شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   المدينة في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=9899)

مؤدب 20-01-03 04:56 AM

المدينة في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
 
رضي الله عنه وأرضاه

كانت المدينة المنورة في معظم هذا العهد عاصمة الدولة الإسلامية المتنامية ومركز توجيه الفتوحات ونشر الإسلام في الأمصار، ومركز الحركة السياسية والنشاط الاقتصادي. تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد مداولات بين المهاجرين والأنصار جرت في سقيفة بني ساعدة، فبعث جيش أسامة بن زيد الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيزه قبل وفاته إلى أطراف الشام، وامتنعت بعض القبائل التي لم يتمكن منها الإسلام بعد عن دفع الزكاة وارتدت بعض القبائل وادعى بعض الأفراد النبوة، وجمعوا حولهم أنصارهم، واقتربت قبائل أخرى من المدينة طمعاً ببعض المغانم، واجتهد أبو بكر رضي الله عنه في تثبيت الأمن في المدينة، وقاد بنفسه حملات سريعة لإبعاد الطامعين وتأمين المدينة. ولما عاد جيش أسامة بالنصر والغنائم جهز حملات أخرى لتأديب مانعي الزكاة وقتال المرتدين والمتنبئين، وصارت المدينة منطلقاً لحملات نشطة استطاعت أن تعيد الأمن والطمأنينة إلى الجزيرة العربية، ثم تحولت إلى حركة فتوحات في الشام والعراق. وانخرط كثير من أهل المدينة في الجهاد واستشهد عدد كبير منهم معظمهم من حفظة القرآن، فأمر أبو بكر بجمع القرآن في مصحف موحد فجمع. ووردت إلى المدينة الغنائم والسبايا، وأعتق الكثير منهن الإسلام وتزوجن، لينشأ جيل جديد تتعدد دماؤه انصهر في مجتمع المدينة. وتوفي أبو بكر في 22 جمادى الآخرة عام 13 هـ والمدينة عاصمة لمنطقة واسعة تشمل الجزيرة العربية كلها وجنوب بلاد الشام.


منقول
مؤدب
:rolleyes:

مؤدب 20-01-03 04:58 AM

المدينة في خلافة عمر بن الخطاب 13 ـ 24 هـ
 
1 مرفق
رضي الله عنه وأرضاه
تولى عمر بن الخطاب الخلافة سنة 13 للهجرة، وكان إدارياً حازماً صاحب اجتهاد وفراسة، فانتدب الناس للجهاد وتوسيع الفتوحات في بلاد الشام وفارس وفتحها الله في عهده ووردت الأموال الكثيرة إلى المدينة فأحدث عمر ديواناً للعطاء فرض فيه لكل مولود مسلم راتباً سنوياً يأخذه طوال عمره، وأحدث دواوين الجند والبريد، وحرص على تفقد أمور الرعية بنفسه، فكان يخرج في الليل والنهار ويطوف في الأسواق والشوارع ويتتبع أحوال الناس باهتمام بالغ، فعاشت المدينة سنوات من الطمأنينة والرخاء والازدهار وهاجر إليها كثيرون واتسع العمران، وضاق المسجد النبوي بالمصلين فأضاف إليه عمر أرضاً من الدور المجاورة ووسعه. وفي سنة 18 هـ أحدث القحط مجاعة في المنطقة وزحفت القبائل إلى أطراف المدينة تستغيث فخصص لها عمر ما يكفي من الطعام وأقام الموائد الجماعية وكتب إلى الأمصار يطلب النجدة، وكان يطوف بنفسه على البيوت والخيام ويراقب توزيع الطعام وهو جائع لا يأكل حتى يأكل الآخرون، ثم جمع الناس وعلى رأسهم العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بهم صلاة الاستسقاء فكشف الله الغمة وهطلت الأمطار ووصلت النجدات من الأمصار كما وصلت غنائم الفتوحات وخاصة كنوز كسرى وحاشيته فوزعها عمر على الناس، ونفذ عمر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب، وصفت المدينة وبقية الجزيرة للمسلمين، وانتشر العدل والرخاء وطلب عمر من الله أن يرزقه الشهادة في المدينة، فاستجاب له، وطعنه أبو لؤلؤة المجوسي الحاقد على الإسلام والمسلمين وهو في صلاة الفجر فتوفي بعد ثلاثة أيام في أول المحرم سنة 24 هـ.

منقول
مؤدب

مؤدب 20-01-03 05:01 AM

المدينة في خلافة عثمان بن عفان 24 ـ 35 هـ
 
رضي الله عنه و أرضاه

تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في محرم سنة 24 للهجرة، وكان في السبعين من عمره، غنياً وديعاً ليناً. عاشت المدينة ـ والبلاد الإسلامية الأخرى ـ ست سنوات من خلافته في سعة وطمأنينة، وكتائب الجهاد تفتح البلاد والخيرات تفد على المدينة والناس يشتغلون بالعلم وبأمور حياتهم اليومية وتتسع المدينة فتصل إلى جبل سلع والقبلتين وقباء ويبدأ البناء على وادي العقيق ويتفقد عثمان أحوال السوق بنفسه. وفي عام 29 هـ جدد عمارة المسجد النبوي فبناه بالحجارة المنقوشة ووسعه، وفي عام 30 هـ كلف بعض الصحابة بتدقيق المصحف وفق النسخة التي جمعت في عهد أبي بكر وكتبت نسخة موحدة مدققة وأرسلت نسخ منها للأمصار، ومضت السنوات الست في حياة أهل المدينة هادئة وادعة وعثمان يسع الناس بحلمه في أمورهم الدنيوية ويقف بالمرصاد لأي انتهاك للحرمات ويقيم الحدود، وانتشر الثراء بين عدد من أهل المدينة


منقول
مؤدب
:rolleyes:

مؤدب 20-01-03 05:02 AM

المدينة في خلافة علي بن أبي طالب 36 ـ 40 هـ
 
1 مرفق
رضي الله عنه و أرضاه

تولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافة سنة 36 للهجرة بعد استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان همه الأول إعادة الأمن والطمأنينة إلى المدينة والقضاء علي جذور الفتنة فيها، ثم في الأمصار التي انطلقت منها، واستطاع إخراج المتآمرين منها، وأبعد الأعراب الذين حاولوا أن يستغلوا ظروف الفتنة فزحفوا إلى ضواحي المدينة وانتظم الأمن، وبدأ بمعالجة شؤون الأمصار فعزل الولاة الذين ثارت حولهم الشائعات واستغلها أصحاب الفتنة وأرسل ولاة آخرين. ولكن الفتنة انتقلت من المدينة إلى خارجها، فقد طالب بعض الصحابة ـ وعلى رأسهم السيدة عائشة رضي الله عنها ـ بالقصاص من القتلة وكانت قد خرجت من المدينة للحج قبل استشهاد عثمان، فلما بلغها استشهاده توجهت إلى العراق مع جمع من الصحابة، ورفض معاوية بيعة علي ورد واليه على الشام ورفع شعار الثأر لعثمان، فاضطر علي للخروج بمن تطوع معه لوقف انتشار الفتنة وتوجه للجمع الذي رافق السيدة عائشة رضي الله عنها لإقناعهم بالعودة إلى المدينة، ولكن بعضهم استطاع أن يثير القتال بين رجال علي والجماعة المحيطة بالسيدة عائشة، وقتل عدد من الصحابة حول الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة، واستطاع علي ورجاله أن يضبطوا الأمور وينهوا القتال، وعادت السيدة عائشة ومرافقوها إلى المدينة معززة مكرمة، ولكن علياً وجيشه لم يعودوا بل توجهوا إلى الكوفة ونزلوا فيها يعدون لمواجهة الخلاف مع معاوية، واستخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري فبدأ الهدوء يخيم على الحياة في المدينة وبدأت تبتعد عن الأحداث الكبيرة التي تجري في العراق والشام، ولكن عدداً من أبنائها كانوا مع علي رضي الله عنه في الكوفة وفي صفين وفي التحكيم بينه وبين معاوية. وتوقف النزوح إليها وباستثناء من بقي من أهلها والوافدين لزيارة المسجد النبوي لم يعد يقصد المدينة أحد، وتقلص عدد سكانها وتقلصت الحركة الاقتصادية فيها تبعاً لذلك. وفي عام 38 هـ توفي سهل بن حنيف أمير المدينة فولى علي أبا أيوب الأنصاري، وكان متقدماً في السن وديعاً فحافظ على سيرة خلفه، وقل عدد القوافل القادمة فازداد الاهتمام بالزراعة لتأمين الحاجة الأولية للغذاء، وعندما شغل علي بقتال الخوارج في العراق أرسل معاوية جيشاً إلى المدينة بقيادة بسر بن أرطأة فتركها أبو أيوب ودخل الجيش سلماً وأخذ البيعة لمعاوية ولكن بسر بن أرطأة نقض الأمان لمن اتهموا بمظاهرة الخارجين على عثمان وقتل من وصل إليهم وهدم دورهم. ثم خرج من المدينة بجيشه واستخلف عليها أبا هريرة فعاد أبو هريرة بالناس إلى حياة الطمأنينة ودروس المسجد النبوي، وابتعد بالناس عن الفتنة. ثم جاء جيش لعلي بن أبي طالب بقيادة جارية بن قدامة. فترك أبو هريرة المدينة. ووصل جارية مع وصول خبر استشهاد علي بن أبي طالب في الكوفة فأخذ البيعة لابنه الحسن بن علي ثم خرج ليلحق بالحسن وعاد أبو هريرة فأحسن الناس استقباله، وواصل سيرته القويمة فيهم، وعاش أهل المدينة تلك الفترة حياتهم بين مشاغلهم اليومية، وحلقات العلم في المسجد النبوي. وما لبثت الفتنة أن خمدت عندما تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، وعاد بمن معه من أهل المدينة إليها، وتحولت المدينة إلى مدينة هادئة، وصارت إمارة من إمارات الدولة الأموية الجديدة.


منقول
مؤدب
:rolleyes:


الساعة الآن 10:26 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "