شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   معذرة أنت الأن عضو جديد داخل هذا المرض الذى يُسمى إختصارآ الأيدز (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=16608)

ابو عبدالرحمن السلفي 05-07-03 03:46 PM

معذرة أنت الأن عضو جديد داخل هذا المرض الذى يُسمى إختصارآ الأيدز
 
(( التحاليل تفشى الأسرار))
اصطبغت سماء لندن بحمرة الغروب خلف ألوان داكنة من أدخنة المعامل المحيطة بأطرافها، وهبات الهواء المتقطعة تعلن عن اقتراب فصل الخريف مبكرا. كان جالسآ على أحد مقاعد الحديقة المقابلة لشقته، تساقط عليه بعض وريقات الشجر الجافة فأزالها بطريقة كسولة.. كان الهزال باد عليه، وبدا وجهه مصفرآ قليلا. وضع رأسه بين يديه وغرق فى همومه..لا تزال تلك المقابلة فى ذلك القبو الكريه ماثلة أمامه.. عندما أشار له مرافقه البدين المترهل ذو الشعر الأبيض ،دخل بعدها غرفة ضيقة ملئت بأنابيب ومعدات مختبر تحاليل. كان يفوح منها رائحة عقاقير طبيه جعلته يشعر بالأختناق والقرف ،كاد أن يتقيأ فتماسك قليلآ منهارآ علىالمقعد الوحيد فى الغرفة والقريب منه، فوجئ بشخص يقف أمامه فى يده أبرة وقطعة مطاط، لم يدرى من أين اتى وكأنما الأرض شقت وخرج منها. من هيئته لم يعرف أهو طبيب أم ممرض أم عامل نظافة.أشار أليه أن يمد يده، وبحركة سريعة أمدها له عارية صفراء،لن ينسى تلك النظرات المتحجرة وهو يقوم بسحب دمه،تلك العينان التى تنم عن قلق، فهو يعلم تمامآ أن عمله هذا كفنى مختبر للتحاليل الطبية يمنع عليه أن يمارس عمله هذا فى قبو مظلم قذر ومخالفآللأنظمة،فله نوع خاص من الزبائن ،أن أكتشف أمرهم فسوف ينبذون من المجتمع،ويصبحوا شيئآ مخيفآ وكابوسآ مريعآ.لكنه حب المال وليست الرأفة والحب لهؤلاء التعساء.

أخذ الرجل قليلآ من دمه أمرآ أياه بالأنتظار خارج الغرفة. إنهار على مقعد قديم متسخ جوار مرافقه البدين المترهل ذو الشعر الأبيض،غرق فى نوبة قلق مشوبة بخوف متمتمآ.. هل يكون ذلك كله خيالات وأوهام..التحليل الأول ألذى أجريته فى جدة نسبته 50%،فى هذه الساعة المخيفة إما أن تهبط الى0% أو تكون 100% ءان كانت الثانية ماذا سأفعل. عندما وصل به تفكيره الى هذا الحد شعر بأن جسمه كله قد تجمد،لعن فى نفسه هذا القبو البارد القذر. قطع تفكيره مجئ المخبرى أليه.. وقف أمامه بهيئته الرثة ناظرآ أليه بعينين ذابلتين من وراء زجاج نظارته السميك، ظن أن هذه اللحظات دهرآ طويلا. لم تزل تلك الكلمات يتردد صداها فى أذنه،لن ينسى تلك الكلمات التى تفوه بها المخبرى بصوت أجش كئيب بلهجة لندنية عتيقة..معذرة أنت الأن عضو جديد داخل هذا المرض الذى يسمى ءاختصارآ "الأيدز" وعليك أن ترتب أمورك. أحس عندها أن كل شئ قد أظلم،ولم يعد يرى شيئآ سوى تلك العينين الذابلتين خلف تلك النظارة ذات الزجاج السميك،حاسآ بأن قدميه لم تعودا قادرتين على حمله وكاد أن يسقط على الأرض لولا الله ثم تشبثه بيد مرافقه الذى قام بسحبه الى خارج القبو.

عند وصولهما للساحة العامة بعد الخروج من ذلك الشارع الضيق أوقف البدين المترهل ذو الشعر الأبيض سيارته مادآ يده أليه وهو يقول له..حسنآ ياسيدى قدأنتهت مهمتى معك لهذا ألحد ألا تظن ذلك؟

نظر أليه بغيظ متمنيآ لو أنه يستطيع أن يوجه لكمة لذلك الأنف الأحمر الممتلئ بالندوب كمآ يفعل دائمآ عندما يقوم بضرب زوجته.. فى ماذا يأخذ رأيى وهل أملك شيئآ من امرى... لكنه وجد نفسه بدون أختياره يومئ برأسه له موافقآ أياه.عرف أن مرافقه لايرغب فىإاكمال المشوار معه هل خائف منه؟ إذن قد بدت معاناته إنتبه أن مرافقه لا يزال مادآ له يده ، أخرج مجموعة من الجنيهات من جيب سترته وقام بوضعهن فى اليد الممدودة... قام بعدهن ناظرآ أليه بجشع قائلآ.. سبعون جنيهآ لا تكفى لمشوار مثل ذلك.. أخرج عندها كل مامعه من نقود مبقيآ القليل منها يتمكن بها الوصول الى شقته.

انتبه من غفوته بعدما قام باسترجاع هذا الشريط الثقيل على نفسه،كان لا يزال فى الحديقة..نهض لشقته ليرى ماسيفعله بعد تأكده بأن الكابوس الذى كان يخشاه قد أصبح حقيقة..صعد سلم البنايه كارهآ استعمال المصعد بالرغم من الأرهاق الذى يعانى منه..صعد مستندآعلى حافة السلم مترنحآ فى صعوده يجر قدماه جرا باديآ فى صورة حزينة كأنه شيخ طاعن فى السن على الرغم أنه لم يزل فى منتصف العقد الرابع من عمره.. وضع مفتاح الشقة فى ثقب الباب وأداره ببطء شديد. أغلق الباب وراءه ورمى بنفسه على اريكة فى الصالة المظلمة الا قليل من ضوء خافت يتسلل من نافذة مطلة علىالحديقة. تدافعت الصور والمواقف فى خياله مما جعلته يحس بصداع شديد قام من فوره متجهآ الى غرفة نومه وأخرج مسكنآ من حقيبته وتناوله مع قليل من الماء بعصبية ظاهرة ،اتجه بعد ذلك الى المنضدة التى بالصالة وأخذ قلمآ وبدأ يكتب.

اكتب أليك هذه الوريقات موضحآ لك كل شئ.لا أشك أنك تعرف الكثير عنى،فمنذ العام الماضى هى الفترة التى عرفتك وعرفتنى بها كانت كافية لرجل مثلك وفق فى حياته، كنت ألمس ذلك فى تعاملك مع أ هلك وأبنائك وأقاربك وجيرانك وتعاملك معى،من خلال ذلك بدت لى حقائق كثيرة أصبحت من خلالها أستطيع أن أرى بوضوح نفسى المريضة، عرفت أنى لم أكن أعرف شيئا،كما عرفت أننى أنانى لا يهمنى سوى نزواتى وشهواتى وان كان هذا على حساب المحيطين حولى فأفقدتهم بذلك العيش الهنئ والأمان والطمأنينه. كان هناك شئ داخل نفسى يوحى الى أننى عرفت كيف أعيش حياتى وأتمتع بها، وماعرفت خطئى وسذاجتى فى تفكيرى هذا الا بعد معرفتى بك ولقائى معك فاصبحت أرافقك لحضور بعض المحاضرات والمواعظ، وكنت تزودنى بالكتب والنشرات التى أفادتنى كثيرآ فى دينى ودنياى، وتغير أسلوب حياتى مصبحآ بذلك شخصآ أخر. لمست زوجتى وأبنائى هذا التغير، وعرفت عند ذلك أن الذى كان يوحى الى ليس الا شيطانا. ولكن كانت هناك رواسب من الماضى لم تكن تزل بقاياها داخل نفسى، فكانت كلما وجدت غفلة منى أو تقصيرا أطلت برأسها المشوه تعدنى وتمنينى بالشهوات. اصبحت أحس بشئ من المتعة واللذة المحرمة عندما أشاهد النساء العرايا وشبه العرايا فى المحطات الفضائية قاتل الله القائمين عليها واراح منهم أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وخدعتنى نفسى بالتأمر مع قرينى أنه لا خوف على فقد تمكنت التوبة من قلبى وأصبحت داخل حصن من الأيمان، فلن يضرنى مشاهدة بعض الفتيات الجميلات والنساء ولحومهن النتنه التى حشرت داخل ملابس لا تكاد تغطى شيئا. لاحظت زوجتى رجعيتى هذه التى طرأت على محاولة بأسلوب هادئ أن تعيدنى برفق الى أيامى القليلة الماضية فما استطاعت ذلك ، ولا أدرى هل أستطعت اقناعها أو فشلت فى ذلك، فقد أثرت الصمت والجدال معى فهى تعرف جيدآ كيف أكون عندما أغضب. لعلها رأت فى عينى وملامحى شئ من كابوس الماضى، أو لعلها أحست أن الرؤيا الجميلة التى عاشتها لأيام قليلة تكاد أن تستيقظ منها. كنت أحاول أقناعها أنه لا خوف على أن أكون رجعيآ واتقهقر مرتدآ بذلك الى بؤر الفساد والخنا وأحضان المومسات المتاجرات بأعراضهن من أجل حفنة من الريالات،مادمت مواظبآ على الصلاة وقرائة القرأن فلن يضرنى مشاهدة بعض القنوات الخارجية. لم أكن أدرى أن الشيطان كان ينصب لى فخآ مميتآ. لا أخفى عليك كم شعرت بالغيظ منها وأنا أرى دموعها صباح مساء تسيل بصمت ، لم تكن تلك الدموع غريبة على فكم رأيتها منذ زواجنا، ولكن تلك الدموع رأيت لها شكلآ أخر،دموع صامتة بائسة. ازددت سوءآ وأصبحت أتهاون فى أداء بعض الصلوات.كما أنك تعلم أننى قمت ببيع أرضى الصغيرة بمبلغ لا بأس به. فى الشهور القليلة الماضية أحسست بتغير طرأ على نفسى،أصبحت أنظر لزوجتى وأبنائى وهم حولى وكأننى طائر قد حبس فى قفص ومفتاحه معه. المال متوفر وحياة المتعة والأنطلاق ليس بينى وبينها سوى تذكرة طائرة والأتجاه صوب الغرب أو الشرق. تيقنت زوجتى وأبنائى أن الشهور القليلة الماضية ليست سوى حلم جميل قد استيقظوا منه،ففى يوم كنت عائدآ للبيت وفى يدى لفافة تبغ ورائحة الخمر تفوح من فمى. كانت توبتى هشة كاذبة. لكننى دفعت قيمة ذلك، ولم تمض أيام قليلة حتى كانت حقيبتى فى يدى متجهآ الى المطارغير مبال بتحذيرات زوجتى والشجار الذى وقع بيننا أنهيته بصفعة على وجهها وبركلة أسقطتها على الأرض بين أبنائى الباكين. قاتل الله النظرة التى أسقطتنى فى بئر المعاصى والذنوب الذى أعتقدت أننى نجوت منه، بها صرت اذا نظرت الى زوجتى رأيت القبح والدمامه لما تعودت عينى النظر ألي اللحم الرخيص، ونسيت فى غمرة أنانيتى وشهوتى أن هناك فرق بينها وبينهن هى الزوجة والأم المضحية براحتها لتسعدنى وأبنائى. ونسيت أن هؤلاء الصنف من النساء لا يهمهن أو يخشين من شئ أسمه حلال أو حرام، فكل سعادتهن الزائفة وأملهن ومتعتهن أن يحزن على اعجاب الرجال وسماعهن لكلمات الأعجاب المزيفة،وأمتاع الجياع لرشاقتهن وعهارتهن فى التبذل وأسلوب الكلام. الكثيرات منهن لسن سوى مراحيض ودورات مياه يتقلبن كل شئ ولا يرددنه من استقذار.

عند وصولى لبلاد الغرب أخذت أتقلب فى المتع والشهوات بدون حسيب أو رقيب، أصبح ليلى نهارآ ونهارى ليال معتمة، ومضت شهران ، رجعت بعدهاالى جـــدة. انطفأ كل شئ داخلى سوى لهب ألام المعاصى والذنوب، استقبلتنى زوجتى استقبال المريض الذى غادر لتوه أحدى المحصات، وجائتنى طفلتى الصغيرة تريد مداعبتى، لم أستطع مداعبتها، وأحسست أن هناك شيئآ ثقيلآ يجثم على صدرى.عند ذلك أحسست بعظم جرمى وفداحة خطيئتى". كنت أعلم أنك عرفت التغير الذى طرأ على وذلك فى تهربى منك عندما أقابلك،وبالرغم من ذلك كنت تحرص على عدم نفورى منك، لم تكن تدعنى فى أكثر الأوقات... وقبل سفرى هذا. وفى أحد الأيام وكنت فيها مع شلة الأنسى أخلاء الرخاء وبطانة السوء نمارس منكراتنا غير عابئين بحلم الله علينا حتى تسلل البياض الى الرؤوس واللحى والشوارب! فى تلك الليله أحسست بارتفاع درجة حرارتى لم تلبث طويلآ حتى هبطت، ورجعت الى البيت فى ساعة متأخرة من الليل، لم أستطع النوم فلم تزل ارتفاع درجة حرارتى وهبوطها المفاجئ يعاودنى! لاحظت زوجتى ذلك فقالت: انت مريض ولم تزد على هاتين الكلمتين شيئا،فقد كرهتنى كرهآ شديدآمنذ مجيئى من سفرتى تلك. ومضت أيام أحسست بعدها بفقدان شهيتى للطعام وبدأت أفقد وزنى بسرعة! فعرضت نفسى على احد الأطباء الذى نصحنى بأجراء تحليل دم لأن مقدمات الكشف غير مطمئنة، وأجريت التحليل عند أحد ألاصدقاء فى مختبر خاص .. قال لى :أن نسبة أصابتى بمرض فقدان المناعة المكتسبة تقريبآ خمسون فى المائه، شعرت عند ذلك بالخوف والهلع مما جعلنى أتصل بك فى ذلك اليوم ،وعند اجتماعى بك لم أخبرك بشئ، وذكرت لك أنه لابد من سفرى للخارج لأن هناك شئ لابد لى أن أتأكد منه،كما أخبرتنى بأنك مسافر ألى أبها لقضاء العطلة الصيفية هناك برفقة أهلك، وأخذت منى رقم الهاتف والفاكس هنا فى لندن،وواعدتنى حينها أن تكون البادئ فى ارسال الرسالة الأولى لى عن طريق الفاكس، وقد دهشت من تصرفى عندما قمت بأعطائك وكالة عامة خولتك فيها ببيع جميع ماأملك ولك كامل التصرف فى هذا الشأن، وافترقنا بعد ذلك.

عبدالعزيز: اننى رجل كذبت فى توبتى مع الله.. لذلك جائتنى العقوبة العادلة، فاأصبحت أحمل فى دمى طاعونآ أسمه "الأيدز". اصبحت الأن شيئآ مخيفآ لكل من سيعرف أصابتى به. ماأحلم الله عنى حين أمهلنى.. هاأنا الأن استرجع أيامى الماضية وليالى الهالكات فلا أجد لنفسى موقعا سوى أوقات وساعات مشحونة بالأنانية والغرور والمظهر الخادع الذى كنت أهوى سرابه اللامع فيخيل للفراش والفراشات التى انخدعت به أنها بحيرة ماء عذبة فتتساقط فى ماءه الأسن لتغرق فيه. الأن عرفت الحقيقة.. لكن بعدما فقدت كل شئ، بعدما عرفت أننى كنت أحمل رأسآ خاويا لكنى بسذاجتى وقرناء السوء كنت أظن أننى عرفت كيف تكون الحياه وكيف يكون الأستمتاع بها! كنت أنظر لأهل الخير والنصيحة نظرة شفقه! كنت أراهم جامدون محرومون من التمتع بالحياة لأن الفرصة لم تسنح لهم بذلك، محرومون لأنهم ماعرفوا متعة الأنطلاق وأسعاد نفوسهم بما لذ وطاب من مغريات الحياة.. كم جعلتهم مادة للتندر والغيبة اذا رأيتهم! الأن عرفت كل شئ، قد كانوا هم الناصحون المشفقون ولكن ذنوبى وغرورى قد حجبا عنى الرؤية الحقة الصافية. اما زوجتى وأبنائى ، فقد كنت سبباً في شقاوتهم وعذابهم وماكان ذلك الا لحرصى على اشباع شهوات نفسى التى أهلكتنى وأضلتنى وأوصلتنى الى هذا المرض ألذى أتجرع الأن صباحآ ومساءآ ألامه ومخاوفه متقلبآ بين الشحوب والهزال. اذن هى العقوبة العادلة التى نزلت بى فأوصلت هذا الفيروس القاتل إلى دمى بعد ما تلقفته ساقطه مومس وأرسلت به إلى فى لحظة فاحشة معها، وأصبحت بذلك عضو داخل هذا المرض القذر. غفلة دقائق وكعادتى فى كل ممارسة من هذا النوع أنسى كل شئ فيها ماعدا متعتى وأنانيتى ، أنسىفيها أننى أب مسؤل عن زوجة وأبناء ، ملقياً نفسى فىأحضان الشيطان ليستمتع بضلالتى وعدم خوفى من الله.

حسناً إنها العقوبة العادلة لى. إننى أستحق الرجم بالحجارة لأننى مجرم.

عبدالعزيز: هل تصدق أننا نحن المصابون بهذا المرض نمارس هذه اللعبة القذرة المنحطة بيننا ونضم بذلك أعضاء د اخل الفريق بقصد أو بدون قصد ماكان لهم الرغبة فى الإلتحاق بعضويتنا القاتلة، هناك أبرياء بعيدون كل البعد عن هذه الفواحش ولكنهم أصيبوا بهذا الوباء القاتل.إنها السنة الكونية التى إقتضت مشيئة الله تدخلها فى الوقت المناسب بعدما عجت الأرض بقذارة الفحش والاستهتار والمعصية، ولكن ماذنب الأبرياء من أطفال ونساء ورجال أصيبوا به وهم بعيدون تماماً عن مستنقعنا! إنه شؤم المعصية. أخشى أن أكون قد أشركت زوجتى البائسة معى فى هذا المرض بدون علمها إننى قاتل ياصديقى,, حقيقة مرة ولكن على أن أعيش عذابها وأوجاعها.إنهاالقسمة العدل من العادل. كم اُمهلت، وكم إبتعدت كثيرا، وكلما إزداد بعدى من ربى زاد لى فى العطاء والثراء والغفلة!، وخُدعت بذلك من قرينى مره ومن قرناء السوء مرات عديدة ، ظننت أن ذلك خيراً خصنى الله به وماعرفت برأسى الفارغ أن ذلك لم يكن سوى إستدراجا، عندما وصلت إلى هذا الحد الضحل فى تفكيرى إنقلبت الموازين عندى فأصبحت أرى المعروف منكرا والمنكر معروفا! وتعساً لى إن لم يغفر لى ربى"

هذا كل مالدى راجياً منك أن لا تتخلى عنى فى مصيبتى هذه حتى أرى ماكتبه الله لى. وبخصوص إتصال زوجتى بك، فهناك العقار المتبقى الذى لا أملك غيره وهى الأرض التى رفضت بيعها حينذاك بخمسين مليون ريال، فإن وجدت أى مشترى لها بأى قيمة فأسرع ببيعها بموجب الوكالة التى معك عبدالعزيز: منذ يومين قابلت هنا فى لندن أحد الأخوة الأنجليز وهو مسلم ذهبت معه إلى المركز الأسلامى فى لندن وصلينا سوياً، هل تصدق أننى ولأول مرة أعرف أن هناك مسجد فى لندن،كما عرفت أن فى هذه البلاد الكافرة نوع من البشر يختلفون تماماً عن طبيعتى، يأتون لهذه البلاد لتعريف هؤلاء الناس بالله وبالإسلام ، مجموعة من جنسيات شتى منهم الأسمر والأحمر والأسود والأبيض والأصفر، تفرقت بينهم الجنسيات ولكن جمعهم حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة لهذا الدين بالحسنى والحكمة والموعظة الحسنة على نهج كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين. لينتى عرفتهم من قبل، نوعية من البشر تعرف كيف تٌعاش الحياة وكيف يٌتمتعٌ بها ولكن بطريقة تختلف عن طريقتى ومن يشبَهٌنى، عرفوا الله فأحبوه بقلوب صادقة وأحبوا لغيرهم الخير للتمتع بطهر الحياة والبعد عن الطرق المتشعبة فى حياتنا المؤدية الى الحسرة والحزن والألام وفى الأخرة الى العذاب والخسران المبين. هل تذكر عندما أخبرتنى فى أحد المرات التى كنت أجلس فيها معك أن لله جنة فى الأرض غير جنة الخلد التى عنده. لقد عرفتها ورأيتها ولكن للأسف القاتل أراها الأن ولاأستطيع أن أطأ عتباتها، أعرف أنى أتيت متأخرا،وكأنه كٌتب على أن أٌلقى عليها نظرة فى أخر أيام عمرى وكأننى أنظر أليها من فوق شرفة فأرى ظلالها وخمائلها الظليلة وهدوئها وطمأنينتها حتى أكاد أن أحس بهوائها ونسماتها العليلة، كل ذلك أراه فى وقفتى هذه وكأن تحت قدمى أشواك حادة أحس بألمها فى جسدى كله.

قاتل الله الضلالة التى كانت تسوق أقدامنا إلى ذل المعاصى ونيران الشهوات ألتى أفحمت نفوسنا فلم نحس بالأرتواء حتى أسقتنا بكأس ألموت ألبطئ ولفظتنا شبه أحياء. كنت أظن أنى سعيد فى حياتى لولا أن زوجتى وأبنائى يكدرون صفو أيامى وليالى عندما يعاتبوننى، كنت أراهم أنانيون مخطئون لتدخلهم فى حياتى الخاصة ، ماكنت أعرف أننا شركاء فى هذه الحياة وأى خلل بداخلى يؤثر عليهم . عرفت ذلك الأن، ولكن الوقت متأخراً متأخرا " وليس لى الأن سوى الأنتظار والويل لى إن لم يغفر لى ربى.

انا المخطئ..أنا الجاهل..أنا المجرم (عدنان)




منقووول


الساعة الآن 10:10 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "