضررها على المسلمين
أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها
ولا يعرفون أنها سموم،

وأعظم من ضرر السراق والخونة،
الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة.


فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله،
وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سبباً لرحمته في الآخرة،


وأما هؤلاء:
فيسقون الناس شراب الكفر والإلحاد
في آنية أنبياء الله وأوليائه،


ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله،
وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله،


ويظهرون كلام الكفار والمنافقين،
في قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين،

فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمناً ولياً لله،
فيصير منافقاً عدواً لله"


(الفتاوى 2/359).

مسلم 70 19-03-14 03:49 PM

بارك الله فيك أخى الحبيب


صولة الطاعة والكبر والعجب بالطاعة

يقول ابن القيِّم: (إنَّ تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا مِن ذنبه، وأشدُّ مِن معصيته؛ لما فيه مِن صولة الطَّاعة، وتزكية النَّفس وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذَّنب، وأنَّ أخاك باء به، ولعلَّ كسرته بذنبه، وما أحدث له مِن الذِّلَّة والخضوع والإزراء على نفسه، والتَّخلُّص مِن مرض الدَّعوى والكِبْر والعُجْب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرَّأس، خاشع الطَّرف، منكسر القلب أنفع له، وخيرٌ مِن صولة طاعتك، وتكثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنَّة على الله وخَلْقِه بها، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله، وما أقرب هذا المدِل مِن مقت الله، فذنب تَذِلُّ به لديه أحبُّ إليه مِن طاعة تدلُّ بها عليه، وإنَّك أن تَبِيتَ نائمًا وتصبح نادمًا خيرٌ مِن أن تَبِيتَ قائمًا وتصبح مُعْجَبًا؛ فإنَّ المعْجَب لا يَصْعَد له عملٌ، وإنَّك إن تضحك وأنت معترفٌ، خيرٌ مِن أن تبكي وأنت مُدِلٌّ، وأنين المذنبين أحبُّ إلى الله مِن زجل المسبحين المدِلِّين، ولعلَّ الله أسقاه بهذا الذَّنب دواءً استخرج به داءً قاتلًا هو فيك ولا تشعر، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلَّا هو، ولا يطالعها إلَّا أهل البصائر، فيعرفون منها بقَدْرِ ما تناله معارف البَشَر)

أبو فراس السليماني 19-03-14 04:39 PM

1 مرفق
بارك الله فيكم

مسلم 70 21-03-14 05:20 PM

بارك الله فيك أخى واصل

أبو فراس السليماني 22-03-14 09:25 AM

1 مرفق
موقف ابن تيمية من الصوفية -pdf


د.محمد بن عبدالرحمن العريفي


http://saaid.net/book/open.php?cat=121&book=11049

مسلم 70 23-03-14 01:47 PM

جزاك الله خيراً

أبو فراس السليماني 23-03-14 02:48 PM

1 مرفق
وإياكم يا أستاذ مسلم

محمد النجار 27-03-14 01:59 PM

بارك الله فيكم جميعاً

أبو فراس السليماني 05-04-14 11:39 AM

ـ أما في مقام الفناء عن وجود السوي

فيقول ص337
من الكتاب أيضاً:

(الثالث: فناء وجود السوي،
بمعنى أنه يرى الله هو الوجود
وأنه لا وجود لسواه،
لا به ولا بغيره،


وهذا القول للاتحادية الزنادقة من المتأخرين
كالبلياني والتلمساني والقونوي ونحوهم،

الذين يجعلون الحقيقة أنه غير الموجودات وحقيقة الكائنات،
وأنه لا وجود لغيره،
لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به
لكنهم يريدون أنه عين الموجودات،
فهذا كفر وضلال).


أبو فراس السليماني 05-04-14 11:39 AM

ـ وفي مقام الفناء عن شهود ما سوى الرب
ـ وهو الفناء عن الإرادة ـ


يقول ابن تيمية
ص337 من كتابه:

(وفي هذا الفناء قد يقول:
أنا الحق، أو سبحاني،
أو ما في الجنة إلا الله،

إذا فني بمشهوده عن شهوده،
وبموجوده عن وجوده،

وفي مثل هذا المقام يقع السُكْر الذي يسقط التمييز
مع وجود حلاوة الإيمان

كما يحصل بسُكْر الخمر
وسُكْر عشق الصور.


ويُحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله
بسبب غير محرم
فلا جناح عليه فيما يصدر عنه
من الأقوال والأفعال المحرمة،

بخلاف ما إذا كان سبب زوال العقل أمراً محرماً.

وكما أنه لا جناح عليهم

فلا يجوز الاقتداء بهم
ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة،

بل هم في الخاصة
مثل الغافل والمجنون
في التكاليف الظاهرة ).


أبو فراس السليماني 05-04-14 11:40 AM

ـ يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث )


وقد أفتى ابن تيمية
كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى
ص 437:

( فأما لفظ الغوث والغياث

فلا يستحقه إلا الله ،

فهو
غوث المستغيثين،

فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره
لا بملك مقرَّب
ولا نبي مرسل ).

أبو فراس السليماني 05-04-14 11:40 AM

ـ لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر،
وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً،
وعند الشاذلية لا إله إلا الله،

وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي،

وبعضهم يقول عند اشتداد الذكر:
هو هو، بلفظ الضمير.


وفي ذلك يقول ابن تيمية
في كتاب مجموع الفتاوى
ص 229:

(وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً
فلا أصل له،

فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين،
بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ،
وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة
من أحوال أهل الإلحاد
وأهل الاتحاد).


ويقول في ص 228 أيضاً:

( من قال: يا هو يا هو ، أو هو هو ،
ونحو ذلك،
لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره القلب،
والقلب قد يهتدي وقد يضل ).

أبو فراس السليماني 05-04-14 11:41 AM

ـ قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف
بأعمال عجيبة وخوارق،

وفي ذلك يقول ابن تيمية
ص 494:

(وأما كشف الرؤوس،
وتفتيل الشعر،
وحمل الحيات،

فليس هذا من شعار أحد من الصالحين،
ولا من الصحابة،
ولا من التابعين،
ولا شيوخ المسلمين،
ولا من المتقدمين،
ولا من المتأخرين،

ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي،
وإنما ابتُدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة).


ـ ويقول أيضاً في ص 504:

(وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم
أو لقبورهم
أو المقيمين عند قبورهم
فهو نذرُ شركٍ ومعصية لله تعالى).


ـ وفي ص 506 من نفس الكتاب:
(وأما الحلف بغير الله
من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم
فإنه منهي عنه).


ـ ويقول في ص 505
من نفس الكتاب أيضاً:

( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الأجانب وخلوتهم بهن،
ونظرهم إلى الزينة الباطنة،
فهذا حرام باتفاق المسلمين ،
ومن جعل ذلك من الدين
فهو من إخوان الشياطين ).

مسلم 70 06-04-14 01:15 PM

بارك الله فيك

أبو فراس السليماني 06-04-14 09:56 PM

وإياكم يا أستاذ مسلم

مسلم 70 08-04-14 04:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني (المشاركة 1766695)
ـ وفي مقام الفناء عن شهود ما سوى الرب
ـ وهو الفناء عن الإرادة ـ


يقول ابن تيمية
ص337 من كتابه:

(وفي هذا الفناء قد يقول:
أنا الحق، أو سبحاني،
أو ما في الجنة إلا الله،

إذا فني بمشهوده عن شهوده،
وبموجوده عن وجوده،

وفي مثل هذا المقام يقع السُكْر الذي يسقط التمييز
مع وجود حلاوة الإيمان

كما يحصل بسُكْر الخمر
وسُكْر عشق الصور.


ويُحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله
بسبب غير محرم
فلا جناح عليه فيما يصدر عنه
من الأقوال والأفعال المحرمة،

بخلاف ما إذا كان سبب زوال العقل أمراً محرماً.

وكما أنه لا جناح عليهم

فلا يجوز الاقتداء بهم
ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة،

بل هم في الخاصة
مثل الغافل والمجنون
في التكاليف الظاهرة ).


..................

أبو فراس السليماني 09-04-14 06:23 AM

ادعاء كلُّ شيخٍ [ صوفي ] أنه الخاتم



يقول ابن تيمية:
"ثم إن هذا خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة،
لا حقيقة لها،
وصار يدعيها لنفسه،
أو لشيخه طوائف،
وقد ادعاها غير واحد،

ولم يدعها إلا مَنْ في كلامه من الباطل،
ما لم تقله اليهود، ولا النصارى،
كما ادعاها صاحب الفصوص " ( 1 )

وحَقٌّ ما يقول شيخ الإسلام
– وعهدنا به الصدق والأمانة البالغة في النقل –


فابن عربي يزعم في الفتوحات المكية أنه رأى رؤيا،
ثم يقول:
"ثم عبرت الرؤيا بانختام الولاية بي " ( 2 )


وادعتها التيجانية لشيخها أحمد.
قال أحد أتباعه:

"الفصل السادس والثلاثون في ذكر فضل شيخنا،
وبيان أنه خاتم الأولياء،
وإمام الصديقين،
مُمِدُّ الأقطاب والأغواث ... " ( 3 ) .


******************
نقلا عن كتاب هذه هي الصوفية
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى

( 1 ) ص 63 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين
( 2 ، 3 ) ص 15 جـ 2، ص 5 رماح حزب الرحيم)



الساعة الآن 12:23 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "