شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   إنها فتنةٌ كقطع الليل المُظلم : (( رسالةُ مُشفق لمُجاهدي الشام )) نُصرة ودولةً (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=168788)

تقي الدين السني 17-01-14 05:12 PM

إنها فتنةٌ كقطع الليل المُظلم : (( رسالةُ مُشفق لمُجاهدي الشام )) نُصرة ودولةً
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين مُحمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .
فإن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، قال الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، وقال جل وعلا : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ )) ، وقال الله : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )) وبعد :
الفصل الأول : نداءٌ نداء إلي كل من يقتل أخاهُ المُسلم في شامنا الغراء
لستُ أدري من أين أبدأ وقد فاضت عَيناي بالدموع وامتلئ قلبي بالآهاتِ على مُصابكم ، ما الذي يجري لكم وقد كُنتم أملاً يتلألأ في سماء الدُنيا ونصراً مؤزراً بإذن الله تبارك وتعالى ! ، ماذا حل بتلك الكتائب المُزمجرة في وجه النصيرية الغادر ؟ ، أيها المُقاتلون الصابرون في عسكر الشام العتيد إتقوا الفتنة فإنها شرٌ عظيم - وقانا الله تعالى شرها - إتقوا الإقتتال بينكم والتنازع خشية أن يذهب ريحكم قال الله : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ، وقال الله تبارك وتعالى : (( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ، وَاصْبِرُوا ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) ! يالله أين أنتم عن كتاب الله تبارك وتعالى كيف سولت لكم أنفسكم أن يدخل الشيطان بينكم ، ويبث الغرب سمومه في أجسادكم الطاهرة ، قد كُنا البارحة نأمل الخير فيكم ولازلنا كذلك ولكنا نخشى عليكم خشيتنا على أنفسنا ، ما الذي أصاب تلك الطلقات والرصاصات التي تحولت تجاه أخيك المُسلم ؟! واعجباه من الحال كيف انقلب وتغير وصار هم البعض المال والثروة والنفوذ في البلاد المُباركة ، وآخر نحسبه على خير يقاتل في سبيل الله تبارك وتعالى ، وآخرٌ يريد أن يبسط سيطرته على البلاد ؟! أين الهدف الأسمى والنبيل أين قتال الكُفار والمشركين ألم تقرأوا كلام الله تبارك وتعالى : (( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ )) اقتلوا الكُفار والمشركين من عبدة الصلبان والمجوسِ عبدة النيران ، لا تقتلوا أنفسكم وتقاتلوا بعضكم البعض فيفرح الذي في قلبه مرض ! قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ )) وصيةٌ عظيمةٌ وكلمةٌ شديدةٌ مِن سيد البشرية وهاديها النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم - بأن لا ترجعوا بعدما بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ووحدها قال الله تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )) فالإسلام وحدكم وثبت صفكم فبالإسلام علونا وفتحت لنا مشارق الأرض ومغاربها وفيما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( تركتُ فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )) ، وقال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها وتمسكوا بها بالنواجذ )) ، لكم دعونا لوحدة الصف وأردنا انتصاراً للمُجاهدين ، وكم أرجوا ان تصل كلمتي إليكم وأن تصل رسالتي لقيادات المُجاهدين في الشام أنتم أمةٌ أعزها الله بالإسلام فإن إبتغينا غير الإسلام أذلكم الله ، هذه كلماتٌ لها أزيزٌ كأزيز المدافع ، درٌ ثمين وكلامٌ عظيم من فاروق الأمة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وليت شعري أين نحنُ مما كان عليه الأوائل من الصحب وهم خير الناس ، ثُم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم الذين فتحت لهم الأمصار والأقطار وحُكموا في الأرض فعدلوا وأنصفوا فدخل القاصي والداني في هذا الإسلام العظيم وكانت لهُ الغلبة بإذن الله وفضله ومنته فقد قال العلي القدير : (( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا )) ، لصدقهم وإيمانهم وعبادتهم وورعهم وتقواهم وعدالتهم ونصرتهم لله ورسوله وقتالهم في سبيله تعالى لاعلاء كلمة الحق وكلمة لا إله إلا الله ، لم يكن لهم غاية إلا الجنة لم يكن لهم غاية إلا رضى الله تبارك وتعالى عنهم ونبيه العدنان ، فنصروا الله جل وعلا فنصرهم الله ومكنهم في الأرض هؤلاء هم قدوتنا وهم الذين نسير على خُطاهم وطُرقهم فلماذا تحيدوا باقتتالكم عن طريق الصحب الكرام - رضي الله عنهم - آآآآهٍ من قسوة هذه الأيام وأذية الفتن وألم قتالكم لبعضكم البعض ! ، فذلك يلقي على الآخر اتهاماتٍ والآخر يتهمهُ باتهمات ، والأخر يستبيح دماء الآخر والآخر يقول : " قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار " ! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى لهُ سائر الجسد بالسهر والحمى )) ، لكن المفاجأة الآن في بلاد الشام لا نرى تطبيقاً واقعياً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الألفة والتواصل والتعاطف فيما بينهم قال الله تبارك وتعالى : (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ )) أشداء على الكُفار لا بينهم ! أشداء على الكفار لا بينهم ! أشداء على الكفار لا بينهم ، وما أجملها من صفة وسمةٍ وصف الله تبارك وتعالى به صحابة النبي صلى الله عليه وسلم : (( رحماء بينهم )) يالله ! أين هذه الرحمة فيكم الآن يا مُجاهدي الشام ؟! أين هي الرحمة بينكم وما يزيدني ألماً وقهراً أن كثيراً ممن يعرف بالعلمِ والمشيخة سيار تلك الركبان وسعى في فساد ذات البين ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فبدلاً من تأجيج نيران الفتنة والاقتتال بين المسلمين كان حرياً بمن يعرف بالعلم والفضل أن يدعوا لإصلاح ذات البين وان يتواصلوا ويتكاتفوا لا أن يتفرقوا ويتنازعوا ألم يقرأ أولئك الذين يدعون لطرد فلان وعلانٍ من ديار المسلمين قول الله جل وعلا : (( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ، وَاصْبِرُوا ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) ، إن تنازعوا فشلوا وإن فشلوا ذهب ريحهم ومُكن عدو الله ورسوله والمسلمين منهم فيالله ما هذه الحال ، فالبدار البدار يا مُسلمين البدار كفاكم اقتتال فالعدو الذي يكفرنا ويستبيح دمائنا يفرحُ لاقتتالكم ولو أنكم تكاتفتم وتوحدتهم فإنهم منكم راهبون خائفون ! بل والله فئرانٌ في جحورهم ينوحون قال الله : (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ? وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ )) ، إياكم والفرقة والقتال قتل الكثير من المُسلمين في اقتتالكم ، واغتصبت النساء من بينكم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إنا نبرأ إليك من كل من يأجج نيران الفتن بين المسلمين ويسعى لفساد ذات البين لا إصلاحها ، فلابد من الإقتصاص من كل من قتل واستباح دماء المسلمين واغتصب ! شكلوا ألفة واحدة وحاكم بشرع الله من ارتكب المجازر والأفعال القبيحة ، فوالله ما أساء مُرتكبها إلا لنفسه لا لدين الله تبارك وتعالى فدين الله باقٍ عالٍ عظيمٍ ضل من حاد عن سبيل الرشاد والهدى قال الله تبارك وتعالى : (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) ، فالفتن تلوحُ بنا هناك يمنة ويسرة ، وتفتك بالأطفال والنساء والصغار والكبار ، قبل أيام أمٌ تحمل طفلةً لا ملامح لها في وجهها والمُجاهدون بينهم يقتتلون ! وآخرٌ يقول ارتكبوا مجزرةً بالرقة وآخر ينفي ما يفترون ، يكفرون ويكفرون ! كلهم يكفرون بعضهم ودمائهم يستبيحون ، وآخرون ينشبون قبور الموتى والله المُستعان ، ويلقونهم بالأبيار أما تراعون حُرمات الله تبارك وتعالى ؟! ألهذه الدرجة وصل بكم الحال وطفئ نوركم وتبدد شوكتكم لتكونوا لقمة سائغة في أفواه الضالين المضلين ! ، تفككتم وتبددتم وذهب ريحكم أرجوكم أتوسل إليكم أقبل أيمانكم كفوا عن الإقتتال ! كفوا عن استباحة دمائكم ، أخترتُ لكم فضل المُجاهدين في سبيل الله والمُقاتلين بحقٍ لإعلاء كلمة الله لا لإعلاء كلمة الدولة الإسلامية في العراق والشام ، ولا لإعلاء كلمة لواء أحرار الشام ، ولا لإعلاء كلمة جبهة النصرة ، ولا لإعلاء كلمة الجبهة الإسلامية بل لإعلاء كلمة الله أبينُ لكم فضلهم ومكانتهم ! واعلم أين أنت من هؤلاء يا مَن تقاتل في بلاد الشام ! إعلم أين أنت من هؤلاء يرحمك الله .
الفصل الثاني : فضل الجهاد والمُجاهدين في سبيل الله
[ أولاً ] من حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على الجهاد والقتال في سبيل الله تبارك وتعالى ، لا التنظيمات والفئات والأحزاب ! .
سأل ابن مسعود رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما روى ذلك هو قال: (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة على ميقاتها) قلت ثم أي ؟ قال: (ثم بر الوالدين) قلت ثم أي ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزادني )) [البخاري مع فتح الباري (6/3)، ومسلم (1/89)] ، فإنظر أين جعل النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة الجهاد ، فقد جعلها الثالثة بعد حق الله تبارك وتعالى ، ثُم حق الوالدين ، ثُم حق الجهاد ، وما أشد حرص الصحابة رضي الله عنهم على الجهاد والقتال في سبيل الله تبارك وتعالى فكان لهم ما أرادوا وقتلوا في سبيل الله وما أحسنها من خواتيم ، وذلك خالد بن الوليد يا أهل الشام الذي دفن في تلك البلاد المقدسة يقول فلا نامت أعين الجبناء ، وهو على فراش الموت تمنى أنه لو قتل في سبيل الله تبارك وتعالى شهيداً فأين أنتم عن هؤلاء .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دُلني على عمل يعدل الجهاد، قال: (لا أجده)، قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر ؟) قال: ومن يستطيع ذلك ؟ قال أبو هريرة: (إن فرس المجاهد ليستنُّ في طِوَله [ أي يذهب ويجيء في مرح ونشاط وهو مربوط في حبله، الفتح (6/5)]، فيكتب له حسنات )) [البخاري رقم الحديث 2785، فتح الباري (6/4)، ومسلم (3/1498).
هذا الصحابي السائل كان يعلم فضل الجهاد، فأراد – والله أعلم – أن يدله الرسول صلى الله عليه وسلم على عمل يساويه يستطيع المداومة عليه في غير وقت الحرب. أو أنه إذا عجز عن مباشرة الجهاد الذي علم فضله يأتي بالعمل الذي يعدله وهو يقدر عليه، وفي كلتا الحالتين هو يدلُّ على حرص الصحابة رضي الله عنهم على زيادة العلم بالأعمال التي لها فضل كبير ليزاولوها وينالوا من الله ثوابها ، وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجوابين :
[ الجواب الأول ] (لا أجده) أي لا أجد عملاً يعدل الجهاد وهو واضح في أفضلية الجهاد على ما سواه من الأعمال.
[ الجواب الثاني ] قوله: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر ؟)، وهذا الجواب كذلك يدل على أفضلية الجهاد على ما سواه من الأعمال، لأن القيام المستمر الذي لا فتور معه، والصيام المتواصل الذي لا إفطار معه عير مستطاعَيْن، كما أجاب بذلك السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن يستطيع ذلك ؟) وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الجواب. وقد نهى هو صلى الله عليه وسلم عن إجهاد النفس في القيام والوصال في الصيام، وإنما أراد صلى الله عليه وسلم أن يبين للسائل أن الاستمرار في القيام بالأعمال الصالحة مجتمعة – لو كانت مستطاعة – قد تعدل الجهاد، وفي هذا ما فيه من بيان فضل الجهاد في سبيل الله.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/5) : (( وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقتضي ألاَّ يعدل الجهادَ شيء من الأعمال )) ، وقال أيضاً : (( قال القاضي عياض: اشتمل حديث الباب على تعظيم أمر الجهاد، لأن الصيام وغيره مما ذكر من فضائل الأعمال قد عدلها كلها الجهاد، حتى صارت جميع حالات المجاهد وتصرفاته المباحة معادلة لأجر المواظب على الصلاة وغيرها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا تستطيع ذلك) )) أهـ ، فما أشد فضلهم وما أعظمهُ وما أرفع منزلتهم وما أعلاها ، فلماذا لا يكونُ هدفنا تلك المنازل العالية والقمم الشاهقة والغرف في الجنان ، لماذا نقتتل فيما بيننا ونفرق ذات البين ونسعى للفتن ، فكُلٌ يدعوا لقتال الآخر ونسينا أنا في جهاد ضد النصيرية الكُفار الفجار الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية أشد كُفراً وأعظمُ خطراً على الإسلام والمسلمين لماذا ! .
[ ثانياً ] درجات المُجاهدين في سبيل الله فاسمع وعي ما أقول يا أخيا فالجنةُ طيبةٌ وباردٌ شرابها جعلنا الله وإياك من أهلها .
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ) فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشِّر الناس ؟ قال: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة )) [البخاري مع فتح الباري (6/11)].
أقول : ولمثل هذا فليعمل العاملون ، إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، وضع ألف خطٍ وخط وكرر معي المُجاهدين في سبيل الله ، المُجاهدين في سبيل الله يا رعاك الله لا المُجاهدين في سبيل الدولة أو النصرة أو أحرار الشام أو الجبهة ! بل في الله واطلب الجنة إن ثمنها غالٍ والحور مهرها غالٍ وهو الجهاد في سبيل الله والقتال لنصرة دين الله وقتال الكفار واعداء الله ورسوله ، جعلنا الله وإياكم من أهل الفردوس ، فمالكم كيف تحكمون ومالكم عن الحق حائدون ، أغواكم الشيطان فسول لكم وأملى لكم تقتلون بعضكم البعض بلا استثناء ! أنتم الملامون أنتم الآثمون في اقتتالكم إن لم توحدوا صفوفكم إن لم تُوحدوا كلمتكم أنتم المُلامون ، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ويدخلكم الجنة عرفها لكم أيها المُجاهدون .
وليس في الحديث تسوية بين الجهاد وعدمه، كما توهم بعض العلماء من قوله صلى الله عليه وسلم: (جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها) بل فيه أن أصل دخول الجنة مضمون له جاهد أو لم يجاهد، وهذا هو الحدّ الأدنى كما مضى، أما الحدّ الأعلى فقد ذكره بقوله: (إن في الجنة مائة درجة) الحديث، وهذه علة لترك التبشير، أي لا تبشِّروهم بما سبق، لئلا يتركوا الأفضل وهو أن في الجنة مائة درجة.. الخكما بين ذلك الحافظ مستدلاً برواية الترمذي ونصها: (قلت يا رسول الله ألا أخبر الناس ؟ قال: (ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة) قال الحافظ فظهر أن المراد لا تبشر الناس بما ذكرته من دخول الجنة لمن آمن وعمل الأعمال المفروضة عليه، فيقفوا عند ذلك ولا يتجاوزوه إلى ما هو أفضل منه من الدرجات التي تحصل بالجهاد [فتح الباري (6/12)].
[ ثالثاً ] المُجاهدون يثابون على كل حركاتهم وسكناتهم في سبيل الله .
قال تعالى: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلَّفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، ذلك بأنهم لا يُصيبهم ظمأ ولا نَصَب ولا مَخْمصة في سبيل الله، ولا يطأون موطئاً يَغِيظُ الكفار، ولا ينالون من عدو نَيْلاً إلا كتب لهم به عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة، ولا يقطعون وادياً إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) [التوبة: 120-121].ظاهر من الآيتين أن حركات المجاهدين في سبيل الله وسكناتهم وجوعهم وظمأهم وتعبهم ونفقاتهم صغرت أم كبرت، وإغاظتهم الكفار بأي نوع من أنواع الأذى المشروع الذي يلحقونه بهم، كل ذلك يكتبه الله لهم عملاً صالحاً ويجزيهم أحسن ما كانوا يعملون، لأن المجاهدين في سبيل الله لا يرغبون بأنفسهم عن نفس نبيهم صلى الله عليه وسلم التي بذلها طيلة حياته في سبيل ربه، وكذلك لا يرغبون بأنفسهم عن أنفس قادتهم المجاهدين الذين يبذلونها في سبيل ربهم مقتدين بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لهم هذا الفضل العظيم الذي فضَّل الله كل دقيقة من عملهم وجليلة في سبيل الله ليغريهم بثوابه الشامل وفضله العميم.
[ رابعاً ] تجارتهم رابحة لأنها تجارةٌ في سبيل الله تبارك وتعالى فأين أنت يا مُجاهدُ منهم ، بالشام وغيره ؟! .
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلُّكم على تجارة تُنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يَغْفِرْ لكم ذنوبكم، ويُدخلْكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنّاتِ عدن، ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصرٌ من الله وفتح قريب، وبشِّر المؤمنين) [الصف: 10-13].
هذه التجارة هي التي يتمناها أولياء الله المجاهدون لتوصلهم إلى رضى ربهم، ورأس مالها الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله، وربحها غفران الله ودخول الجنات، يضاف إلى ذلك نصر الله لأوليائه على أعدائه.
وهي الصفقة المعقودة بين الله وبين عباده المؤمنين، كما قال تعالى: (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون، وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم )) [التوبة: 111] ، المجاهد تاجر يتعامل مع الله الذي يشتري منه نفسه التي هو خالقها، وماله الذي هو مالكه ومعطيه، ويعطيه ثمن نفسه وماله الجنة نقداً لا نسيئة فيه، مضموناً لا خوف من فقده، لأن الله هو المشتري وهو الذي وعد به، وهل توجد تجارة مثل التجارة التي تكون مع الخالق سبحانه ؟ فإن كانت هذه التجارة هي التي يرومها المُجاهد في سبيل الله فلم اخترت قتال أهلكَ واخوانكَ إما تكفيراً لهم وإما مُتأولاً في قتالهم وسعياً للسيطرة على البلاد المقدسة التي تذوق ويلات الأسى والألم والقتل من قبل عصابات الكفر والفجور النصيرية ، لمَ لمَ بربك أيها المُجاهد أبليت وقتك وأتلفت تجارتك وكسدت باقتتلاك بين إخوانك ومعهم ! اليست هذه التجارة هي مُنى الجَميع وبغية الصادقين فلماذا تقتتلون فيما بينكم ، والله إن لغبار تُراب نعل أحدكم في أرض المعمعمة ضد الكفر والمجوس واليهود لهو خيرٌ مني وأحسنُ مني أتوسل إليكم كفاكم كفاكم قتلاً لبعضكم البعض ، أكتب كلماتي بدموع عيني وبآهات قلبي فمتى ينتهي هذا السيل المُتدفق من الدماء بسبب الاقتتال بينكم يرحمكم الله والله إن الدنيا فانيةٌ لا باقية ولا باقٍ فيها أحد قال الله : (( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ )) والخاتمة إما جنةٌ وإما نار ، جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة ووفانا شر النار وزمهريرها .
الفصل الثالث : البدار البدار من غلبة الهوى وسيطرة النفس على المُجاهدين الأخيار .
اخترتُ الفصل الثالث لما رأيتُ من الواقع الأليم الذي يُحيط بكم ، إني والله لأحسن الظن بنواياكم وبجهادكم ولكن الإقتتال الذي يجرى بينكم بابٌ من أبواب الخلاف والسبب غلبة الهوى ، فوالله إني لأخشى على نفسي كما أخشى عليكم فالله تعالى يقول : (( فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )) ، قال الإمام ابن القيم الجوزية : (( الهوى ميل النفس إلى ما يلائمها ، وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه ، فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح . فالهوى ساحب له لما يريده ، كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه ، فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا ، وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار )) ، إن الهوى يودي إلي المَهلاك فإلي الدولة الإسلامية في العراق والشام - إني أحبكم في الله - ، وإلي جبهة النصرة - إني أحبكم في الله - ، وإلي الجبهة الإسلامية - إني أحبكم في الله - وإلي كُل مجاهد يُريد وجه الله تبارك وتعالى ويخشى على نفسه الهلاك وسوء الختام والمآل إني أحبكم في الله إتركوا الإقتتال يرحمكم الله واطردوا الشياطين التي تبث سمومها بينكم فإني والله مُشفق على نفسي وعليكم قال الله : (( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )) يالله إن الذي يتبع هواهُ يضل عن سبيل الله وما عقاب الذي يضل عن سبيل الله ! العذاب الشديد ، لا تكونوا ممن نسي يوم الحساب وغرتهُ السُلطة والسيطرة وقاتل أخاهُ المُسلم لأجل حُكم بلدٍ من البلاد فإنا والله على أنفسنا وعليكم لمشفقون وخائفون فمالكم كيف تحكمون ! .
أما قرأ فيكم القارئ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى )) ! .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل،أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة )) يالله نسأل الله أن يقينا شر هذه البلية وهذه الطريق المُضطربة المليئة بالعراقيل ، فإني لكم ولنفسي ناصحٌ أمين فإن كُنا نريد تحكيم شرع الله تبارك وتعالى فما نفع هذا الشقاق والاقتتال فيما بيننا والتفرقةَ فيضعفُ عمودنا ويقوى علينا الكُفار ويقتلون منا ونقتل نحن من أنفسنا ، ونحن أمة واحدة أعزنا الله تبارك وتعالى بهذا الدين العظيم ، فإن أردتم تحكيم الشريعة فإختاروا خياركم وأولى الناس بكم علماً وحكموهم ولا تكونوا من أهل التسرع في الأحكام والإطلاقِ فإنا والله في دُنيا فانية والبقاء لله وحدهُ ، قال بعض السلف : (( إذا أشكل عليك أمر أن لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك ، فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوى )) ، فإترك ما كان أقرب لهواك واسعى ليكون الكتاب والسنة هُم الحكم بينكم يا مُجاهدي الشام قال الله : (( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )) ، لا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ما أراهُ الآن شجارٌ عظيم وإراقةٌ لدماء المُسلمين والناسُ فيكم صنفين منهم مؤيد للدولة الإسلامية ومنهم مؤيدٌ للجبهة الإسلامية ومن يقاتل الدولة فلماذا لا تعودوا إلي الكتاب والسنة فتقتصوا ممن قتل المُسلمين والمسلمات ، وممن استباح الأعراض وتضعوا يدا على يد وتقاتلوا النصيرية الذين يعيثون في الأرض فساداً ، فبدلا من نقل قتل المُجاهدين الآن للنصيرية نسمع أن الدولة سيطرت على الرقة أو على الباب او على حلب ! والجبهة الإسلامية تقتحم أحد مقرات الدولة الإسلامية أو تقتل فلان وعلان ! كيف تحكمون وتصنعون أما تتقون الله تبارك وتعالى المُطلع على حالكم وأحوالكم ، ما الذي يجري لكم تريقون دماء بعضكم البعض يرحمكم الله كفى كفى كفى كفى .
اسمع لقول بشر الحافي - رحمه الله - : (( البلاء كله في هواك . والشفاء كله في مخالفتك إياه )) فخالفوا هواكم إن غلب عليكم ، خالفوا أنفسكم إن أمرتكم بمعصية الله وقتل المُسلمين أو الحُكم بردتهم حتى يثبت ذلك بالدليل وإقامة الحُجة والبرهان وأن يثبت عليه إعانةُ الكفار على المُسلمين فذلك لا خلاف فيه ، تأنوا يرحمكم الله أين الشرعيين في هذه المعمعمة ، لماذا نرى الشيخ العرعور والشيخ العجمي يأججون نيران الفتن ، لماذا أرى غيرهم يقاتل فيهم لماذا أرى وأرى فلان يكفر فلان وكلهم يستبيح دم الآخر ، إن أكثر ما نخشى زلة المشايخ فكم من الناس زل وكم من الناس سقط نسأل الله العافية والسلامة ، لماذا لا تكونوا يداً وعوناً في وأد نار الفتنة التي تسري كالوباء بين المسلمين في الشام ويقاتلون بعضهم البعض لماذا بربكم لماذا أوما تتقون الله عز وجل ! .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين ، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا حتى يخرج إليهم ، فمن قهر هواه عز وساد ، ومن قهره هواه ذل وهان وهلك وباد )) ، فاعلموا بقول الأئمة والسلف يرحمكم الله فإني والله لا أظن في أحدٍ منكم سوءاً بقدر ما أظنُ ان غلبة الهوى من الشيطان وما أضعف الإنسان فإذا استعان بالله وأراد إصلاحاً وقاهُ الله شر الشياطين والبشر المُحرضين ، فكفوا أيديكم عن ما يجري بين المسلمين في الشام وكفوا ألسنتكم فتلك فتنٌ كقطع الليل المظلم ، فمن أبتلي بهذا الداء الدفين والمرض العضـال فإنه لا يـرى الحق إلا فيمـا أُشرب هواه , فكل أمـرٍ أُشرب هواه هو الحق والصواب , وإن أتيته بكل آية ما تبع قـولك ...فما أقبح الهـوى , وما أشد ما يفتك بصاحبه , حتى يصده عن الحق وإن كان واضحاً وضوح الشمس أبلجاً ,, وليس ذاك إلا لأن الهوى يورث الكبر ـ في القلب ـ عن قبول الحق , فترى من أبتلي بذلك الداء لا يقبل الحق وإن أوضحت له الحق بالآيات البينات والأحاديث النبوية , فلا يلبث أن يؤلها على هواه , ثم تأتيه بعد ذلك بأقوال أهل العلم الثقات لعلها تكون واعظاً لقلبه وشفاء له من سقمه , فلا يلبث أن يردها وهو من هو حتى يرد على أولئك الأفذاذ ,,, لكنه الكبر عن قبول الحق واتباع الهوى ...
لا يغرنكم أهل الأهواء , وتحروا أخذ العلم الشرعي والأحكام الفقهية من مصادرها من علماء ربانيون هم معذورن بالإجتهاد إن أخطأ أحدهم ,,, أما العوام فلا يجوز ولا يحق لهم الإجتهاد من تلقاء أنفسهم وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أُفتي بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه ) ، فكفاكم والله إنا عليكم خائفون ومشفقون ، ألم يحن الوقت أن تكفوا عن الإقتتال بينكم والله إن الحال يرثى لهُ وغلبة الهوى باتت تقتل وتفتك فيكم جميعاً فإتقوا الله إن الله سميعٌ بصير .
الفصل الرابع : وحدة الصف يا مُجاهدي الدولة والنصرة والإسلامية والأحرار الوحدة يرحمكم الله .
فالأمة الإسلامية لها شخصية فريدةٌ عظيمةٌ وهي أنها أمةٌ واحدةٌ مُتكاتفةٌ ، لأن هذا لو تحقق فإن الغلبة لنا بإذن الله ، فقد يقولٌ قائلٌ كيف يكونُ ذلك والجواب على هذا إن الأمة الإسلامية أن تكاتفت وتماسكت فيما بينها ، ولم تتنازع وعملت بالكتاب والسنة وبما كان عليه النبي وصحابته فلها الغلبة بإذن الله تبارك وتعالى ، قال الله : (( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ )) ، فالإسلام رابطةٌ عظيمةٌ وقويةٌ متينةٌ متانة الصوانِ والحديد الصلدِ ، لذلك دعى إبراهيم عليه السلام وهو وابنه اسماعيل عليه السلام وهما يرفعان قواعد البيت أن يجعلهما الله تبارك وتعالى من المسلمين فقال الله : (( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) ، إنها دعوة بالإسلام لله والإخلاص له والنزول على حكمه وتشريعه دون أن يكون لسلطان الدنيا أو النفس أو المكانة في القوم أو الجماعة أو الطائفة أي نصيب منها وإنما أن يكون مسلم لله تبارك وتعالى ، وما أجمله وأعظمه من دعاء وما أحسنها من تسمية كما قال الله تبارك وتعالى : (( هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )) ، فتلك والله ألفةٌ عظيمةٌ تقود إلي النجاةِ والتمكين في الأرض قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )) أهـ ، ولو أن الأمة تمسكت بالكتاب والسنة وأعلنت البراء من الدُنيا وطلقتها ثلاثاً لكان حقاً لها أن تُمكن وأن تفتح مشارق الأرض ومغاربها ، كيف لا وقد فتح الأوائل خير الناس بلا مُنازع وأفضلهم عند الله صحابة النبي ومن بعدهم مشارق الارض ومغاربها لأنهم تعلموا الكتاب والسنة واهتدوا بهدي النبي العدنان فكانوا عالمين عاملين صادقين مخلصين أتقياء عدول أئمة يهتدى بهديهم ويستن بسنتهم ، ولكن اليوم تفرقت الأمة وتقلقلت وتبددت الوحدة في النفوس وصاروا جماعاتٍ وفرق قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تفترق أمتي إلا بضعُ وسبعون شعبة ، الناجية واحدة قالوا : ومن هي يا رسول الله ، قال : ما انا عليه وأصحابي اليوم )) ، لكن اليوم وبكل أسف تفرقت الأمة وذهبت شوكتها ، رغم أنها حقيقةً لها وجود ولها كيان فقد اعتبرها القرآن أمة واحدة وحدتها العقيدة والشريعة والقيم والآداب المشتركة والقبلة الواحدة والمسمى الواحد ، لكن أهل الضلال والزيغ أرادوا لها أن تتفرق وأن تغيب عن وحدتها فاستعملوا شتى الوسائل لذلك ، ودسوا السم في العسل وأقاموا ينفقون المليارات في سبيل تفريق هذه الأمة المُلتحمة كما في القرآن الكريم ومع الأسف إن الإنسان لظلومٌ جهول نجحوا في التفرقة وساعدهم على ذلك ممن ينسبون أنفسهم إلي الإسلام وهو منهم براءٌ براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .

الإسلام يأمر بالوحدة والإئتلاف ونهى عن التنازع والشقاق والفرقةِ قال الله تبارك وتعالى : (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) ، وقال في مطلع الآية : (( وأطيعوا الله ورسوله )) فالمرجع الأول لوحدة وألفة هذه الأمة والمحك الرئيسي أننا نرجع أولا وأخيرا إلي الكتاب والسنة وقول الله تبارك وتعالى وقول نبيه العدنان صلى الله عليه وسلم ، وحدة دار الإسلام التي تجعل أوطان المسلمين وطناً واحداً وإن تباعدت الديار وتناءت الأمصار ، فليست فلسطين أرضاً لنا ، وليست سوريا أرضاً لكم وحدكم فهذه البلاد كُلها أرض وقف للمسلمين جميعاً ، وحدة القيادة حين فرض الإسلام أن يكون للمسلمين خليفة واحد ولكن أنى لهم هذا وقد نجح الاستعمار في تمزيق دول الإسلام ، ومع عدم وجود هذا الخليفة للمسلمين صار كلُّ حاكمٍ لبلدٍ مسلم هو حاكمٌ شرعيٌّ تجب طاعته وعدم مخالفته.
"إن الوحدة بين المسلمين مطلبٌ شرعي ولا يجوز لهم أن يختلفوا ويتفرقوا شيعاً وأحزاباً توالي من ناصرها وساندها وأيدها وتعادي من خالفها في رأي أو توجه أو طريقه ، فلا يزال المسلمون يخالف بعضهم بعضا في الآراء والمواقف حسب ما توصل إليهم اجتهادهم ولم يكن ذلك الخلاف عائقاً أن يكونوا إخواناً متحابين متقاربين اسماً وحقيقة ، وأقصد بمعنى اسماً أن يكونوا تحت مسمَّى أخوة الدين ، وحقيقته أن يكون الواقع مصدقاً لهذه الوحدة في الأقوال والأعمال والمواقف وألا تحكم بين المسلمين الأهواء والشعارات ودسائس النفوس وخطر الشيطان من التفريق والتمزيق والتحريش حتى ينعم المسلمون بحياة ملؤها الاستقرار الحقيقي في المعنى والمضمون ...".
فوحدةُ الصف من مقاصد الشريعة فإلتزموا به يرحمكم الله إن الأمر عظيمٌ جلل ، وهذا الزمانُ مليءٌ بالفتن ففي ظل الثورات العربية والإنقلابات العسكرية على الحُكام الظلمة - عاملهم الله بما يستحقون - تغيرت الأوضاع لكثير من البلاد وانقلبت الآية رأساً على عقب واليوم في الشام أراد أهلُ سوريا اقتصاص هذا الكافر بشار من جذورهِ فكان أن كشر عن حقد دفين وشدةُ كرهٍ لأهل السنة والموحدين فدعا إلي عبادته - لعنه الله - ، وقتل المسلمين وذبحهم واغتصب حرائرنا هذا اللعين ، ونكل وآذى المسلمين واستعمل القنابل الممنوعة دولياً والمحرمةُ في عرف الكُفار ! ولم يتحرك أحدٌ ساكناً وعندما أرادت دولة النصارى الامريكان التدخل لم يكن ذلك لسود عيون أهل سوريا بل لأنها خشيت أن يكون هذا تأثيرا على أمن المُغتصبين الصهاينة والكفر " إسرائيل " فاجتمع المسلمون من كل البلاد ودخلوا هذه الأرض الطاهرة ليقاتلوا بشار ! ولكن إنقلبت الآية وتغير الحال وصاروا يقتتلون فيما بينهم ويتفرقون ويتنازعون فذهب ريحهم وشمت أعداء الله ورسوله بهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ! إني لأتكلمُ من حرقةٍ وألمٍ وأسى على هذا الحال ، قال الفاروق عمر - رضي الله عنه - : (( نحن أمةٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )) ، يالله ما أعظمها من كلمات وما أشد وقعها في نفوس العالمين من العباد فاعتصموا يرحمكم الله وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا ! لا كلمة الدولة الإسلامية في العراق والشام لا كلمة جبهة النصرة لا كلمة الجبهة الإسلامية ! بل لأجل إعلاء كلمة الحق وهي لا إله إلا الله ، هذه لو عدنا لنقاتل لأجلها فإني أقسمُ لكم بالله وأشهد الله ثُم أشهدكم أنهُ سيمكن لنا في هذه الأرض وسننتصر قال الله : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) ، يا أهلنا ، يا أبنائنا يا مُجاهدينا إرحموا أنفسكم وأرحموا أهل الشام في تلك البلاد ولتكونوا يدا واحدةً تقاتل في سبيل الله ! لماذا هذه الفرقة يا أمة الإسلام ثبتنا الله تعالى وإياكم على الكتاب والسنة والله المُستعان ، وفي الختام ما كتبت إلا لأني أريد الإصلاح ما استطعت قال الله : (( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) ، فهذه الكلماتْ وهذه الفصل كُتب بدمع العُيون فإرحموا أنفسكم ولتكاتفوا ولتتآلفوا وإنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
الفصل الخامس : حُرمة دم المُسلم على المُسلم وخاتمة إن شاء الله .
أخي المُجاهد ، أخي المُسلم إياك والوقوع بدماء إمرءٍ مُسلم فقد تواترت الأدلة في القرآن والسنة على حُرمة الدم المُسلم ، فالمُسلم معصومُ الدم والمال ، معصوم العرض لا ترفعُ عنهُ هذه العصمة إلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث : كَفَرَ بعدَ إسلامهِ ، أو زَنَى بعد إحصانهِ ، أو قَتَلَ نفساً بغير نفس )) ، وما أشد قتل المُؤمن المُسلم وما اعظمهُ عند الله تبارك وتعالى يا مُجاهد الدولة والنصرة والجبهة أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )) ، والله الذي لا إله إلا هو إن هذا الحديث أعظمُ دليل على حرمة دم المسلم وعدم الخوض فيه إلا لأسباب ثلاثة ذكرناها من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فأين أنتم عن هذا يا مُجاهدي الشام ! .
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ] : ( يقول الله تعالى : ليس لمؤمنٍ أنْ يقتل أخاه بوجه من الوجوه ، وكما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله ، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه ).
وقال ابن كثير في تفسير نفس الآية : وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله ، حيث يقول الله سبحانه في سورة [ الفرقان : 68 ] (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ )) الآية ، وقال تعالى : (( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )) إلى أنْ قال : (( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) [ الأنعام : 151 ] ، والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جحد آية من القرآن ، فقد حل ضرب عنقه ، ومن قال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، فلا سبيل لأحد إلاّ أنْ يصيب حداً فيقام عليه )) فاحذر يرحمك الله أن تلطخ يدك بدم إمرء مسلم ، أو أن تكون سبباً في قتل إنسان مسلم فإن ذلك من أعظم الأسباب التي تحول بينك وبين دخول الجنة ، واعلم أخي المُسلم الكريم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحذِّر أمته من الأمور التي تدعو الإنسان إلى أنْ يقتل مسلماً أو أنْ يجرح مسلماً ، ومن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يمر المسلم ، ومعه السهام في أسواق المسلمين ، أو في مساجد المسلمين ، أو في أي مكان من أماكن تجمعهم ، إلا أن يكون النصل مغطىً حتى لا يجرح به مسلماً ، وهو لا يشعر . فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : (( إذا مَرَّ أحدكم بمسجدنا أو في سوقنا ، ومعه نبل فليمسك عن نصالها بكفه ، لا يعقر مسلماً )) ، قال الشيخ ماهر الفحل : (( إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن ، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن – وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك ؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ )) قُلت : إي ورب الكعبة ما أعظم الفتنة وما أشد وقعها على أعناق المسلمين وما يترتب عليها فكيف بالله عليكم تقفون على مثل هذه الأفعال وتصمتون ، ولعلني أختم وقد أطلتُ فإلي الدولة الإسلامية في الشام والعراق ، وإلي الجبهة الإسلامية ، وإلي جبهة النصرة ، وإلي لواء احرار الشام فإتقوا الله في أنفسكم وأنصفوا أنفسكم وإرحموا المُسلمين من هذه الفتن التي تفتك بكل مُسلم فكم تأذى منها مُسلمٌ وكم إمرأة بكت على طفل لها مات بسبب اقتتالكم ، فإلي متى تقتتلون فيما بيكم وأنتم مُسلمون ، وإن أردت إلا الإصلاح ما استطعت ، فهذا والله إبراء ذمةٍ مما يجري فقد كتبتُ بدُموع عيناي لكم ، فكم أرجوا ان تصلكم رسالتي التي كُتبت بدموع عين العبد الفقير .
وصلي اللهم وسلم على الحبيب مُحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .
كَتبهُ العبد الفقير إلي الله /

تقي الدين السني الغزي الشامي

17/1/2014

أبو فراس السليماني 17-01-14 06:18 PM

جزاكم الله تعالى خيرا
وبارك الله فيكم

تقي الدين السني 17-01-14 10:48 PM

وفيكم بارك الله.

تقي الدين السني 19-01-14 04:55 PM

لا إله إلا الله ..

منذر الفتاح 19-01-14 05:38 PM

لقد اتحد رافضة العالم على خلافاتهم فما بال السنة لا يتوحدون على ضد عدوهم وينسو خلافاتهم الفقهية
بارك الله فيكم

تقي الدين السني 19-01-14 08:38 PM

لكم نرجوا ان تتحد كلمة المجاهدين وأن يتوحد صفهم لقتال هؤلاء المشركين بارك الله فيك ونفع بك .

جند الكتائب 20-01-14 12:16 AM

بارك الله فيك اخانا الحبيب باذن الله وصلت الى اخوانك

تقي الدين السني 20-01-14 07:22 AM

أرجوا ان تكون كذلك أخي الحبيب جند الكتائب ، بارك الله فيك ونفع الله بك .

تقي الدين السني 03-02-14 11:20 PM

لا اله الا الله....

فارس الاقصى 04-02-14 02:46 PM

بارك الله فيك

الله يوحد كلمتهم وينصرهم .. باذن الله على ايديهم تعود دولة الخلافه الاسلامية


الساعة الآن 12:57 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "