شبكة الدفاع عن السنة - إيران لا تعرف التسامح

!

!

!

إيران لا تعرف التسامح ولا تعترف بالتقارب المذهبي

جمال سلطان : بتاريخ 6 - 10 - 2008

في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية تساءل الصديق الباحث السوري معتز الخطيب بدهشة عن أسباب ظهور احتفاليات التقريب بين السنة والشيعة في مصر قبل حوالي نصف قرن وحتى الآن ، رغم أن مصر لا تعرف التشيع ونسيجها الاجتماعي سني خالص ، ولا يعني أهلها وعلماءها ومفكريها فكرة التقارب أو التباعد مع الشيعة ، لأن القضية ليست مطروحا أساسا هناك ، ولماذا لم تتفعل هذه الحركة في البلاد العربية الأكثر احتياجا لها والتي تعرف حضورا شيعيا ملحوظا في التركيبة السكانية مثل العراق أو بعض دول الخليج العربي أو لبنان ، وفي تقديري أن الإجابة على السؤال الذكي سوف تصل بنا إلى الكشف عن "تسييس" اللعبة الإيرانية ، فالهدف ليس دفع الفتن لأن هناك من البلدان من هي أولى بذلك الجهد ، وإنما "احتواء" أكبر بلد عربي سني ، وكذلك تحييد مؤسسته العريقة والمؤثرة في المحيط الإسلامي "الأزهر" عن التصدي للعبث الطائفي الشيعي باسم تصدير الثورة ، خاصة بعد ثورة الخميني ، والغريب أنه طوال رحلة التقريب المزعومة لم يقدم الجانب الشيعي أي مبادرة فكرية أو دينية أو مذهبية يمكن حسبانها خطوة نحو التقريب ، كل ما قدموه خطب وأشعار وأماني ، حتى أنهم طاروا فرحا بتصريح قديم منسوب للشيخ شلتوت بأن المذهب الإثنا عشري يجوز التعبد به ، وهو رأي للشيخ خالفه فيه الجمهرة الواسعة من أهل العلم وإن كان بعض "ذوي الغرض" جعلوه نصا مقدسا ومرجعا أوثق من نص الوحي ، لكن المهم أنه لما طالب الجانب السني علماء الشيعة وخاصة في إيران بإصدار فتوى مقابلة تقول بأن المذاهب السنية يجوز التعبد بها عند الشيعة امتنعوا تماما ، ولم يجرؤ مرجع شيعي واحد مهما كان وصفه بالاستنارة أو الانفتاح ، على اتخاذ هذه الخطوة ، كلهم رفضوا الاعتراف بالمذاهب السنية ، ومع ذلك يتهموننا بأننا الذين نفسد ذات البين ، لمجرد أننا نضيء النقاط التي أظلموها عمدا لخداع الأمة ، بينما هم يعتقدون ويدرسون لأبنائهم أن مذهب أهل السنة باطل ومنحرف ويصفونه بمذهب النواصب الذين يعادون أهل البيت ، فكل من عادى إيران فهو عدو للنبي نفسه وأبنائه رضوان الله عليهم ،

والذين يتحدثون عن التقارب الإيراني السني بعاطفية ، لا يعلمون أن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها أي مسجد للسنة ، في عواصم الإلحاد وفي أوربا وأمريكا وقارات الدنيا مساجد لأهل السنة إلا في طهران ، داعية التقريب والتسامح والاستخفاف بالعقول ، لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة ، رغم وجود مليون مواطن إيراني سني بها محرومين من وجود مسجد واحد ، وحوالي عشرين مليون مواطن سني آخر في بقية البلاد ، يمكن متابعة التقارير الحقوقية الدولية التي تتحدث عن صور الاضطهاد والقمع الدموي الذي يتعرضون له ، وهدم مساجدهم وإغلاق مدارسهم الدينية واعتقال شيوخهم وأئمتهم وإعدام العشرات منهم ، وكل هذا القمع لا يجرؤ أدعياء التقريب على البوح به أو الوقوف عنده

،

وعندما يحدثهم مثل الشيخ القرضاوي بكل تاريخه في البحث عن أمل في التقريب عن خطورة سب الصحابة وأم المؤمنين والطعن في أصحاب النبي ، يتهمونه بالمبالغة وأن هذا السلوك إنما يفعله القلة والجهلاء هناك وليس أهل العلم ! ، وأنا لن آتي بالسباب الصريح المترعة به كتب مراجعهم وعلماؤهم ولن أذكرهم بمزار أبو لؤلؤة المجوسي المجرم قاتل عمر ابن الخطاب الذي أنشأته وترعاه الدولة الإيرانية وتجعله أحد مزاراتها المقدسة ! ، ولكني أتمنى أن يأتيني أحدهم بمواطن إيراني شيعي واحد ، واحد فقط ، يحمل اسم أبو بكر أو عمر ، أو مواطنة واحدة تحمل اسم : عائشة ، حتى بين علمائهم ومراجعهم الدينية ، وحتى بين الانفتاحيين المزعومين فيهم ، هذه ثقافة عامة تأسست على الكراهية والعنف الطائفي وتعزيز ذاكرة تاريخية ثأرية وعدائية مع المخالف ، نأمل أن يوفق الله إلى تفكيكها في القادم من الأجيال ، ولكن الخطر أن يتعامل معها البعض بهذا الاستخفاف والسطحية ، لأن هذه "الخفة" لها توابع سياسية وإنسانية واجتماعية شديدة الخطورة .
[email protected]

http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=54781&Page=1&Part=8