شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الله أكبـر قصة الجزيرة الخضراء ... لا تفوتكم (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=71269)

خالد بن الوليد1424 02-04-08 01:00 PM

الله أكبـر قصة الجزيرة الخضراء ... لا تفوتكم
 
هذه قصة الجزيرة الخضراء و البحر الأبيض نقلتها لكم كما وجدتها في موقع كتابات , إقرأوها و حمدوا الله على العقل الذي وهبكم إياه و حرم منه الكثير من الرافضة , صدقوني أنكم لم و لن تقرأوا لها مثيلاً قط:

************************************************** *******

الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض 1
كتابات - الدون كيشوت


"ملاحظة إلى الأخ السيد الكرعاوي: أنا لم أعمم يا سيدي، بل ما قصدته هو الأفكار الصفوية لتفريق المسلمين والعرب باختراع أكاذيب لا بد من كشفها. وكما رأيت وقرأت فكل المصادر والروايات هي عن جماعات حاقدة على العرب ولم أقصد مطلقا من يضع مصلحة الوطن فوق كل مذهب فمثل هؤلاء جديرون بالاحترام والتقدير والمؤازرة. ألا تعتقد يا سيدي أنه بسبب هذه الخرافات وتحت مظلتها تسلل إلى العراق وتحكم فيه آل الحكيم وضباط إطلاعات وأفراد السباه باسدران وممثلي مجلس خبركان؟! "



ينقل موقع "زندكي نامه" ملامح إمام الزمان كما رواها من شاهده أو كتب عنه: "وجهه حنطي اللون، حاجبه هلالي الشكل مرتفع، عيناه سوداوان واسعتان جذابتان، عريض الكتف، أسنانه لامعةكأسنان المنشار، أقني الأنف، جبهته مرتفعة، قوي العظم، يده وأصابعه طويلة، في خديه شيء من الصفرة من طول السهر، وعلى خده الأيمن خال أسود، محكم العضلات، جسمه متناسق، طويل القامة، مظهره جميل ورباني، وقور محتشم." وأضافوا أنه أقبل العين. وجاء في لسان العرب: "والقبل في العين: إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى، وقيل إقبالها على الموق، وقيل: إقبالها على عرض الأنف، وقيل: إقبالها على المحجر، وقال اللحياني: هي التي أقبلت على الحاجب، وقيل: القبل مثل الحول، قبلت عينه، وقبلت قبلا واقبلت وهي عين قبلاء، ورجل أقبل العين وامرأة قبلاء، وقد أقبل عينه: صيرها قبلاء. ويقال: قبلت العين قبلا إذا كان فيها إقبال النظر على الأنف، وقال أبو نصر: إذا كان فيها ميل كالحول، وقال أبو زيد: الأقبل الذي أقبلت حدقتاه على أنفه، والأحول الذي حولت عيناه جميعا، وقال الليث: القبل في العين إقبال سواده على الأنف فهو أقبل، وإذا أقبل على الصدغين فهو أخرز.." (حمدت الله أن عيني السيد عبد العزيز الحكيم متنافرتان ولهذا لا يمكن لعمار ولده أن يدعي بعد رحيل والده أن الوالد هو المهدي المنتظر وهي حي وسيظهر!)

وممن رآه، بطل حكاية الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض، وقد طعن بعض رجال الدين الإيرانيين في صحتها، بينما أيدها الكثيرون. وهذا هو القسم الأول منها:

وطلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين والشيخ جلال الدين الحليان المذكوران سابقا عفى الله عنهما فقص لي القصة من أولها إلى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلة صاحب الدار ، وحضور جماعة من علماء الحلة والاطراف ، قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفقه الله ، وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة وهذه صورة ما سمعته من لفظه أطال الله بقاءه و ربما وقع في الالفاظ التي نقلتها من لفظة تغيير ، لكن المعاني واحدة قال حفظه الله تعالى : قد كنت مقيما في دمشق الشام ، منذ سنين ، مشتغلا بطلب العلم ، عند الشيخ الفاضل الشيخ عبدالرحيم الحنفي وفقه الله لنور الهداية في علمي الاصول و العربية ، وعند الشيخ زين الدين علي المغربي الاندلسي المالكي في علم القراءة لانه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع وكان له معرفة في أغلب العلوم من الصرف ، والنحو ، والمنطق ، والمعاني ، والبيان، والاصولين و كان لين الطبع لم يكن عنده معاندة في البحث ولا في المذهب لحسن ذاته.

فكان إذا جرى ذكر الشيعة يقول : قال علماء الامامية . بخلاف من المدرسين فانهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة : قال علماء الرافضة ، فاختصصت به وتركت التردد إلى غيره ، فأقمنا على ذلك برهة من الزمان أقرأ عليه في العلوم المذكورة . فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق الشام ، يريد الديار المصرية ، فلكثرة المحبة التي كانت بيننا عز علي مفارقته ، وهو أيضا كذلك فآل الامر إلى أنه هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر ، وكان عنده جماعة من الغرباء مثلي ، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم . فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة ، وهي أكبر من مدائن مصر كلها ، فأقام بالمسجد الازهر مدة يدرس ، فتسامع فضلاء مصر بقدومه ، فوردوا كلهم لزيارته وللانتفاع بعلومه ، فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر ، ونحن معه على أحسن حال وإذا بقافلة قد وردت من الاندلس ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له وأنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات ، ويحثه فيه على عدم التأخير . فرق الشيخ من كتاب أبيه وبكى ، وصمم العزم على المسير إلى جزيرة الاندلس ، فعزم بعض التلامذة على صحبته ، ومن الجملة أنا ، لانه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة وحسن لي المسير معه فسافرت إلى الاندلس في صحبته فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة ، عرضت لي حمى منعتني عن الحركة . فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي وبكى ، و : قال يعز علي مفارقتك ، فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم ، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الامرين ، وإن من الله بالعافية أتبعه إلى بلده هكذا عهد إلي بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم ، ثم مضى إلى بلد الاندلس ، ومسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام.

فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الحمى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى ، وخرجت أدور في سكك تلك القرية فرأيت قفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن والامتعة ، فسألت عن حالهم فقيل : إن هؤلاء يجيئون من جهة قريبة من أرض البربر ، وهي قريبة من جزائر الرافضة . فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم ، وجذبني باعث الشوق إلى أرضهم فقيل لي : إن المسافة خمسة وعشرون يوما ، منها يومان بغير عمارة ولا ماء ، و بعد ذلك فالقرى متصلة ، فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم ، لقطع تلك المسافة التي لا عمارة فيها ، فلما قطعنا معهم تلك المسافة ، ووصلنا أرضهم العامرة ، تمشيت راجلا وتنقلت على اختياري من قرية إلى اخرى ( إلى ) أن وصلت إلى أول تلك الاماكن ، فقيل لي : إن جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام ، فمضيت ولم أتأخر . فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة ، ولها أبراج محكمات شاهقات ، وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر ، فدخلت من باب كبيرة يقال لها : باب البربر ، فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد ، فهديت عليه ، ودخلت إليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد ، فجلست في جانب المسجد لاستريح وإذا بالمؤذن يؤذن للظهر ونادى بحي على خير العمل ولما فرغ دعا بتعجيل الفرج للامام صاحب الزمان عليه السلام . فأخذتني العبرة بالبكاء ، فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد ، وشرعوا في الوضوء ، على عين ماء تحت الشجرة في الجانب الشرقي من المسجد ، وأنا أنظر إليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدى عليهم السلام . فلما فرغوا من وضوئهم وإذا برجل قد برز من بينهم بهي الصورة ، عليه السكينة والوقار ، فتقدم إلى المحراب ، وأقام الصلاة ، فاعتدلت الصفوف وراءه وصلى بهم إماما وهم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا عليهم السلام على الوجه المرضي فرضا ونفلا وكذا التعقيب والتسبيح ومن شدة ما لقيته من وعثاء السفر ، وتعبي في الطريق لم يمكني أن اصلي معهم الظهر. فلما فرغوا ورأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم ، فتوجهوا نحوي بأجمعهم وسألوني عن حالي ومن أين أصلي وما مذهبي ؟ فشرحت لهم أحوالي وأني عراقي الاصل ، وأما مذهبي فانني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ( بالهدى ) ودين الحق ليظهره على الاديان كلها ولو كره المشركون . فقالوا لي : لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الاخرى لتدخل الجنة بغير حساب ؟ فقلت لهم : وماتلك الشهادة الاخرى ؟ اهدوني إليها يرحمكم الله ، فقال لي إمامهم : الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أميرالمؤمنين ، ويعسوب المتقين ، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والائمة الاحد عشر من ولده أو صياء رسول الله ، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة ، قد أوجب الله عزو جل طاعتهم على عباده ، وجعلهم أولياء أمره ونهيه ، وحججا على خلقه في أرضه ، وأمانا لبريته ، لان الصادق الامين محمدا رسول رب العالمين صلى الله عليه واله أخبربهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عزوجل له عليه السلام في ليلة معراجه إلى السماوات السبع ، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى ، وسماهم له واحدا بعد واحد ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك ، وحصل عندي أكمل السرور ، وذهب عني تعب الطريق من الفرح ، وعرفتهم أني على مذهبهم ، فتوجهوا إلي توجه إشفاق ، وعينوا لي مكانا في زوايا المسجد ، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والاكرام مدة إقامتي عندهم ، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا ولا نهارا. فسألته عن ميرة بلده من أين تأتي إليهم فاني لا أرى لهم أرضا مزروعة ، فقال : تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الابيض ، من جزائر أولاد الامام صاحب الامر عليه السلام ، فقلت له : كم تأتيكم ميرتكم في السنة ؟ فقال : مرتين ، وقد أتت مرة وبقيت الاخرى فقلت : كم بقي حتى تأتيكم ؟ قال : أربعة أشهر . فتأثرت لطول المدة ، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعو الله ليلا ونهارا بتعجيل مجيئها ، وأنا عندهم في غاية الاعزاز والاكرام ، ففي آخريوم من الاربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطئ البحر ، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكروا أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة.

فرأيت شبحا من بعيد يتحرك ، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد وقلت لهم : هل يكون في البحر طير أبيض ؟ فقالوا لي : لا ، فهل رأيت شيئا ؟ قلت : نعم فاستبشرواو قالوا : هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الامام عليه السلام . فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب ، وعلى قولهم إن مجيئها كان في غير الميعاد.


يتبع ,,,,,,,

خالد بن الوليد1424 02-04-08 01:08 PM

الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض - 2


كتابات - الدون كيشوت


فقدم مركب كبير وتبعه آخر وآخر حتى كملت سبعا ، فصعد من المركب الكبير شيخ مربوع القامة ، بهي المنظر ، حسن الزي ، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى عليهم السلام ، وصلى الظهرين ، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علي فرددت عليه السلام فقال : ما اسمك وأظن أن اسمك علي ؟ قلت : صدقت فحادثني بالسر محادثة من يعرفني فقال : ما اسم أبيك ؟ ويوشك أن يكون فاضلا ، قلت : نعم ، ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق. فقلت : أيها الشيخ ! ما أعرفك بي وبأبي ؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر ؟ فقال : لا ، قلت : ولا من مصر إلى الاندلس ؟ قال : لا - ومولاي صاحب العصر ، قلت له : فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي ؟ قال : اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك ، وأصلك ، ومعرفة اسمك وشخصك و هيئتك واسم أبيك ، وأنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء. فسررت بذلك حيث قد ذكرت ولي عندهم اسم ، وكان من عدته أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام اسبوعا وأوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم ، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم، عزم على السفر، وحملني معه، وسرنا في البحر.

فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض فجعلت اطيل النظر إليه ، فقال لي الشيخ واسمه محمد : ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء ؟ فقلت له : إني أراه على غير لون ماء البحر. فقال لي : هذا هو البحر الابيض ، وتلك الجزيرة الخضراء ، وهذا الماء مستدير حولها مثل السور من أي الجهات أتيته وجدته ، وبحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت وإن كانت محكمة ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر عليه السلام فاستعملته وشربت منه ، فاذا هو كماء الفرات. ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الابيض، وصلنا إلى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة أهله ، ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الحزيرة ودخلنا البلد ، فرأيته محصنا بقلاع وأبراج وأسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر ، ذات أنهار وأشجار مشتملة على أنواع الفواكه والاثمار المنوعة ، وفيها أسواق كثيرة ، وحمامات عديدة وأكثر عمارتها برخام شفاف وأهلها في أحسن الزي والبهاء فاستطار قلبي سرورا لما رأيته. ثم مضى بي رفيقي محمد بعد مااسترحنا في منزله إلى الجامع المعظم ، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفي وسطهم شخص جالس عليه من المهابة والسكينة والوقار مالا أقدر ( أن ) أصفه ، والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم ، ويقرؤون عليه القرآن والفقه ، والعربية بأقسامها ، واصول الدين والفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الامر عليه السلام مسألة مسألة ، وقضية قضية ، وحكما حكما . فلما مثلت بين يديه ، رحب بي وأجلسني في القرب منه ، وأحفى السؤال عن تعبي في الطريق وعرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي ، وأن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه. ثم أمرلي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد ، وقال لي : هذا يكون لك إذا أردت الخلوة والراحة ، فنهضت ومضيت إلى ذلك الموضع ، فاسترحت فيه إلى وقت العصر ، وإذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي وقال لي : لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لاجل العشاء معك، فقلت: سمعا وطاعة. فما كان إلا قليل وإذا بالسيد سلمه الله قد أقبل، ومعه أصحابه، فجلسوا ومدت المائدة فأكلنا ونهضنا إلى المسجد مع السيد لاجل صلاة المغرب والعشاء فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله ، ورجعت إلى مكاني وأقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوما ونحن في صحبته أطال الله بقاءه .

فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة ، فلما انقضت الصلاة قلت : يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة ؟ قال : نعم لان شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت فقلت في نفسي : ربما كان الامام عليه السلام حاضرا .

ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة : هل كان الامام حاضرا ؟ فقال : لا ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه عليه السلام فقلت : يا سيدي وهل رأيت الامام عليه السلام ؟ قال : لا ، ولكني حدثني أبي - رحمه الله - أنه سمع حديثه ولم ير شخصه وأن جدي - رحمه الله - سمع حديثه ورأى شخصه. فقلت له : ولم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر ؟ فقال لي : يا أخي إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده ، وذلك لحكمة بالغة وعظمة قاهرة ، كما أن الله تعالى اختص من عباده الانبياء والمرسلين ، والاوصياء المنتجبين ، وجعلهم أعلاما لخلقه ، وحججا على بريته ، ووسيلة بينهم وبينه ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم ، ولا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه .

ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم ، وجعل يسير معي نحو البساتين ، فرأيت فيها أنهارا جارية ، وبساتين كثيرة ، مشتملة على أنواع الفواكه ، عظيمة الحسن والحلاوة ، من العنب والرمان ، والكمثرى وغيرها ما لم أرها في العراقين ، ولا في الشامات كلها .

فبينما نحن نسيرمن بستان إلى آخر إذ مربنا رجل بهي الصورة ، مشتمل ببردتين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم علينا وانصرف عنا ، فأعجبتني هيئته فقلت للسيد سلمه الله : من هذا الرجل ؟ قال لي : أتنظر إلى هذا الجبل الشاهق ؟ قلت : نعم ، قال : إن في وسطه لمكانا حسنا وفيه عين جارية ، تحت شجرة ذات أغصان كثيرة ، وعندها قبة مبنية بالآجر ، وإن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة ، وأنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة ، وأزور الامام عليه السلام منها واصلي ركعتين ، وأجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين ، فمهما تضمنته الورقة أعمل به ، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك وتزور الامام عليه السلام من القبة.

فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله، ووجدت هناك خادمين ، فرحب بي الذي مر علينا وأنكرني الآخر فقال له: لا تنكره فاني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم ، فتوجه إلي ورحب بي وحادثاني وأتيالي بخبز وعنب فأكلت وشربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة ، وتوضأت و صليت ركعتين . وسألت الخادمين عن رؤية الامام عليه السلام فقالا لي : الرؤية غير ممكنة وليس معنا إذن في إخبار أحد ، فطلبت منهم الدعاء ، فدعيا لي ، وانصرفت عنهما ، ونزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة . فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم ، فقيل لي : إنه خرج في حاجة له ، فذهبت إلى دارالشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به وحكيت له عن مسيري إلى الجبل ، واجتماعي بالخادمين ، وإنكار الخادم علي فقال لي : ليس لاحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان ، سوى السيد شمس الدين وأمثاله ، فلهذا وقع الانكار منه لك ، فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله إفضاله ، فقال : إنه من أولاد أولاد الامام ، وإن بينه وبين الامام عليه السلام خمسة آباء وإنه النائب الخاص عن أمر صدر منه عليه السلام . فلما كانت الجمعة الثانية وهي الوسطى من جمع الشهر ، وفرغنا من الصلاة وجلس السيد سلمه الله في مجلس الافادة للمؤمنين وإذا أنا أسمع هرجا ومرجا وجزلة عظيمة خارج المسجد ، فسألت من السيد عما سمعته ، فقال لي : إن امراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر ، وينتظرون الفرج فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي ، فخرجت لرؤيتهم ، وإذاهم جمع كثير يسبحون الله ويحمدونه ، ويهللونه عزوجل ، ويدعون بالفرج للامام القائم بأمرالله والناصح لدين الله م ح م د بن الحسن المهدي الخلف الصالح ، صاحب الزمان عليه السلام . ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله فقال لي : رأيت العسكر ؟ فقلت : نعم قال : فهل عددت امراءهم ؟ قلت : لا قال : عدتهم ثلاث مائة ناصروبقي ثلاثة عشر ناصرا ، ويعجل الله لوليه الفرج بمشيته إنه جواد كريم . قلت : يا سيدي ومتى يكون الفرج ؟ قال : يا أخي إنما العلم عندالله والامر متعلق بمشيته سبحانه وتعالى حتى أنه ربما كان الامام عليه السلام لا يعرف ذلك بل له علامات وأمارات تدل على خروجه. من جملتها أن ينطق ذوالفقار بأن يخرج من غلافه ، ويتكلم بلسان عربي مبين : قم ياولي الله على اسم الله ، فاقتل بي أعداءالله . ومنها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم الصوت الاول : أزفت الازفة يا معشر المؤمنين ، والصوت الثاني : ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد عليهم السلام والثالث بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث صاحب الامر م ح م د بن الحسن المهدي عليه السلام فاسمعوا له وأطيعوا . فقلت : يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الامر عليه السلام أنه قال لما امر بالغيبة الكبرى : من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف فيكم من يراه ؟ فقال : صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته وغير هم من فراعنة بني العباس ، حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره ، وفي هذالزمان تطاولت المدة وأيس منه الاعداء وبلادنا نائية عنهم وعن ظلمهم وعنائهم ، وببركته عليه السلام لا يقدر أحد من الاعداء على الوصول إلينا . قلت: وهل رخص للشيعة أن يشتروا الاماء والعبيد من سبي العامة ؟ قال : نعم ، ومن سبي غيرهم لانه عليه السلام قال : عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم ، وهاتان المسألتان زائدتان على المسائل التي سميتها لك. وقال السيد سلمه الله : إنه يخرج من مكة بين الركن والمقام في سنة وتر فلير تقبها المؤمنون . فقلت : يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج فقال لي : اعلم يا أخي أنه تقدم إلي كلام بعودك إلى وطنك ، ولا يمكنني وإياك المخالفة ، لانك ذوعيال وغبت عنهم مدة مديدة ، ولا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا ، فتأثرت من ذلك وبكيت . وقلت : يا مولاي وهل تجوز المراجعة في أمري ؟ قال : لا ، قلت : يا مولاي وهل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته وسمعته ؟ قال : لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم ، إلا كيت وكيت وعين مالا أقوله . فقلت : يا سيدي أما يمكن النظر إلى جماله وبهائه عليه السلام ، قال : لا ، ولكن اعلم يا أخي أن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الامام ولا يعرفه ، فقلت : يا سيدي أنا من جملة عبيده المخلصين ، ولا رأيته . فقال لي : بل رأيته مرتين مرة منها لما أتيت إلى سر من رأى وهي أول مرة جئتها ، وسبقك أصحابك وتخلفت عنهم ، حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه فحضر عندك فارس على فرس شهباء ، وبيده رمح طويل ، وله سنان دمشقي ، فلما رأيته حفت على ثيابك فلما وصل إليك قال لك : لا تخف اذهب إلى أصحابك ، فانهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة فأذكرني والله ما كان فقلت : قد كان ذلك يا سيدي .

قال : والمرة الاخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الاندلسي ، وانقطعت عن القافلة ، وخفت خوفا شديدا ، فعارضك فارس على فرس غراء محجلة ، وبيده رمح أيضا ، وقال لك : سرو لا تخف إلى قرية على يمينك ونم عند أهلها الليلة ، وأخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه ، ولا تتق منهم فانهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق ، مؤمنون مخلصون ، يدينون بدين علي بن أبيطالب والائمة المعصومين من ذريته عليهم السلام . أكان ذلك يا ابن فاضل ؟ قلت : نعم - و ذهبت إلى عند أهل القرية ونمت عندهم فأعزوني وسألتهم عن مذهبم ، فقالوا لي - من غير تقية مني - : نحن على مذهب أميرالمؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب والائمة المعصومين من ذريته عليهم السلام فقلت لهم : من أين لكم هذاالمذهب ؟ ومن أوصله إليكم ؟ قالوا : أبوذرالغفاري رضي الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام ، ونفاه معاوية إلى أرضنا هذه ، فعمتنا بركته ، فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها ، بعد أن صرحت لهم بمذهبي . فقلت له : يا سيدي هل يحج الامام عليه السلام في كل مدة بعد مدة؟ قال لي : يا ابن فاضل ! الدنيا خطوة مؤمن ، فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده ووجود آبائهعليهم السلام ، نعم يحج في كل عام ويزور آباءه في المدينة والعراق ، وطوس ، على مشرفيها السلام ، ويرجع إلى أرضنا هذه . ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق وعدم الاقامة في بلاد المغرب ، وذكر لي أن ذراهمهم مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن القائم بأمر الله . وأعطاني السيد منها خمسة دراهم وهي محفوظة عندي للبركة . ثم إنه سلمه الله وجهني مع المراكب التي أتيت معها إلى أن وصلنا إلى تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر ، وكان قد أعطاني حنطة وشعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة وأربعين دينارا ذهبا ، من معاملة بلاد المغرب ولم أجعل طريقي على الاندلس امتثالا لامر السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه وسافرت منها مع الحجج المغربي إلى مكة شرفها الله تعالى وحججت ، وجئت إلى العراق واريد المجاورة في الغري على مشرفيها السلام حتى الممات.

(بحار الانوار مجلد: 48)

رباح 02-04-08 01:17 PM

جزاك الله خيرا اخي خالد
تصدق معتقدات الرافضة مثل افلام الكرتون
وهذا والله نتيجة فساد المعتقد وضعف الحجة
هم يريدون دين من صنعهم يوافق اهواءهم ويفي بمتطلباتهم الشيطانية

القرش 02-04-08 01:33 PM

اتعبت نفسك اخى خالد بهذه الخزعبلات التى ماانزل الله بها من سلطان (ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب)

sunni forever 02-04-08 07:04 PM

بحار الأنوار هو بديل القرآن عند الرافضة !!!!!!!!!!!

طعنوا في القرآن و هو الوحي و احتفوا بكتاب الأنوار


الساعة الآن 09:25 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "