قبيل الطوفان المجوسي

[naseh]

بسم الله الرحمن الرحيم

قبيل الطوفان المجوسي

امتدت عروقهم السوداء فاضحة سمهم القاتل الذي تجرأ ليأخذ مداه في بعض عروق الامه الخاويه بعد أن وجد ثغرات نسجها أبنائها بأيد عملت طويلأ , يذيق بعضها بعضا مر الفرقة والأختلاف ومظاهر الضعف والانجرار وراء بؤر الفتنه العاتيه فشغلهم عن عدوهم الماكر المتربص بهم الدوائر ، وهكذا وجد أرضا خصبه فحرث وبذر وأنبت وأورق وتهيأ لجني الفتنه ثمر , ماترون اهلي أحبتي من محاولات عدوكم تقطيع أوصالكم وأضعاف شوكتكم وضياع دينكم ، وهو يصول ويجول دون رادع ومانع ، فأي حال فيه أنتم , هاهو اليوم يثأر لذهاب دولته العظمى ، يثأر لضياع امبراطورية الشرق التي طالما تنازلت وتنازعت مع أمبراطورية الروم وهاهو يثأر أولا من جاره الذي كان بوابة ضياع ملكه وذهاب سلطانه ، لطالما كان يحلم ببسط نفوذه وهيمنته على دويلات جيرانه بحسب زعمه ، وطالما كان يسخر منها ومن أهلها فهم في منظوره تبعا لسلطانه وظعاف في كنف كيانه وهيبة مقامه .
هاهو يذيق جاره مر العذاب وسخط العقاب في حرب ضروس أوقد أولها والله يعلم آخرها ، جعل الجار يقتل جاره وأوغل الصدور حقد دفين , نسجه يوم أراد اعادة ملكه وكيانه وحلمه بعد نسيانه ، فأعتبرها خطوته الاولى التي جائت بعد تعثر سابقتها في غدرة سلفه علقمي بني العباس .
وهذا ديدنهم مهما تغير الزمن ، لغيرهم كارهون ولغير حالهم ونهجهم معادون ، وبكل جهدهم لمرادهم وفكرهم مصدرون ولمبتغاهم دوما طالبون ، بالفتنه عاملون ويالخبثهم يضنون كما قيل فيهم دهاة ، وياويلهم فهم تائهون في غيهم وضلالهم ماضون ، ولحتفهم البغيض واصلون .
فيالخيبتهم . . . . ، فأهلنا باقون ، بدينهم متمسكون ، ولعروبتهم حافطون ، وبعد كل غدرة من عدوهم منتصرون هاهم أولاء البغاة بعد لم يملكوا عنان بأس عميم عليه جاهدون , هم به يلوحون , فكيف وان ملكوه , ما هم فاعلون .
يـــا أمتي أفيقي واحذري , فهو للنيل والثأر منك قد مضى , وجمع كيده وأتى , والبلد السعيد قد غزى , وأرض السواد أحتوى , وبناره الشام اكتوى , وأوشك حصن مصر بقتنته الهوى , ولأرض قبلتنا وحماها بالشر نوى , يريد تحقيق حلمه من حيث غيره فشل .
أي أمتي لاتعطيه مجالآ للعمل ولا لتحقيق حلمه أمل , وحطمي غيه وخطره عليه بالخزي والفشل , ولا ريب قد علم لك مراده بالقول والعمل .
هاهو يريد بأمتنا وأرضنا طوفان , ليضع خبرها في طي النسيان , ولينال من أهلها وحاضرها وتأريخها ومجدها بالتدمير والخذلان , وليجعلها وأهلها أداة لتحقيق حلمه بالهيمنة والنفوذ والطغيان , ناكرا لها سبقها لكل العالم بالجميل والعرفان



ناصح الطائي
العراق قلعة الصمود بعون الله