قد يستغرب البعض إن قلت له أنا افضل الدولة الايرانية على كثير من دول أخرى, لكن حتما سيسأل ما الحكاية و لماذا؟؟!
إن الدولة الايرانية -على الاقل- لن تجد التبرج و الفساد في الشوارع و المحطات و الاشهارات و الاعلانات من كل صوب و حدب.
ليس هناك مغريات من اماكن اللهو و الليالي الحمراء و ما يمكن يغر الانسان.
لا تسمع في كل مكان موسيقى تورث النفاق في القلب و التغني بالفجور و الكاسيات العاريات.
هذا مهم جدا, أليس كذلك؟؟
أما الخطر على العقيدة فلا أظن هناك اعتداء على السنة إلا الخوارج منهم و من يعادي الدولة أو ينشر علنا المذهب المخالف للمذهب الجعفري و العقائد الامامية و هذا من حقهم ففي السعودية لن يسمحوا للتشيع علنا أيضا.
أنا عندما كنت أعمل في شركة أوروبية كان أقرب الزملاء الذي صار فيما بعد صديق لي إيراني, لكن ليس متعصب و لا متشدد و هو تعلم تعليمه الاساسي و الاعدادي في ايران و لم يلقنوه هناك لعن الصحابة او تكفيرهم أو الحقد على السنة او تحريف القرآن و السنة, سألته عن هذه الأشياء فلم يذكر لي إلا شيء واحد و هو أنهم تعلموا أن الصحابة اغتصبوا حق الامام علي في الحكم. هذا كل شيء, ثم ذكر لي التجسس الذي يقوم به المعلمون يسألون عن آباءهم فيسألون التلاميذ هل آباءهم يشربون الخمر و هل ينظمون لقاءات منزلية حول السياسة, و أشياء أخرى دفعتهم للهجرة الى أوروبا لأنهم تقدميين و ليسوا محافظين فلذلك لا يطيقون العيش في دولة محافظة كايران, لكن المهم هو أنه لم يتعلم الاشياء التي غالبا ما أسمعها عن الشيعة هنا و في الانترنيت.
أين يتعلمون إذن التعصب للامامية و التشدد و كراهية السنة؟؟ إن هذه التحزبات تظهر إما في الجامعة أو في السنوات الأخيرة من التلعيم الثانوي حيث تكون الانشطة الثقافية و الايديولوجية و الدينية و تجد متعصبون للشيعة و هم روافض و يفكرون في التبشير بمذهبم بين أهل السنة و غير الشيعة لكن بين اللادينيين من الايرانيين أيضا, في السنة الأخيرة من الثانوية يبدأون العمل الحركي فتجد المواطنيين المخلصين للوطن اي الوطنيين و تجد القوميين الذين يكرهون العرب و العروبة و الاسلام جملة و تفصيلا و تجد الليبيراليين و تجد العلمانيين و تجد حتى الماركسيين من جند خلق, و لهذا يجب أن نعرف الفرق بين الايرانيين و لا نتهمهم بالجعل أو بما نقرأه على النت فالأكثرية الكبرى العظمى لا يهتمون بالاسلام أصلا ثم الأقلية تجد يعرفون الاشياء العادية التي يعرفها العامة و يدرسونها في المدرسة من ايمان و صلاة و قيام و قعود و الخميني و ولاية الفقيه و الامامة و الصحابة منعوا انتشار و تطبيق الامامة, ثم الأقلية القليلة هي المتعصبة و المتعصبون للمذهب أو للفرقة موجودون في كل مكان حتى صار البعض فيهم يكفر الآخر لأتفه الأشياء.
إن التعصب ليس شيء جميل و لولا تعصب الشاه ضد الاسلام بعداءه الذي أعلنه حتى وصل به الحال أن يساوي بين الكتب المقدسة عندما قال إذا سمحنا للقسم على القرآن فيجب أن نسمح للكتب المقدسة الاخرى اليهودية و النصرانية و البهائية, ثم نشره و تمويله للبهائية و حراستها و تطبيق أجندة بريطانية, لما كان هناك ثورة خمينية أصبحت اليوم عبئا على الكثير ممن يريدون الحرية الفردية و الانفلات من الحكم الامامي.