شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=119755)

الحر الأشقر 28-02-11 05:02 PM

ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
 
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 ) )

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود رضي الله عنه -
قال :
كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة ، وهو متوكئ على عسيب ، فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح .
فقال بعضهم : لا تسألوه . قال : فسألوه عن الروح
فقالوا يا محمد ، ما الروح ؟ فما زال متوكئا على العسيب
قال : فظننت أنه يوحى إليه
فقال : (
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فقال بعضهم لبعض : قد قلنا لكم لا تسألوه
.

وهكذا رواه
البخاري ومسلم من حديث الأعمش ، به . ولفظ البخاري عند تفسير هذه الآية
عن
عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث ، وهو متوكئ
على عسيب ، إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح
فقال : ما رابكم إليه .
وقال بعضهم : لا يستقبلنكم بشيء تكرهونه .
فقالوا سلوه فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا
فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي
فلما نزل الوحي قال : (
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) الآية .

وهذا السياق يقتضي فيما يظهر بادي الرأي أن هذه الآية مدنية
وأنها إنما نزلت حين سأله اليهود ، عن ذلك بالمدينة ، مع أن السورة كلها مكية .
وقد يجاب عن هذا : بأنه قد يكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك
أو أنه نزل عليه الوحي بأنه يجيبهم عما سألوا بالآية المتقدم إنزالها عليه ،
وهي هذه الآية : ( ويسألونك عن الروح ) ومما يدل على نزول هذه الآية بمكة ما قال
الإمام أحمد :

حدثنا قتيبة ، حدثنا يحيى بن زكريا ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس
قال : قالت قريش ليهود : أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل .
فقالوا : سلوه عن الروح . فسألوه
فنزلت : (
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
قالوا : أوتينا علما كثيرا ، أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا .
قال : وأنزل الله : (
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) [ الكهف : 109 ] .

وقد روى ابن جرير ، عن
محمد بن المثنى ، عن عبد الأعلى ، عن داود ،
عن عكرمة قال : سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح ،
فأنزل الله : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فقالوا يزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة ، وهي الحكمة
(
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ؟ [ البقرة : 269 ]
قال : فنزلت : (
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) [ لقمان : 27 ] .
قال : ما أوتيتم من علم ، فنجاكم الله به من النار ، فهو كثير طيب وهو في علم الله قليل .

وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن
عطاء بن يسار
قال : نزلت بمكة : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، أتاه أحبار يهود .
وقالوا يا محمد ، ألم [ ص: 115 ] يبلغنا عنك أنك تقول : (
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أفعنيتنا أم عنيت قومك ؟
فقال : " كلا قد عنيت " .
قالوا : إنك تتلو أنا أوتينا التوراة ، وفيها تبيان كل شيء ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي في علم الله قليل ، وقد آتاكم ما إن عملتم به استقمتم "
وأنزل الله : (
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ) [ لقمان : 27 ] .

وقد اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا على أقوال :

أحدها : أن المراد [ بالروح ] : أرواح بني آدم .

قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( ويسألونك عن الروح ) الآية
وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرنا عن الروح ؟
وكيف تعذب الروح التي في الجسد ، وإنما الروح من الله ؟
ولم يكن نزل عليه فيه شيء ، فلم يحر إليهم شيئا .
فأتاه جبريل فقال له : (
قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
فقالوا : من جاءك بهذا ؟
فقال : " جاءني به جبريل من عند الله ؟
" فقالوا له : والله ما قاله لك إلا عدو لنا .
فأنزل الله : (
قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله [ مصدقا لما بين يديه ] ) الآية [ البقرة : 97 ] .

وقيل : المراد بالروح هاهنا : جبريل . قاله قتادة ، قال : وكان ابن عباس يكتمه .

وقيل : المراد به هاهنا : ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( ويسألونك عن الروح ) يقول : الروح : ملك .

وقال
الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري
حدثنا وهب بن رزق أبو هريرة حدثنا بشر بن بكر
حدثنا الأوزاعي ، حدثنا عطاء ، عن
عبد الله بن عباس
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :
" إن لله ملكا ، لو قيل له : التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة ، لفعل
تسبيحه : سبحانك حيث كنت " .

وهذا حديث غريب ، بل منكر .

وقال أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : حدثني علي ، حدثني عبد الله ،
حدثني أبو نمران يزيد بن سمرة صاحب قيسارية ، عمن حدثه عن
علي بن أبي طالب -
رضي الله عنه - أنه قال في قوله : ( ويسألونك عن الروح )
قال : هو ملك من الملائكة ، له سبعون ألف وجه ، لكل وجه منها سبعون ألف لسان
لكل لسان منها [ سبعون ] ألف لغة ، يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها
يخلق الله من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة . [ ص: 116 ]

وهذا أثر غريب عجيب ، والله أعلم .

وقال السهيلي : روي عن علي أنه قال : هو ملك ، له مائة ألف رأس
لكل رأس مائة ألف وجه ، في كل وجه مائة ألف فم ، في كل فم مائة ألف لسان
يسبح الله تعالى بلغات مختلفة .

قال السهيلي : وقيل المراد بذلك : طائفة من الملائكة على صور بني آدم .

وقيل : طائفة يرون الملائكة ولا تراهم فهم للملائكة كالملائكة لبني آدم .

وقوله : ( قل الروح من أمر ربي ) أي : من شأنه ، ومما استأثر بعلمه دونكم ؛
ولهذا قال : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أي : وما أطلعكم من علمه إلا على القليل
فإنه لا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء تبارك وتعالى .

والمعنى : أن علمكم في علم الله قليل ، وهذا الذي تسألون عنه من أمر الروح
مما استأثر به تعالى ، ولم يطلعكم عليه ، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى . وسيأتي إن شاء الله في قصة موسى والخضر : أن الخضر نظر إلى عصفور وقع على حافة السفينة ، فنقر في البحر نقرة ، أي : شرب منه بمنقاره ، فقال : يا موسى ، ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر . أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه ؛ ولهذا قال تبارك وتعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

وقال السهيلي : قال بعض الناس : لم يجبهم عما سألوا ؛ لأنهم سألوا على وجه التعنت . وقيل : أجابهم ، وعول السهيلي على أن المراد بقوله : ( قل الروح من أمر ربي ) أي : من شرعه ، أي : فادخلوا فيه ، وقد علمتم ذلك لأنه لا سبيل إلى معرفة هذا من طبع ولا فلسفة ، وإنما ينال من جهة الشرع . وفي هذا المسلك الذي طرقه وسلكه نظر ، والله أعلم .

ثم ذكر السهيلي الخلاف بين العلماء في أن الروح هي النفس ، أو غيرها ، وقرر أنها ذات لطيفة كالهواء ، سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر . وقرر أن الروح التي ينفخها الملك في الجنين هي النفس بشرط اتصالها بالبدن ، واكتسابها بسببه صفات مدح أو ذم ، فهي إما نفس مطمئنة أو أمارة بالسوء . قال : كما أن الماء هو حياة الشجر ، ثم يكسب بسبب اختلاطه معها اسما خاصا ، فإذا اتصل بالعنبة وعصر منها صار إما مصطارا أو خمرا ، ولا يقال له : " ماء " حينئذ إلا على سبيل المجاز ، وهكذا لا يقال للنفس : " روح " إلا على هذا النحو ، وكذلك لا يقال للروح : نفس إلا باعتبار ما تئول إليه . فحاصل ما يقول أن الروح أصل النفس ومادتها ، والنفس مركبة منها ومن اتصالها بالبدن ، فهي هي من وجه لا من كل وجه وهذا معنى حسن ، والله أعلم .

قلت : وقد تكلم الناس في ماهية الروح وأحكامها وصنفوا في ذلك كتبا . ومن أحسن من تكلم على ذلك الحافظ ابن منده ، في كتاب سمعناه في : الروح .

م ن

ابوحسـ الـقعقـاع ـان 10-03-11 01:32 AM

جزاك الله خير وبارك الله فيك


الساعة الآن 06:00 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "