أعوذ بالله تعالى من الافتراءات.
البداء الذي يعتقده الشيعة هو نفسه الذي يعتقده السنة والدليل:
من كتاب أصول الكافي للكليني رحمه الله تعالى باب البداء:
9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما بدا لله في شئ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له.
كلام العلماء:
من كتاب عقائد الامامية للمظفر رحمه الله تعالى:
"البداء في الإنسان أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقاً، بأن يتبدَّل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه؛ إذ يحدث عنده ما يغيِّر رأيه وعلمه به، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله، وذلك عن جهل بالمصالح، وندامة على ما سبق منه.
والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى. لاَنّه من الجهل والنقص، وذلك محال عليه تعالى، ولا تقول به الامامية قال الله تعالى (يَمْحوُا اللهُ ما يَشَآءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ)(1).
ومعنى ذلك: أنّه تعالى قد يُظهر شيئاً على لسان نبيِّه أو وليِّه، أو في ظاهر الحال لمصلحة تقتضي ذلك الاِظهار ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أولاً، مع سبق علمه تعالى بذلك، كما في قصة اسماعيل لما رأى ابوه إبراهيم أنّه يذبحه) قال تعالى: ( فَلمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يبنَيَّ إنّي أرَى في المَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرُ مَاذا تَرىَ قال يا أَبَتِ افْعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرينَ * فَلَمّا أَسْلَما وَتَلّهُ لِلجبيِن* وَنادَيْناهُ أَنْ يا إبراهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤيا إِنّا كذلِكَ نَجْزِي المُحسِنينَ * إنّ هَذا لَهُوَ البلـوءُ المُبيِنُ * وَفَدَيْنهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ
عند السنة:
انظر المجلد الثاني من الصحيح البخاري ص 259
عن أبي عمرة ان أبا هريرة حدثه انه سمع رسول الله ( ص ) يقول : ان ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا
لله ان يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ، فقال لون حسن وجلد حسن ، قد قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، ثم قال له : أي المال أحب إليك ، فقال : الإبل ،
فأعطي ناقة عشراء ، وأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ، قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا قد قذرني الناس فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا ، ثم قال له : فأي المال أحب إليك ، فقال : والبقر ، فأعطاه بقرة حاملا ،
وأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : يرد الله إلي بصري ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فاعطاه شاة ولودا ، وجاء في الحديث ان الإبل والبقر والغنم تكاثرت عند هؤلاء حتى
اصحب لكل واحد منهم قطيعا من هذه الأصناف ، ثم ان الملك أتى الأبرص والأقرع والأعمى كلا على صورته ، وطلب من كل واحد منهم ان يعطيه مما عنده ، فرده الأقرع والأبرص ، فأرجعهما الله إلى ما كانا عليه ، وأعطاه الأعمى فزاده الله وأبقاه مبصرا
قول العلماء:
وقال ابن حجر في تفسيره للحديث في فتح الباري :
قوله : ( بدا لله )
بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره , وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى.
فلماذا الكذب؟