شبكة الدفاع عن السنة - لماذا الحديث عن المد الشيعي ؟

!

!

!

لماذا الحديث عن المد الشيعي؟

الهيثم زعفان

(المصريون) : بتاريخ 5 - 9 - 2009

يرى قطاع من المنتمين لأهل السنة أنه لا مجال للحديث عن المد الشيعي، فهم يرون أن أركان المذهب الشيعي أوهن من بيت العنكبوت، وأن غالب معتقدات الشيعة تفتقد لأبسط قواعد القبول العقلي، وبالتالي فهو عندهم مذهب مرفوض عقلياً فضلاً عن كونه باطلاً شرعاً وذلك لمخالفاته الصريحة للنصوص الشرعية وإتيانه لضلالات عقدية قد تودي بصاحبها إلى التهلكة، إضافة إلى تحليل علماء الشيعة لبعض المحرمات عند أهل السنة مثل الزنا بمسمى المتعة، وأكل أموال الناس بالباطل تحت ذريعة الخمس الذي يذهب جله للعلماء بغير حق،

هذا غير سبه وقذفه لأمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى إثر ذلك يذهب هذا القطاع إلى أفضلية عدم إثارة مسألة المد الشيعي، ويحتجون بأنه لم تسجل حالة تشيع عقدي واحدة، وأن من تظاهروا بالتشيع أو من يميعون الفروقات بين الشيعة والسنة فإنما هم مرتزقة أسرهم المال الشيعي والمصالح الشخصية، وأن مصر على سبيل المثال حكمها الشيعة، ثم تطهرت منهم، ولم يبقى من تراث الشيعة في مصر إلا بعض الفلكلور، وفانوس رمضان.

هذا رأي من يرون بعدم إثارة مسألة المد الشيعي،

فلماذا إذن تتم إثارة تلك المسألة؟.

هناك عدة أسباب لإثارة مسألة المد الشيعي منها:

1- أصحاب الرأي السابق لم ينفوا وجود مشروع مد شيعي، لكن حكمهم على نجاح هذا المد كمي، متمثلاً في عدد من يتشيع من أهل السنة، والمتشيع عندهم مرتزق أسره المال الشيعي، لكنني أقول أن هناك مشكلة فعلية عند أهل السنة، وهي وجود قطاع عريض منهم يجمعهم أن القضية العقدية عندهم مغيبة، إضافة إلى كونهم غير محصنين بالإمكانيات الشرعية التي تمكنهم من رد أي شبهات،

وبالتالي فإذا كان أصحاب الرأي السابق يذهبون إلى منتهى الأمر وهو التشيع، فإنني أذهب إلى مبتدأ الأمر وهو خلخلة عقيدة بعض المنتمين لأهل السنة، وتلوث الثوب الأبيض ببعض الذرات السوداء، فالأمر لا يستعدي امتلاء المجتمع بالأخطاء العقدية،

ومن هذا المنطلق يتم مواجهة وصد أي ثغرة تنفذ منها أي ذرة ضلال يقذف بها الشيعة في ديار أهل السنة.

2- كثرة الطرح الشيعي المصاحب لمشروع مده يقذف في الساحة السنية بآلاف الروايات والممارسات المكذوبة والتي ينسبها الشيعة زوراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع الضعف الشرعي وعدم دراية أكثر الناس بعلم الحديث سندا ومتناً، يجد السني -الضعيف شرعاً- نفسه يمارس الممارسات الشيعية في حياته اليومية دون أن يدري، ودون أن يكون في نيته أن يتحول للمذهب الشيعي، بل نجده ينتفض بقوة ويغضب ويثور حال سب الشيعة للصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً،

لهذا يتم الوقوف بحزم قبالة أي ثغرة يفتحها الشيعة لقذف هذه الضلالات، مع التشديد على ضرورة التحصين العلمي لتوفير المناعة الذاتية.

3- الجميع متفق على أن إيران لديها طموح سياسي في المنطقة السنية زادت وتيرته بعد سقوط العراق في يد المحتل الأمريكي، طموح تستخدم فيه إيران الورقة المذهبية الشيعية بحرفية عالية، وفي سبيل ذلك وتحت الستار المذهبي تحاول إيران فتح الثغرات في الجدار السني، ومن حقنا الدفاع عن ديارنا ومعتقداتنا وحماية أمننا، وسد أي ثغرات يحاول الكيان الفارسي النفاذ منها، وذلك حتى لا تصاب مجتمعاتنا السنية بالفوضى العقدية والسياسية، ويكفي ما حدث ويحدث في العراق.

إن الحديث عن المد الشيعي واللعبة الإيرانية ينبغي ألا يكون من باب التهويل فنعطي الشيعة أكبر من حجمهم،

ولا من باب التهوين فتموت معه سنة الدفع،

ولكن ينبغي أن يكون موضوعياً مركزاً في صد آليات اختراقه للمجتمعات السنية،

ومحاولات فتحه للثغرات في جدرانها، خاصة في ظل غياب التحصين الراجع للتغييب العقدي والضعف الشرعي، واللذان يتحمل مسئوليتهما الحكومات وأولياء الأمور،

وعليهما تدارك تلك الأمور العقدية والشرعية، لأن المعركة الآن آتية من الخارج وسماتها عقدية مهلكة تحاول إهلاك السياسة والدين معاً،

وبالتالي فإنه لا تصلح معها الأدوات العلمانية المستخدمة في مواجهة الجبهات الداخلية.

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=69420&Page=7&Part=1