شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=25)
-   -   عسى أن نكون منهم (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=105080)

موسى المدني 14-08-10 03:59 PM

عسى أن نكون منهم
 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ** يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
أما بعد
لست هنا قد جئتكم بما لم تعلموا أو به تجهلون فهذه خاطرة خطرت ببالي و إني لأعلم أن فيكم من هو أكثر علما و أكثر إحاطة بما سأقول و ليست إلا نقول و ملخصات لما سمعت و قرأت من علماء و شيوخ فبعضها نقل و بعضها تعبير عما فهمته من اقوالهم وجدت فيها لي عظة فلعلي أثاب بنقلها و طرحها عليكم و أكون معكم من المتعظين. و اسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بها و النظر إليها بقلب امرئ يرجو النجاة و الفلاح و بها نعيد النظر في نياتنا و تصحيح ما شابها من مكدرات و ما للنفس فيها من حظوظ فتسلم نياتنا و توصلنا لبر الأمان.

إن آية من كتاب الله لو نظرنا إليها نظرة الفاحص المتدبر و الباحث عن مدلولاتها و تبعاتها و فوائدها تجعل كل أعمارنا ملخصة فيها أو محصورة فيها و الدين و كل ما فيه من أمر و نهي و التزام متعلقا بها فلو كنا بها معنيين و قصدها و مفهومها علينا مطبقا لنلنا ما نرجوا و فزنا الفوز العظيم.
قال تعالى : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]
فالله سبحانه و تعالى حصر قبول الأعمال للمتقين و للمتقين فقط
فتكون المعادلة بسيطة المعنى قبول العمل خاص بالمتقين و غير المتقين مهما عملوا يكون عملهم مردودا مهما كثر أو عظم.

و لو أردنا تعريف المتقين لطال بنا المقام و ما وسعت مقالتي تعريفا له و لو جزءا منه فالتقوى شاملة لكل ما أمر الله به و كل ما نهى الله عنه و كل ما يرجى من الله و كل ما يتعوذ منه و كل ما نقول و كل ما نعمل و كل ما نسر و كل ما نعلن

لكنا سنأخذ تبسيطا لها ذكرت فيها مراتب التقوى من القرآن الكريم وفق ما جاء في العقيدة الطحاوية :
والتقوى في القرآن جاءت على ثلاث مراتب:
* المرتبة الأولى: أن يتقي العذاب المؤبد بتحقيق التوحيد؛ بالإتيان بالتوحيد وبنبذ الشرك وتركه، يعني بالإسلام، وهذه هي التي جاءت في مثل قول الله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ" فخوطب الناس جميعا بالتقوى؛ يعني باتقاء العذاب المُخَلَّدْ بالإيمان بتوحيد الله، وبترك الشرك والبراءة منه ومن أهله.
* المرتبة الثانية: أَنَّ المتقي هو الذي يفعل الواجب ممتثلاً ويترك المحرم ممتثلاً، وهذه هي مرتبة المقتصدين الذين جاء فيهم قول الله "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ"[فاطر:32]، من تَرَكَ المحرم امتثالاً وأتى بالواجب امتثالاً فهو من المتقين؛ لأنَّهُ اتَّقَى العذاب، والعذاب يكون يترك الواجب أو بفعل المحرم.
* المرتبة الثالثة: أن يتقي الله سبحانه بترك صغائر الذنوب وبترك ما به بأس وبترك ما لا بأس به حَذَراً مما به بأس، وهذه هي تقوى الله حق تقاته ، كما قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ"[آل عمران:102]، يعني خافُوهُ واحذروه حق الخوف والحذر، وهذه المرتبة إنما هي للسابقين بالخيرات الذين يتركون المكروهات ويَسْعون في كل المستحبات.

و لو نظرنا لأقوال السلف فإنك تجد الكثير منهم يقول أنه لو تقبل الله منه عملا مهما كان صغيرا كخطوة أو درهم أو دعاء أو ركعة أو سجدة لكان له خير من الدنيا و ما فيها فقبول العمل دليل التقوى و إن تقبل الله منا عملا ما كان لنا فوزا و دليل نجاة لكن بقاءه في علم الغيب عند الله وحده يجعلنا أبدا غير عالمين بالقبول هل حصل أم لا و غير آمنين من العذاب فيكون ذلك سببا في زيادة العمل رجاء أن يقبل شيء منه مع اتخاذ كل السبل التي توصلنا للتقوى فلو أدركنا التقوى تقبلت أعمالنا و بدونها كانت أعمالنا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء فإذا ما أتاه لم يجده شيئا نسأل الله العافية و السداد و أن ييسر لنا سبل التقوى و يوفقنا إليها.

((ومن يضمن لنفسه أنه من المتقين؟، لكن الإنسان يعمل ولا ييأس ولا يقنط، ويُحسن الظن بالله عزّ وجلّ، إنما لا يستكثر عمله، أو يتمنّن على الله، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سمعت هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} ، قالت: يا رسول الله، أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر، ويخافون أن يعذبوا بذنوبهم؟، قال: "لا، يا ابنة الصديق، ولكنهم يصلون ويصومون ويجاهدون، ويخافون أن تُردّ عليهم أعمالهم".))

و قد ذكر الآجري في أخلاق أهل القرآن أن هدفهم ليس ختم السورة من القرآن و إنما يجعل همته :
""متى استغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين متى أكون من الخائفين متى أكون من الراجين منى أزهد في الدنيا متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى متى أجاهد في الله حق الجهاد، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أحاسب نفسي، متى أتزود ليوم معادي متى أكون عن الله راضياً متى أكون بالله واثقاً، متى أكون بزجر القرآن متعظاً، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً متى أحب ما يحب ومتى أبغض ما يبغض متى أنصح لله متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي متى أعمر قبري متى أفكر في الموت وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي متى أفكر في المنقلب، متى أحذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا ولا تقال عثرتهم ولا ترحم عبرتهم طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله وركوبهم لمعاصي الله، فقال منهم قائل يا ليتني قدمت لحياتي وقال قائل رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت وقال قائل يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقال قائل يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب فقالوا يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا."


و لو نظرنا في كتاب الله و ذكر المتقين فيه لوجدنا أمورا لو تدبرناها لكانت التقوى لنا غاية لوحدها توصلنا لبر الأمان في الدنيا و الآخرة و إليكم بعضها و التي تبين منزلة التقوى و المتقين و ما لهم في الدنيا و في الآخرة
قال تعالى :
1- ((الم ** ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)) فالقرآن هدى للمتقين فمن اتقى اهتدى
2- ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) فما أعدت الجنة إلا للمتقين
3- ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)) فهذه في الدنيا يكون المخرج فيها للمتقين
4- ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)) و هذه أيضا في الدنيا فإن التيسير و اليسر يكون للمتقين
5- ((ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)) فهل نرجوا غير تكفير السيئات و تقبل الأعمال؟؟
6- ((بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)) و هل نرجوا غير حب الله؟؟؟
7- ((إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)) فهل بعد ولاية الله لنا إن كنا من المتقين ولاية؟؟؟؟؟

أخيرا و لكوننا في شهر الصيام فإن الله تعالى قال :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))
فإن العلماء قالوا بأن الصوم مقصوده التقوى فلا حاجة لله في تركنا للطعام و الشراب و ليس الترك هو المقصود منه و كذلك فإن الله ليس بحاجة لعبادتنا أو فعلنا للأوامر أو تركنا للنواهي إنما هو التقوى و قوله تعالى لعلكم تتقون بعد الصيام جعلت نتيجة الصوم و فق أمر الله تعالى هي التقوى و خاصة لما كان للصوم ما ليس لغيره من العبادات و قد نصح به رسول الله صلى الله عليه و سلم الشباب الذين لم يستطيعوا الباءة فكان الصوم جنة و وجاءا و هو من التقوى.
فلعلنا بصيامنا و قيامنا في هذا الشهر المبارك نحصل على التقوى فنكون من أهل القبول فنفوز الفوز العظيم و نكون من أهل الجنة التي وعد الله المتقين
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب و يرضى و ييسر لنا طاعته و يجنبنا معاصيه و يجعل هوى أنفسنا موافقا لمراد الله
اللهم صلِّ على محمد ، و على أهل بيته ، و على أزواجه و ذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، و بارك على محمدٍ ، و على آل محمد ، وعلى أزواجه و ذريته ، كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد

أسماء حسين 08-09-10 01:36 PM



صَرَف الْلَّه عَنْك كُل سُوَء وَهَيَّأ لَك الْخَيْر كُلَّه ..



موسى المدني 13-09-10 02:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى الأخيلية (المشاركة 982014)


صَرَف الْلَّه عَنْك كُل سُوَء وَهَيَّأ لَك الْخَيْر كُلَّه ..



بارك الله في عمرك و جعله كله طاعة و لله وحده خالصا


الساعة الآن 09:44 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "