شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=13)
-   -   {من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها} (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=122115)

الحر الأشقر 24-03-11 01:18 PM

{من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها}
 

فمما يدمي القلوب أمر منتكس مقلوب مرتكس مغلوب ينذر
بالكروب و شدة الخطوب و عظيم اللغوب و ظلمة الدروب.
إذ أن الفواحش هاجت و ماجت و شاعت و ذاعت و كثير من

الناس ماعت بل باعت و ما جاعت و الدين و العرض ما راعت.
كثير من الأصوات خفتت بل سكتت!!
كثير من الناس تعامت و الفواحش تنامت!!
بل صار إشاعة الفاحشة سياسة متبعة تنفق لأجلها عظائم الأموال
و تجند في سبيلها النساء و الرجال و يستعان بألف شيخ دجّال
لأفساد و إضاعة الأجيال لأسباب لا تخفى على الجهّال.
و نرى تمكين المفسدين اللئام و المجرمين الطغام ليشيعوا
الفواحش و الآثام في أهل التوحيد و الإسلام مستغلين جميع
وسائل الإعلام و التافهين من الأقزام،و قد توعدهم الملك العلام
بشدة العذاب و الإيلام في هذه الدار و دار المقام فقال و قوله
أصدق الكلام:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النور19)
قال شيخ الإسلام"المجموع":
{فإن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة
بالعذاب الأليم في الدنيا و الآخرة،و هذه المحبة قد لا يقترن بها
قول و لا فعل فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل}!!
و قال العلامة ابن القيم"البدائع":
{هذا إذا أحبوا إشاعتها و إذاعتها فكيف إذا تولوا هم إشاعتها و
إذاعتها}!!
فكيف بمن أحب إشاعة الفاحشة في أهل الإيمان بجنانه و دعا إلى
ذلك بلسانه و فعل ذلك بجوارحه و أركانه و أشاعها بسطوته و
سلطانه و قمع من أنكرها بجنده و أعوانه!!!
فكيف يكون الحال و المنتهى و المآل و الوقوف بين يدي الكبير
المتعال!!
و قد روى الحاكم في مستدركه عن بريدة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
{و لا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت}
فمتى ما تظاهروا و تفاخروا و جاهروا فقد تم خسارهم و حان
دمارهم و خلت ديارهم.
و روى ابن ماجة في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
{لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم
الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين
مضوا}
فمن أظهر و أشاع الفواحش و الآثام عوقب بالآلام و عظائم
الأسقام و الموت الزؤام و التي لم تكن فيمن سلف من الأنام
عقوبة من الملك العلام و خزيا لمن هم أضل من الأنعام ممن
كفروا الخير و الإنعام.
وروى معمر في جامعه و ابن هشام في السيرة من طريق ابن
إسحاق و ابن جرير في تاريخه عن الصديق الأكبر و الصاحب
الأطهر الصديق أبي بكر رضي الله عنه أنه قال:
{لا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء}
بلاء في الأنفس بلاء في الثمرات بلاء في الأموال بل أهوال
فتن و محن و إحن حتى يتمنى المؤمن الكفن!!
و روى البخاري في الأدب المفرد و البيهقي في الشعب عن
الخليفة الراشد و الأسد الراصد علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أنه قال:
{القائل الفاحشة و الذي يشيع في الإثم سواء}.
و روى البخاري في الأدب المفرد و وكيع في الزهد و أبو الشيخ
في التوبيخ عن شُبَيْل بن عوف أنه قال:
{من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها}.
و روى أبو الشيخ في التوبيخ عن فضيل قال:
{من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها} قال الفضيل:
{ فإن الفاحشة لتشيع في الذين آمنوا ، حتى إذا بلغت إلى الصالحين كانوا خزانها}.
و روى البخاري في الأدب المفرد عن عطاء أنه كان يرى النَّكال
على من أشاع الفاحشة.
و روى عبد الزاق في الأمالي عن ابن جريج عن عطاء قال:
{على من أشاع الفاحشة عقوبة و إن صدق}.



فيا أعداء الفضيلة و يا دعاة الرذيلة يا أهل القلوب العليلة و
النفوس الذليلة و المناهج الكليلة،إن هي إلا أيام قليلة بعدها
مواقف جليلة حيث لا فدية و لا حيلة فهل من وسيلة!!!

أُحِبُّ الْفتَى ينْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فاحِشَةٍ وَقْــرَا
سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّدْرِ لاَ بَاسِطاً أذًى ... وَ لاَ مَانِعاً خيراً وَ لاَ قائلاً هُجْرَا




ملحوظة:

المقال أعلاه مختصر اختصارا يسيرا من الأصل و بالله التوفيق.
بقلم
الســــــــــــــــــــــــــــــــلفي

ما هزني حكي عذالي 24-03-11 01:40 PM

نسأل الله السلامة من الفواحش
من قول أو عمل
بارك الله فيك أخي
طرح في قمة الروعة
أحببت أن أضيف هذا التفسير للعلامة ابن باز رحمه الله للاية

http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وهذا وعيد شديد لمن يحرص على إفشاء الفاحشة، الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ؛ يدخل في ذلك الذين يدعون إلى تبرج النساء؛ فإن ذلك دعاية إلى فشو الفاحشة وشيوعها، وكذلك الذين يدعون إلى سماع الغناء؛ فإن سماع ذلك مما يسبب الوقوع في الفاحشة، وكذلك الذين يدعون إلى خروج النساء وإلى اختلاطهن بالرجال وإلى مزاحمتهن، كل ذلك من أسباب فشو الفاحشة؛ فالذين يدعون إلى ذلك يدخلون في هذه الآية أي أنهم يحبون أن تشيع -يعني تنتشر وتشتهر الفاحشة- والفاحشة هنا: فاحشة الزنا أو مقدماته، وسميت فاحشة لفحشها وقبح اسمها، وقبح فعلها، تستفحشها النفوس وتستقبحها والله -تعالى- قد حرم الفواحش في قوله تعالى: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن )
فإذا كان الزنا مثلا خفيا فهو مما بطن، وكذلك مقدماته الظاهرة تكون مما ظهر، كالتبرج والسفور، وكذلك وسائل ذلك، وكذلك نشر الصور سواء في الصحف أو في الأفلام أو في الأشرطة ونحوها؛ إذا كانت صورا فاتنة لا شك أن ذلك كله من إشاعة الفاحشة، يدخل الذين يدعون إلى ذلك في الإثم المذكور في هذه الآية (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ) يعني أن تفشو وتنتشر وتتمكن في المؤمنين الذين هم مؤمنون مصدقون مطيعون لله تعالى.
فالواجب أن المسلمين جميعا يحرصون على حماية أنفسهم وحماية إخوانهم من هذه الفواحش، ومن تمكنها ومن ظهورها، وأن يحرصوا على حماية وصيانة أعراضهم وأعراض إخوانهم وأخواتهم، وأن يحرصوا على صيانة المؤمنات وحفظهن عن أن يظهرهن أو يبرزن مما يكون سببا في انتشار وفشو الفواحش التي هي الزنا أو مقدمات الزنا؛ وذلك لأن ظهوره سبب للعقوبات، وسبب لكثرة الأمراض التي لم تكن في الأمم السابقة -كما ورد ذلك في الحديث- وسبب في منع الخيرات ومنع البركات، فالذين يحبون أن تشيع هذه الفواحش لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، أي يجب أن يعاقبوا في الدنيا؛ يعاقبون بما يزجرهم وبما يمنعهم ويمنع أمثالهم إما بالتعزير والعقوبة أو الحبس، وإما بإبطال شبهاتهم، والرد عليهم وتفنيد أقوالهم وأكاذيبهم.
وقد يكون العذاب في الدنيا من الله تعالى أن يفضحهم، وأن يظهر مساوئهم، ويظهر أسرارهم التي يكنونها، والتي يكيدون بها للمسلمين، والتي يحرصون من أجلها على أن يتمكنوا من شهواتهم المحرمة، فالواجب أن يفضحوا حتى يكون ذلك من عذاب الدنيا، والله تعالى قد يعذبهم حيث وعدهم، فوعدهم بالعذاب في الدنيا وبالعذاب في الآخرة، فإن صرحوا بالقذف فإن من عذاب الدنيا الحد: الذي هو الجلد ثمانين جلدة، ورد الشهادة والحكم بفسقهم، وقد يعاقبهم الله تعالى بعقوبات ظاهرة في الدنيا إما بمرض أو فقر أو فاقة أو شلل أو مرض شديد أو خفيف أو نحو ذلك أو موت عاجل أو نقص في الأموال والأنفس والثمرات -وما أشبه ذلك- عقوبة لهم على فعلهم هذا، وعلى حرصهم أن تشيع الفاحشة في المؤمنين. عذاب الآخرة يدخل فيه عذاب القبر وعذاب البرزخ وعذاب النار يعني: ما يكون بعد الموت من أنواع العذاب. ( لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون )
الله يعلم بحقائق الأمور، وأنتم لا تعلمون، أي أنكم أيها الذين خضتم في هذا الأمر تقولون بغير علم، والله عليم ببراءة هذه أم المؤمنين رضي الله عنها وأنتم لا تعلمون ذلك؛ فلا تقولوا إلا بعلم فالذين يقولون على الله بغير يخوضون فيما ليس لهم به علم؛ يكون ذنبهم عظيما، يدخلون في قوله -تعالى- ( وأن تقولوا على الله مالا تعلمون )
ثم يقول -تعالى- http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني إذا عاقبكم ( وأن الله رءوف رحيم ) لولا أنه ستر عليكم، وعفا عنكم ورتب عليكم هذه العقوبة الدنيوية لفضحكم ولعاقبكم؛ ولكنه -تعالى- رءوف بعباده رحيم بهم.


خالدالمنصوري الأثري 07-04-11 05:21 PM

بارك الله فيك أخي الفاضل


الساعة الآن 09:24 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "