شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=31)
-   -   النبي صلِّ الله عليه وسلم الرحمة المهداة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=90249)

احمد العابد 02-12-09 07:55 PM

النبي صلِّ الله عليه وسلم الرحمة المهداة
 
بسم الله الرحمن الرحيم


وبه الاعانة


وعليه التكلان


والحمد لله عظيم المنة ناصر الدين باهل السنة



مقدمة
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين والتوحيد بما ينير به قلوبنا ويذهب به احزننا وجعل قرة اعيننا في توحيدنا له فله الحمد ذي المنة والعطاء والمجد والكبرياء على ما انعم به علينا تفرد بالعبادة وحده فهو واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
والحمد لله خالق السموات والارض جاعل الملائكة رسلا والحمد لله فالق الحب والنوى والحمد لله الذي جعل السعادة باتباع كتابه وسنة نبي الرحمة الهادي الى سبيل الرشاد والذي اخرج امة العرب من الظلمات الى النور فهو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين
فالحمد لله على ما انعم به علينا وخصنا بنبيه صلى الله عليه وسلم
والحمد لله القائل
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } سورة الأنبياء — 107}
.
اذن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل لطائفة أو فئة معينة وإنما أرسل للناس أجمعين بل هو رحمة للعالمين : جميع العوالم : عالم الإنس وعالم الجن وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم البحار والجماد، ....الخ

تعريف الرحمة :

معنى الرحمة في اللغة هي الرقة والعطف والرأفة وقد تطلق على ما تقع به الرحمة كإطلاق الرحمة على الرزق أو الغيث والرّحِم علاقة القرابة من رحم الأنثى لأن منها يكون ما يُرحم ويُرَقّ له من ولد.

معنى الرحمة اصطلاحاً هي إرادة إيصالِ الخير والإحسان والرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى والرحمن أخصُّ من الرحيم فلا يوصف به إلا الله تعالى أما الرحيم فتطلق على البشر. والرحمة رقّةٌ تعتري الراحم على المرحوم لنقصٍ يعتريه. هذا في رحمة البشر، أما الخالق سبحانه فهو الراحم لمن يستحق ومن لا يستحق والراحم في الدنيا والآخرة ويرحم فيعطي الضروريات والحاجيات وما فوق ذلك فهو الراحم مطلقاً سبحانه. والرحمة إيصال المنافع للمرحوم وإن كَرِهَتْها نفسه أو شقّت عليه كما يرحم الأب ابنه فيسقيه الدواء المرَّ ليشفى بأمر الله ويمنعه مما يضره ولو اشتهته نفسه. ولهذا كان الابتلاء من صور الرحمة منه سبحانه لعباده لأن في الصبر عليه رِفْعَةُ الدرجات وتكفير السيئات. وكان أكثر الناس بلاءً أحبهم إليه من الأنبياء والصالحين ويبتلى المرء على قدر دينه.


الايات التي نزلت في رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم :


ورد في كتاب الله تعالى وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة في أربعة مواضع هي: قال الله تعالى:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيْظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )

يقول سيد قطب رحمه الله: (هي رحمة الله تعالى نالته ونالتهم فجعلته صلى الله عليه وسلم رحيماً بهم ليناً معهم ولو كان فظاً غليظ القلب ما تألَّفت حوله القلوب ولا تجمَّعت حوله المشاعر. فالناس في حاجةٍ إلى كنفٍ رحيمٍ وإلى رعايةٍ فائقةٍ وإلى بشاشةٍ سمحة وإلى ودٍّ يسعهم وحلمٍ لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم. في حاجةٍ إلى قلبٍ كبيرٍ يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمّه، ويجدون عنده دائماً الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا، وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كانت حياته مع الناس. ما غضب لنفسه قطّ ولا ضاق صدره بضعفهم البشري ولا احتجز لنفسه شيئاً من أعراض هذه الحياة بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحةٍ نديةٍ ووسعهم حلمه وبره وعطفه وودُّه الكريم. وما من واحدٍ منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه نتيجةً لما أفاض عليهم صلى الله عليه وسلم من نفسه الكبيرة الرحيبة. وكان هذا كله رحمةً من الله به وبأمته )
قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتْمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالـمُـؤْمِنِيْنَ رَءُوفٌ رَحِيْمٌ )

وقال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ الله وَالَّذِيْنَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم)

قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ )

فهذه الآيات الكريمات الثلاث دلت على وصفه من عند ربه سبحانه بالرحمة وهي وإن كانت في سياق الحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين إلا أنها تشملهم وغيرهم كما ستأتي شواهد على ذلك .

يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: (فجاءت هذه الآية مشتملة على وصف جامع لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم ومزيتها على سائر الشرائع مزية تناسب عمومها ودوامها وذلك كونها رحمة للعالمين. وصيغت بأبلغ نظم إذ اشتملت هاته الآية بوجازة ألفاظها على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدح مرسله تعالى، ومدح رسالته بأن كانت مظهر رحمة الله تعالى للناس كافة وبأنها رحمة الله تعالى بخلقه، فهي تشتمل على أربعة وعشرين حرفاً بدون حرف العطف الذي عطفت به، ذكر فيها الرسول ومرسله والمرسل إليهم والرسالة وأوصاف هؤلاء الأربعة مع إفادة عموم الأحوال واستغراق المرسل إليهم وخصوصية الحصر وتنكير(رحمة) للتعظيم فهذه اثنا عشر معنىً خصوصياً واعلم أن انتصاب (رحمة) على أنه حال من ضمير المخاطب يجعله وصفاً من أوصافه. فإذا انضم إلى ذلك انحصار الموصوف في هذه الصفة صار من قصر الموصوف على الصفة. ففيه إيماء لطيف إلى أن الرسول اتحد بالرحمة وانحصر فيها. ومن المعلوم أن عنوان الرسولية ملازم له في سائر أحواله، فصار وجوده رحمة وسائر أكوانه رحمة. ووقوع الوصف مصدراًيفيد المبالغة في هذا الاتحاد بحيث تكون الرحمة صفة متمكنة من إرساله. وتفصيل ذلك يظهر في مظهرين: الأول تخلق نفسه الزكية بخلق الرحمة والثاني إحاطة الرحمة بتصاريف شريعته) يقول سيد قطب رحمه الله: (إن المنهج الذي جاء مع محمدٍ صلى الله عليه وسلم منهجٌ يسعد البشرية كلها ويقودها إلى الكمال المقدَّر لها في هذه الحياة. ولقد جاءت هذه الرسالة للبشرية حين بلغت سن الرشد العقلي، جاءت كتاباً مفتوحاً للعقول في مُقْبِل الأجيال شاملاً لأصول الحياة البشرية التي لا تتبدل مستعداً لتلبية الحاجات المتجددة التي يعلمها الخالق. ولقد وضع هذا الكتاب أصول المنهج الدائم لحياةٍ إنسانيةٍ متجددةٍ وترك للبشرية أن تستنبط الأحكام الجزئية التي تحتاج إليها ارتباطات حياتها النامية المتجددة واستنباط وسائل تنفيذها كذلك بحسب ظروف الحياة وملابساتها دون اصطدامٍ بأصول المنهج الدائم. وكفل للعقل البشري حرية العمل بكفالة حقه في التفكير وبكفالة مجتمع يسمح لهذا العقل بالتفكير ثم ترك له الحرية في دائرة الأصول المنهجية التي وضعها لحياة البشر كيما تنمو وترقى وتصل إلى الكمال المقدر لحياة الناس في هذه الأرض. ولقد دلت تجارب البشرية حتى اللحظة على أن ذلك المنهج كان وما يزال سابقاً لخطوات البشرية في عمومه قابلاً لأن تنمو الحياة في ظلاله نمواً مطرداً وهو يقودها دائماً ولا يتخلف عنها، ولا يقعد بها ولا يشدُّها إلى الخلف، لأنه سابقٌ دائماً على خطواتها متسعٌ دائماً لكامل خطواتها. وهو في تلبيته لرغبة البشرية في النمو والتقدم لا يكبت طاقتها في صورة من صور الكبت الفردي أو الجماعي ولا يحرمها الاستمتاع بثمرات جهدها وطيبات الحياة التي تحققها. وقيمة هذا المنهج أنه متوازنٌ متناسقٌ لا يعذب الجسد لتسموَ الروح، ولا يهمل الروحَ ليستمتعَ الجسد، ولا يقيِّد طاقات الفرد ورغباته الفردية ليحقق مصلحة الجماعة أو الدولة، ولا يطلق للفرد نزواته وشهواته الطاغية المنحرفة لتؤذي حياة الجماعة أو تسخرها لإمتاع فردٍ أو أفراد. وكافة التكاليف التي يضعها هذا المنهج على كاهل الإنسان ملحوظٌ فيها أنها في حدود طاقته ولمصلحته وقد زود بالاستعدادات والمقدرات التي تعينه على أداء تلك التكاليف وتجعلها محببةً لديه مهما لقي من أجلها الآلام لأنها تلبي رغبة من رغباته أو تصرف طاقةً من طاقاته. ولقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً لقومه ورحمةً للبشرية كلها من بعده والمبادئ التي جاء بها كانت غريبةً في أول الأمر على ضمير البشرية لبُعد ما كان بينها وبين واقع الحياة الروحية والواقعية من مسافة، ولكن البشرية أخذت من يومها تقترب شيئاً فشيئاً من آفاق هذه المباديء فتزول غرابتها في حسها وتتبناها وتنفذها ولو تحت عنوانات أخرى. لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانيةٍ واحدةٍ تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافية لتلتقي في عقيدة واحدة ونظام اجتماعي واحد. وكان هذا غريباً على ضمير البشرية وواقعها وتفكيرها يومذاك. والأشراف يعدون أنفسهم من طينةٍ غير طينة العبيد ولكن ها هي ذي البشرية في خلال نيفٍ وثلاثة عشر قرناً تحاول أن تقفو خطى الإسلام فتتعثر في الطريق لأنها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل. ولقد جاء الإسلام ليسوي بين جميع الناس أمام القضاء والقانون في الوقت الذي كانت البشرية تفرق الناس طبقات وتجعل لكل طبقةٍ قانوناً بل تجعل إرادة السيد هي القانون أحياناً. وغير هذا وذاك يشهد بأن الرسالة المحمدية كانت رحمةً للبشرية وأن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما أرسل رحمةً للعالمين. من آمن به ومن لم يؤمن به على السواء. فالبشرية كلها قد تأثرت بالمنهج الذي جاء به طائعةً أو كارهة، شاعرةً أو غير شاعرة، وما تزال ظلال هذه الرحمة وارفةً لمن يريد أن يستظل بها ويستروح فيها نسائم السماء الرخيّة في هجير الأرض المحرق وخاصة في هذه الأيام. وإن البشرية اليوم لفي أشد الحاجة إلى حسِّ هذه الرحمة ونداها وهي قلقةٌ حائرةٌ شاردةٌ في متاهات المادية وجحيم الحروب وجفاف الأرواح والقلوب)إن هذه التفصيلات الواسعة من كلامه رحمه الله تبين مدى كون بعثته صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ولهذا فهو نبي الرحمة بها بُعِث وبها تخلّق.



احمد العابد 02-12-09 07:59 PM

رحمته بالناس:

قال الله تعالى


(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199)

وقال تعالى : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)(الحجر:85)

وقال تعالى: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النور:22).
وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: 134).

وقال تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) .

عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري .


عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري .

عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم .


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . رواه البخاري ومسلم .


عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يُجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى. رواه مسلم .


وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظٌ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبذهُ بردائه جبذةٌ شديدة، فنظرتُ إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشيةُ البرد من شدة جبذته ، ثم قال: يا محمدُ مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه ، فضحك ، ثم أمر له بعطاء متفقٌ عليه.

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: كأني أنظرُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، صلواتُ الله وسلامهُ عليهم، ضربهُ قومهُ فأدموهُ، وهو يمسحُ الدمَ عن وجههِ، ويقولُ: ((اللهمَّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمُون)) متفق عليه .


وعن أبي هُريرة رضي الله عنهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديدُ الذي يملكُ نفسهُ عند الغضب)) متفقٌ عليه.


روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده أنس بن مالك وهو عم إسحاق : قال بينما نحن في المسجد مع رسول اللهإذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله مه مه قال قال رسول اللهلا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ثم إن رسول اللهدعاه فقال له إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن أو كما قال رسول اللهقال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه(صحيح مسلم1/236ح رقم285).

وفي رواية أخرى فقال الإعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فالتفت اليه النبيفقال لقد تحجرت واسعا .


عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي . فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني ) رواه مسلم .


عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).


عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن .

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا : يا رسول الله ! أحرقتنا نبال ثقيف ، فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفا ) رواه الترمذي بسند صحيح .
وكثيرا ما نرى طعن المشككين سواء من الفرق الضالة او من اليهود والنصارى وغيرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحتجون فنأخذ شبهة واحدة كثيرا ما يدندنون بها وهي مهمة واوردتها مع موضوعنا هذا لكي يفهم اولئك ما سبب ورود هذه السورة ونزلت عتابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى :



{عَبَسَ وَتَوَلَّى.. أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى.. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى.. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}

هنا جاء كلام الاستاذ عبد المنعم مصطفى :

للنظر للايات لم يقل الله تعالى أن جاءه رجلا أو أن جاءه فقيرًا أو أن جاءه كذا.. لا.. وإنما وصفه بالعاهه التي فيه، وصفه بالشيء الذي قد يعيبه الناس ويعيره به، أنت رجل أعمى أو أنت رجل ذو عاهة كذا أعرج أو أنت رجل مريض أو أنت رجل مجهد أو كذا، فالعمى هنا قد أصبح فخر، المفسرون بين فريقين، الفريق الأول يقول أن عبد الله بن أم مكتوم حينما نزلت هذه الآية كان مسلمًا وأنه أراد أن يستزيد علمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم مستفيدًا أنه موجود والفريق الآخر يقول لا.. لم يكن مؤمنًا لتلك الساعة إنما جاء يستفسر مثل الباقين، يستفسر عن الدين وهذا هو الأرجح.. هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يعرض عن مؤمن أبدًا، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى في بداية التنزيل أنزل قوله تبارك وتعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الشعراء: 215) واخفض جناحك.. يعني كن متبسط معهم جدًا، وهذه صفة المؤمنين بعضهم مع بعض، فالمؤمن لا يكون مؤمن من علامة إيمانه أن يكون ذليلا لأخيه المؤمن، لينًا سهلاً بسيطًا يعني ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا،
حديث النبي صلى الله عليه وسلم في معاني الرحمة العظيمة.. فإذن هنا إن جاءه الأعمى، هذا الأعمى له بصيرة، يا رسول الله.. كيف تعرض عنه.. والدليل على أن لم يكن مؤمن إلى تلك الساعة سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}.. ما يدريك لعل هذا راح يؤمن، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}.. فلو كان مؤمنا فالمؤمن متزكي، فتقول الآية {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} فإن كان مؤمنا هذا فهو متزكي من الله سبحانه وتعالى، ولهذا هو المرجح أن عبد الله بن أم مكتوم في تلك اللحظة كان لم يزل على دينه من الكفر ومن الشرك، ولكنه حينما نزلت هذه الآية سارع بالإيمان وقال قد ذكرني ربي بعاهتي، أنا أعمى والله ذكرني.. تبارك الله وسط هذه الإكبارية وهذه الهلمة الكبيرة من زعماء القبائل والعشائر وذوي الأموال وكذا، رجل بسيط يذكرني الله, ولا يذكر الوليد بن المغيرة، فهذه الحادثة تعطينا قيمة دالة على أن الإسلام لا يفرق بين الناس، وإنما الناس يبعثون يوم القيامة لا بأمجادهم ومفاخرهم وإنما يبعثون بما قدموا لله.. فهم بين مؤمن وكافر.. هكذا يبعث الناس يوم القيامة، لا يبعثون بجنسياتهم، ولا بقومياتهم، ولا بأعراقهم ولا بأصولهم ولا بأحسابهم وأنسابهم، وإنما يبعث عبد مؤمن وعبد كافر، وكلنا عباد لله.. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان كلما يرى ابن أم مكتوم يقربه منه ويدنيه إليه ويشده ويضمه ويقول هلم إلي يا من أنبني فيك ربي..
هذه الحادثة في وقتها أثرت في وجدان مكة، وأثرت فيهم أنه هذا الرسول ماله الآن أعرض، ثم بعد ساعة أقبل على ابن أم مكتوم يشده ويضمه، قالوا والله ما هذا بتصرف بشري، إذن جاءه شيء أخبره، نزل فيه القرآن وآمن بعض الناس بعدما نزلت هذه الآية.. وهو {عَبَسَ وَتَوَلَّى.. أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى.. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى.. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}
سيدنا عبد الله بن أم مكتوم ذلك الأعمى بقي مجاهدًا طوال حياته، كلما يريد أن يخرج للغزو يقعدوه حتى مسك بسيدنا عمر بن الخطاب في خلافة عمر، فيقول له ابعثني إلى القادسية، ابعثني مع سعد بن أبي وقاص، في فتح العراق، فقال له أنت أعطاك إجازة وما على الأعمى حرج، فأنت يعني ربنا سبحانه وتعالى عافيك، فقال لهم وأنتم إيش يدريكم، لعلي أن أكون آية من آيات النصر في مثل هذا، سلموا إلي الراية، والراية هذه دائما تقوم في وسط الجيش، ترتفع الراية وحامل الراية يجب أن يكون متماسكا قويا شديدا ما يخاف، فيقول له سيدنا سعد بن أبي وقاص بطل القادسية المشهور، فيقول له يا سعد أنت سلم لي الراية، فقال كيف أسلمك الراية وأنت أعمى.. قال هذه الفائدة بي ترى.. أنا إذا أدبرتم أنتم كر عليكم العدو فأدبرتم أنا ما أشوف العدو فأثبت مكاني، ولكن لو كنت أرى العدو لكنت هربت.. وإذا انتصرتم وقاتلتم قتالا شديدا كانت رايتكم مرفوعة، فنرى هنا أن هذه الطاقات كيف سخرت.. سخرها الإسلام بالإيمان الحقيقي لكي تقدم الخير للبشرية.

احمد العابد 02-12-09 08:02 PM

رحمته بالمسنين صلى الله عليه وسلم :


فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:



قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ

مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ".. أي شيخ مسن، مهما كان لونه، ومهما كان دينه، فالمسلم مطالب بإكرام المسن دون النظر إلى عقيدته أو بلده أو لونه... كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله قال: "والذي نفسي بيده، لا يضع الله رحمته إلا على رحيم"، قالوا يا رسول الله: كلنا يرحم، قال: "ليس برحمة أحدكم صاحبه.. يرحم الناس كافة

وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ قال : "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: أن رَسُولُ اللَّهِ قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنْ النَّبِيِّ قَالَ: "يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ

فقد قال النبي : "أمرني جبريل أن أقدم الأكابر

وقد أمر النبي أن يُبدأ الكبير بتقديم الشراب ونحوه للأكابر.. فقال: "ابدءوا بالكبراء -أو قال- بالأكابر"

فتقول عائشة: "كان يستن وعنده رجلان، فأُوحي إليه: أن أعط السواك أكبرهما!"

وعن عبد الله بن كعب: "كان إذا استن أعطى السواك الأكبر، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه

قال ابن بطال: فيه تقديم ذي السن في السواك، و يلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام ، ومن ثَم كل وجوه الإكرام.
كما أمر بتقديم المسن في الإمامة:
ففي الصحيح من حديث مالك بْنِ الْحُوَيْرِثِ أن النَّبِيِّ قال: ".. فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"
وهو لا يتعارض مع تصريح النبي بتقديم الأحفظ لكتاب الله.

وجد جمع بينهما في حديث أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ حين قَال رَسُولُ اللَّهِ r: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَة،ً فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا..."

كما أن الكبير -في الهدي النبوي- أحق بالمبادأة في الكلام، والحوار، فعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْل،ِ فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَحُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ r فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِم،ْ فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ،

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ:

"كَبِّرْ الْكُبْرَ"..



قال تعالى

"وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)" [المجادلة: 3، 4]..

وقال رسول الله لخولة المجادلة: "مُريه فليعتق رقبة"، فسألت التخفيف عن زوجها. فقال: "فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والله إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر". فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده! فقال نبي الرحمة: "فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر"! ولم ينس الرسول الجليل والأب الرحيم أن يوصي المرأة الشابة بزوجها الشيخ فقال: "استوصي بابن عمك خيرًا

وفي الفرائض: أجاز للمسن أن يفطر في نهار رمضان -ويطعم- إذا شق عليه الصيام، وأن يصلي جالسًا إذا شق عليه القيام، وأن يصلي راقدًا إذا شق عليه الجلوس.. وهكذا...

ولقد عنّف الرسول معاذ بن جبل، ذات يوم، لما صلّى إمامًا فأطال فشق على المأموم، قائلاً:
"يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ! [ ثَلَاثَ مِرَارٍ]! فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ!

ورخص للمسن أن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع أن يمتطى وسيلة النقل. فعَنْ الْفَضْلِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ لها النَّبِيُّ r: "فَحُجِّي عَنْهُ"


كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه وقائدي الجيش: "انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله. لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً ولا صغيرًا، ولا امرأة. ولا تغلوا، ، وأصلحوا وأحسنوا، فإن الله يحب المحسنين". وهذا أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم التعرض لكبار السن والنساء والأطفال باعتبارهم غير محاربين، ولا يقوون على حمل السلاح، فاعتبرهم من غير المشمولين بالحرب والقتل.. وهذا ما وصلت إليه الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف لحماية المدنيين في 12 أغسطس 1949 وهو كسابقه أصبح -حبرًا على ورق- لما نراه اليوم من تعرض المدنيين شيوخًا ونساءً وأطفالاً إلى القتل والدمار وبكافة أنواع الأسلحة، وحتى المحرمة دوليًّا، كالأسلحة السمية، كيماوية وبيولوجية، ناهيك عن أسلحة الدمار الشامل.. فتراهم من جهة يصرحون باتفاق معين لخدمة البشرية والسلام، ومن جهة أخرى يتغاضون عن أفعالهم أو أفعال بعضهم في تدمير المجتمعات بوسائل أكثر وحشية.

جاء عتبة بن ربيعة -أحد شيوخ المشركين أيام مكة- يتحدث إلى النبي ، بحديث طويل يريد أن يثنيه عن دعوته، وكان من بين ما قال:
أنت خير أم عبد الله؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت النبي، تأدبًا وإعراضًا عن الجاهلين!
فواصل عتبة قائلاً: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فقل يسمع لقولك، لقد أفضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريش ساحرًا، وأن في قريش كاهنًا، ما تريد إلا أن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى
فلما عاين عتبةُ هذا الأدب الجم من رسول الله، خفف من حدة الحديث، وقال: يا ابن أخي.. إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا [يعني جنون أو مس] تراه لا تستطيع رده عن نفسك؛ طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه.
وما زال عتبة يتحدث إلى النبي بهذا الحديث الذي لا يخلوا من التعريض أو من التجريح، ورسول الله في إنصات واستماع بكل احترام للشيخ..
حتى إذا فرغ عتبة، قال له النبي -في أدب ورفق-: "أفرغت يا أبا الوليد؟" قال: نعم.
قال: "اسمع مني".
قال: افعل.
فقرأ عليه النبي أول سورة فصلت


ولما أُسر عمرو بن أبي سفيان بن حرب، في معركة بدر، ووقع أسيرًا في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لأبي سفيان: افدِ عمرًا ابنك! قال: أيجمع علي دمي ومالي، قتلوا حنظلة وأفدي عمرًا، دعوه في أيديهم يمسكوه ما بدا لهم.
فبينا هو كذلك محبوس بالمدينة عند رسول الله إذ خرج شيخ كبير مسلم إلى مكة لأداء العمرة، وكان اسمه سعد بن النعمان بن أكال -أخو بني عمرو بن عوف- فخرج معتمرًا، رغم أن الظروف السياسية عصيبة، لا سيما بعد بدر.. ولم يظن أنه يحبس بمكة، وقد كان عهد أن قريشًا لا يعرضون لأحد جاء حاجًّا أو معتمرًا إلا بخير، فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة، فحبسه بابنه عمرو..
ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله فأخبروا خبره، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان، فيفكوا به الشيخ، ففعل رسول الله وأفرج عن ابن أبي سفيان على الفور، دون فداء، فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل الشيخ .

لما دخل رسول الله مكة فاتحًا (في رمضان 8هـ/ يناير 630م)، ودخل المسجد الحرام، أتى أبو بكر بأبيه يقوده

إلى حضرة النبي ، ليبايع ويسلم. فلما رآه رسول الله قال صاحب الخلق العظيم:

"هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟!"

قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه!!

فأجلسه سيدنا محمد بين يديه، وأكرمه، ثم مسح على صدره، ثم قال: "أسلم" فأسلم.

ودخل به أبو بكر وكان رأسه كالثغامة بياضًا من شدة الشيب.

فقال رسول الله -في تلطف جم وذوق رفيع-: "غيّروا هذا من شعره! .

احمد العابد 02-12-09 08:03 PM

وصدق الله القائل :


{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
فهذه سيرته العطرة مليئة بالمشاهد الدالة على رحمته صلى الله عليه وسلم يسير يوماً من الأيام فإذا به يجد عجوزاً تحمل الحطب على رأسها قد اجهدت واخذ منها التعب ماخذه وحرارة الشمس العالية فلما رئها بهكذا حال قال لها صلى الله عليه وسلم : يا خالة أآخذ معك الحطب إلى البيت ففرحت وسرت واعطته الحطب فحمله عنها وقام بايصاله الى بيتها فسبحان الله ها هو القدوة الرحمة كيف يحمل العبئ عن الاخرين ويتحمل عنهم مشاق الطريق برحمته التي وصفها الله بها فصلى الله عليك يا رسول الله .
فالرحمة صفة من صفاته ملزمة له بابي هو وامي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من تفكر برحمته وعطفه وحنانه على الكافرين والمسلمين بل وحتى على الحيوانات والجمادات وهذا ما سنأتي لذكره بل وحتى في رؤيتنا نراه صلى الله عليه وسلم بعد اكثر من 1400 سنة ياتيك رسول الله في رؤيا ليرشدك ويعلمك ويبشرك ويقول انت مني ويعطيك معاني لا اله الا الله وما هي اهمية القران الكريم والتمسك وهذه الرؤيا وغيرها حصلت مع الكثير من الذين نعرفهم من الصالحين والذين لا نعرفهم فهو اعظم شخصية عرفها التاريخ البشري في عهده صلى الله عليه وسلم والى الان وهذا ما سنورده في نهاية البحث .




رحمته صلى الله عليه وسلم مع الجمادات والحيوانات :


كان لاحد الانصار جمل عذبه وألمه صاحبه وجعله يعاني من شدة الجوع فجاء هذا الجمل الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يشكو لرسول الله قسوة وعذاب صاحبه وجاء يبكي تعالوا لنعرف ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم :


قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أين صاحب هذا الجمل فجاء الأنصاري فقال شكا إلي أنك تجيعه، اتق الله فيه وفرق بينهم !! سبحان الله الحيوان يذهب يشتكي للرحمة المهداة .



وها هي الحمامة عندما أخذ صحابي أفراخها
جاءت تشتكي الى رسول الله الى نبي الرحمة المهداة فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي رحمها وعطف قلبه لها لما رأى حالها فقال صلى الله عليه وسلم ردوا عليها ولدها، سبحان الله صلى الله عليك وسلم يا نبي الرحمة .




وها هو رسول الله مرة اخرى يحن قلبه على جذع سمعه يحن عليه فيرحمه وينزل إليه ويضمه إليه حتى يسكت .


هذه الرحمة .... هذه هي الرحمة المهداة الى الناس جميعا أخلاق ورحمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو منهج محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .



يـا وردةً يـزهـو بـهـا البستانُ *** ورحـيـقَ شـهـدٍ لـذََهُ الـظمآن
يـا نـور مـشـكـاةٍ بـليلٍ مظلمٍ *** كـشَـفَ الـجـمال ففاحت الأفنانُ
يـا رحـمـةً لـلـعـالمين بِعطفه *** نَـصـرَ الضَّعيفَ فأُنْصِفَ الإنسانُ



ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجز الاقلام عن وصفه وذكر رحمته صلى الله عليك يا رسول الله


و خذوا أيضا قصة جمل جابر .. جمل جابر كان يوقن أن رسول الله والحمة المهداة ولهذا يطيعه فيما يريد وجابر في صحيح مسلم يقول كنت راجعا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة من الغزوات وأنا على جمل هزيل ضعيف وأثناء الرجوع كنت آخر القوم لأن الناس سبقوه وجمالهم سريعة وجمله ضعيف فهو آخر القوم يقول فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا جابر امش فقال يا رسول الله لا أستطيع وهذا جملي ضعيف فقال صلى الله عليه وسلم أنخه فأناخ جابر الجمل فلما أناخه قال صلى الله عليه وسلم أعطني عصا من يدك أو ناولني عصا من شجرة فجاء جابر وأخذ عصا وأعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي العصا وجاء إلى الجمل وهو جالس على الأرض فضغطه فقام جمل وانطلق بإذن الله تعالى وجابر متعلق به من شدة مشيه فانطلق وجاء جابر وركب على الجمل وركب النبي على جمله وجعل يمشي بجانب جابر ها هو رسول الله يشفي هذا الجمل الضعيف باذن الله عز وجل ويرحم هزله وضعفه .


.


وكان صلى الله عليه وسلم يضرب الجمل فينطلق بإذن الله تعالى ويأتي الجمل الآخر مقرا بأنه رسول الله فسبحان الله تشهد الحيوانات برحمته ورسالته !! فماذا جرى ليني أدم !!


حتى مع الحيوانات في رفقه بها وحفظه لحقوقها وفي احترامه لها وعدم إهانته لها فخذوا شيئا اخر من رحمته المتعلقة بهذه الحيوانات
.


فالنبي عليه السلام مر برجلين كلاهما راكبان على بعير ويتحدثان فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تتخذ الدواب كراسي سبحان الله يرفق بالحيوان ويرحمه وينهى عن اتخاذ ظهورها كراسي للمحادثة !!.



ومر صلى الله عليه وسلم برجل قد أضجع شاة ووضع رجله على صفحة عنقها وهو يحد السكين لذبحها والشاة تلحظ إليه ببصرها فقال صلى الله عليه وسلم هلا سننت سكينك قبل أن تضجعها أتريد أن تميتها موتات.

انظروا لهذه الرحمة رحمة لم يجد ولا يمكن ان يوجد مثلها رحمة ورفق حتى مع الحيوان اجلكم الله اخوتي سبحان الله .!!!



وهنا يوصي الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم ايضا في التعامل الحسن مع الحيوان ونهى عن الوشم في الوجه والوسم علامة توضع على الإبل لأجل أن لا تختلط بإبل أخرى كما يفعلون الآن من وضع وشم على الحيوان وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم ونهى صلى الله عليه وسلم أن تذبح الشاة وأختها تنظر إليها ولهذا ما يقع في بعض أماكن الذبح وما يتعلق بها تجدهم ربما أدخلوا مجموعة من الغنم والبقية تنظر إليها فهذا منهي عنه


.




ومن أراد أن يفعل ذلك لا بد أن يحجب عينها !!
وهذا من رحمته للحيوانات وصدق الله القائل :



{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}


.


فهو رحمة لكل العوالم من الإنس والجن والحيوانات وغيرهم وهذا من دلائل رحمته وانه النبي المهداة لجميع المخلوقات
.


احمد العابد 02-12-09 08:13 PM

وهنا ايضا نذكر مرة اخرى رحمته مع الجذع وهو جماد سبحان الله وليس فقط رحمة ولكن معجزات لرسول الله

صلى الله عليه وسلم تثبت نبوته وتدحض من شك وابى رسالته ونبوته !!


ها هو الجذع الذي فقد رسول الله وحن اليه ... الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح

كما يصيح الغلام الصغير ، فتوجه إليه فاعتنقه ، فجعل يهذي كما يهذي الغلام الصغير الذي يسكن عند بكائه،

فقال صلى الله عليه وسلم: لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة .

يروى ان الحسن البصري اذا ذكر امامه هذا الحديث بكى وقال : هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

سبحان الله اي رحمة هذه

صدقت يا رسول الله حينما قلت :

إِنَّما بُعِثْتُ رَحْمَةً [رواه مسلم].

الخاتمة
الحمد لله الذي أتم عليَّ نعمه، ووالى عليَّ مننه، وأعانني فأكملت هذا البحث بهذه الصورة التي أرجو أن أنال بها رضاه،وأن يكون البحث نافعاً محققاً للغرض منه،وقد توصلت من خلاله إلى عدة نتائج من أهمها :


ان الله بعث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للبشرية ويدعوهم اليه بهذه الرحمة المهداة التي تفرد بها من قبل الله عز وجل فدعى بها جميع الناس .

ان رسول الله اعظم شخصية عرفها التاريخ البشري من خلال رحمته بالمسلمين والكافرين وحتى الحيوانات والجمدات فلم يسبق رسول الله احد برحمته ووسع صدره ودعائه حتى لأعدائه بالخير والهداية .

ان كل من نظر لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته بتجرد وانصاف يدرك حقيقة وهي انه صلى الله عليه وسلم خير الرسل ، وانه سيدهم وخاتمهم ، برحمته وعلوا شانه عند رب العباد وان صحابته خير الاصحاب وان امته خير الامم ولهذا فعلى باقي الامم اتباع هذا الرسول الرحمة المهداة فله الحمد ذي المنةِ والعطاء على ما انعم به علينا وفضلنا على سأئر الامم .

ان كل من نظر لرحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد ان كثيرا من الناس اعتنقوا الاسلام بسب هذه الرحمة المهداة من قبل الله عز وجل سواء كان هذا في عهده صلى الله عليه وسلم او في عهدنا هذا لماذا لانه تفرد بهذه الرحمة الربانية المهداة فهو جاهد في سبيل الله حق الجهاد برحمته ، وخلقه ، واسلوب دعوته للناس بالرحمة والحكمة والموعظة الحسنة والدعاء لهم ، فبلغ رسالة ربه حق التبليغ ووفِق لدعوة الناس برحمته من عبادة العباد الى عبادة رب العباد .

وبهذا نختم بقول الله عز وجل :

(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتْمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالـمُـؤْمِنِيْنَ رَءُوفٌ رَحِيْمٌ )


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكتبه اخوكم في الله

احمد العابد


ـــــــــــــــــــــــ

المقاييس لابن فارس 2/ 498
لسان العرب لابن منظور 12/230
المقاييس لابن فارس 2/498
سورة آل عمران / الآية 159
في ظلال القرآن لسيد قطب (4/501)
سورة التوبة / الآية 128
سورة الفتح / الآية 29
سورة الأنبياء / الآية 107
التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور (17/166)
في ظلال القرآن لسيد قطب(4/ 2403

536 رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة ، رقم (3231)، ومسلم ، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم (1795).
537 مسند أحمد (1/303).
538 رواه مسلم ، كتاب الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، رقم (2328).
539 رواه البخاري، كتب اللباس، باب البرود والحبرة والشملة، رقم (5809)، ومسلم ، كتاب الزكاة، باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة، رقم (1057).
540 رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب حديث الغار، رقم (3477)، ومسلم ، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد، رقم (1792).
541 رواه البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، رقم (6114) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب...، رقم (2609).
542 رواه البخاري، كتاب الأدب ، باب الحذر من الغضب، رقم (6116

رواه الترمذي، باب ما جاء في إجلال الكبير، رقم 1945 ، وحسنه صاحب الجامع الصغير، انظر: فيض القدير - (ج 5 / ص 543)،.

أبو يعلى الموصلي 4145 ، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 167

باب في تنزيل الناس منازلهم رواه ابو داود، رقم 4203، وابن أبي شيبة، برقم 5\ 224، والبيهقي، رقم 2573، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح، 3\ 78

في السلسة الصحيحة رواه الترمذي ورواه أحمد، برقم 6643، ( 5 / 230 )

باب تسليم القليل على الكثير صحيح البخاري رقم 5763

في السلسة الصحيحة - رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 97 / 1 ) ، ، برقم 1555

السلسة الصحيحة أخرجه أبو يعلى ( 2 / 638 )، ح: 1778

السلسة الصحيحة - رواه أبو داود، كِتَاب الطَّهَارَةِ، بَاب فِي الرَّجُلِ يَسْتَاكُ بِسِوَاكِ غَيْرِهِ ح: 46، ، ح: 1555

صحيح وضعيف الجامع الصغير، ح: 8797.

الألباني السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 129)

صحيح البخاري، كِتَاب الْأَذَانِ، بَاب إِذَا اسْتَوَوْا فِي الْقِرَاءَةِ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ ، ح: (595)

صحيح مسلم ، كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةِ، بَاب مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ، ح: (1079)

صحيح البخاري، كِتَاب الْأَدَبِ، بَاب إِكْرَامِ الْكَبِيرِ وَيَبْدَأُ الْأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ وَالسُّؤَالِ، ح: (5677)، ومسلم،كِتَاب الْقَسَامَةِ وَالْمُحَارِبِينَ وَالْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ، بَاب الْقَسَامَةِ، ح: (3157).

تفسير ابن كثير - (ج 8 / ص 36)

صحيح البخاري، كِتَاب الْأَذَانِ، بَاب مَنْ شَكَا إِمَامَهُ إِذَا طَوَّلَ وَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ طَوَّلْتَ بِنَا يَا بُنَيَّ ، ح: (664)

صحيح مسلم، كتاب الحج ، باب الحج عن العاجز، ح: (2376)

السيرة الحلبية 1/456

ابن كثير : السيرة النبوية 1/504

سبيل الرشاد محمد بن يوسف الصالحي الشامي : - (ج 4 / ص 70)
واحدة الثغام، وهو نبت أبيض، أو كالسحابة البيضاء دلالة على شدة بياض شعره

ابن كثير : السيرة النبوية (ج 3 / ص 558)


يقيني ربي بيقيني 03-12-09 12:37 AM

جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــــــــــر

احمد العابد 04-12-09 09:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يقيني ربي بيقيني (المشاركة 792329)
جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــــــــــر


وجزاك الله خير .

نجد والحجاز 11-03-10 12:06 AM

احمد العابد

اشكرك على هذا الموضوع الرائع وجزاك الله خير الجزاء

مهما قلنا في حق النبي وعن رحمته عليه الصلاة والسلام فلن نوفيه حقه

وصدق الله العظيم الذي قال عنه (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) رحمة بكل شي

فهو عليه الصلاة والسلام ارحم خلق الله بخلق الله

يقول عليه الصلاة والسلام عن نفسه الشريفه (( انا الرحمة المهداه )) وصدق النبي الذي لاينطق

عن الهوى فهو بأبي هو وأمي رحمة اهداها الله لخلقه

حتى مع الكفار كانت رحمته عليه الصلاة والسلام

الآية . فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ...

اي قاتل نفسك عليهم يامحمد بحزنك على المشركين لانهم لم يؤمنوا

وقال تعالى (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ))

شفاعته لاهل الكبار من امته


ورحمته عليه الصلاة والسلام بأمته انه يسجد يوم القيامه تحت عرش الرحمن فيبكي

ويسئله الله وهو العليم مايبكيك يامحمد فيقول عليه الصلاة والسلام وهو يبكي أمتي أمتي

لا اله الا الله اان كانت هذه رحمة محمد عليه الصلاة والسلام فكيف هي رحمة الله الذي خلق

محمد !!!!!!!!!!!

لاشك اننا في فضل وخير وشرف عظيم

ان بعث الله لنا خير البشر أحمد عليه الصلاة والسلام

واخيرا تقبل تحيتي

نجد والحجاز

المهندس احمد السامرائي 11-03-10 12:15 AM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه
بارك الله فيك اخي صاحب الموضوع وجزاك الله الجنة
اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

احمد العابد 11-03-10 11:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجد والحجاز (المشاركة 859619)
احمد العابد

اشكرك على هذا الموضوع الرائع وجزاك الله خير الجزاء

مهما قلنا في حق النبي وعن رحمته عليه الصلاة والسلام فلن نوفيه حقه

وصدق الله العظيم الذي قال عنه (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) رحمة بكل شي

فهو عليه الصلاة والسلام ارحم خلق الله بخلق الله

يقول عليه الصلاة والسلام عن نفسه الشريفه (( انا الرحمة المهداه )) وصدق النبي الذي لاينطق

عن الهوى فهو بأبي هو وأمي رحمة اهداها الله لخلقه

حتى مع الكفار كانت رحمته عليه الصلاة والسلام

الآية . فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ...

اي قاتل نفسك عليهم يامحمد بحزنك على المشركين لانهم لم يؤمنوا

وقال تعالى (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ))

شفاعته لاهل الكبار من امته


ورحمته عليه الصلاة والسلام بأمته انه يسجد يوم القيامه تحت عرش الرحمن فيبكي

ويسئله الله وهو العليم مايبكيك يامحمد فيقول عليه الصلاة والسلام وهو يبكي أمتي أمتي

لا اله الا الله اان كانت هذه رحمة محمد عليه الصلاة والسلام فكيف هي رحمة الله الذي خلق

محمد !!!!!!!!!!!

لاشك اننا في فضل وخير وشرف عظيم

ان بعث الله لنا خير البشر أحمد عليه الصلاة والسلام

واخيرا تقبل تحيتي

نجد والحجاز


صدقت بارك الله فيك اخي الحبيب وجزاك الله خير .


الساعة الآن 01:35 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "