شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   وقفـات عــرضيـة مع العضـو الرافضـي ( أبي كرار ) !! (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=19802)

أبوس 04-09-03 02:51 PM

وقفـات عــرضيـة مع العضـو الرافضـي ( أبي كرار ) !!
 
[FONT=Times New Roman]هذه وقفات عجلى جاءت رداً على موضوع أبي كرار ( أسئلة لا غنى عنها لكل باحث )

العضو : أبا كرار المحتار !!

إني أنصح لك أن تتقي الله في نفسك ، وأن تتخذ إلى الحق سبيلاً مستقيماً غير ذي عوج ، أما ما أنت بسبيله الآن فإنه ـ بحق ـ لا يعني عندنا شيئاً ، لأنه قائم على أمور منها :
1 ـ استنتاجات عقلية خاطئة ، بل ورجم بالغيب كزعمكم العلمَ بالوصية الثالثة واتهامكم الرواة بغير بينة ولا سلطان ، ما لكم بذلك من علم إن أنتم إلا تخرصون ، كما أن الظن لا يغني من الحق شيئاً ، وقد قال ـ تعالى ـ : (( ولا تقفُ ما ليس لك به علم )) ، فعليك بالبينات الواضحات ، ودع عنك اتباع الظن والأوهام ، ولا تكن كجحا فتكذبَ على نفسك ثم تصدقَ كذبتك !!
2 ـ الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا يستدلّ بها ، ومظانها ـ غالباً ـ كتب التأريخ التي أكثرتَ من الاستشهاد بها هنا !!
3 ـ جعل الأخطاء والاجتهادات الصادرة عن الصحابة وسيلة إلى النيل منهم ، بل وتكفيرهم ، بل والشقّ عما في صدورهم ، وإبراز نواياهم على الملأ ، فلله دركم !!
وأنت تعلم أنا لا ندعي عصمة الصحابة لا من الذنوب الصغيرة ولا الكبيرة ، فإنهم بشر كغيرهم يخطئون ويصيبون ، ولكن لهم من فضل الصحابة ما يكفر عنهم خطأهم ، ويجعلنا نُمسك عما شجرَ بينهم ، لأنا لم نكن بينهم حاضرين ، فلا يحق لنا أن نحكم عليهم وهم غائبون ، فوقَ ما مسّ الرواياتِ من كذب ومبالغات لكثرة الوضاعين ، وبُعد العهد ، وقلة وسائل الحفظ التأريخي ، ومن أراد السلامة فلينكبّ على نفسه ، ولينشغل بإصلاحها ، فإن في ذلك لشغلاً عما لا داعيَ إليه !
4 ـ التوهمات التي تجعل المرء يحسب كل صيحة عليه ، فإنكم معاشر الرافضة تظنون أن الصحابة لا يفكرون إلا في علي ، ولا همّ لهم سواه ، فلهذا فسرتم كل حركة من الصحابة بأنه مكر واحتيال حتى يتخلصوا من ولاية علي ، بل وجعلتم حتى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمكر كمكركم ، ووصفتموه بصفة دنيئة وهي المكر ، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنه لا ينبغي لنبي أن تكون لـه خائنة الأعين ) { حديث صحيح } ، كما وصفتموه بالجبن عن إبلاغ الصحابة بولاية علي من بعده ، وهو قد صمد في وجه قريش سنين عدداً ، ما رفّ له جفن ، ولا وهن له عضد ، فكيف يجبن عن الإعلان بالولاية ، ثم إن علياً ذو مكانة في قريش ، وعشيرته تؤويه وتنصره ، وهي أكبر وأقوى من عشيرة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ، فكيف يعجز الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الجهر بولايته من بعده ، وهو (( الرسول )) وأمره مطاع ، والله معه ، ثم يستطيع أبو بكر أن يفرض طاعته ، ويتم البيعة له فيستقرّ أمر المسلمين عليه ، فإن قلتم : كان معه على ذلك عمر ، قلنا : ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان معه الله ، وهو مسموع الكلمة من أصحابه ، قال ـ تعالى ـ : (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )) !!
وهؤلاء الصحابة هم الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، فلهم بذلك الفلاح ، ولسابّهم الضلال والخسران المبين ، وإن لم يكن الصحابة مِن هؤلاء فمَن ؟ أم هم أنتم أيها الرافضة الذين خذلوا علياً والحسين ـ رضي الله عنهما ، وخطبهم تشهد بذلك !!
وهم ممن قال الله ـ تعالى ـ فيهم : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )) ولا جرم أن الصحابة هم أولئك المعنيّون بالآية ، و (( كلهم )) قد وعدهم الله بالحسنى ، سواء من أسلم قبل الفتح أو من أسلم بعده ، والذي أعلمه أن الرافضة لا يقولون بإسلام أحدٍ بعد الفتح ، ولكن الله وعدهم الحسنى ، فإن قيل : إن ذلك مشروط ببقائهم على الدين ، قلنا : يترتب على ذلك أمران :
الأمر الأول : أن الله وعدهم ولكنه أخلف الميعاد ، وهذا كفر بالله تعالى ، فإن الله يقول : (( إن الله لا يخلف الميعاد )) ، ومن وعده الله بشيء فلا يمكن أن يخلفه أبداً ، وإن من صفات المنافقين ـ ومنهم الروافض ـ أنهم لا يعتدّون بوعد الله كما قال ـ تعالى ـ : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً )) أما المؤمنون فإنهم يقولون كما قال ـ تعالى ـ : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) ، ثم إنه يمكن لخارجي أن يردّ كل حديث في مدح عليّ ـ رضي الله عنه ـ ويقول : ( هذا مشروط ببقائه على الدين ) كما تفعل الرافضة بالآيات التي تنص على مدح الصحابة ، فينقلب عليهم سحرهم !!
الأمر الثاني : أن هذا يجر إلى القول بالبداء ، وهو ما قال به الرافضة فعلاً ، وهذا يعني أن الله حكم بأمر ثم بدا لـه فغيّره ، وهذا من صفات النقص ـ والعياذ بالله ـ وهو يعني أن الله كان جاهلاً ثم علم ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ـ !
ثم إذا كان الله يعلم أن الصحابة سيرتدون عن بكرة أبيهم فلماذا ينزل فيهم قرآناً يتلى إلى يوم الدين ، وعلى هذا تصبح الآيات التي تمدحهم لاغية لا معنى وراءها ، وتكون حشواً ـ والعياذ بالله ـ ، ومما يمنع ذلك أيضاً قوله تعالى بعد ما أثنى عليهم : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )) ولو كانت هذه الآية مشروطة ببقاء الصحابة على الدين لما كان لهذه الآية معنى لأنهم ارتدوا فكيف يقول مَن أتى بعدهم : (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) ؟! ثم إن هذه الآية تنفي ردتهم لأن فيها إخباراً عن العصر الذي بعدهم ، وأن على المؤمنين الذين جاءوا بعد عصر الصحابة أن يقولوا : (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) ولو كانوا مرتدين لما قال ـ تعالى ـ ذلك إلا يكون جاهلاً بأمر ردتهم ـ نعوذ بالله من ذلك ـ ، ثم إن الله ـ تعالى ـ يقول : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) ، ولا يحصل التدبر في معنى باطل لا يصح ، كما ذم الله اليهود بأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فقال : (( أفتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون )) وكذلك الرافضة يؤمنون ببعض الكتاب ولا سيما التي يلوونها إلى إثبات الولاية ، ويكفرون بالآيات التي تمدح الصحابة !

إذا تبين لنا أنّ الصحابة لا يخالفون أمر الله ورسوله علمنا أنّه لو بلغهم أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عيّن علياً ـ رضي الله عنه ـ خليفة من بعده لما أجمعوا على مخالفة أمره وهم ألوف ، وقد قال ـ تعالى ـ عنهم : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً )) فقال ( وما بدلوا تبديلاً ) ولو بلغَ الصحابة شيء من ذلك لما اختلفوا في السقيفة ، ولقام بعضهم ـ ولا سيما بني هاشم ـ وأعلن أن الخليفة هو علي ، ولكن إجماع الصحابة يدل على أنه لم يحصل شيء من ذلك ، وهذا ما أقر به علي في مواضع كثيرة من ( نهج البلاغة ) فذكر أن الأمر شورى ، ولم يذكر البتة أن الرسول أوصى إليه .

ثم كيف يستطيع أبو بكر أن يجمع الصحابة على طاعته وقومه قلة ، ولا يستطيع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي أن يفعل ذلك ، وهو من ذكرنا ، أم أن أبا بكر أو عمر ذوو كلمة نافذة مسموعة ، ورسول الله ضعيف غير مطاع ، بل هو يجبن عن إعلان الولاية ؟!!
يا لهذه الحماقة !!
ثم إنْ كان الله قد قضى إلى نبيه أن الخلافة لعلي من بعده فلماذا لم يكن ، أم أن الله لم يقدرْ على ذلك ـ تعالى سبحانه ـ ؟!!
فإن كان قد خُطّ باللوح أن علياً هو الخليفة من بعد رسول الله فسيأتيه قدره مهما يكن من أمره ، وإلا فعلامَ الخصام في أمر لم يخطّ باللوح ؟!!

يا أيها الرافضة :
إنكم لتقولون قولاً عظيماً ، رغم أنه مبني على الأوهام والتخرصات ، فأنتم تقعّدون قولاً ثم تستدلون لـه ، وهذا بيّن من تفسيراتكم للآيات ، والتي هي والله مضحكة أيما إضحاك !!

ألا تعلمون أن هذه الأوهام الكبيرة في إثبات أن علياً هو الخليفة المعين من الله ـ تعالى ـ ترديكم في غياهب الغي والضلالة !
فإن مما يترتب على ذلك أمور منها :
1 ـ القول بتحريف القرآن لفظاً ومعنى !! لدعوى أن الأئمة غير مسمين فيه !! وهذا ينقض دعواكم ، فلو كانت الإمامة من الدين لذكرها الله في كتابه تصريحاً ، وقد قال ـ تعالى ـ : (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) وقال : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) وقال : (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) فكيف بالإمامة وهي عندكم من أصول الدين التي يكفر الجاحد لها ؟!!
2 ـ القول بتكفير الصحابة كلهم إلا قليلاً ، وهذا منكر عظيم يقدح في الدين مما يترتب عليه أمر كبير وهو :
3 ـ ردّ كل الروايات الصادرة عن أهل السنة ، وقد قال جعفر الصادق ما خالف الكتاب والسنة من كلامنا فاضربوا به عرض الحائط ـ أو كما قال ـ وما هي السنة المرادة هنا ؟!
إنه ـ بلا شك ـ يعني الأحاديث الواردة لدى أهل السنة ، ولا يعني غير ذلك ، ولو كان يريد بالسنة أحاديث الأئمة لما طلب عرضها عليها ، فيكون طلب عرض أحاديث بأحاديث أهل البيت ، وهما سواء ، وهذا لا يصح !
وقد قال ـ تعالى ـ : (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) ولم يقل : ردوه إلى أهل البيت أو جعفر الصادق ، والرد الحق إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو بالنظر في سنته الموجودة لدى أهل السنة والتحاكم إليها ، وهذا لا يوجد عند الشيعة إلا نادراً ، فهم يقدمون كلام الأئمة ويعظمونه على كلام خير البرية ومرشدها محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !
بل هم يدعون أنهم من شيعة علي ـ رضي الله عنه ـ ولكنهم لا يتبعونه ، ولا يأخذون بأقواله في ( نهج البلاغة ) من الثناء على أبي بكر وعمر والقول بأن أمر هذه الأمة بالشورى ، ولم يذكر أنه بالنص كما يزعم الشيعة الآن !
ومعلوم أن مذهب الشيعة قد دخل فيه كذابون كثر حتى تأذى منهم أهل البيت وهم الذين نسجوا الأساطير والأكاذيب ، ولذلك تجد التناقض في كتبهم كثيراً جداً بحيث لا يأتي خبر إلا وله ما يعارضه من كتب الشيعة أنفسهم كما أقرّ بذلك بعض علمائهم (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) !

وفي الختام :
أنصح لكل رافضي ذي عقل أن يُعمل عقله فقط ، وسيرى النور بإذن الله ـ تعالى ـ .




أبوس ..
[/FONT]

أبوكرار 04-09-03 05:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ أبوس تكلمت في أمورا كثيرة بل وخطيرة وساقوم بالرد على كل ماقلته بالادلة القاطعة وبالمصادر النعتمدة فتأمل رعاك الله




اولا : تكلمت أخي العزيز في الآيات التي تمدح الصحابة والبك الآيات ومانقول فيها
الصحابة في القرآن :
يقول تعالى في سورة الفتح: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الاِنْجِيلِ كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً»(1).
فمن ينظر إلى أول الاية يرى أن الممدوحين مع رسول الله هم عموم الصحابة، لكن انظر إلى قوله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ...).
فلم يَعِدْ الله جميع الصحابة بالمغفرة والاجر، بل فقط مَنْ آمن وعمل صالحاً، ولو كان الوعد للجميع لقال: (وعدهم الله...) فتأمل.
ويقول تعالى في نفس هذه السورة: (إِنَّ الَّذينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ
____________
1) سورة الفتح: 29.



--------------------------------------------------------------------------------



أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(1).
وأنت ترى في هذه الاية أنّ الله تعالى يحذّر الناكثين بأنهم إنّما ينكثون على أنفسهم وليسوا بضارّي الله تعالى شيئاً.
ولدى قراءة سورة الحجرات تصادف هذه الاية: (إِنَّ الَّذينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَآءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَروُا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)(2).
فانظر لوصف الله تعالى هذه الفئة من المسلمين حيث وصفهم بأبشع وصف وهو أنهم لا يعقلون، وقد وصفهم الله في صدر السورة بأنهم يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي مع أنهم مؤمنين به (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويقول في سورة الحجرات أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(3).
ومن المعلوم والمشهور أن هذه الاية نزلت في الوليد بن عقبة، وهو أخو عثمان بن عفان لامه، عندما بعثه إلى بني المصطلق فرجع وكذب على
____________
1) سورة الفتح: 10.
2) سورة الحجرات: 4 ـ 5.
3) سورة الحجرات: 6.



--------------------------------------------------------------------------------



النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(1)، فالله يصف الوليد بالفاسق، وأئمة السنّة يقولون إنّه عدل؟!
ويقول تعالى في سورة التوبة: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الاَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ)(2).
في هذه الاية يذكر الله ويشنّع على المسلمين فرارهم يوم حنين حيث تركوا النبي مع ثلة قليلة عدد أصابع اليد وفرّوا، وقد اغترَّ المسلمون في حنين بكثرتهم حتّى قال أبو بكر: «لن نُغلَب اليوم من قلّة»(3).
وقال الله أيضاً مخاطباً الصحابة: (يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيْلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الاَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الاخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الاخِرَةِ إِلاّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِل قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ)(4).

____________
1) أنظر تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) في سورة الحجرات: 6، تفسير الطبري 26 : 78 ، تفسير الدرّ المنثور 7 : 555 .
2) سورة التوبة: 25.
3) أنظر تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) في سورة التوبة: 25.
4) سورة التوبة: 38 ـ 39. يقول الفخر الرازي في تفسير سورة التوبة: وهذا يدل أنّ كل المؤمنين كانوا متثاقلين في ذلك التكليف، وذلك التثاقل معصية. ويقول الرازي بعد ذلك، إنّ خطاب الكل وارادة البعض مجاز مشهور في القرآن.



--------------------------------------------------------------------------------



فالله هنا يقرّع الصحابة بسبب تثاقلهم عن الغزو وكما لايخفى فإن الله تعالى توعّد الصحابة في هذه الاية بالعذاب الاليم وباستبدالهم بقوم آخرين ـ الفرس على رأي ـ إذا لم ينفروا في سبيله، فأين مدح الله للصحابة هنا؟!
وفي نفس سورة التّوبة هذه تقرأ قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يُلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)(1).
المشهور أن هذه الاية نزلت في أحد الصحابة على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ثعلبة بن حاطب الانصاري، الذي شكا لرسول الله الفقر وطلب أن يدعو له الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالغنى والثروة، ولمّا أعطاه الله سؤله رفض دفع الزكاة وقال: إنّها الجزية أو أخت الجزية، فأنزل الله فيه هذه الاية.
إنّ ثعلبة صحابي أنصاري عاش مسلماً مؤمناً بالله ورسوله لكنه يوصف بالنفاق كما قال تعالى; فأين عدالة الصحابة جميعاً ؟! وأين ما يدّعيه علماء
____________
1) سورة التوبة: 75 ـ 77.



--------------------------------------------------------------------------------



أهل السنة وأئمتهم ؟! ثم يأتي من يقول: إذا انتقصت أحداً من الصحابة فأنت زنديق !! فها هو الله ينتقص بعضهم بل كثير منهم، افتونا بعلم إن كنتم صادقين.
ويقول تعالى في سورة الاحزاب: (وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً)(1).
قد يقول كثير من علماء أهل السنة: إنّ هذه الاية خاصة بالمنافقين ولا دخل لها بالصحابة (وسنُبيّن أن المنافقين هم صحابة كذلك فيما بعد) ولكن من ينظر مليّاً إلى الاية فسيجدها تقصد فئتين، المنافقين ثم فئة أُخرى غير المنافقين وهم الذين في قلوبهم مرض.
يقول الله تعالى عزّوجلّ في سورة الاحزاب أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَام غَيْرَ نَاظِرينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيث إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْي مِنَ الحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاء حِجَاب ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً)(2).
وقد قال الامام الفخر الرازي في تفسيره: «القائل هو طلحة بن عبيدالله
____________
1) سورة الاحزاب: 12.
2) سورة الاحزاب: 53.



--------------------------------------------------------------------------------



الذي قال: لئن عشتُ بعد محمّد لانكحنّ عائشة»(1).
ويقول تعالى في آية أُخرى من سورة الاحزاب: (يَا نِسَاءَ النَّبِيّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة مُبَيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً)(2).
نعم هذا هو منطق القرآن لا قرابة بين الله وبين أحد من خلقه ولا مجاملة من الله ولا من رسوله لاحد، لا لصحابي ولا لزوجة النبيّ، إنّ أكرم الخلق عند الله أتقاهم بما في ذلك الانبياء والمرسلين، بل إنّ صحبة الرسول مسؤولية خطيرة وكذلك الزوجيّة له (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن لم يراعها حقّ رعايتها كان عذابه مضاعفاً لمارأى من الحق ومن هدي الرسول الكريم، فهل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من هاد وهل بعده من عظيم؟! ولولا رسول الله لاخذ عذاب الله كثيراً من الصحابة كما أخذ السامريّ ومن كان قبل الصحابة من أتباع وأصحاب الانبياء ، ألا ترى إلى قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
____________
1) تفسير الفخر الرازي لهذه الاية 25 : 180 ، تفسير الدرّ المنثور 6 : 643 ، وأنظر تفسير الالوسي حيث يورد رواية عن ابن عباس لكنّه كعادة القوم لم يذكر طلحة بالاسم فيها وإنّما بلفظ « رجل » ، ثمّ أورد إسمه في رواية ثانية حاول تضعيفها بدون أيّ دليل ! أنظر روح المعاني للالوسي البغدادي 11 : 249 ـ 250 .
2) سورة الاحزاب: 30.



--------------------------------------------------------------------------------



وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(1).
ويقول الله تعالى في سورة الاحزاب: (إِنَّ الَّذينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةَ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُّهِيناً)(2).
إنّ الله لا يتأذّى ولكن أذى الله من أذى الرسول، وعليه فكلّ من آذى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)صحابيّاً أو غيره فقد آذى الله، وهذا نظير قوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)(3)، وما أكثر من آذى الرسول من الصحابة والصحابيّات، ومن أراد اليقين فليبحث فسيرى عجباً.
ويقول الله تعالى في سورة آل عمران: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الُمؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 121 ƒ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ وَاللهُ وَلِيَّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنونَ)(4).
ويقول الفخر الرازي في تفسيره: «أنها نزلت في حيّين من الانصار همّا
____________
1) سورة الانفال: 33.
2) سورة الاحزاب: 57.
3) سورة النساء: 80.
4) سورة آل عمران: 121 ـ 122.



--------------------------------------------------------------------------------



بترك القتال في أُحد والعودة إلى المدينة أُسوة برأس النفاق عبدالله بن أُبي بن أبي سلول»(1).
ويقول تعالى في سورة آل عمران حول معركة أُحد: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الاَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الاخِرَةَ...)(2).
ويقول كذلك: (إذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(3).
ويقول أيضاً: (إِنَّ الَّذينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمَ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(4).

____________
1) التفسير الكبير للفخر الرازي ـ تفسير سورة آل عمران: 121 ـ 122، تفسير الطبري 4 : 48 ، الدرّ المنثور 2 : 305 .
2) سورة آل عمران: 152.
3) سورة آل عمران: 153.
4) سورة آل عمران: 155.



--------------------------------------------------------------------------------



مرحى لهؤلاء الصحابة الذين يفرّون من ساحة المعركة ويتركون الرسول خلفهم والرسول يناديهم في ذلك الموقف الشديد.
وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره: «أنّ عمر بن الخطاب كان من المنهزمين، إلاّ أنّه لم يكن في أوائل المنهزمين!! ومن الذين فرّوا يوم أُحد عثمان بن عفان ورجلين من الانصار يقال لهما سعد وعقبة، انهزموا حتّى بلغوا موضعاً بعيداً ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام فقال لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد ذهبتم بها عريضة»(1)!
ثم لنأت إلى سورة الجمعة ولنقرأ هذه الاية: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(2).
وقد نزلت هذه الاية في الصحابة الذين كانوا يصلون الجمعة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتّى إذا دخل دحية الكلبي ـ وكان مشركاً ـ المدينة بتجارة من الشام فترك الصحابة المسجد وخرجوا إليه ولم يبق معه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ اثنا عشر رجلاً على رواية، حتّى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فيهم: «لو اتّبع آخرهم أوّلهم لالتهب
____________
1) تفسير الفخر الرازي في تفسير الاية 155 من سورة آل عمران، تفسير الطبري 4 : 96 ، تفسير الدرّ المنثور 2 : 355 ـ 356.
2) سورة الجمعة: 11.



--------------------------------------------------------------------------------



الوادي عليهم ناراً»(1).
ونأتي إلى سورة التحريم حيث ترى عجباً، إذ فضحت هذه السورة زوجتين من زوجات الرسول وهما عائشة وحفصة، حيث جاء في سبب نزولها أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأتي زينب بنت جحش ويأكل عندها عسلاً، فاتفقت عائشة مع حفصة على أن تقولا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّ فيك رائحة مغافير (الثوم)، وهكذا كان إلى أن قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «لقد حرّمتُ العسل على نفسي»، فنزلت سورة التحريم ومنها قوله تعالى: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)(2).
وصالح المؤمنين كما رواه البعض هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).
ومعنى صغت كما قال الفخر الرازي في تفسيره: مالت عن
____________
1) انظر تفسير الفخر الرازي سورة الجمعة، تفسير الدر المنثور 8 : 165 ، تفسير الطبري 28 : 67 ـ 68 .
2) سورة التحريم: 4.
وأنظر قصة المغافير هذه في صحيح البخاري 6 : 194.
3) أنظر تفسير روح المعاني للالوسي البغدادي 14 : 348. في تفسيره لسورة التحريم.



--------------------------------------------------------------------------------



الحقّ.
وتواصل السورة: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَات مُؤْمِنَات قَانِتَات تَائِبَات عَابِدَات سَائِحَات ثَيِّبَات وَأَبْكَاراً)(1).
فالله يقول لعائشة وحفصة لا تظنّا أنكما أفضل النّساء لانكما زوجتا الرسول، بل يستطيع الله أن يبدله نساءاً خيراً منكنّ.
ثم يقارن الله تعالى عائشة وحفصة بامرأة نوح وامرأة لوط ليحذّرهنّ أنّ كونهما زوجتين لمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يدرأ عنهما عذاب النار ولا يجعلهنّ بالضرورة من أهل الجنة، يقول تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)(2).
ثم يأتي علماء أهل السنة بعد كلّ هذه الادلة ليقولوا: إنّ عائشة أحبّ النّاس لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والويل لمن يقول غير ذلك!(3).
ثم تعال معي إلى سورة النور، حيث يقول العزيز الحكيم: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بالاِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ
____________
1) سورة التحريم: 5.
2) سورة التحريم: 10.
3) أنظر مثلاً صحيح الترمذي 5 : 707 حديث رقم 3890 .



--------------------------------------------------------------------------------



امْرِئ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الاِثْمِ وَالَّذي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(1).
فتأمّل قوله تعالى: (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ)، ألا يعني ذلك أنهم داخلون في دائرة الصحابة، وقد ورد في التفاسير أنّ الذين جاؤوا بالافك (اتهام عائشة) هم زيادة على رأس النفاق عبدالله بن أبي سلول، حسان بن ثابت شاعر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والاسلام ، وزيد بن رفاعة ومسطح بن أُثاثة وحمنة بنت جحش(2).
وقد يدّعي الكثير من البسطاء أنّ هذه فضيلة لعائشة حيث برّأها الله وأنزل فيها قرآناً من فوق سماواته، لكن من يتأمّل الحالة جيّداً يجد أنّ الاية نزلت لتبرأة ساحة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنزيهه، ولو كانت عائشة زوجة لغير رسول الله ما كان ينزل فيها حرف واحد، لانّ الله تعالى بيّن أحكامه وأحكام السرقة والخمر وغيرها في كتابه، لكن نظراً لحساسية موقع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنزلته العظمية برأ الله ساحته ونزّهها.
ويقول الله تعالى في سورة الانفال: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتّى يُثْخِنَ فِي الارْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الاخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذابٌ
____________
1) سورة النور: 11.
2) راجع تفسير الفخر الرازي في تفسير سورة النور، تفسير الدرّ المنثور 6 : 148، تفسير الطبري 18 : 68.



--------------------------------------------------------------------------------



عَظيمٌ)(1).
في هذه الايات خطاب شديد للصحابة الذين حاربوا في بدر لانهم أخذوا أسرى، وليس هذا من شأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ليس من شأن الانبياء السابقين، لكن الله سمح لهم بعد ذلك بأخذ الفداء، والعجيب أنّ كثيراً من المفسّرين أدخلوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا التهديد مع أنّ ظاهر الاية واضح في مخاطبة الصحابة، ثم أنّ رسول الله ما كان ليقوم بفعل أو قول دون إذن الله فلماذا يدخل في دائرة التهديد؟! نعم هذا ما فعلته أيدي بني أُمية الحاقدة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته فينطبق عليهم قول الله تعالى: (يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ)(2).
وتقرأ في سورة الانعام هذه الاية: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ...)(3).

____________
1) سورة الانفال: 67 ـ 68.
2) سورة المائدة: 41.
3) سورة الانعام: 93.
أُنظر تفسير الفخر الرازي في تفسيره للسورة 13 : 93، تفسير الطبري 7 : 181، تفسير الدرّ المنثور 3 : 317.



--------------------------------------------------------------------------------



وفي قول نزلت هذه الاية في عبدالله بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان بن عفان والذي أهدر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دمه لانّه قال إنني أستطيع أن أقول مثل ما أنزل الله، والعجيب أنّ هذا الافّاك الاثيم يصبح في زمن عثمان أحد وزراء الدولة وقادة الجيش؟!
هذا غيض من فيض، ولولا أنّ المجال لا يتّسع لاكثر من هذا لاتينا على كلّ الايات النازلة في شأن الصحابة والتي كانت تفضح بعضاً منهم أو تُقرّع البعض الاخر أو تهدّدهم وتتوعّدهم.
وهكذا ترى أنّ القرآن يضع الصحابة في محلّهم الطبيعي.
والعجب أنّ علماء أهل السنّة كما أشرنا إلى ذلك سابقاً يزعمون أنّ الله والقرآن عدّلا الصحابة جميعاً، وعليه إنّ أىّ قدح في أىّ واحد منهم هو خروج عن الاسلام وزندقة، فها هو القرآن يكذّب آراءهم النابعة من الهوى ويقول غير ما قالوا، ولا كلام بعد كلام الله وإن كره الكارهون.
ثمّ دعنا من الصحابة ولنأت إلى أشرف ولد آدم وأفضل رسل الله ورأس أُولي العزم (عليهم السلام) حيث إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكتسب تلك المنزلة العظيمة بالاماني بل بأعماله، وها هو القرآن يشير إلى هذه الحقيقة قائلاً: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ)(1).
وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يشرك، لكن هذا هو مقياس الله، لا مجاملة
____________
1) سورة الزمر: 65.



--------------------------------------------------------------------------------



ولا محاباة مع أىّ أحد في أحكامه وشرائعه.
ثم انظر إلى قوله تعالى في سورة الحاقة: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَقَاوِيلَ لاََخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ)(1).
فليس معنى كون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيّاً يحجزه عن العقاب إذا خرج عن حدود الله، فما بالك بعد هذا بالصحابة؟!
إنّ الصحابة هم أوّل المكلّفين في الاسلام وأوّل المسؤولين.
فهم إذن تحت الشرع وليسوا فوقه، وليس عندهم جواز عبور إلى الجنّة، هيهات ليس الامر بالاماني.
إنّ الصحابة في موضع خطير حيث أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان بين أظهرهم ولا حجّة لمن تعدّى حدود الله منهم غداً يوم القيامة، فقد شاهدوا نور النبوّة وآيات الله نزلت بينهم وقد تمت عليهم الحجّة والويل لمن لم يُنجِه كلّ ذلك.

____________
1) سورة الحاقة: 44 ـ 46.







ثانيا : تكلمت كذلك عن الخلافة والامامة وان الرسول كان خائفا وهذه كلمات حق يراد بها باطل
فالرسول نص على علي من بداية الدعوة والنصوص الجلية على امامة الامام علي كثيرة جدا
واليك هذا القليل
أ - حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها »(2)
وهذا الحديث وحده كاف لتشخيص القدوة الذي ينبغي اتباعه بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، لان العالم أولى بالاتباع ، أولى أن يقتدى به من الجاهل .
قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )(3).
وقال أيضا : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون )(4) ومن المعلوم أن العالم هو الذي يهدي والجاهل يستحق الهداية وهو أحوج إليها من أي أحد
____________
( 1 ) أي بإجماع المسلمين لم يفرضها عليهم أحد ولم تكن « فتنة» .
( 2 ) مستدرك الحاكم ج 3 ص 127 تاريخ ابن كثير ج 7 ص 358 أحمد بن حنبل في المناقب .
( 3 ) سورة الزمر : آية 9 .
( 4 ) سورة يونس : آية 35 .

--------------------------------------------------------------------------------


وفي هذا الصدد سجل لنا التاريخ أن الامام عليا هو أعلم الصحابة على الاطلاق وكانوا يرجعون إليه في أمهات المسائل ولم نعلم أنه ( ع ) رجع إلى واحد منهم قط فهذا أبو بكر يقول : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبوالحسن ، وهذا عمر يقول : لولا علي لهلك عمر(1).
وهذا ابن عباس يقول : ما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر(2).
وهذا الامام علي نفسه يقول : « سلوني قبل أن تفقدوني ، والله لا تسألونني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل»(3) .
بينما يقول أبو بكر عندما سئل عن معنى الاب في قوله تعالى : ( وفاكهة وأبا متاعا لكم ولانعامكم ) قال أبو بكر : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني أن أقول في كتاب الله بما لا أعلم .
وهذا عمر بن الخطاب يقول : « كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال » ويسأل عن آية من كتاب الله فينتهر السائل ويضربه بالدرة حتى يدميه ويقول : «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم »(4) وقد سئل عن الكلالة فلم يعلمها .
أخرج الطبري في تفسيره عن عمر أنه قال : لئن أكون أعلم الكلالة أحب إلي من أن يكون لي مثل قصور الشام .
____________
( 1 ) الاستيعاب ج 4 ص 39 مناقب الخوارزمي ص 48 الرياض النضرة ج 2 ص 194 .
( 2 ) لقد أجمعت صحاح أهل السنة وكتبهم على أفضلية علي ( ع ) وتقدمه في العلم على كل الصحابة .
راجع - على سبيل المثال ما جاء في الاستيعاب ج 3 ، ص 38 - 45 من أقوال الصحابة أنفسهم فيه وتقديمهم له عليهم .
( 3 ) المحب الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 198 تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 124 .
الاتقان ج 2 ص 319 فتح الباري ج 8 ص 485 تهذيب التهذيب ج 7 ص 338 .
( 4 ) سنن الدارمي ج 1 ص 54 تفسير ابن كثير ج 4 ص 232 الدر المنثور ج 6 ص 111 .

--------------------------------------------------------------------------------


كما أخرج ابن ماجه في سننه عن عمر بن الخطاب قال : ثلاث لئن يكون رسول الله بينهن أحب إلي من الدنيا وما فيها : الكلالة والربا والخلافة .
سبحان الله ! حاشى لرسول الله أن يكون سكت عن هذه الاشياء ولم يبينها .
ب - حديث « يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » :
وهذا الحديث كما لا يخفى على أهل العقول فيه ما فيه من اختصاص أمير المؤمنين علي بالوزارة والوصاية والخلافة .
فكما كان هارون وزيرا ووصيا ، وخليفة موسى في غيابه عندما ذهب لميقات ربه ، كذلك أيضا منزلة الامام علي ( ع ) فهو كهارون عليه وعلى نبينا السلام وصورة طبق الاصل عنه ما عدا النبوة التي استثناها نفس الحديث ، وفيه أيضا أن الامام عليا هو أفضل الصحابة والحديث كما هو معلوم مجمع عليه عند عامة المسلمين .
ت - حديث « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار » :
وهذا الحديث وحده كاف لرد مزاعم تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على من نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله وليا للمؤمنين من بعده ، ولا عبرة بمن أول الحديث إلى معنى المحب والنصير لصرفه عن معناه الاصلي الذي قصده الرسول وذلك حفاظا على كرامة الصحابة ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قام خطيبا في ذلك الحر الشديد « قال ألستم تشهدون بأني أولى المؤمنين من أنفسهم » قالوا بلى يا رسول الله فقال عندئذ : « فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه . . » وهذا نص صريح في استخلافه على أمته ، ولا يمكن للعاقل المنصف العادل إلا قبول هذا المعنى ورفض تأويل البعض المتكلف والحفاظ على كرامة الرسول قبل الحفاظ على كرامة الصحابة لان في تأويلهم هذا استخفافا واستهزاء بحكمة الرسول الذي يجمع حشود الناس في الحر والهجير الذي لا يطاق ليقول لهم بأن علي هو محب المؤمنين وناصرهم .
وبماذا يفسر هؤلاء الذين يؤولون النصوص حفاظا على كرامة كبرائهم وساداتهم موكب التهنئة الذي عقده له رسول الله صلى الله عليه وآله .
وبدأ بزوجاته أمهات المؤمنين وجاء أبو بكر وعمر يقولان « بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصحبت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » والواقع والتاريخ يشهدان أن المتأولين لكاذبون فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكتبون قال تعالى :
( وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )(1).
ث - حديث : « علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي »(2).
وهذا الحديث الشريف هو الآخر صريح في أن الامام عليا هو الشخص الوحيد الذي أهله صاحب الرسالة ليؤدي عنه وقد قاله عندما بعثه بسورة براءة يوم الحج الاكبر عوضا عن أبي بكر ، ورجع أبو بكر يبكي ويقول يا رسول الله أنزل في شيء فقال : إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو علي .
وهذا ظهير ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي في مناسبة أخرى عندما قال له : « أنت يا علي تبين لامتي ما اختلفوا فيه بعدي »(3).
فإذا كان لا يؤدي عن رسول الله إلا علي وهو الذي يبين للامة ما اختلفوا فيه بعده ، فكيف يتقدم عليه من لا يعرف معنى الاب ومن لا يعرف معنى الكلالة وهذا لعمري من المصائب التي أصابت هذه الامة وأعاقتها عن أداء المهمة التي
____________
( 1 ) سورة البقرة : آية 146 .
( 2 ) سنن إبن ماجه ج 1 ص 44 خصائص النسائي ص 20 صحيح الترمذي ج 5 ص 300 .
جامع الاصول لابن كثير ج 9 ص 471 الجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 56 .
الرياض النضرة ج 2 ص 229 .
( 3 ) تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 488 كنوز الحقائق للمناوي ص 203 . كنز العمال ج 5 ص 33 .

--------------------------------------------------------------------------------

رشحها الله لها ، وليست الحجة على الله ولا على رسول الله ولا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإنما الحجة البالغة على الذين عصوا وبدلوا ، قال تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون )(1).
ج - حديث الدار يوم الانذار :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله مشيرا إلى على :
« إن هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا »(2).
وهذا الحديث هو أيضا من الاحاديث الصحيحة التي نقلها المؤرخون لبداية البعثة النبوية وعدوها من معجزات النبي ، ولكن السياسة هي التي أبدلت وزيفت الحقائق والوقائع ، ولا عجب من ذلك لان ما وقع في ذلك الزمان المظلم يتكرر اليوم في عصر النور فهذا محمد حسين هيكل أخرج الحديث بكامله في كتابه « حياة محمد » في صفحة 104 من الطبعة الاولى سنة 1354 هجرية وفي الطبعة الثانية وما بعدها حذف من الحديث قوله صلى الله عليه وآله ( وصيي وخليفتي من بعدي ) ؛ كذلك حذفوا من تفسير الطبري الجزء 19 صفحة 121 قوله ( وصيي وخليفتي ) وأبدلوها بقوله إن هذا أخي وكذا وكذا . . ! ! وغفلوا عن أن الطبري ذكر الحديث بكامله في تاريخه الجزء 2 صفحة 319 .
أنظر كيف يحرفون الكلم عن مواضعه ويقلبون الامور ، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره . .
وخلال البحث الذي قمت به أردت الوقوف على جلية الحال فبحثت عن الطبعة الاولى لكتاب « حياة محمد » وتحصلت عليها بحمد الله بعد عناء ومشقة
____________
( 1 ) سورة المائدة : آية 104 .
( 2 ) تاريخ الطبري ج 2 ص 319 تاريخ ابن الاثير ج 2 ص 62 السيرة الحلبية ج 1 ص 311 شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 371 كنز العمال ج 15 ص 15 .
تاريخ ابن عساكر ج 1 ص 85 تفسير الخازن لعلاء الدين الشافعي ج 3 ص 371 .
حياة محمد لحسين هيكل الطبعة الاولى باب وأنذر عشيرتك الاقربين .

--------------------------------------------------------------------------------

وقد كلفني ذلك كثيرا ، والمهم أنني اطلعت على ذلك التحريف وزادني ذلك يقينا بأن أهل السوء يحاولون جهدهم أن يمحوا الحقائق الثابتة لانها حجة قوية لدى ( خصومهم ) ! .
ولكن الباحث المنصف عندما يقف على شيء من هذا التحريف والتزييف يزداد عنهم بعدا ويعرف بلا شك أنهم لا حجة لديهم غير التضليل والدس وقلب الحقائق بأي ثمن ، ولقد استأجروا كتابا كثيرين وأغدقوا عليهم الاموال كما أغدقوا عليهم الالقاب والشهادات الجامعية المزيفة ليكتبوا لهم ما يريدون من الكتب والمقالات التي تشتم الشيعة وتكفرهم وتدافع بكل جهد وإن كان باطلا عن كرامة بعض الصحابة المنقلبين على أعقابهم والذين بدلوا بعد رسول الله الحق بالباطل ( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون )(1) صدق الله العظيم .


***

____________
( 1 ) سورة البقرة : آية 118 .



واليك هذا النص الجلي
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
« من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي »(2).
(2) مستدرك الحاكم ج 3 ص 128 الطبراني في الجامع الكبير الاصابة لابن حجر العسقلاني ، كنز العمال ج 6 ص 155 . المناقب للخوارزمي ص 34 ينابيع المودة ص 149 . حلية الاولياء ج 1 ص 86 تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 95 .







ثالثا : قلت ايضا يا أخي العزيز ما نصه :
اقتباس:

قال ـ تعالى ـ : (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) ولم يقل : ردوه إلى أهل البيت أو جعفر الصادق
وأقول لك قد يكون الاختلاف والتنازع في من هم أولي الامر فلا معنى لان تقول الآية و ردوه الى أولي الامر
لان الاختلاف قد يكون فيمن هم اساسا وقد وقع ذك كما هو معلوم





رابعا : بالخصوص فرية تحريف القران التي نسبة لينا
فأقول: نعوذ بالله من هذا القول، ونبرأ إلي الله تعالى من هذا الجهل، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفتري علينا، فإن القرآن العظيم، والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته، وسائر حروفه وحركاته وسكناته، تواتراً قطعياً من أئمة الهدىمن اهل البيت عليهم السلام، لا يرتاب في ذلك إلا معتوه، وأئمة أهل البيت كللهم أجمعون رفعوه إلى جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى، وهذا أيضاً مما لا ريب فيه، وظواهر القرآن الحكيم ـ فضلاً عن نصوصه ـ أبلغ حجج الله تعالى، وأقوى أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الامامية، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار، ولا يأبهون بها عملا بأوامر أئمتهم عليهم السلام.
وكان القرآن مجموعاً آيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره، وسائر كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان، ولا تقديم وتأخير، ولا تبديل ولا تغيير


--------------------------------------------------------------------------------



وصلاة الامامية بمجردها دليل علي ذلك، لأنهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كل من الركعة الأولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورة واحدة تامة غير الفاتحة من سائر السور (1) ولا يجوز عندهم التبعيض فيها، ولا القران بين سورتين على الأحوط، وفقههم صريح بذلك، فلولا ان سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هي الآن عليه من الكيفية والكمية ما تسنى لهم هذا القول، ولا أمكن ان يقوم لهم عليه دليل.
اجل ان القرآن عندنا كان مجموعاً علي عهد الوحي والنبوة مؤلفاً على ماهو عليه الآن، وقد عرضه الصحابة علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتلوه عليه من اوله إلى آخره، وكان جبرائيل عليه السلام يعارضه صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضه به عام
____________

(1) ولا يجوز في ضيق الوقت قراءة مايفوت الوقت بقراءته من السور الطوال، كما لا يجوز قراءة إحدى سورالعزائم الاربع لا ستلزامها زيادة سجدة في الصلاة أو المخالفة بترك سجود التلاوة، والأقوى اتحاد سورتي الضحى وألم نشرح وكذا الفيل وقريش عندنا.


--------------------------------------------------------------------------------



وفاته مرتين، وهذا كله من الأمور الضرورية لدى المحققين من علماء الامامية، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم، كما لا عبرة بالحشوية من اهل السنة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله فإنهم لا يفقهون، نعم لا تخلو كتب الشيعة وكتب السنة من احاديث ظاهرة بنقص القرآن، غير انها مما لا وزن لها عند الأعلام من علمائنا اجمع، لضعف سندها ومعارضتها بما هو اقوى منها سنداً، واكثر عدداً، واوضح دلالة، على انها من اخبار الآحاد، وخبر الواحد إنما يكون حجة إذا اقتضى عملا، وهذه لا تقتضي ذلك، فلا يرجع بها عن المعلوم المقطوع به، فليضرب بظواهرها عرض الحائط، ولا سيما بعد معارضتها لقوله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» ومن عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حكمته البالغة ونبوته الخاتمة، ونصحه الله ولكتابه ولعباده، وعرف مبلغ نظره في العواقب، واحتياطه على امته في مستقبلها، يرَ أن من المحال عليه ان يترك القرآن منشوراً مبثوثا، حاشا هممه وعزائمه، وحكمه المعجزة من ذلك، وقد كان القرآن زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلق عليه الكتاب قال الله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين»


--------------------------------------------------------------------------------

وهذا يشعر بأنه كان مجموعاً ومكتوبا، فإن ألفاظ القرآن إذا كانت محفوظة ولم تكن مكتوبة لا تسمى كتابا، وإنما تسمى بذلك بعد الكتابة كما لا يخفى، وكيف كان فإن رأي المحققين من علمائنا ان القرآن العظيم إنما هو ما بين الدفتين الموجود في ايدي الناس، والباحثون من اهل السنة يعلمون منا ذلك، والمنصفون منهم يصرحون به، وحسبك ممن صرح بهذا إمام اهل البحث والتتبع الشيخ رحمة الله الهندي فإنه نقل كلام كثير من عظماء علماء الامامية في هذا الموضوع بعين الفاظهم فراجع ص 89 من النصف الثاني من سفره الجليل ـ إظهار الحق ـ فإن هناك كلام المعروفين من متقدمي علماء الامامية ومتأخريهم منقولا عن كتبهم المشهورة المنشورة التي يمكنكم بعد مراجعة إظهار الحق ان تراجعوها أيضاً بأنفسكم لتزدادوا بصيرة فيما نقول، وسترون هذا الشيخ الجليل بعد نقله كلام علماء الشيعة حول هذا الموضوع قد علق عليه كلمة تبين كنه مذهبهم فيه، حيث قال ما هذا لفظه: «فظهر أن المذهب المحقق عند علماء الفرقة الامامية الاثني عشرية ان القرآن الذي أنزله الله على نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في ايدي الناس ليس


--------------------------------------------------------------------------------



بأكثر من ذلك ، وانه كان مؤلفاً في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظه ونقله الوف من الصحابة، وجماعة من الصحابة كعبدالله بن مسعود، وابي بن كعب، وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدة ختمات، ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور الامام الثاني عشر رضي الله عنه (قال): والشرذمة القليلة منهم التي قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد به فيما بينهم (قال): وبعض الاخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته (قال): وهو حق لأن خبر الواحد إذا اقتضى علماً ولم يوجد في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده على ما صرح به ابن المطهر الحلي في كتابه المسمى بمبادىء الوصول الى علم الاصول وقد قال الله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» (قال): ففي تفسير الصراط المستقيم الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة أي إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان» انتهى كلامه بعين لفظه.
ونحن تعرضنا للبحث عن هذا الموضوع في الفصل 11 من


--------------------------------------------------------------------------------



فصولنا المهمة وفاتنا ثمة النقل عن كتاب كشف الغطاء وهو من أجل الكتب الفقهية المشهورة المنشورة لمؤلفه امام المتبحرين وعيلم علوم المتقدمين والمتأخرين شيخنا الاكبر الشيخ جعفر رضي الله عنه فراجع منه كتاب القرآن تجده يقول في المبحث السابع من مباحثه: لا زيادة في القرآن من سورة ولا آية من بسملة وغيرها ولا كلمة ولا حرف، وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله بالضرورة من المذهب بل الدين واجماع المسلمين واخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام. وقال في المبحث الثامن: لا ريب في أن القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما ذل عليه صريح الفرقان واجماع العلماء في جميع الأزمان (قال): ولا عبرة بالنادر وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها، إلى آخر كلامه، زاد الله في شرف مقامه.
هذا رأي علماء الشيعة في القرآن، من الصدر الأول إلى الآن، أخذوه ـ وهو عين الصواب ـ عن أئمتهم ـ وعن اعدال الكتاب ـ وقد شذ بعض الجامدين من الشيعة فقالوا بنقصان القرآن، محتجين بظواهر بعض الأحاديث التي لم


--------------------------------------------------------------------------------



يفقهوا معناها، وهي بين ضعيف ومرخل ومأوّل كما شذمن قال بهذا القول من أهل السنة محتجين بما أخرجه البخاري (1).
وغيره عن عمر بن الخطاب إذ قال: إن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل آية الرجم فقرأناها وعقلناها و وعيناها. رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضة أنزلها الله، إلى أن قال: ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفراً بكم ان ترغبوا عن آبائكم الحديث، وهو صحيح عندهم صريح في نقصان آية الرجم وآية الرغبة عن الآباء.
واخرج مسلم (2) وغيره عن أبي الاسود عن أبيه قال:
____________

(1) في باب رجم الحبلى من الزنى إذا احصنت وهو في كتاب الحدود والمحاربين من أهل الكفر والردة ص119 من الجزء الرابع من صحيحه فراجع.
(2) في باب لو ان لابن آدم واديين لا بتغى ثالثاً من كتاب الزكاة أول ص386 من الجزء الأول من صحيحه.


--------------------------------------------------------------------------------



بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاث مئة رجل قد قرأوا القرآن فقال: انتم خيار اهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لاين آدم واديان من مال لا بتغى واديا ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غيراني حفظت منها يا أيها الذين آمنو لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. انتهى بلفظه. والحديث صحيح عندهم صريح في نقصان سورتين طويلتين كما لا يخفى.
واخرج الامام الطبري في تفسير قوله تعالى «فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن» من اوائل الجزء الخامس من تفسيره الكبير بالاسناد إلى كل من ابيِّ بن كعب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، والسدي، انهم كانوا يقرأونها فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن. وأرسل الزمخشري في كشافه هذه القراءة عن ابن عباس


--------------------------------------------------------------------------------



ارسال المسلمات، وذكر الرازي في تفسير الآية انه روى عن ابي بن كعب انه كان يقرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهنّ أجورهن (قال): وهذا ايضاً هو قراءة ابن عباس (قال): والأئمة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة ( قال: فكان ذلك اجماعاً من الامة على صحة هذه القراءة.
قلت: هذا كلامه بعين لفظه فراجعه في ص201 من الجزء 3 من تفسيره الكبير، ونقل القاضي عياض عن المازري ـ كما في أول باب نكاح المتعة من شرح صحيح مسلم للعلامة النووي ـ : ان ابن مسعود قرأ فما استمتعتم به منهن إلى أجل، والسنن في ذلك كثيرة وهي صحيحة صريحة في النقصان، واخرج البخاري (1) من طريقين عن الأعمش عن ابراهيم قال: قدم أصحاب عبدالله ـ ابن مسعود ـ على ابي الدرداء ـ وهو في الشام ـ فطلبهم فوجدهم فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبدالله، قالوا: كلنا قال: فأيكم يحفظ، فأشاروا إلى علقمة، قال كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشى؟ قال علقمة: فقرأت والليل إذا يغشى
____________

(1) في ص143 من الجزء الثالث من صحيحه في تفسير سورة الليل من كتاب تفسير القرآن فراجع.


--------------------------------------------------------------------------------



والنهار إذا تجلى والذكر والانثى، قال اشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوِنّي على ان أقرأ وما خلق الذكر والانثى، والله لا اتابعهم، ا هـ.
وهذا حديث صحيح صريح في الزيادة لا في النقصان والسنن في ذلك من طريق أهل السنة اكثر من أن تحصى في هذه العجالة، أو تستقصى في هذا الاملاء، فما يقوله أهل السنة في الجواب عنها هو بعينه الجواب عما هو في كتبنا.
وما أدري والله ما يقولون فيما نقله عنهم في هذا الباب غير واحد من سلفهم الأعلام، كالامام ابي محمد بن حزم إذ نسب إلى الامام ابي الحسن الأشعري في ص207 من الجزء الرابع من الفِصَل انه كان يقول: إن القرآن المعجز انما هو الذي لم يفارق الله عز وجل قط، ولم يزل غير مخلوق ولا سمعناه قط، ولا سمعه جبرائيل ولا محمد عليهما السلام قط، وان الذي نقرأ في المصاحف ونسمعه ليس معجزاً بل مقدور على مثله، إلى آخر ما نقله عن الامام الأشعري واصحابه ـ وهم جميع أهل السنة ـ حتى قال في ص211 ما هذا لفظه: وقالوا كلهم إن القرآن لم ينزل به قط جبرائيل علي قلب محمد عليه الصلاة


--------------------------------------------------------------------------------



والسلام، وإنما نزل عليه بشيء آخر، هو العبارة عن كلام الله، وان القرآن ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز، وان الذي نرى في المصاحف ونسمع من القرآن ونقرأ في الصلاة ونحفظ في الصدور ليس هو القرآن البتة، ولا شيء منه كلام الله البتة؛ بل شيء آخر، ولن الكلام الله تعالى لا يفارق ذات الله عز وجل، ثم استرسل في كلامه عن الأشاعرة حتى قال في ص212: ولقد اخبرني علي بن حمزة المراوي الصقلي انه رأى بعض الأشعرية يبطح المصحف برجله، قال: فأكبرت ذلك وقلت له: ويحك هكذا تصنع بالمصحف وفيه كلام الله تعالى، فقال لي: ويلك والله ما فيه إلا السخام والسواد، واما كلام الله فلا ـ قال ابن حزم ـ وكتب الي أبو المرحي بن رزوار المصري ان بعض ثقات أهل مصر من طلاب السنن أخبره أن رجلا من الأشعرية قال له مشافهة: على من يقول: إن الله قال: قل هو الله أحد الله الصمد الف لعنة، إلى آخر مانقله عنهم فراجعه من ص204 إلى ص226 من الجزء الرابع من الفِصَل.
ثم قل لي كيف تحتمل الامة منكم هذا المحال، وكيف تقوى لكم على حمل ما لا تقله الجبال، ثم يضعف


--------------------------------------------------------------------------------



ذرعها ويضيق وسعها عن هذي آل محمد المتمثل في صحاح شيعتهم بأجلى المظاهر ـ ما هكذا تورد يا سعد الإِبل ـ عفا الله عنك ياموسى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أبوس 05-09-03 03:16 PM

[ALIGN=JUSTIFY]العضو أبا كرار :
من الاضطراب في أمر الحوار أن تنتقل إلى مسألة من قبل أن نقطع دابر النزاع حول مسألة !!
ثم بعد ذلك تقص وتلصق ، وهذا بيّن من ردودك كافة ، وليس في طوقي أن أردّ على كل ما تذكره !
فأدعوك أولاً ـ إن كنتَ شجاعاً ـ أن تردّ على كل ما ذكرتُ دون الرجوع إلى الحاخامات ، ولا التفكير بعقل معطل !
إنما أريد منك أن تتجرد من كل نازع نفسي ، وتجعل الحق وجهتك ، لأنك غداً ستحاسب في القبر وحدك ، ولن ينفعك هؤلاء المعممون الأكلة !

ولكن لعلي أعلق على طرف مما قلتَ :
قلتَ :
(( فالرسول نص على علي من بداية الدعوة والنصوص الجلية على امامة الامام علي كثيرة جدا
واليك هذا القليل
أ - حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها »(2) )) !!

فبالله عليك هل تعدّ هذا نصاً في الإمامة ؟!!!!!!!!!
ثم إن هذا الحديث لا يصح فابحث عن نص آخر في الإمامة !

وقلتَ :
(( سبحان الله ! حاشى لرسول الله أن يكون سكت عن هذه الاشياء ولم يبينها .)) !
وأنا أقول :
سبحان الله ! حاشا لرسول الله أن يكون سكت عن الإمامة ولم يبينها !!
وأقول : بل سبحان الله ! حاشا لله أن يكون سكت عن الإمامة ولم يبينها وقد قال (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) !!!!!
كيف لا ، وهي من أصول الدين !

وقلتَ :
(( ب - حديث « يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » :
وهذا الحديث كما لا يخفى على أهل العقول فيه ما فيه من اختصاص أمير المؤمنين علي بالوزارة والوصاية والخلافة .
فكما كان هارون وزيرا ووصيا ، وخليفة موسى في غيابه عندما ذهب لميقات ربه ، كذلك أيضا منزلة الامام علي ( ع ) فهو كهارون عليه وعلى نبينا السلام وصورة طبق الاصل عنه ما عدا النبوة التي استثناها نفس الحديث ، وفيه أيضا أن الامام عليا هو أفضل الصحابة والحديث كما هو معلوم مجمع عليه عند عامة المسلمين .)) !
وأقول :
كما خلف رسول الله علياً خلف غيره فليس له مزية في ذلك !
أما تشبيهه علياً بهارون فليس بأعظم من تشبيه أبي بكر وعمر هذا بإبراهيم وعيسى ، وهذا بنوح وموسى ، فإن هؤلاء الأربعة أفضل من هارون ، وكل من أبي بكر وعمر شبه باثنين لا بواحد ، فكان هذا التشبيه أعظم من تشبيه علي !
أما زعمكم أن هذا من أدلة الولاية فهو مضحك حقاً ، فإن التشبيه في البلاغة لا يلزم أن يطابق المشبه المشبه به في كل الوجوه ، بل يكفي وجه أو وجهان ، وووجه تشبيه علي بهارون هو القرابة أو نحو ذلك ، وليس بدال على الإمامة فإن هارون لم يخلف موسى وإنما خلفه يوشع بن نون !!

وقلتَ :
(( ت - حديث « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار » : )) !
أقول :
هذا الحديث على ثلاثة أقسام :
1 ـ ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) واختلف فيه ، والراجح صحته .
2 ـ ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) اختلف فيه ، والراجح ضعفه .
3 ـ ( اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ) فهذا كذب محض !

فالقسم الأول ليس فيه إلا الترغيب في الحب ، فأين ذكر الخلافة ؟!
ثم إن المولى في اللغة لها عشرة معانٍ ليس من بينها ( الحاكم ) ، وقد قال الفيروزآبادي : (( وأما ما يظنه من يظن من الرافضة أن في الآية [وهي قوله سبحانه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ..} انظر: استدلال الروافض بها ونقده ص(678) وما بعدها.] أو في الحديث دلالة على أن عليًا – رضي الله عنه – هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمن الجهل المقطوع بخطأ صاحبه؛ فإن الوَلاية بالفتح هي ضد العداوة، والاسم منها مولى ووليّ، والوِلاية بكسر الواو هي الإمارة، والاسم منها والي ومتولي.. والموالاة ضد المعاداة وهي من الطرفين كقوله تعالى: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم، آية:4.]، وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد، آية:11.]. وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة، آية: 71.]" [القضاب المشتهر، الورقة(13).]. والآيات في هذا المعنى كثيرة [انظر: المعجم المفهرس، مادة "ولي".]. )) !!
ثم إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد فسر المولى بقوله ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) فتبين أن الموالاة ضد المعاداة ، ولهذا قصة جعلته ينادي بموالاة علي !
وقال الله ـ تعالى ـ : (( مأواكم النار هي مولاكم )) !!
ثم لو أراد الرسول إعلان الولاية لعلي لقال ذلك في عرفة قبل انصراف الحجاج حتى لا يكون لهم حجة بعد هذا !
ثم أيضاً فإنا نؤمن حق الإيمان أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنصح الناس للناس ، وأنه أوتي جوامع الكلم ، وأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم فلو كان يريد إعلان الولاية لعلي من بعده لقال ـ في عرفة ـ أيها الناس : إن علياً هو الخليفة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا !
لماذا لم يقل ذلك ؟ أيريد أن يفتن الناس ، أم يريد أن يرتد أصحابه كلهم من بعده وهم خير أمة أخرجت للناس ؟!
هذا لا يعقل أبداً ، ولكن الروافض قوم لا يعقلون !!
إذا تبين لنا هذا أدركنا أن هذا الحديث ليس فيه أي ذكر للخلافة ، وحتى علياً لم يفهم ذلك أبداً كقوله في نهج البلاغة : (( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا )) !!!!!!!!!
ولكن الرافضة أكذب الخلق ، فهم يزعمون أنهم شيعة علي ـ رضي الله عنه ـ وهم لا يتبعونه !! وإنما يتبعون الكذابين من الرواة ، ووالله ما شيعة علي حقاً إلا نحن ـ أهلَ السنة ـ !
إذاً لماذا قال الرسول ذلك لعلي ؟
قال البيهقي : "ليس فيه إن صح إسناده نص على ولاية علي بعده فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته فقال: من كنت وليه فعلي وليه، وفي بعض الروايات: من كنت مولاه فعلي مولاه، والمراد به ولاء الإسلام ومودته. وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضًا ولا يعادي بعضهم بعضًا" [الاعتقاد: ص181 } .

وقلتَ :
(( ث - حديث : « علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي »(2). )) !
والذي أعرفه أن هذا الحديث ضعيف !
ولو صح فليس فيه نص صريح على الإمامة ، فقد قال ـ تعالى ـ : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) فهل هذا يعني أن الناس كلهم أئمة ؟!!
ثم إن علياً لم يفهم من هذا ـ وهو لا يصح ـ أنه يعني الإمامة ، والرسول يستطيع أن يقول : علي خليفتي من بعدي ، وهو أجلّ من أن يغش أمته ويلبس عليها دينها !

وقلتَ :
((« إن هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا »(2). )) !
هذا الحديث باطل !
ولو كان صحيحاً فلماذا لم يكن علي خليفة من بعده ؟!
ولماذا عصى الصحابة كلهم نبيهم ، وأطاعوا أبا بكر ؟!
وهل أبو بكر أعظم لديهم من رسول الله ، أم هم جبناء ؟!
ولماذا قبل علياً الشورى ، وهل يعصي رسول الله ليرضي الناس ؟!
ولماذا ولماذا ولماذا .....!!؟؟؟؟
ثم إن هذا يخالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري والذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر )) !!!!

وقلتَ :
(( واليك هذا النص الجلي
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
« من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي »(2). )) !
والذي أعرفه أن هذا الحديث غير صحيح !

وقلتَ :
((ثالثا : قلت ايضا يا أخي العزيز ما نصه :
اقتباس:

قال ـ تعالى ـ : (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) ولم يقل : ردوه إلى أهل البيت أو جعفر الصادق



وأقول لك قد يكون الاختلاف والتنازع في من هم أولي الامر فلا معنى لان تقول الآية و ردوه الى أولي الامر
لان الاختلاف قد يكون فيمن هم اساسا وقد وقع ذك كما هو معلوم )) !
وأقول :
لم أفهم ما تقول !
ولتعلم أن الله قال : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )) !
فقط !
الله والرسول !!
فكتاب الله ـ تعالى ـ بين أيدينا ـ أهل السنة ـ كامل غير محرف ، ولا نقول بتحريفه ، ومن قال بذلك تبرأنا منه ، أما أنت ـ معشر الرافضة ـ فإنكم تؤمنون بتحريفه ، ومن لم يؤمن بذلك فإنه يجلّ ويعظّم من يؤمن بتحريفه من علمائكم ، وأتحداك أن تتبرأ من الكافي الآن !
وأما سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهي بين أيدينا ـ أهل السنة ـ ونحن نمحص صحيحها من ضعيفها ، ولا نردها كما يفعل الرافضة ، فنحن نتبع محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم يتبعون الروايات المكذوبة على جعفر الصادق ـ رحمه الله ـ !!!!
ومهما حاولتَ ـ يا أبا كرار ـ أن تلوي عنق هذه الآية لضيق مذهبكم فإنها تأبى إلا أن تكون بيّنة الدلالة ، جلية المعنى !
وهذا هو نصّ ما نادى به جعفر الصادق ـ كما ذكرت في الموضوع ـ فإنه طلب أن يُعرض كلامه على الكتاب والسنة ، ولكن الرافضة أبوا إلا أن يردوا قوله هذا ، وأن يكذبوا على أئمة أهل البيت حتى قالوا ـ ما معناه ـ : الراد لكلامنا كالراد لكلام الله !! ( تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ) (( وما قدروا الله حق قدره )) !!!!!!!!

أما كلامك على الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فهو إما لا يصح أو أنه في المنافقين أو أنه من الأخطاء الواقعة لهم ، ونحن كما ذكرت لك لا نقول بعصمة الصحابة أبداً ، ولو كنا نتلاعب بالقرآن مثلكم لقلنا إن الصحابة من أهل بدر معصومون بدليل قوله تعالى : (( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) (لأنفال:11) !
ولكن أهل السنة أرفع من هذه الأمور ، وأجل من أن يؤولوا كلام الله ـ تعالى ـ ليوافق معتقداتهم !

أما كلامك على تحريف القرآن وتبرؤك منه فهو لا يصح إلا بشرط :
وهو أن تتبرأ من كل من يقول بتحرف القرآن ، وتكفر بكلامه وكتبه !
مع أن هناك علماء كثراً منكم يقولون بتحريف القرآن ، وقد قال بعضهم بتواترها لديكم ، وألف في ذلك كتاباً جمع فيه أكثر من ألفي رواية ، وهذا إما أن يدل على أنكم تقولون بتحريف القرآن أو أن يدل على أنكم أكذب خلق الله ، فكيف تكون ألفا رواية مكذوبة ؟!!!!
ولا أريد أن أفيض القول في هذا الأمر ، فقد أشبع دراسة وتحقيقاً !

أما اتهامك أهل السنة بتحريف القرآن فهو كذب صراح !
وما يُروى عنهم من روايات فهي إما منسوخة أو قبل جمع القرآن أو إحدى القراءات السبع أو من القراءات الشاذة ، ثم إن قائليها صحابة لم يقولوا لتقرير أهوائهم كما يفعل الرافضة اليوم ، وليس فيها مزيد شرع ، ولا حكم جديد !
ومرد ذلك إلى سماعهم من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكان ذلك الاختلاف قبل جمع القرآن ، أما بعد جمعه فقد توحّدت القلوب عليه !
أما الرافضة فهم يقولون بالتحريف بدون برهان ولا بينة ، إلا أن هذا القرآن لم يذكر فيه الإمامة أبداً ، ولأن فيه مدحاً للصحابة كردهم قوله ـ تعالى ـ : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) فقالوا : خير أمة يقتلون الحسن والحسين ـ أو كما قالوا ـ إنما هي خير أئمة !!
إذاً فأنت ترى أنهم لا يقولون بالتحريف إلا لنصرة أهوائهم ، أما الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فإنهم حين قالوا ( إن الآية ليست كذا إنما هي كذا ) كما قالوا في ( والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى ) فما مصلحتهم من القول بذلك ؟!
هل فيها ذكر شيء من مصالحهم ؟!
كلا ـ والعياذ بالله ـ !
ثم إن علماءكم أنفسهم ذكروا هذه القراءة !
أما الرافضة فهم يقولون بالتحريف لنصرة مذهبهم فقط ، لا لسماع من الرسول ، ولا لشيء غير ذلك !
وانظر للآيات التي قالوا إنها محرفة تجد أنها جميعاً تنصر مذهبهم في الإمامة ، وهذا ما يريدون !
ثم إن كان الصحابة هم الذين جمعوا القرآن فكيف تؤمنون بقرآن جمعه مرتدون ؟!!
فإن كنتم تؤمنون به ، فلماذا لا تؤمنون بالحديث الشريف وقد جاءنا من طريقهم كما جاءنا القرآن ؟!!



ويكفي ما ذكرت !

وأرجو أن تجيب على الموضوع الأس قبل أن تتكلم فيما تريد !

وأسأل الله أن يردك إليه رداً جميلاً ..



أبوس ..
[/ALIGN]

أبوس 06-09-03 12:39 AM

.

المرسال 06-09-03 12:42 AM

اخي ابوس راجع منتدى الانترنت الان

بارك الله فيك

أبوكرار 06-09-03 01:52 AM

أخي العزيز (( أبوس ))

كلامك وردودك تدل على ان لك في العلم الكثير لذلك

أنا ادعوك لكي نتناقش نقطة نقطة موضوعا موضوعا

نناقش كل موضوع باسهاب ولا ننتقل الى غيره الا بعد عجز احدنا


وانا اعرض عليك هذه المواضيع لكي تختار واحد ونبدا باذن الواحد الجبار


1- النص على امامة الامام علي سلام الله عليه

2- تحريف القرآن

3- آية التطهير من هم المطهرون وما معنى التطهير المراد

4- الصحابة

اختر موضوعا ونناقش واتمنى منك الصمود وعدم الخروج من الموضوع او الهروب

ولنطلق من تعاليم القرآن الكريم (( وجادلهم بالتي هي أحسن ))

وادعوك الى أن تأتي بالمصادر كما انا ساتي بها

بنتظار موافقتك

أخوك أبوكرار

الشاذلي 06-09-03 02:29 AM

أبو كرار،

فين الردود على ما كتبت من قبل؟

الأخوة المشرفين نرجو إلزام هذا العضو بالرد على كل ما نطلبه منه قبل الشروع في مواضيع جديدة.

أبوكرار 06-09-03 02:35 AM

ياشاذلي قولي اي موضوع انا مارديت عليه

أحمــــد 06-09-03 06:44 AM



شبر

شبير

لدى الرافضة كل شئ ممكن ويصير

برواية من الضراط أو عفير

(نسخ لزق ) لأبى الفارنظرا لظروفه المهنية



أبوكرار 06-09-03 06:47 AM

[ALIGN=CENTER]أحلى هروب يا أحمد[/ALIGN]


الساعة الآن 02:11 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "