كان الاعتقاد سائداً في الماضي بأن المتقدمين في السن لا يستطيعون الرفع من كفاءة قدراتهم البدنية وأن أفضل ما يمكنهم جنيه من التمرينات الرياضية هو تخفيض إيقاع وسرعة تراجع كفاءة تلك القدرات البدنية.
وقد جاءت نتائج دراسة عملية قام بها عالم فسيولوجيا المجهود البدني الأمريكي هربت دفريز لاكتشاف علم الشيخوخة لدحض ذلك الاعتقاد.
فقد شملت عينة الدراسة أكثر من 200 رجل وسيدة متقاعدين من مدينة كاليفورنيا تراوحت أعمارهم بين 56 و87 سنة، واشتركوا في برنامج لياقة بدنية تضمن المشي والركض وتمارين مرونة وتمرينات جمباز استمر لمدة 6 أسابيع.
وتوصلت الدراسة إلى هبوط ضغط الدم وانخفاض الوزن ومستوى الدهون في الجسم وازدياد كمية الأكسوجين المنقول إلى أنسجة العضلات وأدى كل ذلك إلى تخفيف الأعراض العضلية العصبية التي تعمل كمؤشر للتوتر العصبي.
وقد جاء في كتاب عالم الفسيولوجيا دي فريز أن الرجال والسيدات أصبحوا وهم في عقد الستينات والسبعينات يضاهون الذين يصغرونهم سناً بعشرين سنة في اللياقة البدنية والنشاط الحيوي، وأشار إلى أن أفراد العينية الذين كانوا قبل التجربة يقومون بنشاط بدني محدود هم الذين سجلوا أكبر قدر من التحسن بعد الخضوع لتجربة الدراسة، ويتفق ما جاء على لسان مدير مختبر علم الشيخوخة والبيولوجيا في جامعة وسكنسون في الولايات المتحدة الأمريكية من أن المسنين الذين يمارسون الأنشطة البدنية يتمتعون بنوعية أفضل من الحياة جسمياً ونفسياً مقارنة مع نظائرهم الذين يبقون جالسين ينتظرون الموت، لأن تراجع كفاءة وظائف الحسم مع التقدم في السن مثل قدرة القلب على ضخ الدم مصدراً للكآبة، ولبقية الأمراض النفسية.
وفي ضوء نتائج هذه الدراسة وما جاء من أداء لخبراء علم الشيخوخة والفسيولوجيا، فإنه لا بد أن نؤكد على أن ممارسة النشاط البدني يمنع تراجع كفاءة وظائف الجسم ويقاوم آثار الشيخوخة ويجدد الشباب ذلك أنه من المسلمات أن ممارسة النشاط الرياضي تساعد على تحسن وظائف القلب والجهاز التنفسي وازدياد قوة العضلات ومتانة العظام.
ونستخلص مما تقدم أن الحالة الصحية واللياقة البدنية والنفسية العامة للإنسان الممارس للأنشطة البدنية تتحسن مهما كان العمر الذي يواظب فيه على الممارسة.