بدأ الأخ يتكلم و يكتب و هو يتحدث عن الأشاعرة بين المتقديمن و المتأخرين, و بين المفوضين و المتأولين أو من يتذبذب بين هؤلاء و هؤلاء.
نظر في القرآن الكريم فجاء ب {يد الله فوق أيديهم} فقال لي أن هذه اليد لا يمكن أن تعنى القوة أو القدرة لأن الله يقول في موضع آخر {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} جاءت مثنى و القدرة أو القوة لا تكون مثنى! أو كلام قريب من هذا.
كنت أريد أن أتفق معه لكن سألته سؤالا سهلا و هو:
هل قرأت 5 أو أكثر من التفاسير؟
قال لي: لماذا تسأل يا معطل يا جهمي يا مؤول يا صوفي يا القبوري, ما هذا السؤال؟؟ إنه لا يصدر إلا من جاهل.
قلت له مهلا يا أخي, أنا أسألك لأعرف هل تعرف أن اليد فسرت بالقدرة فقط أو فسرت بأشياء أخرى؟
إذهب إلى هذا الموقع: http://altafsir.com/Tafasir.asp?tMad...o&LanguageID=1
و أعمل مقارنة بين التفاسير, ثم قل لي بعدها هل ما زلت تتخيل القوة فقط أم هناك أقوال و إجتهادات أخرى!؟
....
قال: أنت جاهل و يجب أن تسأل لتتعلم و لا تسأل لتمتحننى فأنا درست في المدينة و لم أتعلم في الزوايا و المساجد التي بنيت على القبور مثلك أنت و من هم على شاكلتك. نحن تعلمنا أن ما عليه أهل السنة هو ما كان عليه أهل الأثر و أهل الحديث و قبلهم التابعين و السلف الصالح نثبت لله ما أثبته لنفسه في كتابه أو في سنة نبيه المصطفي صلى الله عليه و سلم.
(((تغافلت عن أسلوبه في الحديث معي لأنني كنت متيقنا بأن الأخ على كامل الاقتناع بما يعتقده و لا يريد لي إلا الخير من وجهة نظره, فما قطعت الاتصال معه)))
قلت: طاب مساءك يا أخي, أنا جاهل و معك حق و لذلك سوف أناديك أستاذي و سوف أسأل لأتعلم لا لأحاور, معذرة إن أسأت إليك بغير قصد, فوالله ما كان هذا قصدي و الله على ما أقول شهيد ..
قال: ما عليك, تفضل هات ما عندك و بعون الله سأحاول الإجابة على ما أستشكل عليك.
أنا: بارك الله فيك أستاذي الفاضل. أرجو أن تصبر معي لأن سؤالي طويل, و طوله هو انعكاس لطول جهلي في هذه المسألة. أولا: أنا ما تعلمت أن اليد في الآية تعني القوة أو القدرة أبدا!!
عندما بحثت في التفاسير وجدت الى جانب القوة و القدرة كذلك النعمة, يد رسول الله بدليل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} و أقوال أخرى حيث تجد المفسرين يذكرون أقوالا في المسألة تختلف أحيانا و تتفق أحيانا أخرى.
الذي أعتقده أنا هو: الآية في معناها العام و هذا المعنى تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول صلى الله عليه و سلم كعقده مع الله تبارك و تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله {من يطع الرسول فقد أطاع الله} و أن الله يؤيدهم و ينصرهم, و إذا كان هناك معنى آخر فأنا أفوض أمري إلى الله, و لا أقوم إلى الآية الكريمة فأجزئها و أقطعها إربا إربا: "يد + الله + فوق + أيديهم" ثم آخذ اليد و أقول هذه يد الله أو إن لله يدا أو إن الله يتصف بصفة اليد.
أنا سوف أؤمن بذلك إذا أثبتت لي أن الرسول صلى الله عليه و سلم أو ساداتنا الصحابة رضوان الله عليهم فعلوا ذلك و آستخرجوا اليد من الآية هذه بالتحديد ثم قالوا (إنا لله يدا) نثبتها على حقيقتها بدون تأويل و لا تعطيل و لا تمثيل. أما أن تأتي بإجتهاد هذا أو ذاك ثم تقول لي إن هذا ما كان عليه سلف الأمة, فأنا لا أوافق, لأن هذا كلام بلا دليل.
.... ثم ذهب و لا أقول هرب ...
(((لكن ما زلت أنتظر إجابة الأخ و أرجو من الله أن يرزقني بأخ أفضل منه و يواصل هذا الحوار الأخوي)))