شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   سعود الفيصل والثورة السورية واستراتيجيات صون المصالح (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=147246)

قدوتي عائشة 18-03-12 03:06 AM

سعود الفيصل والثورة السورية واستراتيجيات صون المصالح
 
http://www.albainah.net/itemsImages/saud-fisall.bmp
لا يزال الذين حضروا مؤتمر القمة العربية بمدينة سرت الليبية، في ربيع عام 2010، يذكرون الجدال الذي اندلع بين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية من جهة، والدكتور عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية آنذاك. وكان موضوع النقاش ما كانت الأمانة العامة للجامعة قد اقترحته على القمة من «حوار استراتيجي» بين دول الجامعة ودول الجوار الأفريقي والإسلامي. وما كان للفيصل اعتراض في المبدأ على الحوار مع الأفارقة، وإن رأى ضرورة الاستعداد لذلك بشكل أفضل. لكنه كان شديد المعارضة للدخول في حوار يسمى استراتيجيا مع دول الجوار الآسيوي الإسلامي؛ وبخاصة إيران. ذلك أن أكثر المواضيع المطروحة للحوار هي في الحقيقة ملفات نزاعات نتيجة التدخلات الإيرانية. في المشرق العربي والخليج. وهكذا فإن الظروف غير مهيأة للحديث في مسائل التعاون سواء أكان استراتيجيا أو تكتيكيا. ثم تجاوز الفيصل هذا الأمر إلى توصيف عام للحالة العامة في العالم العربي: إنها حالة خواء استراتيجي! فعلى مدى أكثر من عقد من الزمان كان العالم العربي مسرحا للتدخلات الإقليمية والدولية، وسياسات المحاور، بحيث شاع الاضطراب، وصارت القضايا الكبرى بأيدي الغير، وساد الاستقطاب، وتفاقم العجز العربي عن التصدي للمشكلات فضلا عن حلها.
لقد كان المطلوب لتلافي وقائع وآثار التدخلات والاستقطابات التي أنتجت هذا «الخواء الاستراتيجي» أمرين اثنين: استعادة حرية القرار العربي ووحدته، واستعادة الملفات والقضايا الكبرى التي حمل المتدخلون راياتها زورا وعدوانا. ووسط الأوضاع التي كانت سائدة ما كان الأمران ممكنين. فلنلاحظ أن الأمير الفيصل استخدم مصطلح «الخواء» وليس الفراغ مثلا. فالفراغ قد يعني الانكفاء وانتهاج سياسات أخرى؛ بينما يضيف مصطلح «الخواء» اعتبارين آخرين هما التبعية والعجز. فالتدخلان الأميركي والإيراني العسكري والأمني حملا أو رفعا راية أمرين اثنين: حمل التدخل الأميركي راية مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية، وحمل التدخل الإيراني راية الدفاع عن القضية الفلسطينية. والطريف وذو الدلالة أن هذين الطرفين المتصارعين علنا تشاركا في غزو أفغانستان والعراق. وظلا على تشاور وتحاور واقتسام لمناطق النفوذ في المشرق بين عامي 2002 و2007. وخلال تلك الفترة الحافلة بالاضطرابات والحروب وزعزعة الاستقرار والاحتلالات، قال الإيرانيون وحلفاؤهم في سوريا وحزب الله بلبنان، وحماس والجهاد الإسلامي بغزة، إنهم إنما يكافحون المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير. بينما كانوا هم في الحقيقة من صنعوا ذاك المشروع. فالتدخل الإيراني أدى بالطبع إلى تدخل إسرائيلي وآخر تركي، وكل لصون المصالح، أو التشارك في مناطق النفوذ، بحيث حصل هذا الخواء في المشرق العربي، الذي ألغيت هويته، بشرذمة العراق، واستتباع النظام السوري، وتقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، ومحاصرة مصر من غزة، ومحاولات إحاطة الخليج العربي باضطرابات أو أنظمة معادية.
لقد شكل النظام السوري قطب الدائرة في المحور الاستراتيجي الإيراني. فهو لم يكن حلقة فقط في مناطق النفوذ الإيراني الجديدة شرق الفرات وغربه؛ بل صار منطلقا لزعزعة استقرار لبنان، وشرذمة الحركة الوطنية الفلسطينية، وبيئة لممارسة الإرهاب ضد العرب الآخرين بحجج لا تخفى على الأطفال، مثل الممانعة والمقاومة، بينما لا يزال الجولان العربي السوري محتلا منذ عام 1967! لقد نهض الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونهضت السياسة الخارجية السعودية منذ ما قبل مؤتمر القمة بسرت بزمن بمهمة استعادة وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية عن طريق الدفع باتجاه المصالحة بين فتح وحماس، بل والتجربة مع النظام السوري للمرة الخامسة أو السادسة منذ تولي بشار الأسد وارثا للسلطة عام 2000 - تحت عنوان المصالحة العربية الشاملة. وكما حاولت السعودية مع الفلسطينيين ومع السوريين، حاولت أيضا مع اللبنانيين بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان. بيد أن هذه المحاولات جميعا باءت بالفشل وفي العراق ولبنان وفلسطين. ويرجع ذلك إلى أن النظام في سوريا ما كان مستتبعا (ولا يزال) لإيران؛ بل كان أيضا فاعلا ومستفيدا من هذه الانقسامات والاضطرابات. فقد أفشل علنا المصالحة الفلسطينية، وأفشل علنا - بالاشتراك مع حزب الله - المصالحة بلبنان، كما تلاعب بأمن العراق ووحدته تارة بالتنسيق مع إيران، وطورا من دون تنسيق مع أحد! وما نجح الأمير سعود الفيصل والعرب إلا في إنشاء لجنة المتابعة للقضية الفلسطينية، لأن السلطة الفلسطينية لا تخضع للاستقطاب المفروض من إيران والنظام السوري، ولذلك كانت صرخة الأمير الفيصل في مؤتمر سرت، وخروجه بمصطلح «الخواء الاستراتيجي» عام 2010.
نعم، كان لا بد من التغيير بالداخل العربي، وبالداخل السوري على الخصوص، إذ كيف يمكن استعادة استقلالية القرار العربي ووحدته، ما دام النظام السوري جزءا من محور يسعى للهدر والإضاعة والانقسام، ويسعى للإفادة من هذا الشر المتصاعد، ومساومة الولايات المتحدة والأطراف الأخرى عليه؟!
وحدث التغيير العربي الداخلي ابتداء بتونس، ووصولا إلى مصر وليبيا واليمن، وبلغ ذروته في سوريا العربية. وقبل ثمانية أشهر سمعت من الأمير سعود الفيصل تعبير «الملاءة الاستراتيجية العربية». فقد انسحب الأميركيون من العراق، وسارع الإيرانيون لمحاولة الحلول محلهم ليس بالعراق وحسب؛ بل وبسائر المنطقة عن طريق تثبيت مناطق النفوذ (الاستيلاء على الحكومة بلبنان مثلا)، وعن طريق نشر الاضطراب في مناطق جديدة تارة بحجة مصارعة الولايات المتحدة، وطورا بحجة الدخول في الثورات العربية وشعاراتها! ولذا فإن حركات التغيير العربية شكلت متغيرا استراتيجيا مهما ولجهتين: الاستبدال بالحريات الأميركية المزعومة حريات عربية حقيقية، والحيلولة دون استتباب مناطق النفوذ لإيران أو لغيرها في مشارق العالم العربي ومغاربه. مهد السعوديون ورفاقهم في الخليج منذ الشهور الأولى للثورات لأمرين: تأمين الخليج والجزيرة من خلال التدخل في البحرين واليمن، والانصراف - على وقع الثورات - لاستعادة الملفات العربية الواقعة لنحو العقد ونصف العقد ضحية للاستقطاب، وتبعية الأنظمة الاستبدادية وتآمرها على المصالح الوطنية والقومية. وهكذا فقد تدخلوا في ليبيا لنصرة التغيير، واتصل الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس السوري ثلاث مرات خلال الشهور الأولى لإقناعه بوقف العنف ضد شعبه، والسير في تغيير سلمي على وقع الاحتجاجات السلمية. وعندما لم يجد ذلك نفعا، تدخلوا عن طريق الجامعة العربية وطرحوا المبادرة العربية للتغيير السلمي التدريجي. وعندما رفض النظام السوري المبادرة وأفشل مهمة بعثة المراقبين، دفع الأمير الفيصل باتجاه مجلس الأمن والتدخل الدولي. وعندما وقف الروس والصينيون - إلى جانب الإيرانيين - لحماية النظام السوري كان مؤتمر أصدقاء سوريا بتونس؛ وذلك من أجل إيجاد آلية دولية بديلة ما دام مجلس الأمن عاجزا عن التصرف.
وقد تجاوب السعوديون والخليجيون مع طروحات أخرى صينية وروسية، ومع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. لكنهم ومنذ مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتونس، بل منذ اجتماع الجامعة العربية ما قبل الأخير بالقاهرة، اتجهوا للتعاون مع المجلس الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري وحركته التغييرية. ومن هنا كانت دعوة الأمير الفيصل لدعم الجيش السوري الحر بالسلاح، للدفاع عن الشعب السوري وثورته في وجه كتائب النظام هناك، والدعم الإيراني والروسي.
الأمير سعود الفيصل الذي استعاد العَلَم العربي، بحسب النائب نهاد المشنوق، صاحب مقولة «الخواء الاستراتيجي»، هو أيضا صاحب مقولة «الملاءة الاستراتيجية»، التي تصنعها لصون الأمة ومصالحها حركات التغيير، وتصنعها على الخصوص ثورة الشعب.

تلميذ ابـن تـيـمـيـة 18-03-12 04:31 AM

اي موضوع فيه ما يسمى

الجامعة ( التفرقه ) العربية اصاب بالغثيان

فلم تقدم لنا شي منذ 60 عام


بعد عام 2011

انهارات الجامعة العربيه انهيار تام



قدوتي عائشة 18-03-12 02:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابـن تـيـمـيـة (المشاركة 1510447)
اي موضوع فيه ما يسمى


الجامعة ( التفرقه ) العربية اصاب بالغثيان

فلم تقدم لنا شي منذ 60 عام


بعد عام 2011

انهارات الجامعة العربيه انهيار تام


جزيت خيراً
وشكراً على مرورك

سيوف العـز 19-03-12 07:12 AM

قالى تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.)
أللهم اجمع شمل المسلمين ووحد صفوفهم وكلمتهم على الحق.

الأمة الإسلامية.. نحو تكتل عالمي

بقلم: مولاي المصطفى البرجاوي

من أروع ما قرأت: ما ناقشه المستشرق الفرنسي "مارسيل بوازار" عن فكرة الأمة الإسلامية" ومغايرتها المفهوم الغربي، فيقول:
"ليس لفكرة الأمة الإسلامية مقابل في فكر الغرب، ولا في تجربته التاريخية، فالجماعة

الإسلامية، وهى تجمُّع من المؤمنين يؤلِّف بينهم رباطٌ سياسيٌّ وديني في آنٍ واحد، ويتمحورون حولكلام الله القدسي، والفرد يندمج في الإسلام بالجماعة المؤمنة بالتساوي عنطريق شهادته الفردية، واستبطان إرادته وصفاته الخاصة كمؤمن، فالنيَّة المعلنة والجهر بالكلام شرطان من شروط الانتماء إلى المجتمع، وبصورةتلازمية يحدِّد الامتثالُ لمشيئة الله البنيةَ الاجتماعية، وهكذا تكونالنُّظُم التأسيسيَّة للجماعة مشروطة بالعبادة الواجبة عليها نحو الله"[1].
فمادام العالم الإسلامي حاليًّا لم يأخذِالدرس من منابعه الصافية، فليأخذ العِبْرة من دُولٍ استطاعت أن تتخطَّى الخلافات السابقة، وتكوِّن تكتُّلاً قويًّا، يُستعصى فكُّ ترابطاتهالاقتصادية حاليًّا، نعم، إذا كانت تلك التكتُّلات العالمية قد تَمَّتبالرغم من التباين بين المشاركين فيها: في الدِّين واللغة والتاريخ، وأخذت طريقها إلى التكامل الاقتصادي، وربَّما الاتحاد والاندماج، فإن إمكانيَّةتحقيق ذلك في العالم الإسلامي يبدو أقرب مع اتحاد الدِّين واللغة والتاريخ،إذا صدقت الهِمَم ووُضِعتِ الخُطط.
فعالم اليوم عالم تكتُّلات وتجمُّعات اقتصادية، والدول المنفردة تكون فريسةً ولقمة سائغةً للأقوياء؛ باستغلال مواردها وتوظيف طاقاتها لمصالح الدول المهيمنة على اقتصاد العالم، وقدشَهِدتِ الساحة تكتُّلات عديدة: "الاتحاد الأوروبي"، و"منطقة أمريكا الشمالية للتبادل الحرِّ"، و"منظمة آسيان"، والمنظَّمات الاقتصادية الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة: كـ"الفاو"، و"منظمة التجارة العالمية"،والشركات المتعددة الجنسيَّات وغيرها، وكلها تهدف إلى إحداث تكتُّل يحقِّق التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة فيها، بالاستفادة من مزايا الإنتاج بكميَّات كبيرة وخبرات فنيَّة متنوعة، مع ما يستلزمه ذلك من السعي لوفرةالموارد ووجود العِمالة بتحسين فُرص الإنتاج من جهة، وزيادة القدرة على التنافس في الأسواق العالمية من جهة أخرى.
يقول - تعالى -:﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ[البقرة: 251]،يقول - عز من قائل -: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ[الحج: 40]، فالبشر قديمًا وحديثًا يتدافعون، والفوز لمن يُحسن ويُجيد العملية ويحشد لها طاقاته وطاقات الأمة، ويحسن قواعد اللعْبَة: منها إنشاء تحالفات، وتجنُّب الدخول في صراعات لا تكافؤ فيها، ومع قوى أكبر منه ومنطاقات أُمَّته، فمن جَهِل أصول اللعبة ومَن تكاسل أو اشتغل بالسفاسفوالأمور الصغيرة، وترك معالي الأمور والقضايا الجسيمة، ومن اختار الظلم علىالعدل، فهذا ليس مؤهَّلاً للنجاح في التدافع لا في غيره.
خَلَقَ اللهُ لِلْخُطُوبِ رِجَالاً وَرِجَالاً لِقَصْعَةٍ وَثَرِيدِ
وفي حال الأمة،فهناك رجال لديهم الخبرة والحنكة السياسية، هناك مَن يُحْسن قيادة الجيوش،فإذا عكسنا الأمر فولَّينا السياسي قيادة الجيش والعسكري سياسة الأمة، قدلا نفلح في السياسة ولا في غيرها.
لقد سلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيادة الجيش لأمثال خالد بن الوليد -رضي الله عنه - ولما جاءه أبو ذر - رضي الله عنه - يطلب منه ولاية، قال له: ((إنها أمانة، وإنها يوم القيامةخِزْيٌّ وندامة))، بل قال له: ((إنك امرؤ ضعيف))، وأبو ذر مَن هو في إخلاصهوقوة إيمانه، ولكنه قد لا ينفع في الإدارة؛ لعدم معرفته لها وبها، وليسذلك بعيب[2].
ومن عجيب الأمر: أن الأعداءَ من الغرب اجتمعوا اليوم - رغم الخلافات والصراعات الحادةالكثيرة فيما بينهم - على أساس القاسم المشترك، وهو محاربةُ المسلمين،والمنع من توسيع دائرة اشتغالهم: إغلاق المؤسسات الخيرية، تضييق الخناق علىالعلماء والدُّعاة، ومعاداة الله ورسوله، ومحادة الكتاب الذي أُنْزِلَمعه، فتداعوا على المسلمين تداعِي الأكلة إلى قصعتها.


[1] - مارسيل بوزار: "إنسانية الإسلامية"، ص (182- 183).

[2] - د.نعمان السامرائي؛ "تفسير التاريخ: اتجاهات ومدارس"، الرياض، 1427 هـ، ص (164).

المصدر: الألوكة الثقافي


الساعة الآن 10:31 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "